أنواع خاصة من الكسور

 SPECIAL TYPES OF FRACTURES

إضافة إلى الكسور الرضحية traumatic الاعتيادية، يلخص الجدول 14-12 أنواعًا من الكسور الخاصة.

 

الجدول 14-12 أنواع خاصة من الكسور

 ·الكسور في سن الطفولة

كسور الولادة

كسور غير تامة

كسور المشاشة epiphysis

متلازمة الطفل المضروب

·  كسور الاجهاد (التعب)

· الكسور المرضية

كسور الطفولة Fractures of childhood

تختلف الكسور التي تحدث عند الأطفال عن تلك التي تحدث عند البالغين في ستة أوجه مهمة:

           ·       تلتئم الكسور بسهولة أكثر.

           ·       يمكن تصحيح سوء الالتحام إلى حدٍّ ما بالنمو.

           ·       تيبس المفاصل نادر بعد التثبيت.

           ·       قد يشمل الكسر صفيحة المشاشة epiphyseal plate وبذلك يتعرض للنمو.

           ·       قد ينكسر العظم كسرا غير تام.

           ·       لا يستطيع الطفل في الغالب حماية نفسه وإعطاء التاريخ المرضي، وهما سببان يساعدان على حدوث متلازمة الطفل المضروب battered baby syndrome (انظر لاحقًا).

            وتجعل الفروق الثلاثة الأولى معالجة الكسور عند الأطفال أسهل من البالغين، وتجعل أيضًا التثبيتَ بالجبيرة الخارجية العلاجَ المفضل بشكل ثابت تقريبًا.

            والالتئام حتمي تقريبًا بعد جميع الكسور عند الأطفال: وكسر عنق عظم الفخذ استثناء نادر. ولا يحدث الالتئام بشكلٍ ثابت فقط، وإنما يحدث أيضًا في نصف الفترة اللازمة له عند البالغين.

            ويبدو أن تصحيح سوء الالتحام بالنمو، يحدث أسهل ما يمكن، عندما ينشأ التزوي الثمالي residual angulation  حول محورٍ يوازي محور الحركة المسموح بها في المفصل المجاور. وهكذا على سبيل المثال في كسور فوق لقمتي  supracondylarالعضد، يمكن تصحيح التزوي الخلفي للشُدْفَة القاصية (أي تمديد أو بسط) بالنمو، بينما لا يصحح التشوه الأفحج (أي التقريب). أما تشوهات اللوي فإنها تصحح بدرجة أقل من تشوهات التزوي.

            تيبس المفصلJoint stiffness . ويندر أن ينجم عن التثبيت في الأطفال. فبعد نزع الجبيرة، يستعمل الأطفال الطرف المصاب بسرعة، ويستعيدون نطاقًا تامًا من الحركات بشكل سريع من دون اللجوء إلى العلاج الطبيعي.

            وتحدث الكسور أحيانًا في أثناء الولادة، ومع أن هذا يوحي بأن الكسر مَرَضي، مثل حالات تكوُّن العظم الناقص osteogenesis imperfecta، إلا أن الكسر يحدث أحيانًا في العظم السويّ نتيجــةً للإصابة التي يتكبدها الوليد في أثناء الولادة (الشكل 14-19).

            والكسور غير التامة ثلاثة أنواع: (1) انبعاج بسيط simple buckling في قشرةٍ واحدة أو القشرتين، وعادة في ناحية العظم الطويل الكردوسية metaphyseal، وينتج عن ضغط فاشل ينجم عن حِمْلٍ محوري، مثل السقوط على اليد الممدودة (الشكل 14-20). (2) قد يحدث التقوس الرضحي traumatic bowing من دون وجود أيّ دليلٍ على التشوه المتزوي الحاد، خاصة في الزندulna   والشظية fibula.

