متلازمة المرض الرئوي الحاد

مقدمة : قيل درهم وقاية خير من قنطار علاج

هناك العديد من الأمراض التي يمكن تجنبها بالقليل من الحذر وبأساليب وقائية سهلة وبسيطة سواء الأمراض التي قد تنتقل من المريض السني إلى الطبيب أو حتى من مريض إلى آخر ، وقد مكن التطور العلمي في مجال طب الأسنان من الحد من انتشار بعض الأمراض ودعم النسج السنية ( تطبيق المس الفلوري عند الأطفال مثلا) .

تهدف هذه الزاوية إلى شرح أساليب الوقاية من مختلف الأمراض المهنية والأمراض المنتقلة من المريض إلى الطبيب ومن مريض إلى آخر ، و تعريف الطبيب لأبسط الوسائل التي تمكنه من ممارسة مهنته مع هامش أمان أكبر.

الوقاية تعني الحيلولة دون حدوث المرض أو منع تقدمه أما المعالجة فتعني التغلب على الحالة المرضية أو تحقيق استقرارها

مراحل الوقاية

أ‌- الوقاية الأولية : تمنع حدوث المرض منذ الشك فيه وتتم من خلال:

1- رفع مناعة الجسم الذاتية : تحسين الصحة والتثقيف الصحي ، النظام الغذائي الجيد ، العادات الصحية الجيدة وتحسين شروط السكن والعمل ومن الناحية السنية منع حدوث سوء الإطباق والتأكيد على الصحة الفموية الجيدة

2- الوقاية النوعية : الطرق المطبقة لمنع حدوث مرض معين أو مجموعة من الأمراض لمواجهة أسباب المرض قبل أن يصيب الإنسان وهي موجهة نحو العامل الممرض الإنتاني كالمهني والغذائي باستعمال التمنيع مثل حذف مادة كيميائية أو إضافة عنصر غذائي كالفلور أو اليود

ب‌- الوقاية الثانوية: اكتشاف المرض في مرحلة مبكرة من تطوره والقيام بالمعالجة المبكرة للحد من انتشاره ومنع الاختلاطات وتتم من خلال:

1- التشخيص المبكر خصوصا في الأورام وبعض الإصابات المناعية

2- الحد من العجز : بتخفيف عواقب المرض المتقدم

ت‌- الوقاية الثالثية : إعادة تأهيل الأفراد المصابين ويتطلب ذلك جهازا كاملا من الفنين المساعدين كالممرضين المعالجين الفيزيائيين والجراحين والنفسيين وتتضمن المعالجات الجراحية والتعويضية والمعالجات التجميلية




سنبدأ بالحديث عن مرض انتشر مؤخرا وسبب الكثير من الخوف في الأوساط التي وصل إليها والأوساط التي لم يصل إليها

السارس : متلازمة المرض الرئوي الحاد

SARS : Sever Acute Respiratory Sendromz







كبداية أحب أن أنوه أن مناقشة هذا الموضوع ستتم من خلال عددين أو ثلاثة للتمكن من استيعاب كافة المعلومات المتعلقة بالموضوع :

ماذا يجب أن نعرف ؟ ؟

مرض جديد ظهر منذ فترة ليست بالقليلة يسمى السارس SARS ( Sever Acute Respartory System )

وهو عبارة عن مرض رئوي اكتشف أو تم تسجيله مؤخرا في أسيا ، شمال أمريكا ، وأوروبا والمعلومات التي سنقدمها الآن هي معلومات أساسية حول المرض والإجراءات المتخذة للحد من انتشاره

وللحصول على المزيد من المعلومات يمكن مراجعة المواقع التالية :

www.cdc.gov/ncidod/sars/

www.who.int/csr/sars/en/



أعراض السارس:

بشكل عام يبدأ السارس بحمى أو ارتفاع حرارة أكثر من 100.4 Fأو 38.0 c <

أعراض أخرى تتضمن :

1- آلام رأس

2- شعور عام بالتوعك

3- الألم الجسدي

4- بعض الأشخاص قد يشعرون بأعراض مرض تنفسي خفيفة



بعد يومين لسبعة أيام يطور مريض متلازمة المرض الرئوي الحاد سعال جاف ويصبح لديه مشاكل تنفسية



