الاضطرابات التطورية في بنية الأسنان

dr.Ali

1- تشكل الميناء المعيب Amelogenesis Imperfecta:
(سوء نمو الميناء الوراثي، الميناء البني الوراثي، الأسنان البنية المتلألئة الوراثية).
يمثل نقص تكون الميناء مجموعة عيوب الميناء الوراثية غير المترافقة مع أي من العيوب الولادية. وهو يمثل اضطراباً في الوريقة الخارجية وتكون مكونات الوريقة المتوسطة للأسنان طبيعية بشكل أساسي.
يحدث تطور الميناء الطبيعي في ثلاث مراحل:
1 – طور التشكل أو التكون Formation stage وذلك أثناء تشكل القالب العضوي.
2 – مرحلة التكلس أثناء تمعدن هذا القالب.
3 – طور النضج maturation تنضج فيه البللورات وتكبر.
يمكن تمييز ثلاثة نماذج أساسية لتشكل الميناء المعيب:
1 – النموذج ناقص النمو: لايتشكل الميناء بكامل ثخانته الطبيعية في الأسنان البازغة حديثاً.
2 – النموذج ناقص التكلس: ويكون طرياً جداً ويمكن إزالته بالأدوات اليدوية.
3 – النموذج الناقص النضج: يمكن أن يخترق الميناء في عدة نقاط.
تتفاوت ألوان تيجان الأسنان المصابة بتشكل الميناء المعيب ما بين البقع المصفرة حتى اللون البني الغامق. وقد يكون تركيبه طبشورياً أو تغيب أجزاء مينائية أو تشاهد شقوق وتجعدات عنقية متوازية أو انخماصات ينكشف العاج عندها. تكون نقاط التماس بين الأسنان مفقودة والسطوح الطاحنة مسحولة بشدة.
نسيجياً: يلاحظ اضطراب في تميز الميناء أي وجود خلل في تشكل القالب العضوي بنماذج ناقصة النمو. وتلاحظ عيوب في بنية القالب والترسب المعدني في حالات أخرى.

2- نقص تصنع الميناء Enamel Hypoplasia :
له نموذجان أساسيان:
1 – نموذج وراثي موصوف سابقاً تحت اسم (تشكل الميناء المعيب).
2 – نموذج مسبب عن عوامل محيطية. وهنا تتأثر إما بعض الأسنان مفردة أو مجموعة أسنان كاملة إما دائمة أو مؤقتة. ويشاهد في حالات متعددة:
أ – نقص تصنع الميناء الناجمة عن العوز الغذائي والحميات الطفحية:
يلاحظ في الكساح وعوز الفيتامين A وB وكذلك في الأمراض الطفحية كالحصبة وجدري الماء والحمى القرمزية. تبدو على سطح الميناء صفوف من الحفيرات الصغيرة الآخذة بالتبقع. إن أكثر الأسنان إصابة هي القواطع والأنياب والأرحاء الأولى. وتتوافق مناطق الإصابة المينائية مع زمن المرض.
ب – نقص تصنع الميناء الناجم عن الزهري الولادي.
يصيب القواطع الأمامية العلوية والسفلية والأرحاء الأولى (أسنان هوتشنسون).
تبدو الثنية العلوية مثلمة في الوسط مدورة الحفاف, أما الرحى فتكون مليئة بالحدبات الصغيرة على شكل كتل متكومة.
جـ ـ نقص تصنع الميناء الناجم من نقص كلس الدم:
إن عوز الفيتامين D وعوز هرمونات مجاورات الدرق يؤدي إلى إنخفاض كالسيوم المصل وينعكس هذا على نقص في تصنيع ميناء الأسنان الآخذة بالتطور وتشبه الصورة السريرية الصورة السابقة.
د ـ نقص تصنع الميناء الناجم عن الأذية الولادية:
قد يتوقف تشكل الميناء في الولادات الرضية فيبدو نقص التصنع على شكل خط أو حلقة في الأسنان المؤقتة والرحى الأولى الدائمة.
هـ ـ نقص تصنع الميناء الناجم عن الإنتان الموضعي والرض:
يصيب سناً مفردة وتبدو حفيرات صغيرة على الميناء مع نقص في تصنع وتصبغ هذه المناطق تدعى هذه الأسنان أسنان ترنر Turner`s teeth .
عندما تتعرض السن المؤقتة للإصابات حول الذروية يؤثر الإنتان الجرثومي على طبقة مصورات الميناء للسن الدائمة. وإن شدة نقص التصنع تعتمد على نوعية الإنتان وحجم النسج المصابة والمرحلة التطورية للسن الدائمة.
و ـ نقص تصنع الميناء الفلوري (الميناء المبقعة أو المرقطة):
زيادة كمية الفلور في مياه الشرب إلى أكثر من جزء من المليون قد يؤدي إلى ميناء مبقعة, ومن المحتمل أن الفلور يؤثر على مصورات الميناء خلال مرحلة تشكل الهيكل العضوي للميناء. وتتفاوت شدة المظهر بين نقاط بيضاء عشوائية وتغيرات معتدلة على شكل مناطق بيضاء كامدة إلى تغيرات شديدة تعطي السن لوناً مبقعاً مسمراً وأشد التغيرات تؤدي إلى تآكل الأسنان وحتى انكسار أجزاء من الميناء.
ز ـ نقص تصنع الميناء مجهول السبب:
تلاحظ بعض حالات نقص مينائي غير مرتبطة بشكل واضح بإحدى القصص المرضية السابقة.

