دور الاستجابة المناعية في الجراحة والخمج
The role of the
immune system in surgery and infection
يركز بقية هذا الفصل على دور الاستجابة المناعية في غرس
الأعضاء، ولكن مما يستحق التعليق عليه هنا هو علاقة علم
المناعة بالجراحة عمومًا. لقد أظهرت دراسات عديدة عيوبـًا في
الاستجابة المناعية في مرضى السرطان أو الإنتان أو سوء التغذية
أو مجموعة من كل عوامل الخطورة هذه. ولكن تم بشكل رئيسي بيان
هذه العيوب في المختبر، إلا أنه لا يسهل ربطها بالنتيجة
الجراحية أو ترجمتها إلى قياس مفيد في الممارسة السريرية
العامة. وفي العمليات الجراحية النظيفة يتم تفادي الخمج
بالتقنية المعقمة الجيدة، وعلى الرغم من أن الجهاز المناعي
يسير بشكل مواز بعلاقاته في عمليات الالتهاب والالتئام، إلا أن
هناك صلة متدنية مع نتيجة معظم العمليات. والاستثناء هو عند
إجراء عمليات المرضى المكبوتين مناعيـًّا
immunosuppressed،
وهم في العادة متلقو غرسات الأعضاء أو النقى أو مرضى العلاج
الكيماوي
chemotherapy.
وهنا يجب أن يكون الجراح واعيـًا بالحاجة إلى الصادَّات
الاتقائية
prophylactiic antibiotics
(التي لا تغطي الكائنات الجرثومية فقط بل الفطرية والفيروسية
أيضـًا) وباحتمال سوء الالتئام، وتجعله يعدِّل دواعي الجراحة
وطرقها المستخدمة.
لقد تزايد اهتمام مجالين جراحيين بعلم المناعة من
ناحيتي البحث والممارسة الجراحية. يغطي علم الأورام
oncology
مجالاً واسعًا ولكن علاقة السيتوكينات وجزيئات الالتصاق
adhesion molecules
والبروتينات الغشائية مع تطور وانتشار الأورام قد أصبح ظاهرًا
بشكل متزايد. لقد تم اختبار طرق العلاج التي تستعمل
السيتوكينات أو خلايا متحولة بالسيتوكينات
cytokine-transformed cells
بشكل واسع كمعالجة للسرطان. وعلى الرغم من أن النتائج ليست
ناجحة بشكل شامل، الا أنه من المؤكد أن هذا الطريق سيستمر
ويتطور في المستقبل. وتستعمل الآن بشكل روتيني بعض أشكال
العلاج المناعي
immunotherapy
مثل تقطير (ادخال) لقاح
BCG
في معالجة سرطان المثانة، على الرغم من أن آليات العمل غير
مفهومة بشكل جيد الآن.
ومجال الاهتمام الآخر هو الخمج. إن لإنتاج الأضداد
antibodies
دورًا كبيرًا في منع الخمج ويشمل آليات مثل التفاعل مع سلسلة
المتممة الرابطة
complement-binding
cascade،
واستنفار وتنشيط الخلايا المنظفة
scavenging
بما فيها العَدِلات
neutrophils.
وتظهر أهمية هذه الآليات الدفاعية بشكل واضح في المرضى
المصابين بعيوب نوعية في وظيفة الأضداد أو المتممة
complement
أو العَدِلات. إضافة لذلك، توجد الآن كتابات واسعة حول دور
الاستجابة المناعية في الخمج الوخيم في المريض المصاب بالصدمة.
وهناك دليل هام على أن تنشيط العَدِلات متورط في حدوث المرضيات
الرئوية التي تعرف باسم متلازمة الضائقة التنفسية عند البالغين
adult
respiratory distress syndrome.
إن إنتاج السيتوكينات واستجابة الخلايا المناعية هما بالتأكيد
أمران حاسمان في الفسيولوجيا المرضية للصدمة الإنتانية
septic shock،
وإن إمكانية تحسين النتيجة بمنابلة الاستجابة المناعية هو
الآن موضوع استقصاء مكثف.
|