الشعرينة الحلزونية Trichinella spiralis

dr.joandr.joan عضو ماسي
تم تعديل 2008/08/20 في مواضيع طبية غير مصنفة
الشعرينة الحلزونية Trichinella spiralis
للشعرينة ثمانية أنواع أهمها الشعرينة الحلزونية و ينجم داء الشعرينات عن توضع يرقات الدودة متكيسة ضمن العضلات المخططة و تكون الكيسات أغزر مايمكن قرب المرتكز الوتري للعضلات , و هو مرض حيواني في الأساس و لكنه يصيب الإنسان بشكل عارض
الموطن :
تتميز الشعرينة بأن الدودة الكهلة و اليرقات تتواجدان في نفس الثوي لذلك يعتبر ثوياً نهائياً و متوسطاً معاً , فتقطن الدودة الكهلة في الأمعاء الدقيقة للخنزيرو الخيول و الجرذ و (غيرهما من الحيوانات ) والإنسان بينما تتوضع اليرقات في العضلات المخططة .
الوبئيات :
يزيد عدد المصابين بالشعرينة الحلزونية في العالم عن 50 مليون شخص , و المرض شائع لدى الشعوب التي تأكل لحم الخنزير خاصة في الصين و أسبانيا و فرنسا و ايطاليا و يوغسلافيا و هو موجود في سوريا بأعداد قليلة .
الشكل :
1- الدودة الكهلة Adult worm :
تعتبر الشعرينة الحلزونية الكهلة أصغر الممسودات التي تخمج الإنسان فهي تشبه الخيط و بالكاد تُرى بالعين المجردة .
1-1 الذكر :
و هو يقيس 1.5 ملم طولاً و يوجد في نهايته الخلفية حليمتين مخروطيتين كبيرتين تفيدان لثبيت الأنثى أثناء الجماع .
clip_image002.gif
ذكر وأنثى الشعرينة

1-2 الأنثى :
و يبلغ طولها ضعف طول الذكر تقريباً إذ يبلغ طولها 3.5 ملم و ينفتح فرجها عند اتصال خمسها الأمامي مع بقية جسمها .
وهي ولود تضع ما بين 1500 و 2000 يرقة طيلة حياتها التي تستمر شهر واحد فقط .

2- اليرقات Larvae :
تقيس اليرقة 100 مكون طولاً و 6 مكرون قطراً
clip_image003.jpg
يرقة الشعرينة الحلزونية

