لو أصبح نملة

دمعة فرح

ترى لو تخيلت نفسك يوما ما تصغر وتصغر حتى تصبح في حجم النملةفما الذي كنت ستفعله برأيك.....
هذا ما فكرت به اليوم فرأيتني أسير مسرعة قاطعة وقتا طويلا من باب غرفتي إلى الخارج
رأيتني أنظر هنا وهناك بكل حذر خوفا من قدم مجهولة تدوسني أو مبيد حشري يسممني
كنت أرى كل شيء ضخما فالكرسي بحجم ناطحات السحاب والمرآة بعيدة بعد السماء
رايت أهلي يومها يأكلون في سفرة تساوي حجم حي بأكمله, وفجأة سقطت من ملعقة أخي حبة أرز صغيرة بقربي نظرت إليها فوجدتها كافية لعدة أيام آكل منها حتى أشبع ولكن لم ألبث أن اقتربت منها حتى رأيت جيشا من النمل يشبهني يأتي نحوي, يبتسم ويقول لي هيا بنا يا صديقة, هيا بنا نحمل الطعام إلىأهلنا,هيا بنا نساعد بعضنا, هيا بنا فالشتاء قادم والبرد قارص ولن يحمينا إلا مساندة بعضنا
اقتربت من حبة الأرز وأمسكتها بفكي الصغيرين ولكنها كانت ثقيلة جدا,حاولت مرارا ان احملها ولكنني لم استطع فتركتها حينها سمعت نملة خلفي تقول:يا صديقتي لا تملي المحاولة فالهدف يستحق منك التعب وهاأنا هنا سأساعدك في جرها , فنحن إخوة في الله ووجب علينا أن نؤدي حقوقنا لبعضنا
صدمت بما قالت ولكنني أعجبت بها وتساعدنا في سحب عدة حبات من الأرز إلى الحفرة
حين دخلت إلى قرية النمل زاد عجبي فلم أعتقد في حياتي أن مخلوقا بهذا الضعف يستطيع أن يبني من الطين والصخر مدينة تضاهي ابراج امريكا في دقة صنعها
كنا نضع الطعام في اماكن مخصصة وكأنها مستودعات منظمة فكل نوع من الطعام له مكانه المعين الذي لا يتعداه
وبعد أن انتهينا رأيت أكثر النملات يسرعن إلى النمل الصغير يطعمنه وكأنه فلذة أكبادهن وليس مولود الملكة
وحينها سخرت لسخف حال البشر وجبروتهم وكبر طغيانهم, فهم لم يستطيعوا ان يصلوا في حياتهم إلى مجتمع فاضل مع أن نملة تافهة يدوسونها بأرجلهم سهوا أو عمدا دون ادنى شعور بالذنب استطاعت أن تفهم سر الحياة
وتمنيت حينها أن أبقى كما أنا أن لا أعود لحياتي السابقة, ولكن ما جعلني أنسى الموضوع هو تخيلي لموتي على يد إنسان أستحق الحياة أكثر منه........




من كتاباتي....

dr.Hazem

و الله إنت أفكارك غريبة جداً و خواطرك عجيبة دمعة فرح !!!!!!!!!!!!!

nehad

مجتمع النمل بلا شك يتمتع برقي في التنظيم والادارة والتخطيط والقياده والاشراف وتحمل المسؤليه والا لما كان من بين المجتمعات التي تضرب بها الامثله وهذا المجتمع يتمتع بتنظيم رائع يستمد روعته من خالقه بديع السموات والارض ويدل عاى دلائل عظيمه على عظمه الخالق سبحانه وتعالى وعلى عظيم هديه لخلقه كما في الايه الكريمه ( قال ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى )

وأقترح أن يكون العنوان ليكن لنا في مجتمع النمل عبرة

---

TAMMAM

سبحان الله لقد اخترتي كناية رائعة وهي مجتمع النمل ................ مشكورة جدا على كلماتك الجميلة والخاطرة المعبرة ........... كل واحد فينا له دوره في الحياة ................

د.مفدى زهور عدي

كل الكائنات الحية بمثابة أمم أمثالنا..هكذا فهمنا من كتاب الله عز وجل (القرآن الكريم)لها نشاطات وسعي حثيث لرزقها ومعيشة تتفاوت بالرقي والنظام من كائن لآخر....فالنمل والنحل من الكائنات الراقية وذكر الحديث عنها بالقرآن الكريم, ومن أسلوب معيشتها الهمة والنشاط والإحترام المتبادل لبعضها وكذلك التعاون والتكاتف والتآلف وتنسيق الدفاع عن الذات ببناء حصون وتخصيص محاربين ضد غزو الأعداء بلاهوادة وببسالة حتى الموت.ربما هي أفضل من الإنسان في كل ماذكرت وقارنت وكانت رحلتك إلى عالم النمل رحلة ممتعة استطعت من خلالها أن توجهينا إلى مواطن الإبداع عند النمل وهل تعلمين أن الله عز وجل اعتبر النمل من العقلاء حيث حرف الميم في كلمة مساكنكم,,يحطمنكم,, وهو لجمع الذكور العقلاء.وكذلك:
هناك ثلاث معجزات في هذه الآية {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } (18) سورة النمل

الأولى : أن النمل يتكلم وبصوت .
الثانية : أن النمل من أكثر المخلوقات حرصا على أفراد جماعته وأقربائه .
الثالثة : أن كلمة ( لا يحطمنكم ) كانت سببا في إسلام عالم استرالي حيث أنه أكتشف أن أكثر من 70 % من جسم النملة هو من الزجاج وهو مادعاه إلى الإيمان بأن القرآن من عند الله عز وجل .

وأشكرك جزيل الشكر على خصوبة خيالك وابداعك الأدبي...

دمعة فرح

شكرا لكل من علق عل مدونتي واحترم كل ارائكم

دمعة فرح

اشكر المشرف مفدى زهور عدي على تعليقه المميز الذي ابهرني وزاد من معلوماتي بطريقة جميلة