            (3) ينتج كسر الغصن النضير Greenstick fracture عن التزوي إلى درجة تفوق حدود الثني، إذ تفشل الجهة المتوترة من العظم، وتنثني الجهة المضغوطة (الشكل 14-20). وقد يصعب تصحيح التزوي الناشئ، دون إتمام الكسر.

 

 

الشكل 14-17 التهاب عضلي تعظمي myositis ossificans عقب كسر فوق اللقمة supracondylar .

            وتشمل كسور المشاشة epiphysis عادةً صفيحة النمو، ولكنها تحدث بشكل منعزل. مثال ذلك قلع avulsion  موقع ارتكاز الأربطة ligament attachment، أو الكسر العظمي الغضروفي في الرضفة. وإصابات صفيحة النمو والمشاشة شائعة جدًا، وتشكل حوالي ثلث إصابات الرضح الهيكلي عند الأطفال. ويمر خطُّ الكسر عادة خلال ذلك الجزء من صفيحة النمو التي تقع بين الغضروفين المتكلس وغير المتكلس. وقد تحدث عدة أنماط من الانفصال، حسب وصف وترتيب سالتر* وهاريس* Salter and Harris (انظر لاحقًا).

 

الشكل 14-18  تثبيت صارم لعدم التئام ضخامي   بصفيحة A-O.[1]

 

 

الإصابات المشاشية (صفيحة النمو)

EPIPHYSEAL (GROWTH PLATE) INJURIES

 

تصنيف سالتر وهاريسSalter and Harris .

نوع 1 =     انفصال المشاشة عن الكردوس metaphysis من دون كسر.

نوع 2 =     انفصال، مع كسر قطعة صغيرة مثلثة من الكردوس.

نوع 3 =     كسر داخل المفصل يمتد من السطح المفصلي عبر الصفيحة مع انفصال ذلك الجزء.

نوع 4 =     كسر داخل المفصل، ويمر خط الكسر خلال الصفيحة وخلال جزء من الكردوس.

نوع 5 = هرسٌ وجهي end-on crush وخيم.

 

(أ)

الشكل 14-19  كسر في أثناء الولادة. (أ) عند الولادة، (ب) دشبذ صخم في اليوم السابع.

(ب)

 

 

 

 

الشكل 14-20 انبعاج قشرة الكعبرة في جانب واحد. لاحظ ثني القشرة (الغصن النضير greenstick).

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

       

            وبالرغم من أن الإصابات المشاشية قد تؤدي إلى اضطرابٍ في النمو، فهي تفعل ذلك نادرًا بصورة مدهشة. وعند حصول اضطراب في النمو، فإنه ينجم عادة عن أحد العوامل التالية:

           ·       نخر الصفيحة اللاوعائيavascular necrosis .

           ·       هرس الصفيحة أو خمجها.

           ·       تكوين جسرٍ من الدشبذ callus بين المشاشة العظمية والكردوس.

           ·       عدم الالتئام.

           ·       التبَيُّغ hyperaemia يؤدي إلى فرط النمو الموضعي.

            ويمكن معالجة معظم كسور صفيحة النمو إذا تزحزحت، بردِّها ردًَّا مغلقًا بالمنابلة manipulation، وتثبيتها في قالب من الجبس. وغالبًا ما يحتاج الكسران، سالتر نوع 3 وسالتر نوع 4، إلى ردٍّ مفتوحٍ وتثبيتٍ داخلي لاستعادة التشريح السطحي المفصلي ومنع اضطراب النموِّ الناجم عن تكوين جسر الدشبذ (نوع 4).

 

            الطفل المضروبThe battered child . يستعمل الاصطلاح في وصف الطفل الذي يتكبد إصابات خطيرة متعمدة من والديه أو غيرهما من البالغين. والنسبة الحقيقية لحدوث هذا النمط من الإصابة ليست معروفة، ولكنه شائع من دون شك. فهناك العشرات من الحالات تمر من دون معرفة، مقابل كل حالة يتم تشخيصها. وتحدث الإصابات، لأن الطفل لا يستطيع حماية نفسه، ولا يُشتبَه بها لأنه لا يستطيع الادلاء بالتاريخ المرضي.

