الشذوذات البنيوية Abnormalities of structure

قد تؤثر الأخماج في ترسُّب الميناء والعاج في أثناء الطفولة، وبالذات الأخماج التي تفسد نظام التغذية. وتشاهد عيوب الميناء بصفتها وَهَدَاتٍ ناقصة التنسُّج hypoplastic pits في تيجانِ جميع الأسنان التي تنمو في ذلك الوقت. وهي تكوِّن خطـَّـًا عبر التاج يطابق مرحلة نمو الميناء في السنّ المناسبة. وتسمى الحالة نقص التنسُّج الخطِّي. وينشأ شذوذ خاص نتيجة مرض الإفرنجي الولادي congenital syphilis الذي تبقى له أهميةٌ تشخيصية مع أنه نادرًا ما يشاهد في هذه الأيام. ويكون عَرْضُ حواف القواطع incisor الوسطى العليا، وعَرْضُ حواف قاطعة سفلى واحدة  أو أكثر أقلَّ من السويِّ في الغالب، فتتكون الأسنان على شكل مفكٍّ أو برميل. ويختفي الميناء في وسط حواف القواطع فتتكون فيها الثــُـلـَـمُ notches. وتدعى القاطعةُ incisor المثلومةُ ذات الحافة الضيقة قاطعةَ هتشينسون* Hutchinson's incisor. ويجب تمييزها بعناية من التثليم المكتسب في قاطعةٍ سويَّةٍ من نواحٍ أخرى، كأن يكون نتيجة قَطْعِ الخيوط القطنية بالأسنان (أكل بزر البطيخ (اللب) في بلادنا-المراجع). ويمكن تمييز أسنان هتشينسون بواسطة الأشعة قبل بزوغها. ويكون طول السطح الإطباقي occlusal في الأرحاء الأوائل first molars أقلَّ من المعدل، إذ تكون الشُرَف متراصةً معـًا مكوِّنةً الرحى البرعمية bud molar. وتوصف الأسنان المتوَهَدَة pitted بوَهَدَات ناقصة التنسُّج hypoplastic pits، بأنها أرحاء توتية mulberry molars.

          ويترسب الميناء الذي لا يتأثر بسهولة بالأحماض التي تنتجها جراثيم اللويحة plaque organisms، إذا شُرِبَ ماءٌ يحتوي على جزء في المليون من الفلوريد في أثناء نموِّ الأسنان. وهذه الكمية من الفلوريد لا تؤثر في مظهر الميناء، ولكنها تقلل نسبة حدوث تسوّس الأسنان. أما شرب ماء يحتوي على تركيزات فلوريد كبيرة بشكل بارز، في أثناء نمو التيجان في أسنان البالغين، فإنه يسبب تكوُّن ميناء يضرب إلى البياض وسطحه خشن ويتلون باللون البني، وبذلك يكون مظهره مبقَّعـًا وبشعـًا.

          وإذا تم تناول فلوريد إضافي، مع تناول الماء المعزَّز بالفلوريد، فإن ذلك يسبب درجات طفيفة من التبقـُّع. ووضع الفلوريد على الميناء في أثناء استعمال معجون الأسنان أو المحاليل أو المواد الهلامية المعزَّزة بالفلوريد كما يصفها طبيب الأسنان، يقلل أيضًا من نسبة حدوث التسوّس، ويساعد في إعادة تكلس الآفات الأولية لتسوّس الميناء.

          وهناك أنواعٌ من الشذوذ الوراثيّ في بنية الميناء، أو أشكالٌ من تكوُّن الميناء الناقص amelogenesis imperfecta، أو من تكوُّن بنية العاج. فعلى سبيل المثال، ربما يكون الميناء ناقص التكلس، ولكن سماكته سويَّة، أو يكون فيه وَهَدَات، أو يتألف من مجرد طبقة رقيقة. ويرافق الشكلَ الأخير انحلالُ البشرة الفقاعي epidermolysis bullosa. وينزع الميناء في حالات تكوُّن العاج الناقص dentinogenesis imperfecta إلى الانفصال عن العاج الذي يحتوي في طبقاته الداخلية على نـُـبـَيْبـَاتٍ عاجية قليلة نسبيًا. وتكون حجرةُ اللبِّ وقنواتُ الجذور ضيقةً جدًا قبل اكتمال تكوُّن القمم. ويشاهد شذوذٌ مماثلٌ في العاج في حالات تكوّن العظم الناقص osteogenesis imperfecta.


 

* سير جوناثان هتشينسون Sir Jonathan Huchinson، 1828-1913. جراح، مستشفى لندن.

 

العصبية
الصدرية
القلبية
الوعائية
الهضمية
الغدية
الجلدية
الجهاز الحركي
البولية التناسلية
العينية
الانتانية
الثدي
المناعة و غرس الأعضاء
علم الأورام
آفات العنق
الجراحة - أساسيات
أسنان و لثة
مواضيع طبية متنوعة
اليد
القدم
الوجه
الخدين
اللسان
الفكان
الأنف
الأذن
الغدد اللعابية
البلعوم و اللوزات
الحنجرة