التشريح والفيزيولوجيا
ANATOMY AND
PHYSIOLOGY
التشريح الجراحي
Surgical anatomy.
اسم البنكرياس مشتق من الكلمة الإغريقية ‘بان
pan’
وتعني كل، والكلمة ‘كرياس
kreas’،
وتعني لحم. وكان يعتقد في الأصل أنها تعمل كوسادة للمعدة. وتزن
الغدة حوالي 80 غم، وتقع خلف الصفاق
peritoneum،
وتُقْسَمُ إلى الرأس والعنق (ويكونان 46 بالمائة من وزن الغدة)
والجسم والذيل. ويقع الرأس داخل منحنى الاثناعشر
duodenum،
ويُغطي جسم الفقرة القطنية الثانية والأبهر
aorta.
ولكنه يتحرك في أثناء التنفس إلى أعلى وأسفل، كما يتحرك إلى
الأمام وإلى الخلف مع نبض الأبهر. وعنق البنكرياس هو ذلك الجزء
من الغدة الذي له علاقة خلفية مع الأوعية المساريقية العلوية
superior
mesenteric vessels
(الشكل 48-1). ويخرج النتوء الكُلاَّبِيُّ
uncinate process
من جانب الرأس، ويمتد إلى اليسار خلف الوريد المساريقي العلوي
superior
mesenteric vein.
وتمر أوردة قصيرة يجب ربطها أثناء عملية استئصال البنكرياس من
هذا النتوء لتصل إلى الوريد المساريقي العلوي. ويتحد الوريد
المساريقي العلوي مع الوريد الطحالي، ليكونا الوريد البابي
portal vein
خلف البنكرياس عند طرفها العلوي.
وينشأ البنكرياس كبرعمين (بطني
ventral،
وظهري
dorsal)
من الاثناعشر البدائي. وقناة البنكرياس الإضافية
accessory
(سانتوريني)
هي قناة البرعم الظهري. ويستمر بقاؤها على شكل القناة الرئيسية
لجسم البنكرياس وذيلها، وتمر أمامِيًّا، مخترقة رأس البنكرياس،
لتدخل الجزء الثاني من الاثناعشر عند الحُلـَيْمَةِ الإضافية
accessory
papilla
(الشكل 48-2). وأما قناة البرعم البطني، فتُكَوِّن قناة
البنكرياس الرئيسية في رأس البنكرياس، وتندمج مع القناة
الظهرية في رأس البنكرياس، ثم تسير خلفيًا وسفليًا لتقع إلى
جانب القناة الصفراء، وفي النهاية تندمج مع قناة الصفراء
bile duct
عند أنبورة فاتر
ampulla of
Vater.
وأحيانًا، لا تتحد القناة الرئيسية في رأس البنكرياس (قناة
البرعم البطني)، مع القناة الإضافية (قناة البرعم الظهري)،
وهذا يؤدي إلى حالة البنكرياس البطنية غير المندمجة والتي
يُنْزَح فيها جسم البنكرياس وذيله بكاملهما من خلال
الحُلـَـيْمَة الاثناعشرية الإضافية، وتدعى هذه الحالة الآن
البنكرياس المقسومة
pancreas divisum،
وتحدث عند 5 بالمائة من الناس. ويؤدي تَضَيُّقُ
stenosis
الحليمة الاثناعشرية الإضافية، أحيانًا، إلى التهاب البنكرياس
pancreatitis.
|
الشكل 48-1
منظر أمامي للبنكرياس. ويقع الرأس في عروة
الاثناعشر. وتمر الأوعية المساريقية العليا أمام
النتوء الكُلاَّبِيّ
uncinate
وخلف عنق البنكرياس. ويلتقي الوريد المساريقي
العلوي بالوريد الطحالي عند الحد الأعلى للبنكرياس
ليُكَوِّنَ الوريد البابي. ويقع الشرياني
المساريقي العلوي إلى اليسار من الوريد ويلتقي
بالأبهر خلف البنكرياس. |
وينتظم النسيج العُنَيْبِيّ للبنكرياس
pancreatic acinar
tissue
في الفُصَيْصَات
lobules.
وتتفرع القناة الرئيسية إلى قنوات بين الفصيصات
interlobular،
وقنوات داخل الفصيصات
intralobular ducts،
وإلى قـُـنـْـيَات
ductules،
وأخيرًا، إلى عُنَيْبَاتٍ
acini.
