الأورام
TUMOURS
الورمُ نموٌّ جديد من خلايا ليس لها مهامٌّ مفيدة. ويجب أن
يقتصرَ مصطلح ‘الورم’ على النموَّات الجديدة وألاّ يطلق على
التورمات الالتهابية مثل ‘ورم بوت الانتفاخي
Pott's puffy tumour’
(الفصل 28). وقد تكون الأورام حميدة أو خبيثة، وقد ينشأ شكلُها
الخبيث من نسيج واحد أو من عدة أنسجة (الأورام المختلطة
mixed tumours).
المسببات Causation.
تنتج الأورام الحميدة والخبيثة على السواء من التنسخ
replication
الكثير للخلايا. ومن الممكن أن يحدث هذا بسبب قلة كبح تنسخ
الخلية أو زيادة حفز تكاثرها. ويتحكم بعمليات انقسام الخلية
الطبيعية جيناتٌ - جينات سرطانية أولية
proto-oncogenes.
وإذا تحولت هذه إلى جينات سرطانية ينتج نمو خلوي غير مقيد،
ويتشكل الورم. ويمثل التطور من النمو الخلوي الطبيعي إلى
تكوُّن الورم neoplasia
تحولاً من نمو مسيطر عليه إلى نمو غير مسيطر عليه. وتسمى
العوامل التي تحفز هذا التحول محدثات
inducers
الأورام، والعوامل التي تمنعه مثبطات
suppressors
الأورام.
الجدول 9-1 أسباب التحول الورمي |
النوع
|
أمثلة |
1. وراثية Genetic |
ورم أرومة الشبكية
retinoblastoma،
داء السلاليات الغدُّومي العائلي
familial adenomatous polyposis.
|
2. بيئية Environmental |
سرطان المعدة في اليابان |
3. كيميائية Chemical |
ورم المتوسطة mesothelioma
(الاسبستوس), سرطان الرئة (النيكوتين). |
4. فيروسية Viral |
لمفوم بيركيت (فيروسة إبشتاين - بار) |
5. التشعيع Irradiation |
الملانوم الخبيث (الأشعة الفوق بنفسجية) |
6. الاثارة المزمنة |
سرطان البطانة البولية (الحصى) |
الأنواع الرئيسية للعوامل التي تحدث التحول الورمي
تظهر في الجدول 9-1.
وينمو الورم الحميد بالتوسع expansion
ولكنه لا يغزو الأنسجة، أما الورم الخبيث فينمو بغزو الأنسجة
المحيطة ويستطيع في معظم الحالات الانتشار بالنقائل
metastases.
سبق أن قيل منذ ثلاثمائة عام "إن أيَّ نوعٍ من
الإثارة الخارجية سواء نشأت من حركةٍ أو حرارةٍ أو لدغةٍ قد
تسبب السرطان". فأهل كشمير مثلا عرضة للإصابة بسرطان جلد
الفخذين وأسفل البطن، وهذا يرجع إلى عادتهم بالتماس الدفء بأن
يجلسـوا القرفصاء ويعانقوا آنية خزفية (تُدعى الكنغري
Kangri)
(الشكل 9-1) تحتوي على فحمٍٍ متـوقِّد، مما يؤدي إلى تهيج
الجلد المحاذي من الحرارة والدخان. وسرطان ‘منظفي المداخن
chimny sweeps cancer’
(انـظر الفصـل 61)، و‘شـفـة الرجـل الريفـي
countryman's lip’
(انـظرالفصل 30)، وسرطان ‘عمال القطران
tar worker's cancer’
(الشكل 9-2) ما هي إلا أمثلة أخرى على التهيج المزمن المصاحب
للعوامل الكيماوية المسرطنة (انظر الفصل 10).