            والأطفال المصابون، هم عادة دون سن الثانية. ويؤخذون إلى الطبيب العام أو إلى المستشفى وغالبًا بعد تأخير مريب، وإما أن يكون الوالدان غير قادرين على تفسير الإصابات، أو أنهما يقترحان بعض الحوادث البسيطة مثل الوقوع عن الأريكة، وهي لاتتناسب مطلقًا مع وخامة الإصابات. ويوجد في أكثر من نصف الحالات تاريخ من الشواهد الشعاعية على إصابة سابقة. والإصابات الشائعة، هي كدمات وسحجات في الأنسجة الرخوة وحروق (الفصل 10) وكسور في الأضلاع والعظام الطويلة، وإصابات مشاشية ودميوم (تورم دموي ) تحت الجافية subdural haematoma مع كسر الجمجمة أو من دونه.

        وحيث إن هذا النوع من الإيذاء الجسدي للطفل يتكرر، فإنه أمر حيوي لسلامة الطفل أن يوثَّق التشخيص، وتؤخذ الإجراءات المناسبة بأسرع ما يمكن. فيجب على الطبيب الذي يعاين الطفل أول مرة أن يدرك هذه الحالة، وأن يرتاب في أمرها ويكون مهيًا للشك بها. ويجب إدخال الحالات المريبة إلى المستشفى فورًا لحماية الطفل، بينما يقوم طبيب الأطفال والمرشد الاجتماعي الطبي بإجراء الاستقصاءات اللازمة للتأكد من التشخيص. ويجب على المعالج السريري أن يطلب المشورة في التشخيص من زملائه المعنيين كلما أمكن، لأن الوالدين يسعيان لحماية نفسيهما بتوجيه النقد له أو لكفاءته، أو يسعيان لنقل الطفل من المستشفى.

 

 كسور الإجهاد Stress fractures  

إن الأحمال الكبيرة المتكررة كثيرًا، التي تُمارَس على الهيكل العظمي، قد تسبب آفاتٍ تُعرَف بكسور الإجهاد (إلا أن المصطلح الأفضل لها قد يكون كسور التعب). والأمثلة النموذجية تحدث في ظنابيب tibiae العدَّائين الذين يتدربون على أرصفة المدن، وفي أعناق عظام الفخذ عند جنود المشاة الذين انخرطوا حديثًا في

 


 

 

 

 (أ)

 

 

 

 

(ب)

 الشكل 14-21  كسر اجهادي عند أحد المشتركين في سباق الماراثون. (أ) صورة ظنبوب سويّة..(ب) تفريسة عظمية (تيكنيشيوم 99م) تبين نقطة ساخنة في موقع الكسر الاجهادي.

 

 

 


 

            (أ)

            (ب)

الشكل 14-22  كسر عظمي غضروفي. (أ) خط رفيع كثيف شعاعيًا داخل تجويف المفصل. (ب) إعادة وضعه وتثبيته بمسمارين دقيقين

 

الخدمة، ويقومون بالمشي وهم يحملون كامل معدَّاتهم (انظر كسور عظم الفخذ داخل المحفظة، الفصل 16)؛ وفي عظام المشط metatrasals (انظر كسر المشط الثاني أو الثالث، الفصل 16)، يصبح العظم المشتبه به مؤلمًا وموقع إيلام tenderness. والكسر، وهو على الدوام تقريبًا غير تام، لا يُرى بالأشعة في البداية، ولكنه يظهر متأخرًا في منطقةٍ كثافتُها الشعاعية مرتفعة، بسبب تكون الدشبذ callus.

