التحقيق السري في الوفيات في الفترة المحيطة بالجراحة CONFIDENTIAL ENQUIRY INTO PERIOPERATIVE DEATHS (CEPOD)

هذا التحقيق (والتحقيق الذي تبعه التحقيق الوطني CEPOD) نظمته كلية الجراحين وأطباء التخدير الملكية في انجلترا، وقد جمعت معلومات واسعة حول المرضى الذين توفوا بعد العمليات الجراحية. وقد درست الحالات بشكل فردي من مقاطعات مختارة وفيما بعد من كل البلاد. وتعاون 90 بالمائة من الجراحين في الدراسة، ونتيجة لذلك وضعت توصيات عديدة. والوفاة بعد الجراحة نادرة لحسن الحظ، ومع ذلك، فإن دراسة معدل الوفاة لها ما يقيدها. ويود كثير من الجراحين أن يعلموا كيف تقارن معدلات المضاعفات غير المميتة مع أقرانهم. ومن المهم تنفيذ ذلك بطريقة تشجع المناقشات الحرة وليس النقد العلني. فالأخير يدفع الجراحين إلى إخفاء مشكلاتهم فقط.

            المقارنات الواسعة لنتائج التدقيق في المراكز المختلفة ماتزال في مهدها. ومع ذلك، فإن تدقيق لوثيان Lothian audit في اسكتلندا جمع الحد الأدنى من المعلومات من وحدات مختلفة  جدًا لسنوات عديدة وحللها يدويًا. وقد أظهر أن نتائج جراحة الأوعية الدموية كانت أفضل بكثير في المراكز المتخصصة، مما أدى إلى أخذ توصيات بأن لاتعالج مثل هذه الحالات في المراكز الصغيرة في اسكتلندا.

            وقد أُنْجـِزَت محاولةٌ مبكرة في التدقيق المقارن باستخدام  الحاسوب الذي استعمل برنامجَ التدقيق الجراحي ‘نظام كمبريدج’، وقد عرضت النتائج في اجتماع عقد في كلية الجراحين الملكية في انجلترا في كانون الثاني (يناير) 1990. وقد جمع الجراحون من أربعة مراكز نتائجهم وحللوا 22497 حالة إدخال. وقد وجد أن معدل الوفاة الكلي الذي صحبها كان 1.6 بالمائة، ونسبة المضاعفات 8.5 بالمائة. وكان مما يبعث على الاطمئنان أن 91.5 بالمائة من الإدخالات لم تتعرض إلى حدوث مضاعفات في أثناء الإدخال. وقد نتج عن الإدخالات 17473 عملية جراحية، كان معدل الوفاة فيها 2.9 بالمائة ونسبة المضاعفات 9.4 بالمائة. وقد تباينت نسبة المضاعفات الكلية تباينًا واسعًا بين المراكز الأربعة المختلفة، وقد حفز هذا التباينُ إجراءَ المزيد من التحليل. وقد وجد أن المركز صاحب نسبة المضاعفات الأعلى كانت نسبة إدخال الحالات الطارئة فيه أعلى ما يمكن. كما عالج عددًا أكبر من المرضى في مجموعة العمر فوق 50 عامًا، وأجريت فيه جراحات معقدة أكثر من المستشفى صاحب نسبة المضاعفات الأدنى. لم يكن هذا الاختلاف في العوامل الخارجية معلوما لدى المشاركين  قبل الاجتماع؛ هذا وحده زودهم  بفهم أفضل حول ممارستهم الخاصة.

            إضافة إلى ذلك تم مناقشة النتائج المفصَّلة لاستئصال الزائدة ورفو الفتق؛ وقد وجد بين هذه العمليات على الأقل، اختلافات قليلة الأهمية في النتائج التي تحققت. كانت نسبة المضاعفات الكلية بعد عمليات الفتوق 4.3 بالمائة (2.6 - 8.8 بالمائة) وبعد استئصال الزائدة 5.7 بالمائة (3.4 - 6.5 بالمائة). وقد وجد في أحد المراكز أن نسبة المضاعفات في جرح عملية الفتق كانت مرتفعة. لقد ظهر ذلك في تدقيقهم المحلي، ولكن التدقيق المقارن زودهم بحافز قوي للتشديد على الإجراءات التي أُخـِـذَت لمنع هذه المشكلات.

            وقد عقدت الأنظمةُ الطبية المحدودة Medical Systems Ltd جلسةً أخرى منذ ذلك الوقت، ونتيجة لذلك نظمت كلية الجراحين الملكية في انجلترا خدمات التدقيق المقارن السرية، وقد قدمت نتائجها منذ  1990. وقد نـُـظـِّـمَـت هذه الخدمة بالنسبة لتخصصات عديدة تشمل الجراحة العامة وجراحة العظام وجراحة الأذن والحنجرة وجراحة المسالك البولية وجراحة الأطفال، وبدأت تخصصات أخرى عديدة  المشاركة في ذلك. لقد تم تحليل ما يزيد على مليون حالة  خلال السنوات الثلاث الأولى من هذه الخدمة، وقد شارك فيها ما بين 10 - 25 بالمائة من الجراحين في كل تخصص سنويًا. وبشكل كلي، شارك في الجراحة العامة أكثر من 40 بالمائة من الجراحين المتوافرين في سنة أو أخرى.