تحاط اليرقة بمحفظة كيسية في العضلات المخططة و يزداد حجمها 10مرات تقريباً ليبلغ طولها 1 مما يضطرها لأن تلتف على نفسها و تسمى نتيجة ذلك بالحلزونية و هي تتوضع دوماً بشكل موازي للألياف العضلية و تحوي كل محفظة عادة على يرقة واحدة ونادراً أكثر من يرقة واحدة
تموت اليرقة عادة و تتكلس خلال سنة واحدة من تشكلها رغم أنها يمكن يمكن أن تبقى حية عدة سنوات تصل حتى 40 سنة ضمن عضلات الإنسان المصاب .
دورة الحياة :
يكون الشخص المصاب ثوياً نهائياً ( لوجود الديدان الكهلة في أمعائه ) و متوسطاً ( لوجود اليرقات في عضلاته ) معا لذلك تكتمل دورة الحياة في ثوي واحد فقط ( الإنسان , الخنزير , الجرذ ) و لكن لابد لاستمرار النوع الطفيلي من تبديل الثوي .
مستودع الخمج : الخنزير.
الثوي الطبيعي : القوارض , أما الإنسان فيعتبر ثوياً عارضاً .
تحدث العدوى عن طريق تناول لحم الخنزير النيء أو غير المطهي جيداً الحاوي على يرقات حيّة .
clip_image004.jpg
دورة حياة الشعرينة الحلزونية
بعد تناول اللحم المخموج , تُهضم المحفظة الكيسية المحيطة باليرقة فتتحررهذه اليرقة و تدخل ظهارة العفج , متحولة بعد يومين إلى ديدان كهلة مذكرة ومؤنثة
يموت الذكر خلال أسبوع بعد الجماع الذي قد يتكرر عدة مرات , أما الأنثى فتخترق مخاطية الأمعاء الدقيقة لتبدأ بوضع اليرقات بعد 5 – 7 أيام من بدء الخمج .
تخترق هذه اليرقات جدار الأمعاء و تنتقل عبر الأوعية اللمفية لتصل المجرى الدموي ومن ثم إلى القلب الأيسر ومنه إلى الدوران العام الذي يحملها نحو أعضاء البدن المختلفة , وخاصة إلى العضلات المخططة لتتكيس فيها بين الاسبوع الثالث و الرابع بعد بدء الخمج
تفرز هذه اليرقات بروتينات خاصة تسبب اضطراب في استقلاب الليف العضلي الذي دخلت إليه فيتحول من ليف قابل للتقلص إلى خلية حاضنة Nurse cell ( نتيجة فقدانه للليفاته العضلية مع حدوث سماكة شديدة في غمده و حدوث زيادة النبيبات المعترضة ) وظيفتها الأساسية تغذية اليرقة وإفراز الكولاجين مما يؤدي لتشكل محفظة من ألياف الغراء تحيط باليرقة .
كما تفرز اليرقة أيضاً عاملاً يسمى VEGF ( (Vascular Endothelial Growth Factor يحرض على تولد الأوعية فتشكل شبكة وعائية تحيط باليرقة و الخلية الحاضنة .
clip_image005.jpg
شكل ترسيمي لليرقة و الخلية الحاضنة تحيط بهما الشبكة الوعائية
و العضلات التي تصاب عادة هي :
- عضلة الحجاب
- العضلات الوربية
- العضلات الصدرية
- عضلات اللسان
- العضلات الماضغة
- العضلات حول الحجاج
- العضلة الدالية
- عضلة الساق Gastrocnemius
ولا تتكيس اليرقات التي تتواجد في الأعضاء الأخرى كالقلب و الجملة العصبية المركزية فتتخرب و تموت خلال فترة قصيرة .
و بما أن الخمج بالشعرينة الحلزونية ينتهي في الإنسان Dead end , فان هذا الخمج يستمر في الطبيعة بواسطة احدى الحلقتين التاليتين :
1- من خنزير الى خنزيرأو من جرذ إلى خنزير.
2- من جرذ الى جرذ .
المظاهر السريرية :
يكون الخمج بالشعرينة لا عرضياً في أغلب الحالات , و تتعلق المظاهر السريرية بالعوامل التالية :
• عدد اليرقات ( تعتبر الإصابة شديدة عندما يكون عدد اليرقات أكثر من 100 في كل غرام واحد من العضلات)
• الحالة المناعية للثوي .
و تكون الإصابة ذات أعراض سريرية في الأخماج الشديدة فقط و يمكن تقسيم المظاهر السريرية إلى ثلاثة أطوار :
1- طور الغزو المعوي :
وهو ناجم عن وجود الديدان الكهلة في الأمعاء .
و تشاهد اعراض هذا الطور خلال الاسبوع الأول من الخمج وهي تشمل: إسهال شديد, آلام بطنية , غثيان , إقياء .
2- طور الغزو العضلي :
و ينجم عن غزو اليرقات للعضلات .
و تظهر أعراض هذا الطور في الاسبوع الثاني من الخمج , وهي تشمل :
1- الوذمة المتناظرة حول الحجاج مع أو بدون نزف تحت الملتحمة, و قد يحدث رهاب للضوء
2 - حمى تصل أحياناً حتى 40°م ( و هي الممسودة الوحيدة التي تسبب هذه الحمى المرتفعة )