            وفي المراحل الأولى عندما تكون الصورة الشعاعية سويّة، تبين تفريسة عظمية تستخدم تيكنيشيوم 99م موسومًا بالدايفوسفونات، قبطًا uptake متزايدًا من القائف tracer (بقعة ساخنة hot spot) في موقع الكسر (الشكل 14-21ب). والعلاج الضروري الوحيد لمعالجة معظم الكسور الإجهادية، هو الراحة.

الكسور المرضية Pathological fractures

لقد اهتمت المناقشات السابقة كليَّةً بإصابات كسور العظام السويّة. وقد يكون العظم موضعًا يحدث فيه عدد من الحالات المرضية مثل الأورام، أو تخلخل العظم osteoporosis، التي تسبب ضعفه بدرجة كبيرة، إما بشكل عام أو بشكل موضعي، وبذلك تجعله عُرضةً للكسر أمام القوى التافهة. وكسورٌ كهذه، تعرف بالكسور المرضية.

          ويجب أن تعالج الكسور المرضية نتيجة الأورام الثانوية بتثبيت داخلي، إذا سمحت بذلك حالة الكسر الموضعية وحالة المريض العامة، حتى تجعل المريض مرتاحًا بدرجة أكبر. وقد توقِف المداواةُ بالأشعة بعد التثبيت الداخلي نموَّ الورم، وتسمح للكسر بأن يلتئم.

 

إصابات الغضروف المفصلي Injuries to articular cartilage

(انظر أيضًا الكسور خلال الغضروف، الفصل 21)

المرضيات Pathology. إن الانقسام الفتيلي (التفتل mitosis)، لا يحدث في  الخلايا الغضروفية البالغة عند الإنسان، ولذلك يكون الالتئام الحقيقي مستحيلاً. وتشبه الخلية الغضروفية في هذا المضمار العصبون neurone. ولا تلتئم العيوب التجريبية التي تشمل الغضروف فقط. والآفات المطابقة في الإنسان، تُكتشَف فقط بشكل عارضي في أثناء استكشاف المفصل، ويفترض أن يكون مصيرها نفس المصير الذي يحدث في حيوانات التجارب. ويسبب العيبُ العظمي الغضروفي الذي ينجم عن الكسر، ويمتد إلى السطح المفصلي، النزفَ من سطح العظم إلى داخل المفصل. ويمتلئ العيب بالنسيج الحبيبي granulation tissue الذي ينشأ من العظم، ويتحول هذا في النهاية إلى غضروف ليفي. ويعرف هذا الكسر بكسر عظمي غضروفي (الشكل 14-22).

            الظواهر السريرية Clinical features. ليست هناك ظواهر سريرية خاصة بإصابة الغضروف، ولكن التورم والتموج fluctuation في المفصل المصاب، يصاحبان إيذاء الغضروف، لأن الإصابة التي تسببه تُحدِث عادة انصبابًا effusion أو نزفًا في المفصل المصاب (المفصل المدمَّى haemarthrosis). وفي غياب المعالجة، يحدث دائمًا بعض الضمور في العضلات التي تعمل على المفصل المصاب في أثناء الأسابيع التالية. وقد تفشل شُدْفَة فالتة (سائبة) loose fragment في أن تكسب ارتكازًا لها في الغشاء الزليلي synovial membrane، مما يسبب عندئذ إحصار حركة المفصل ميكانيكيًا، وهذه علامةٌ تعرف بقفل locking المفصل.

            ويميل الدم في المفصل إلى البقاء سائلاً بسبب وجود الهيموليزين haemolysin (حالَّة دموية) في السائل الزليلي، ولكنه يتجلط ويتعضون في النهاية ليصبح نسيجًا ليفيًا. هذا الدميوم المتعضِّي organised hematoma، يلتصق بسطح الغضروف والغشاء الزليلي، بحيث تصبح الحركة في المفصل المتأذي مقيَّدة ميكانيكيًا. والتثبيت - الذي يفرضه الألم أو المسار العلاجي، يمكن مشاهدته بطريقة تجريبية، على أنه يؤذي الغضروف ويؤدي إلى تكاثر النسيج الليفي في التجويف الزليلي. ويسبب التثبيتُ والإصابةُ أيضًا، تكوينَ الالتصاقات بين الأنسجة الرخوة حول المفصل، مثل الأوتار والأربطة والعضلات. وهكذا تسبب إصاباتُ المفاصل بشكل شائع تيبسَ المفصل المصاب.

