المرض النفسي لا يصيب المؤمن !

وجيهةوجيهة مشرفة منتدى تربية الأطفال
تم تعديل 2011/10/15 في الطب النفسي Psychiatric


الإعتقاد بأن المرض النفسي لا يصيب المؤمن !

اعتقاد البعض أن المرض النفسي لا يصيب المؤمن القوي!

إن الناس يعتقدون أن حدوث الاكتئاب دليل على ضعف الإيمان, بينما الحقيقة هي أن الاكتئاب يسلب الإيمان, بمعنى أن المؤمن المصلى إذا أصابته نوبة اكتئاب فإنه سيترك الصلاة! وإحساسه بفتور علاقته مع الله عز وجل! وهذا الاعتقاد الخاطئ لدى الناس جاء من أمرين.

الأول: عدم إدراك الناس لمعنى المرض النفسي.

الثاني: نظرة الناس للأمراض النفسية على أنها مركب نقص.

أما الأمراض النفسية فأمرها مختلف, وهي لا تقتصر على ما يسميه الناس بالجنون, بل إن معنى المرض النفسي معنى واسع يمتد في أبسط أشكاله إلى اضطراب التوافق البسيط إلى أشد أشكاله تقريباً متمثلاً في فصام الشخصية شديد الاضطراب, كما أنه ليس شرطاً أن تستخدم العقاقير في علاج ما يسميه الأطباء النفسيون بالأمراض النفسية, بل إن منها ما لا يحتاج إلى علاج دوائي.

ولعلي أعجب من البعض الذين يربطون درجة التقوى والإيمان بامتناع الإصابة بالأمراض النفسية دون العضوية! فلقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه".

وهذا البيان النبوي شامل لجميع الهموم والغموم صغيرها وكبيرها, وأيا كان نوعها, وفي الأصل أن الأمراض النفسية مثل غيرها من الأمراض ولا شك-وهي نوع من الهم والابتلاء-ولذلك فإنها قد تصيب المسلم مهما بلغ صلاحه, كما أنه لم يرد في الكتاب الكريم ولا في السنة المطهرة ما ينفي إمكانية إصابة المسلم التقي بالأمراض النفسية حسب تعريفها الطبي.

من المشهور علمياً لدى أهل الطب النفسي (خاصة), ودينياً لدى الكتاب الإسلاميين, أن التدين يقي من المرض النفسي, ويحمي صاحبه من إكتئابه من الانتحار, وذلك رغم تأكيدنا على خطأ المقولة الشائعة: إن المرض النفسي لا يصيب المؤمن القوي.برغم كل ذلك تبقى حقيقة علمية بسيطة لكنها غير قابلة لأن ينكرها عاقل وهي أن الإيمان القوي الصحيح يحمي صاحبه ويقيه أولاً من الوقوع السهل في أعراض كالقلق والإكتئاب التفاعلي والتي يمكن جداً أن يكون الوقوع السهل فيها بداية للغوص في المرض أو الاضطراب النفسي الشديد كالقلق العام والإكتئاب الجسيم, وهي اضطرابات نفسية بعيدة الأثر على حياة المريض, ولكن يبقى الإيمان القوي الصحيح أيضاً عاملاً مهماً في التخفيف من وطأتها إن حدثت, كما يبقى عاملاً داعماً لمحاولات العلاج على اختلاف أنواعها.

وأؤكد أن حدوث المرض النفسي لا يعني ضعف الإيمان!