المضاعفات الجراحية المهمة في أمراض الأسنان Surgically important complications of dental disease

 

من المفيد قلع السنّ السائبة المتسوّسة تسوّسًا كبيرًا، إذ يمكن إزاحته أو كسره في أثناء التنظير أو استعمال منظار الحنجرة قبل الجراحة؛ وإذا أمكن خياطة السنخ (الوقب) socket، فيجب عدم تأخير ذلك. وعندما يحدث حادث كهذا، فقد يكون من الصعب البرهنة على درجة المرض التي أدت إلى إزاحة السنّ. ويجب أن يسأل المرضى دائمًا عن التيجان crowns والجسور، وينبَّه طبيب البنج على وجودها، لأن استبدال التيجان والجسور المتضررة قد يكون مكلفًا.

          والحاجةُ إلى وضع محاليل بوفيدون اليود في فلوع crevices اللثـَّـة أو جيوبها، وإعطاء الصادَّات لإتقاء التهاب الغشاف endocarditis الخمجي معروفةٌ تمامًا. فقد تصاب صمامات القلب الصنعية بتجرثم الدم bacteraemia، ليس فقط بعد قلع السنّ، ولكن أيضًا في أثناء المضغ فوق سنٍّ مصابة بمرض حوله. وإضافةً إلى خطورة خمج الصمام بعد الجراحة، فإن الحاجة تدعو إلى معالجة حالات القلع عند المرضى الذين يتناولون مضادات التخثر إذا حدث عندهم خراج سنخي alveolar في ذلك الوقت. لذلك يجب معالجة الأسنان المريضة قبل الجراحة وقبل استبدال صمامات القلب. وفرصة الخمج عن طريق الدم، هي بالمثل ممكنة عند إجراء استبدال المفاصل، ويجب أيضًا توقعها حتى لو كانت إمكانية حدوثها قليلة.

          وعندما يلزم إجراء عملية غير طارئة للمريض، فإن معاينة تجويف الفم قد يقلل من خطورة المشكلات المستقبلية، خاصة إذا كان التبنيج المطول ضروريًا. ويُنصَح المرضى ذوو الأفواه القذرة بشكل عام والذين لديهم كثير من الحصى بأن يزوروا طبيب الأسنان لتنظبف أسنانهم وتَلَميعها، وتحسين صحة أفواههم. أما اولئك الذين لديهم أسنان متسوسة كثيرة وأمراض شديدة حول السنّ، فإنهم يُنصَحون بالسعيِّ لمعالجتها قبل دخولهم إلى المستشفى.

          ويثير النزيفُ بعد قلع السنّ هلعًا شديدًا عند المريض. والنزف في الغالب انفعالي reactionary في طبيعته، ويبدأ بعد القلع بساعتين إلى ثلاث ساعات. وأحيانًا يكون ثانويًا secondary يحدث بعد بضعة أيام، وربما يرافق التهابَ فينسينت التقرحي في اللثـَّـة. وفي حالات معينة، لا يكون الوقب (السنخ) socket مصدر النزيف، بل يكون المصدرُ هو الشقّ الذي نـُفـِّذَ في التَلَم لنزح خراج سنخي alveolar. ويُنظـَّف الفم من الجلطة بعناية بواسطة الشاش ويحدد موقع النزف. وتوضع قطعة مطوية من الشاش أو لِفافة منه في الوقب (السنخ) النازف، ويطلب من المريض أن يعضَّ عليها باستمرار لمدة 15 دقيقة.