            ولأنه يندر أن يعاد تشكيل عيوب السطح المفصلي تشكيلاً تامًا، تستمر الوعورة (لاانتظام irregularities) بعد هذه الإصابات التي ربما تؤدي في النهاية إلى الفُصال العظمي osteoarthrosis.

            وكثيرًا ما تحتوي شُدَف fragments الكسور العظمية الغضروفية على عظمٍ كافٍ تحت الغضروف تجعلها مرئية في الصور الشعاعية على أنها خطٌّ رقيق ظليل شعاعيًا يقع تحت التجويف المفصلي (الشكل 14-22أ). ويجب تنظير المفصل arthroscopy حتى يتم تقييم مساحة العيب ومكانه بشكل دقيق. فإذا كانت الشُدْفَة كبيرة الحجم، وتنشأ من جزءٍ يحمل الوزن في المفصل، يجب إعادتها جراحيًا بمسامير دقيقة (الشكل 14-22ب)، أما الشُدَف الصغيرة فيمكن نزعها وإلقاؤها جانبًا.

إصابات الأربطة والأوتار

Injuries to ligaments and tendons

المرضياتPathology . إصابات الأربطة هي إما أوثاءٌ sprains أو تمزقات. ففي الوثيّ sprain، تتمزق بعض الآلياف المغرائية collagen fibres التي يتألف منها الرباط، ولكنه يبقى سليمًا ميكانيكيًا بشكله الكلِّي. وتتمزق الأوعية الدموية في الرباط، فيحدث فيه تورم وتكدم موضعيان. وقد تتعرض الألياف العصبية في الرباط، إلى إصابة الجرّ traction injury. أما في التمزق، فإن الأحداث المرضية نفسها تحدث، ولكن بدرجة أكبر، بحيث ينقسم الرباط إلى جزأين، وتنقطع جميع الأوعية الدموية والألياف المغرائية والألياف العصبية في الرباط المصاب. ولا يكون المفصل بعد التمزق مستقرًا ميكانيكيًا.

            ويندر أن تتمزق الأوتار إلا في الحالات المرضية، مثال ذلك إذا أصبحت الأوتار لاوعائية avascular، أو إذا تعرَّضت إلى تآكلٍ مستمرٍ فوق حافةٍ عظميةٍ خَشِنَة. وتؤدي إصابات الجرّ في وِحْدَةِ ‘العظم /الوتر/ العضلة’ إلى تمزق في المَوْصل junction الوتري، أو إلى قلع الوتر من العظم. وقد تصاب الأوتار، وخاصة أوتار اليد، بتهتكات (جروح) على طول مسارها.

            وتلتئم إصابات الأوتار والأربطة بتكوين الدميوم (تورم دموي) haematoma حول البنيات المصابة، التي تنتظم فيما بعد لتصبح نسيجًا ليفيًا. وبهذه المرحلة، يتم وصل نهايتي الرباط المقطوعتين بنـَدْبَةscar ، تسير الألياف المغرائية فيها بشكلٍ عشوائي، وقد تشاهد فيها أيضًا نهايتا البنية الأصلية نسيجيًا. ومثل هذه النـَدْبَة تُغَيِّر تدريجيًا بألياف مغرائية منظمة تنظيمًا جيدًا حتى يتم إعادة بناء الظواهر النسيجية للبنية في النهاية. أما أن تعود الخواص الميكانيكية للرباط إلى سويَّتِها أم لا تعود. فإن ذلك يعتمد على طولِ النـَدْبَة المتكوِّنة وقوتِها ومدى التصاقها بالأنسجة المحيطة. وينكمش الوتر عند قطعه نتيجة تقلُّص العضلة الأم. ويؤدي هذا الانكماش إلى حدوث فجوة واسعة بدرجة لا يمكن تجسيرها، ونتيجة ذلك، لا يحدث الالتئام. وإذا لم ينكمش الوتر، فإن الأوعية من الأنسجة المحيطة تقوم بغزوه، بحيث تشمل النـَدْبَة التي تُكوَّن في النهاية، هذه الأنسجةَ والوترَ جميعًا. وهكذا يصبح الوترُ ملتصقًا، ونطاقُ حركته محدودةً وعملُه معطلاً.