إن
تجدد الأنسجة وإمكانية ايقاظ الخلايا المضغية الهاجعة
dormant embryonic cells
قد يشجع التغيرات السرطانية، إذ يشاهد سرطان
الكبد hepatoma
الأولي أحيانًا في حالات تشمع الكبد حيث تنشأ من خلايا الكبد
التي تحاول تجديد نفسها، وبالمثل ينشأ أحيانا ورمٌ حرشفيٌّ
squamous carcinoma
في القرحات المزمنة (الشكل 9-3) أو في نَدْبَة
scar
مرضية (الفصل 10، ‘قرحة مارجولين
Marjolin's ulcer’)،
ولا يندر أن ينشأ غَرَن ليفي
fibrosarcoma
في النُدَبِ.
وتسبب الفيروساتُ عدمَ استقرارٍ داخل نواة الخلية وبذلك تتورط
في نشأة بعض الأورام مثل لمفوم بيركيت
Burkitt's lymphoma
وغَرَن كابوسي Kaposi's sarcoma
(انظر الفصل 13). والثؤلول wart
أكثر مثلٍ شائعٍ تسببه الفيروسات، وفي هذه الحالة فيروس
الحُلَيْموم البشري human papilloma
virus.
تعريفات
DEFINITIONS
الضخامة Hypertrophy
هي
زيادة حجم العضو دون زيادة عدد الخلايا.
فرط التنسج Hyperplasia
هو
زيادة حجم العضو بسبب زيادة عدد الخلايا.
الحؤول Metaplasia.
إنَّ الظهارة epithelium
التي ينشأ منها الورم قد حدث فيها تغيرات في خصائصها بالفعل،
فالظهارة المتحولةtransitional
epithelium
في المثانة تتبدل إلى
ظهارة حرشفية squamous epithelium،
والظهارة العمودية في المرارة والقصبات الهوائية تتحول إلى
ظهارة حرشفية، وأيضًا يتحول النسيج الظهاري العمودي في المعدة
إلى ظهارة معوية intestinal epithelium.
الكشم Anaplasia.
تتألف الأورام عادة من خلايا تشبه خلايا النسيج الذي تنشأ منه،
لكن نموها السريع يجعل ذلك التشابه أقل وضوحـًا (تغيرات كشمية
anaplastic changes).
|
الشكل 9-1
سرطان كانجري. (عمر شاه، كشمير الهند.) |
التمايز Differentiation.
تقسم الأورام إلى أورام جيدة التمايز
well differentiated
ومتوسطة التمايز moderately
differentiated
وسيئة التمايز poorly differentiated
بناءً على درجة التشابه بين الخلايا الورمية وترتيبها
(الشكلياء morphology)
وبين النسيج الأم.
المسخومات Teratomas،
وتنشأ من خلايا شاملة الوِسْع
totipotent cells
تحتوي على خلايا تمثل الطبقات المضغية
embryonic
الثلاث: الأديم الظاهر ectoderm،
والأديم المتوسط mesoderm،
والأديم الباطن endoderm.
(الشكل 9-4). وتحتوي المسخومات الجلدانية
teratomatous dermoids
مثلاً، على شعرٍ وأسنانٍ وعضلاتٍ وأنسجةٍ غُدِّيَّة. والمسخوم
العجزي العصعصي sacrococcygeal
(الشكل 9-5) نوع غريب يمكن اعتباره جنينًا في جنين
fetus in fetus
(جنين "مشتمل" an "included" fetus).
|
الشكل 9-2
سرطان
الخلايا الحرشفية على ظهر يد عامل قطران. |
|
الشكل 9-3
سرطان
الخلايا الحرشفية في قرحة دوالية. |
الأرمومات Blastomas
تنمو من خلايا وحيدة الوِسْعunipotent
،
وتنشأ الأورام من أي طبقة من الطبقات المضغية الثلاث مثل ورم
الأرومة العصبيةneuroblastoma
.
الكيسات الجلدانية Dermoid cysts.
