وهل يصوم القلب ؟!

PharmakonPharmakon عضو ذهبي
تم تعديل 2010/08/30 في إسلاميات


الحمد لله , الصلاة والسلام على رسول الله : أما بعد :


سألتة : ما الصيام عندك ؟

قال : كف البطن عن الطعام والشراب , والفرج عن قضاء الشهوة .



قلت : هذا أهون الصيام عند السلف .



قال : فكف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام .



قلت : ونسيت القلب ؟



قال : وهل يصوم القلب ؟

قلت : يصوم أعظم صيام .



قال : اشرح لي ذلك .



قلت : صيام القلب بالإعراض عن الهمم الدنيئة والأفكار الدنيوية , وبكفه عما سوى الله بالكلية .



قال : وكيف يكون الفطر من هذا الصوم ؟


قلت : يكون بالفكر فيما سوى الله والدار الآخرة , وانشغال القلب بالدنيا إلا دنيا تراد للآخرة .


قال : وهل لذلك أثر من الكتاب والسنة ؟

قلت : قولة تعالى : ( يوم لا ينفع مال ولا بنون ـ إلا من أتى الله بقلب سليم ) ( الشعراء : 88 , 89 ) فعلق النجاة يوم القيامة على سلامة القلوب و إذا سلمت القلوب سلمت الجوارح , واستقامت على طاعة الله , واجتنبت معصيتة ونواهي.




وقال النبي صلى الله علية وسلم : ( ألا و إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد , وإذا فسدت فسد سائر الجسد , ألا وهي القلب " ( متفق علية ) .


فأساس الصلاح والفساد هو صلاح القلوب وفسادها ولذلك كان إصلاح القلوب وتهذيبها وتطهيرها من أعظم أعمال الطاعة التي غفل عنها كثير من الناس .



قال أبو تراب النخشبي : ليس من العبادات شئ أنفع من إصلاح خواطر القلوب .



وقال أحمد بن خضروية : القلوب أوعية , فإذا امتلأت من الحق , أظهرت زيادة أنوارها على الجوارح , و إذا امتلأت من الباطل أظهرت زيادة ظلمتها على الجوارح .




" صــــفة القلــــب الصائــم "


والقلب الصائم : قلب متحرر من حب الدنيا والتعلق بشهواتها وملذاتها , طلباً للنعيم الأعلى والراحة الدائمة .


قال رابعة : شغلوا قلوبهم بحب الدنيا عن الله عز وجل , ولو تركوها لجالت في الملكوت , ثم رجعت إليهم بطرائف الفوائد .


والقلب الصائم : قلب مشغول بالفكر في الآخرة , والقدوم على الله عز وجل .



قال حادث بن أسد : بلية العبد تعطيل القلب عن فكرة في الآخرة , حينئذ تحدث الغفلة في القلب .


والقلب الصائم :قلب سالم من الأحقاد والضغائن لا يضمر لأحد من المسلمين غلاً ولا شراً ولا حسداً بل يعفو ويصفح ويغفر ويتسامح , ويحتمل أذى الناس وجهلهم .


وقد سئل ابراهيم بن الحسن عن سلامة القلب فقال : " العزلة ،، والصمت وترك استماع خوض الناس ولا يعقد القلب على ذنب , ويهب لمن ظلمة حقه " .


والقلب الصائم : قلب ساكن مخبت متواضع ليس فيه شئ من الكبر والغرور والعلو في الأرض .



قال النبي صلى الله علية وسلم : " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر " ( رواة مسلم ) .


والقلب الصائم : قلب مخلص لا يريد غير وجه الله , ولا يطلب إلا رضى الله , ولا يلتذ بغير محبة الله وذكره وشكره وحسن عبادته .



قال يحيى بن معاذ : النسك هو العناية بالسرائر واخراج ما سوى الله عز وجل من القلب .



وقال ضيعم : إن حبه تعالى شغل قلوب محبيه عن التلذذ بمحبة غيره فليس لهم في الدنيا مع حبة لذة تداني محبته , ولا يأملون في الآخرة من كرامة , الثواب أكبر عندهم من النظر إلى وجه محبوبهم .



فأين أصحاب هذه القلوب النقية ؟


و أين أرباب تلك الهمم العليّة ؟


ذهبوا ـ والله ـ فهل ترى لهم بقية ؟


اللهم اجعل قلوبنا تصوم في كل وقت وحين ...


رمضان مبارك عليكم جميعا"

التعليقات

  • dr.Hazemdr.Hazem مدير عام
    تم تعديل 2010/08/29
    مقال رائع و الله يجزيكي الخير أخت فارما ....الله يجعلنا من المرحومين و المغفور لهم و المعقتوقين من النار في رمضان ..
  • Dr.AhmadDr.Ahmad مدير عام
    تم تعديل 2010/08/29
    مقال روحاني راقي اخت سارة بارك الله فيكي و نسأل الله العافية لقلوبنا جميعا ..... اللهم اشرح صدورنا و اهدي قلوبنا إليك
  • PharmakonPharmakon عضو ذهبي
    تم تعديل 2010/08/30
    اللللللللللهم اميييييييييييييييييين ... اهلا دكاتره