            الظواهر السريرية Clinical features. ومن الناحية السريرية، تسبب الأوثاء sprains البسيطة علامتين جسديتين خاصَّتين: الإيلام الموضعي (وعادة فوق الموصل العظمي)، والألم عند إجهاد الرباط. وتسبب تمزقات الأربطة ثلاث علام9+ات جسدية: الإيلام الموضعي، والألم عند إجهاد الرباط إضافة إلى عدم الاستقرار ميكانيكيًا. ويوثـِّق بيانُ عدم الاستقرار الميكانيكي للعيان، تشخيصَ تمزق الرباط، وبالذات يميز التمزق من الوثيّ البسيط simple sprain. وهذه العلامات الجسدية واضحة تمامًا في إصابات الأربطة عند الكاحل والركبة (الفصل 16). أما التكدم والتورم الموضعي والانصباب داخل المفصل وضمور العضلات بمضي الوقت، فإنها تصاحب هذه الإصابات، ولكنها ليست خاصة.

            ويؤدي إيذاء الألياف العصبية ونهايات المستقبلات الميكانيكية mechanoreceptors، وخاصة في محفظات المفاصل joint capsules، إلى كسر الأقواس الانعكاسية الوضعية postural reflex  arcs التي تشكل هذه الأليافُ طرفَها الوارد afferent limb. وعاقبة ذلك، أن العضلات التي تعمل على المفصل تفقد تناسقها الوضعي السويّ، بحيث يميل المفصل في الطرف السفلي إلى عدم الاستقرار: مثال ذلك، المريض الذي يشكو من أن قدمه في منطقة الكاحل ‘تنهار تحته gives way’.

            وإذا قُطِع الوتر، يتم فقدان الحركة الفاعلة active movement التي يكون مسؤولاً عنها. أما الحركات السلبية فتبقى، ولكنها مؤلمة. وقد لايكون فقدان الحركة الفاعلة واضحًا سريريًا إذا كان هناك عضلات أخرى تقوم بعمل الوتر المقطوع؛ فمثلاً تستطيع أوتار المثنيات العميقة profundus flexor tendons،  أن تثني المفاصل بين السلاميات الدانية proximal interphalangeal joints، وعليه فإنها تحلُّ محلَّ المثنية السطحية sublimis؛ وتستطيع جميع العضلات التي تمر خلف الكاحل أن تثني القدم أخمصيًا، وبذلك تحجب تمزق العرقوب Achilles tendon.

            اضطرابات الالتئام السويّ Disturbances of normal healing. إن فشل الالتئام، وهو يضاهي عدم الالتئام في العظم، قد يحدث في الأوتار والأربطة إذا كانت نهايتا البنية المقطوعة مفصولتين بمسافة واسعة. ومع درجات الانفصال الدنيا، ربما تنتج نُدَبٌ طويلة، مما يسمح بحركات شاذة في المفصل المصاب (في حالة الرباط)، أو فقدان جزء من نطاق الحركات الفاعلة (في حالة الوتر).  وقد تفشل الألياف المغرائية في النـَدْبَة، في أن تصبح مرتبة ترتيبًا جيدًا، فتبقى النـَدْبَة مؤلمة باستمرار عند إجهادها.