انتشار السارس :

مبدئيا يمكن القول أن السارس ينتشر عن طريق التماس بين شخصين أحدهما مصاب. وقد تطورت معظم الحالات عند أشخاص تواجدوا أو عاشوا مع شخص مصاب أو كان على تماس مباشر مع أحد الأشياء الملوثة ( مفرزات الجهاز التنفسي مثلا لشخص مصاب بهذه المتلازمة )





الطريقة الفعالة التي ينتقل بها السارس تتضمن لمس الجلد أو الأشخاص المصابين أو الأشياء الملوثة ثم وضع اليد على العين أو الأنف أو الفم . وهذا ممكن أن يحدث بطريق العدوى الذاتية عند الشخص المصاب بالإضافة لانتقاله من الشخص المصاب لمن حوله وللأشياء التي يلمسها أو يتعامل معها .

ومن المحتمل جدا أن ينتقل السارس بالهواء وهذا يفسر الانتشار الواسع والسريع لهذا المرض

كما من الممكن أن تكون هناك طرق أخرى غير معروفة يتم بها انتقال السارس



تشخيص السارس في المراكز الطبية :

يتضمن التشخيص المبدئي عند المرضى الذين نشك بوجود السارس عندهم :

1- صور شعاعية للصدر

2- فحوص دموية عامة

3- فحص البصاق بتلوين غرام ، فحص بصاق بشكل عام

4- فحوص الجهاز التنفسي المختلفة ( فحص أنفلونزا a , b – فحص فيروسات الجهاز التنفسي المختلفة )

5- فحص أضداد

وعلى الأطباء الحفاظ على العينات المأخوذة من الدم أو التنفس أو المصل حتى يتم تحديد التشخيص بشكل جيد





إن استمرار الأعراض بشكل حاد بعد أكثر من 21 يوم وحتى عند زوال الأعراض يجب أخذ عينات مصل من كل مريض وكل شخص التقى بالمصاب خلال هذه الفترة وخلال فترة زوال الأعراض أو فترة النقاهة .

على الأطباء المقيمين للحالة اتخاذ جميع الاحتياطات للوقاية ، يجب ارتداء القفازات والأقنعة والاستفادة من كل الوسائل الوقائية المتاحة حتى يتم تحديد كيفية انتقال السارس بشكل أكيد كما يجب أن لا ننسى حماية العينين



الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة :

معظم الأشخاص المصابون في أمريكا هم الأشخاص العائدون من سفر من مناطق أخرى من العالم ، وحالات قليلة جدا تم تسجيلها بين أقارب المصابين والأشخاص العاملون في مجال الصحة ، وحاليا لا يوجد أي دليل على الانتشار الواسع للسارس في الولايات المتحدة ، وبهذا يجب أن نتوقع أن خطر الإصابة يشمل كل من له علاقة بمصاب السارس والعاملون في مجال الصحة والمسافرين



الأسباب المحتملة للسارس :

العلماء في CDC ( Center of Deases Control ) ، والمخبريين حددوا أن سبب السارس هو فيروس غير معروف تم عزله من أحد المرضى وقد افترض أن هذا الفيروس الجديد coronavirus هو الذي يؤدي للإصابة بالسارس



توصيات مركز التحكم بالأمراض CDC :

تم وضع بعض التوصيات والتوجيهات للأشخاص الذين لهم علاقة بالموضوع :




1- الأشخاص الذين يفكرون بالسفر للمناطق المصابة بالسارس

تم وضع ملاحظتين الأولى ناصحة والثانية محذرة :

فالنصيحة هي عدم السفر إلا في حال الضرورة القصوى

والتحذير لإعلام المسافرين بالاعتبارات الصحية وبعض الإجراءات والنصائح التي يجب أخذها بعين الاعتبار



2- الأشخاص الذين سيسافرون إلى مناطق ينتشر فيها المرض

أ‌- ننصح بالغسل المتكرر للأيدي للوقاية من التلوث بالفيروس

ب‌- تقليل الاختلاط قدر الإمكان مع الناس لتقليل فرصة الإصابة

ت‌- لا ننصح باستخدام الأقنعة أو الوسائل الوقائية الروتينية في الأماكن العامة



3- الأشخاص الذين يظنون أنهم قد أصيبوا :

