و للطبيب قدمان

Dr.AhmadDr.Ahmad مدير عام
تم تعديل 2008/06/01 في مواضيع طبية غير مصنفة
و للطبيب قدمان


الطبيب الحكيم الإنساني القدوة هو الذي يسير على قدمين، قدم العلم وقدم الأخلاق ، فإن انكسرت إحداهما أصيب بالعرج ، وأما إن انكسرت الاثنتان فعلى الدنيا السلام . العلم بدون أخلاق خطر يهدد الناس أجمعين ، وقد شهدت القنابل الذرية منذ زمن بعيد على ذلك ، كما شهدت الأعضاء التي استؤصلت بغير استطباب على ذلك . الأخلاق بدون علم ستوقع الطبيب ومرضاه في غيابت الجهل والأذى ، ولن تستطيع دموع غزيرة للطبيب أو حنان أورحمة أن تصلح الضرر الذي حصل، ولا أجد له تشبيهاً إلا كمن يمزق بيد ويربت باليدالأخرى إشفاقاً .
أما إذا غاب العلم وغابت الأخلاق ، فماذا نستطيع أن نقول في ذلك ؟
وإذا كان فاقد القدمين متكبراً يطمح بمنصب الربوبية أوأدنى من ذلك بقليل، وينظر إلى الأصحاء نظرته إلى المجذومين ، وإذا سارع إلى اتخاذ المناصب وإلقاء الأوامر ،
فإلى ماذا تظن أن ينتهي ذلك؟
باختصار شديد لا أرى نتيجة لذلك إلا نضباً من السماء ، وتقتيراً في الرزق ، وتسلطاً من الأعداء، وتفحماً في القلوب والمشاعر.
وماذا يفعل سليم القدمين ؟
عليه بالصبر، فالزبدسيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فسيمكث في الأرض، ليزهر في الدنيا، ويثمر فيالآخرة.
من كتاب : قلبي وعقلي وروحي

.

التعليقات