       توزع على الجراحين نماذج يـُـطـْـلـَـب إليهم تعبئة معلومات التدقيق المتراكمة للعام الماضي. ويُعْطـَى كلُّ جراح رقمـًا سريًا يُسْتـَعْمَلُ في كل المحاضر التي تتعلق بالمعلومات فيما بعد. ويتم إدخال المعلومات في قاعدة المعلومات database المركزية في كلية الجراحين الملكية، ويتم تحليل 50  - 60 عامل. وتـُـصَنـَّف درجة كل مشارك ضمن هذه التحليلات الخمسين أو الستين، ويعطى درجته عند تقديم المعلومات. وتذاع الجداول التي تحتوي على المقارنات في الاجتماع السنوي كما توزع على جميع المشاركين. وتشمل المقارنات، المصادر المتوافرة للجراح بمفرده مثل عدد الأسرة وحصص العمليات، والأطباء المقيمين والعبء

 


 

مربع نص: الوفيات

ترتيب الجراح

الشكل 63-2  معدل الوفاة الكلي بتصنيف درجات الاختصاصيين. الجراح 46 كان تصنيفه 140 في جدول معدل الوفيات الكلي، وهذا يعني معدل وفاة فوق النسبة المئوية 75. مجموع الوفيات المعلنة = 3828 (1.94 بالمائة) (95 بالمائة فترة الثقة 1.84 إلى 2.16).

 


 

 

الشكل 63 -1 مزيج حالات التشخيص. الجراح 46 (n) لديه نسبة من حالات قولونية  لديه نسبة من حالات قولونية مستقيمة ووعائية أعلى من المعدل. وهذا يعني أن النسبتين  والمضاعفات والوفاة يمكن توقعهما على أنهما أعلى من معدل قاعدة ( ð ).

 

العملي ويشمل عدد الأسرة وحصص العمليات، والأطباء المقيمين؛ والعبء العملي يشمل أيضـًا عدد الإدخالات الكلي في مجموعة السن المعينة ونوعية التشخيصات وأنواع العمليات التي أجريت. وتقارن النتائج بالنسبة لمعدل الوفيات الكلي ونسبة المضاعفات الكلية مع نسبة المضاعفات الفردية مثل أخماج الجروج والأخماج الرئوية والمشكلات المعوية وهكذا.

            إضافة إلى هذه التحليلات، يُحَلــَّـل موضوعان نوعيان كل عام. لقد شملت المعلومات المتجمعة عام 1990 موضوعات معينة مثل استئصال القولون والمستقيم واستئصال المرارة. وقد تم عام 1991 تحليل أمهات الدم الأبهرية واستئصال المرارة أيضًا. هذه المقارنات المبينة بالنسبة للمواضيع تسمح بجمع كم هائل  جدًا من المعلومات بالنسبة للعملية الواحدة. وقد شملت التحليلات المشتركة استئصال  المرارة من عام 1990 إلى 1991 مثلاً 11354 عملية مرارة  في ذلك الوقت. وقد أعلن في الجراحة العامة عن 270503 ادخالات عام 1990 (المعدل للجراح 1307 سنويًا). وكانت هناك 3829 حالة وفاة  بمعدل  وفيات يبلغ 1.94 بالمائة. وسمح تحليل تشخيص الحالات المختلطة للجراحين بأن يتعين إذا ما كانوا يعملون في تخصص مرتفع أو متدني الخطورة بالمقارنة مع قاعدة المعلومات الأساسية. إن ما مجموعه 37.2 بالمائة من المرضى المعالجين كانوا فوق سن 60 عامًا، وكان 34.3 بالمائة من الادخالات حالات طارئة. وقد سمحت أرقام مشابهة حول المضاعفات الكلية في الموضوع المعين للجراحين بإجراء المقارنة التي جعلت لنتائج التدقيق المحلي معاني أكثر فائدة.

            لقد ازداد مؤخرًا اهتمام الجمهور ووسائل الإعلام في إجراء المقارنات بين النتائج في الوحدات الجراحية المتباينة. وحتى هذا الوقت، كانت المعلومات التي وصلتهما بالغة السوء ولم يكونا منصفين بشكلٍ كبير. فمعدلات الوفاة مثلاً لم تأخذ باعتبارها الفروقات في الجمهور المحلي أو أنواع الممارسة بين جراح وآخر (الشكلان 36 -1 و36 -2). فالجراح الذي يكون معدل الوفاة عنده 5 بالمائة في ممارسة رفو الفتق، بحاجة إلى استقصاء جديد، ولكن إنجازه يعتبر في الصحافة الوطنية أفضل بكثير من جراح معدل الوفاة عنده 10 بالمائة من ممارسة تتألف بشكل رئيسي من عدد كبير من تمزق أمهات الدم الأبهرية. وفي الحقيقة، معدل الوفاة الأخير متدنٍ للغاية ويستحق التهنئة.

            وفي هذه الظروف، أصبح مهمًا بشكل متزايد أن يعرف الجراحون نتائجَهم ويعلموا كيف يقارنونها مع الآخرين. وبمجرد أن تتوافر هذه المعلومات فقط، يمكن تصحيح معلومات وسائل الإعلام الخاطئة.

 

العصبية
الصدرية
القلبية
الوعائية
الهضمية
الغدية
الجلدية
الجهاز الحركي
البولية التناسلية
العينية
الانتانية
الثدي
المناعة و غرس الأعضاء
علم الأورام
آفات العنق
الجراحة - أساسيات
أسنان و لثة
مواضيع طبية متنوعة
اليد
القدم
الوجه
الخدين
اللسان
الفكان
الأنف
الأذن
الغدد اللعابية
البلعوم و اللوزات
الحنجرة