3 - تشكل العاج المعيب Dentinogenesis imperfecta
يحدث تشكل العاج المعيب في الأسنان اللبنية والدائمة, يتراوح لون الأسنان من الرمادي إلى البنفسجي المسمر وتبدي الأسنان شفوفية مميزة غير عادية أو لوناً براقاً متلألئاً, قد تفقد الميناء بشكل مبكر ويتعرض العاج للتآكل السريع خاصة في السطوح الطاحنة للأرحاء ويترافق أحياناً مع تكون العظم الناقص.
المظهر الشعاعي يشير إلى امتلاء الحجرة اللبية والأقنية الجذرية بالعاج الثانوي أما الملاط والعظم الداعم فطبيعيان. وقد تلاحظ صورة معاكسة يكون فيها العاج رقيقاً والحجرة اللبية ضخمة والميناء طبيعية فتدعى الأسنان عندئذ بالأسنان الصدفية
(Shell teeth), وتبدو في الصورة الشعاعية كأصداف من الميناء والعاج اللذين يحيطان بالحجر اللثية الكبيرة.
نسيجياً يتألف العاج من أقنية غير منتظمة ومناطق كبيرة من العاج غير المتكلس والأقنية العاجية واسعة القطر قليلة العدد التي تغيب تماماً في بعض المناطق. تهدف معالجة المريض المصاب إلى وقاية الميناء من الانكسار وحماية العاج المنكشف من التآكل. ويقتضي ذلك التتويج كحل رئيسي..

4 - سوء تصنع العاج Dentin dysplasia
يدعى بالأسنان فاقدة الجذور, وهو إضطراب نادر يتشكل فيه عاج ولب غير طبيعيين بينما تكون الميناء سليمة, يعتبر مرضاً وراثياً ينتقل كصفة قاهرة يصيب كلاً من الأسنانين ويأخذ أحد نمطين: الجذري والتاجي.
أ- النمط الجذري:
تكون فيه الجذور قصيرة, مخروطية, سيئة التشكل, وتكون الحجرة اللبية والأقنية الجذرية مطموسة كلياً في الأسنان اللبنية, أو تبقى الحجرة اللبية مرئية على شكل هلال في الأسنان الدائمة, وغالباً يلاحظ تشكل أورام حبيبية أو خراجات. من الناحية النسيجية يكون عاج التاج طبيعياً تقريباً أما اللب فمغلق بعاج متكلس وحصيات لبية مندمجة تشبه المقذوفات البركانية.
ب- النمط التاجي:
تأخذ الأسنان فيه نفس المظهر المتلألئ الأصفر أو الرمادي المزرق وتكون الحجرة اللبية مطموسة في الأسنان المؤقتة, وكبيرة الحجم واضحة في الأسنان الدائمة وتلاحظ الحصيات اللبية شعاعياً. نسيجياً يكون العاج طبيعياً تقريباً ومحتوياً على عدد من الحصيات اللبية, أمّا عاج الجذر فيكون لا قنيوياً غير متبلور خاصة في الأسنان المؤقتة. تميل الأسنان إلى الانقلاع قبل الأوان أو بعد رض ثانوي بسبب قصر الجذور, وغالباً ما نشاهد الآفات الذروية وحركة السن المبكرة, ولا يوجد معالجة نوعية.

5 - سوء التصنع السني Odonto dysplasia
تدعى الأسنان المصابة أسنان الشبح (Ghost teeth), وهو شذوذ يصيب سناً أو عدة أسنان, خاصة القواطع والأنياب العلوية, وقد تصاب الأسنان المؤقتة أيضاً. ويظن أن سببه هو الإصابات الفيروسية الكامنة في الخلايا المولدة للسن. تبدي الأسنان المتأثرة بسوء التصنع السني فشلاً في البزوغ, وشكلاً غير منتظم مع تمعدن معيب. شعاعياً يلاحظ نقص واضح في الكثافة الشعاعية, ويكون الميناء والعاج, رقيقين على حساب حجرة لبية واسعة, وتتصف بنية العاج النسيجية بكثرة العاج بين الكريوي وعدم إنتظام أقنية العاج, كما تكون بنية الميناء مشوهة.

6 - نقص تكلس العاج Dentin Hypocalcification
يتدخل في نقص أو زيادة تكلس العاج الأمراض التي تصيب غدد مجاورات الدرق واستقلاب الفيتامين D. لذلك شاهد نقص تكلس العاج في حالات قصور وظائف مجاورات الدرق. حيث يلاحظ كثرة العاج غير المتكلس دون مظاهر سريرية واضحة.