            وفشل تصاقب نهايتي البنية المتمزقة، يؤدي بالتأكيد إلى التئامٍ غير سليم. كما أن غياب التوتر في نسيج الإلتئام، قد يؤدي دورًا ما في الترتيب المغرائي السيء، لأنه تبين في المزرعة النسيجية tissue culture أن الألياف المغرائية تميل إلى أن تنتظم في خطوطٍ توازي خطوط التوتر.

 

            المعالجة Treatment. إذا تهتكت الأوتار وانفصلت نهاياتُها، فإنها لن تلتئم ما لم تتم خياطتها معًا. ويجب إجراء الخياطة بأسرع ما يمكن، شريطة أن يكون تعقيم الجرح مضمونًا. ويجب بعد الخياطة تثبيت الوتر بجبيرة خارجية للمفاصل التي يعمل الوتر عليها مدة 3 إلى 6 أسابيع. وسيتم بحث المعالجة التفصيلية لإصابات الأوتار في اليد في الفصل 23.

            ويمكن معالجة الأربطة المتمزقة بتثبيت المفصل المصاب أو بخياطة الرباط. والتثبيت مُرْضٍ شريطة أن تكون نهايات الأربطة متلامسة. وفي عدد من الأربطة (مثل الرباط الجانبي الإنسي medieal collateral والرباطين المتصالبين cruciate ligaments في الركبة)، قد تنكمش لسوء الحظ، نهايات الأربطة: ويفضل عند ذلك أن تُستكشَف الأربطة وتُخاط النهايات معًا. وفي كثير من الحالات يمكن إجراء ذلك بتنظير المفصل arthroscopically.

            ويجب تثبيت المفصل حتى يُقدَّر أن الرباط المتمزق يستطيع أن يقاوم الأحمال التي تُمارَس عليه من الحركات المحمية - ويحتاج ذلك عادة إلى فترة بين 3 - 6 أسابيع. ويجب أن تكون خياطة الرباط محكمة بدرجة كافية تسمح بممارسة هذه الحركات مباشرة بعد العملية. ولكن الخياطة في الممارسة العملية ليست محكمة إلى درجة تسمح بذلك.

            وفي بعض الأربطة، مثل الرباط الجانبي الوحشي lateral collateral ligament في الكاحل، لايحدث انفصال كبير بين نهايتي الرباط إلا نادرًا؛ ولا تسبب الحركات السوية انفصالاً كبيرًا بين نصفي الرباط. ويمكن معالجة تمزقاتٍ كهذه، بتحريكها من دون أن تحمل أيَّ وزن non-weight bearing ، ولا يسبب هذا تطويلَ الرباط تطويلاً ملموسًا في أثناء التئامه.

 

            ويصيب الوهنُ العضلاتِ التي تعمل على المفصل عقب إصابة أحد أربطته، ويصبح عملها غير متناسق، كما يصبح المفصل متيبسا، وهذه عقابيل تتم معالجتها بتمارين فاعله مناسبة.


 

*  روبرت سالتر Robert Salter, معاصر. أستاذ جراحة، مستشفى الأطفال، تورنتو، كندا.

*  و. ر. هاريس W. R. Harris، معاصر، جراح عظام، تورنتو، كندا.

[1]   O-A = Association for Osteosynthesisجمعية اصطناع العظم، بدأت في سويسرا على أيدي ألجوار ومولر  Allgower and Muller.

 

العصبية
الصدرية
القلبية
الوعائية
الهضمية
الغدية
الجلدية
الجهاز الحركي
البولية التناسلية
العينية
الانتانية
الثدي
المناعة و غرس الأعضاء
علم الأورام
آفات العنق
الجراحة - أساسيات
أسنان و لثة
مواضيع طبية متنوعة
اليد
القدم
الوجه
الخدين
اللسان
الفكان
الأنف
الأذن
الغدد اللعابية
البلعوم و اللوزات
الحنجرة