أي الأشخاص الذين يعانون من :

أ- ارتفاع حرارة أكثر من 100.4 F 38C

ب- سعال

ت- السعال مترافق أو غير مترفق مع صعوبة تنفس



يجب استشارة أخصائي الصحة ويجب إطلاع الأخصائي على أي سفر تم مؤخرا لمناطق انتشار المرض أو إذا كان على اتصال مع شخص عانى من ذات الأعراض .



4- العائلة التي أصيب أحد أفرادها

هناك مجموعة من الاحتياطات التي يجب أخذها لمدة 10 أيام بعد زوال الأعراض التنفسية والحمى ، وخلال هذه الفترة يجب على المصاب أن يبقى في المنزل ويحد من اتصاله بالآخرين .

إن وجود مصاب في المنزل يعني وجود فرصة كبيرة لانتقال المرض للآخرين الذين يعيشون معه والخطورة تكمن في إمكانية انتشار المرض قبل أن يعرف أنه مصاب



وسوف يتم ذكر عدة نصائح بنيت على تجارب أجريت في الولايات المتحدة :

1- يجب على المصاب أن لا يغادر المنزل ويقلل من اتصاله بالآخرين لمدة 10 أيام بعد زوال الحمى وزوال كافة الأعراض وخلال هذه الفترة يجب اتخاذ كافة الاحتياطات التي تضمن عدم تلويث ما حوله بالفيروس وتقليل فرصة النقل الفعال للمرض

2- كل الأشخاص في المنزل يجب أن يتبعوا نصائح تعقيم الأيدي ( غسل متكرر أو استخدام محاليل كحولية معقمة ) خصوصا بعد التماس مع سوائل الجسم المختلفة ( البول ، مفرزات الجهاز التنفسي – البراز )

3- يجب الأخذ بعين الاعتبار إمكانية استخدام قفازات ذات استخدام وحيد عند التماس مع أي من سوائل جسم المصاب ومهما يكن لا تعتبر القفازات بديلا عن غسيل اليدين ووسائل النظافة الأخرى

4- يجب أن يرتدي المصاب قناع أو كمامة جراحية لمنع انتقال الفيروس عن طريق القطرات عند تعامله مع أشخاص سليمين عن قرب ، وفي حال تعذر عليه ارتداء الكمامة يجب على الآخرين السليمين ارتدائها عند التعامل معه ( ليس في المناطق العامة بشكل عام )

5- يجب تجنب استخدام أدوات المصاب ( ملاعق ، سرير .... الخ ) وحتى بين المصابين أنفسهم . وحتى لو كان من الممكن للآخرين استخدامها بعد التنظيف ( الغسيل بالماء الحار والصابون ) كما يجب استخدام المطهرات المنزلية عند التنظيف مع مراعاة ارتداء القفازات عند القيام بهذا الإجراء .

6- يمكن التخلص من النفايات ( الكمامات والمناديل الورقية .. الخ ) كأي نفايات أخرى

7- يجب مراقبة جميع أفراد المنزل من قبل أخصائي ومركز صحي بشكل دوري منتظم .

8- يجب على أي شخص في المنزل أو أي شخص يتعامل مع مصاب أن يبلغ في حال شعوره بأية أعراض . مع إعلام الطبيب الفاحص أنه على تماس مع مصاب بمتلازمة المرض الرئوي الحاد.

9- يجب على جميع من في المنزل اتباع النصائح المعطاة للمصاب

-10 يجب أن لا يحد نشاط الأشخاص السليمين خارج المنزل



كما نلاحظ فإن النظافة الشخصية والعامة هي الأساس في الحد من انتشار هذا المرض القاتل ، ويتم تطبيقها بأساليب بسيطة غير معقدة وليس من الصعب اتباع هذه النصائح ..

على الرغم من خطورة هذا المرض فإن الوقاية منه تتم بهذه الأساليب فأنت تملك عزيزي القارئ القدرة على حماية نفسك
منقول من موقع dentarab