وتتلازم
clump
الخلايا العنيبية حول لُمْعَة
lumen
مركزية، مُكَوِّنَةً العُنَيْبَة
acinus
التي تتصل بالقنيات. وهكذا، تتكون البنكرياس من شبكة من
القنوات الدقيقة، تبطنها الخلايا الإفرازية. ويُكَوِّنُ النسيج
العنيبي حوالي 84 بالمائة من البنكرياس، أما خلايا القنوات
والأوعية الدموية، فتكون حوالي 4 بالمائة. وتُكَوِّنُ الخلايا
الصم
endocrine cells
(جزيرات لانجرهانز
islets of
Langerhans)
حوالي 2 بالمائة، وأما الباقي فنسيج ضام
connective tissue
ودهن.
|
الشكل 48-2
منظر خلفي لرأس البنكرياس. وتمر القناة الإضافية
(قناة البرعم الظهري) علويًا وأماميًا لتدخل الجزء
الثاني من الاثناعشر، وتمر القناة الرئيسية (قناة
البرعم البطني) خلفيًا وسفليًا داخل رأس البنكرياس
لتقع ملاصقة للقناة الصفراوية ومن ثم تلتحم معها
عند الأنبورة. (مع الشكر - من حوليات كلية
الجراحين الملكية - إنجلترا.) |
وتنتشر جزيرات لانجرهانز في جميع أجزاء البنكرياس، وتتكون هذه
الجزيرات من أنواع مختلفة من الخلايا: 75 بالمائة خلايا ب
B cells
(التي تنتج الأنسولين
insulin)،
و20 بالمائة خلايا أ
A cells
(غلوكاجون
glucagon)
وخلايا د D
cells
(سوماتوستاتين
somatostatin)،
وعدد قليل من الخلايا المفرزة لمادة عديد الببتيد البنكرياسي
pancreatic
polypeptide.
وتُكَوِّنُ خلايا ب لبَّ
core
الجزيرات، وتحيط بها الخلايا الأخرى. وتصل الشعيرات الدموية
التي تنزح
drain
الجزيرات إلى الوريد البابي، مكونة جهازًا بابيا بنكرياسيا
pancreatic
portal system.
الفسيولوجيا الجراحية
Surgical
physiology.
استجابةً لوجبة الطعام، يُفْرِزُ البنكرياس أنظيمات هاضمة
digestive
enzymes،
في محلول قلوي (باهـا
pH
8.4)، غني بالبيكربونات. وتصطنعُ الخلايا العنيبية وتفرز
أنظيمات هاضمة، أما خلايا القنوات فتفرز البيكربونات. وتبلغ
كمية الإفراز في اليوم حوالي لتر واحد، وتحتوي على 5-8 غم من
البروتينات على شكل أنظيمات. وهذا الإفراز يعمل تحت سيطرة
عصبية
neural
وهرمونية. ويؤدي تنبيه الأعصاب اللاودية
parsympathetic
في العصب المبهم
vagus nerve
إلى إفراز البيكربونات والأنظيمات، بينما يؤدي تنبيه الأعصاب
الحشوية
splanchnic
الودية
sympathetic
إلى تثبيط الإفراز. وتزداد سرعة الإفراز وكمية البيكربونات في
عصارة البنكرياس بتأثير الهرمون سيكريتين
secretin،
والذي تطلقه خلايا الغشاء المخاطي للاثناعشر، بتنبيه من الحمض
داخل لُمْعَة الاثناعشر. أما أنظيمات البنكرياس فهناك قابلية
لإفرازها بواسطة البنكريوزايمين
pancreozymin
الذي يفرزه الغشاء المخاطي للاثناعشر، تحت تأثير الدهن
والببتيدات
peptides.
كما يمكن تنبيه إفراز البنكرياس بواسطة هرمونات تُنْتَجُ من
البنكرياس نفسه ومن الأمعاء الدقيقة، مثل الببتيد المعوي
الفعال في الأوعية
vasoactive
intestinal peptide
(VIP)،
وغاسترين
gastrin.
ويُحْبَطُ إفراز البنكرياس بواسطة هرمون البنكرياس
سوماتوستاتين
somatostatin،
وعديد الببتيد البنكرياسي
pancreatic
polypeptide،
والغلوكاغون
glucagon.
ويتألف إفراز البنكرياس من الطور الرأسي
cephalic phase،
الذي يبدأ عند التفكير في الطعام، والطور المعدي
gastric phase،
الناتج عن وجود الطعام في المعدة، والطور المعوي
intestinal phase،
الذي تحدثه هرمونات السيكريتين
secretin
والبنكريوزايمين
pancreozymin،
المُفْرَزَةُ من الاثناعشر والصائم. وبذلك يتم إفراز حوالي
عشرين أنظيمًا هاضمًا، وهي: أنظيمات حالّة للبروتين
proteolytic enzymes،
مثل تريبسين
trypsin،
وأنظيمات حالّة للشحم
lipolytic
مثل لايبيز
lipase،
وأنظيمات حالّة للنشا
starch splitting
enzymes،
مثل أميليز
amylase،
وأنظيمات حالّة للحمض النووي
nucleic acid
splitting enzymes
مثل ريبونوكلييز
ribonuclease.
|