          وفي أثناء ذلك الوقت، يُستفسَر من الأقارب، إذا كانوا موجودين، عن أيِّ دليل يشير إلى عيب كبير في آلية الإرقاء haemostasis، لأنه لا يستغرب أن يخفي المنعورون haemophiliacs المتألمون مشكلتَهم حتى يقنعوا طبيب الأسنان بأن يقلع السنّ! وغالبًا ما يكون سبب النزف موضعيًا وليس عامًا. ويُحضَّر خيطٌ حريري 3/0 ( 3 بالنظام المتري) على إبرة قاطعة 22 مم نصف دائرية، أو خيوط أخرى، كما يُحضَّر مِحقن وإبرة  و2 بالمائة ليجنوكائين يحتوي على أدرينالين 1 : 100000، وماسك إبرة، ومِقصّ  لقطع الخيوط. ويجب أن يخاط الوقب (السنخ) socket، إذا لم يكن الإرقاء تامًا والجلطة ثابتة بعد نهاية 15 دقيقة. ويزرق 0.5 مل من محلول بنج موضعي في التَلَم sulcus من الجهة الوحشية، وفي أرض الفم أو الحنك palate من جهة الوقب (السنخ) الإنسية. ويقلل الأدرينالين من النزف مؤقتًا كما يسمح البنج بوضع غرز مدروسة من دون استعجال. وتوضع الغرزة في اللثـَّـة الشدقية أو الشفوية ثم في اللثـَّـة اللسانية، ويعقد الخيط بعقدة جراحيَّة، لأن اللفـَّـتـَـيْن الأُولـَـيَيْن في الغـَزْلـَةِ الأولى تمنعان العقدةَ من الانزلاق، وتمكنان من ربط الخيط بإحكام. ويخاط كلُّ سنخٍ نازف بالترتيب ، ثم يَعُضُّ المريض على قطعةٍ من الشاش مرة ثانية. وفشل الإرقاء بعد الخياطة نادر. وإذا حدث ذلك، يمكن وضع كمية قليلة من السليولوز المؤكسد المصوص absorbable في السنخ تحت الغرزة.

          ويشكو بعض المرضى من ألم شديد يبدأ في السنخ في اليوم الثالث بعد القلع تقريبًا. ويكون هامش اللثـَّـة حول السنخ أحمرَ متورمًا، وهو فارغٌ من الجلطة ومملوء بالحطام debris. وقد يتم فقدان الجلطة إما نتيجة الخمج، أو بفعل البلازمين حالِّ الِفبرين، فينتج "سنخ جاف dry socket". وإرواء السنخ (الوقب) باليوسول، وإعطاء الميترونيدازول وأحد المسكنات فعَّالٌ في هذه الحالة، ومع ذلك يستطيع طبيب الأسنان أن يوفر التفريج السريع باستعمال معجونٍ للسنخ.

          الناسور الفموي الغاري Oronatal fistula. هناك من المرضى من يمتدُّ جيبُ فكـِّه العلوي إلى أسفل بين جذور الضواحك premolars والأرحاء العليا. وقد يُدمِّر النسيجُ الحبيبي حول الأسنان العظمَ بين السنّ  والغار antrum، بحيث يحدث ناسورٌ fistula عند قلع السنّ. وفي بعض الأحيان تقبض السنُّ ميكانيكيًا على العظم المحاذي الذي ينكسر عند قلعه. وفي حالات أخرى يُرفَع غطاءُ الجيب عند إزالة العظم للكشف عن الجذر المحصور. وإذا لوحظ ذلك، تغلق الفتحة في نفس الوقت، ولكن الخمج في الغار قد يؤدي إلى انهيار التصليح. ولأول وهلة، لا يلاحظ طبيب الأسنان الفتحة حتى تنهار الجلطة في السنخ (الوقب). ويجب أن تتم السيطرة على الخمج في جيب الفك العلوي maxillary sinus، ثم تُجرى إحدى عمليات التصليح الصغرى المختلفة حسبما يقتضيه العيب الموجود.

          وأحيانًا ينزاح جذر السنّ إلى داخل الغار. ويفطن طبيب الأسنان عادة إلى هذه الحادثة، ويعمل على نزعها. وفي حالات معينة لا يدرك الطبيب حدوث ذلك؛ وعليه، يصبح الجذرُ سببَ خمج الجيب المزمن.

 

العصبية
الصدرية
القلبية
الوعائية
الهضمية
الغدية
الجلدية
الجهاز الحركي
البولية التناسلية
العينية
الانتانية
الثدي
المناعة و غرس الأعضاء
علم الأورام
آفات العنق
الجراحة - أساسيات
أسنان و لثة
مواضيع طبية متنوعة
اليد
القدم
الوجه
الخدين
اللسان
الفكان
الأنف
الأذن
الغدد اللعابية
البلعوم و اللوزات
الحنجرة