‘الجلداني’
مصطلح فضفاض يطلق على الكيسات المبطنة بطبقة من خلايا ظهارية
حرشفية، وتحدث في أماكن متعددة من البدن. والكيسات الزهمية
sebaceous cysts
مبطنة بطبقة حرشفية سطحية، وعليه، فإن التسمية الأدق هي كيسة
بشرانيةepidermoid cyst
.
|
الشكل 9-4
ورم مسخي ناشىء من تجويف الفم في رضيع. يحتوي
الورم على غضروف وعضل (الطبقة الوسطى) ونسيج عصبي
(الطبقة الخارجية) وظهاره تمثل المعي (الطبقة
الداخلية). ازيل الورم بنجاح. (الدكتورين
براتاب وسهاي - قسم الجراحة - كلية طب جانس- الهند.) |
الشكل 9-5
مسخوم عجزي عصعصي على شكل ساق (ساق ثالثة) لها
أباخس وأظافر بدائية تم استئصالها بنجاح. |
الشكل 9-6
كيسة جلدانية خارجية نموذجية (كبيرة جدًا). |
الجلدانيات المسخومة Teratomatous
dermoid
(انظر سابقـًا) تظهر في المبيض والخصية وخلف الصفاق
retroperitoneal
والمنصف العلوي superior mediastinum
ومنطقة أمام العجز presacral،
وقد تحدث تغيرات خبيثة (سرطانية أو غَرَنية
sarcomatous)
في هذه الكيسات.
الجلدانيات المتوشظة Sequestration
dermoids
(انظر الكيسات لاحقًا). وهي ليست نموَّات جديدة، ولكنها تتكون
من أعشاش خلايا ظهارية مشمولة
inclusion of epithelial nests
تحت السطح في أماكن تلاقي خطوط الجلد والتحامها في أثناء
التطور (خط الوسط midline)
والناتىء الزاوي الخارجي external
angular process
(الشكل9-6)، وجذر الأنف root of the
nose
(الفصل 30) والكيسة الغلصمية (خيشومية)
branchial،
(الفصل 36).
الجلدانيات
المغروسة Implantation dermoids
(انظر الكيسات فيما بعد). وقد تنتج عن الجروح الوخزية، وغالبا
ما تحدث في أصابع اليد حين تنغرس الخلايا الظهارية الحية تحت
سطح الجلد.
حميدة أو خبيثة Innocent or malignant.
الأورام الحميدة innocent or benign
لها محفظة encapsaulated
عادة،
ولا تنتشر أو ترجع بعد استئصالها التام. أما أعراضها
وتأثيراتها التي قد تكون ضارة، فتنجم عن حجمها أو موقعها أو ما
تحدثه من ضغط. وتفرز بعضُ الغدومات
adenomas
هورموناتٍ
تؤثر في وظائف الجسم. والأورام الحميدة متعددة في الغالب.
الأورام الخبيثة Malignant tumours.
وخصائص الخباثة هي:
·
غزو الأنسجة المجاورة.
·
تعدد أشكال pleomorphism
الخلايا.
·
التكاثر السريع.
·
نزعة هذه الأورام للانتشار إلى
أماكن أخرى في الجسم عن طريق الأوعية اللمفية والدموية.
·
فقدان الوزن (الدنف cachexia).
وغزو الأنسجة المجاورة في مرحلة مبكرة هو أهم علامة للأورام
الخبيثة. والكثير من خلايا الورم السرطاني تحتوي على عدد غير
طبيعي من الكرموسومات التي ليست من مضاعفات العدد الفرداني
haploid
الاعتيادي (= اختلال الصيغة الصبغية
aneuploidy).
وهناك إيحاء بأن تقسيم الأورام إلى هاتين المجموعتين الكبيرتين
(حميدة وخبيثة) يفرض مفهومًا متحجرًا جدًّا (والتر
Walter).
فهناك نوع ثالث أو متوسط من الأورام يشمل بعض أورام السرطاوي
carcinoid
وغدُّوم القصبة adenoma of bronchus
والأورام اللعابية المختلطة mixed
salivary tumours
وسرطان الخلية القاعدية basal cell
carcinoma،
الخ. وهذه الأنواع المتوسطة تغزو موضعيًا، ولكن نزعتها لأن
تنتشر بالأوعية اللمفية والدموية ضئيلة جدًّا.
|