3 - آلام عضلية شديدة تحدث أثناء الجهد العضلي عادة و أحياناً خلال الراحة وتصبح العضلات حساسة للضغط عليها و تصيب خاصة العضلات الماضغة التي تتضخم عادة (مما يؤدي لصعوبة في الكلام و المضغ) و الوربية و عضلة الحجاب و العضلات حول الحجاج (مما يؤدي لحدوث ألم عند تحريك العينين) .
3- طور التكيس :
و يحدث عند تكيس اليرقات ضمن العضلات خلال الاسبوعين الثالث و الرابع للمرض و تشمل التظاهرات السريرية هنا التعب العضلي و الوهن اللذان قد يستمرا عدة أشهر مع غياب التظاهرات السريرية للطور السابق .
في بعض الحالات الشديدة يموت المصاب نتيجة حدوث اختلاطات مثل التهاب عضل القلب و اضطراب نظم القلب أو التهاب قصبي رئوي أو التهاب الدماغ و لاتتجاوز نسبة الوفيات 0.3% .
التشخيص :
التشخيص المخبري :
هناك عدة اختبارات تفيد للتشخيص هي :
- خزعة العضلات : و هو الاختبار المفضل للتشخيص فهو يظهر اليرقات المتكيسة في العضلات و يجب أن تجرى بعد بدء الخمج بـــ3 – 4 أسابيع , و تؤخذ العينة من منطقة الارتكاز الوتري العضة الدالية عادة أو من المنطقة العضلية المتورمة أو المؤلمة بالجس .
- تعداد الكريات البيض و الصيغة : و يبدي إرتفاعاً شديداً في الحمضات
( تصل أحياناً حتى 90 %) ويبدأ هذا الإرتفاع بعد أسبوع من الإصابة و يبلغ الذروة بين الأسبوعين الثالث و الرابع .
- ارتفاع شديد في الـ IgE .
- عدم ارتفاع سرعة التثفل وهي علامة هامة .
- ارتفاع تركيز الإنزيمات العضلية في المصل كالـ CPK و الالدولاز .
- التفاعلات المصلية : و هي تكشف الأضداد النوعية للشعرينة و تظهر هذه الأضداد بدءاً من الأسبوع الثالث للإصابة و تبلغ ذروتها بعد 2-3 أشهر و يمكن أن تستمر 2-3 سنوات .
و من التفاعلات المستخدمة الاليزا , تفاعل تثبيت المتممة و التالق المناعي اللامباشر .
- يستخدم حديثا ًالتفاعل السلسلي للبوليمراز PCR في التشخيص و هو يكشف الـ DNA النوعي للشعرينة في الدم أو في خزعة العضلات و هو يستخدم فقط في :
- الحالات المشكوك بتشخيصها ( كما هو الحال عند وجود تظاهرات سريرية لا نموذجية أو لدى المرضى مكبوتي المناعة )
أو في المرحلة المبكرة من المرض التي تكون فيها الاختبارات الأخرى كالتفاعلات المصلية سلبية
- التصوير الشعاعي البسيط : يمكن أن يبدي وجود كيسات متكلسة في العضلات .
- يمكن في حالات نادرة رؤية الديدان الكهلة أو اليرقات خلال فحص البراز
ونستنتج مما سبق بأنه يوحي بالإصابة بالشعرينة الحلزونية مايلي :
• قصة تناول لحم خنزير أو مشتقاته نيء أ و غير مطهي جيداً .
• اصابة أكثر من شخص معاً
• المظاهر السريرية المميزة ( وذمة حول الحجاج – حمى – آلام عضلية ) .
• ارتفاع شديد في الحمضات + ارتفاع الإنزيمات العضلية في المصل كالـ CPK .
المعالجة :
يجب معالجة كل الحالات المشكوك فيها لإيقاف إنتاج اليرقات و خاصة عند حدوث أعراض التهاب معدة و أمعاء بعد عدة أيام من تناول لحم خنزير غير مطهي جيدا لدى أكثر من شخص تناولوا هذا اللحم .
- في الطور المعوي :
- يعطى الـ Mebendazole ( اسمه التجاري (Vermox ® بجرعة 200 – 400 ملغ كل 8 ساعات لمدة ثلاثة ايام ثم بجرعة 400 - 500 ملغ كل 8 ساعات لمدة 10 أيام
ويمكن ان يعطى الـ Albendazole( اسمه التجاري Zentel ® ) بجرعة 400 ملغ مرتين يوميا لمدة 10 أيام .
وتطبق هذه المعالجة في المرحلة المبكرة للمرض كي يقتل الديدان الكهلة و ينقص بالتالي عدد اليرقات المتجهة نحو العضلات
و لابد من التأكيد على أن هذا الدواء لا يؤثر مطلقاً على اليرقات المتكيسة في العضلات .
- في الطور العضلي :
يعطى المريض الستيروئيدات كالبريدنيزون Prednisone بجرعة 1 ملغ / كغ / يوم لمدة 5 أيام و المسكنات و خافضات الحرارة .
الإتقاء :
1- الامتناع عن تناول لحم الخنزير النيئ أو غير المطهي جيداً .
2- قتل اليرقات الموجودة في لحم الخنزير بواسطة التجميد العميق في الدرجة – 15 م لمدة 21 يوم
3- الطهي الجيد بالدرجة + 70 م أو أكثر لغاية أن يفقد اللحم لونه الأحمر و لا يفيد استخدام فرن الميكروويف لأنه لا ينشر الحرارة بشكل متجانس على جمع أجزاء اللحم
4- تطبيق المراقبة البيطرية على لحوم الخنازير .


لا تنسى تحميل المرفقات