التشريح الجراحي
Surgical anatomy.
المريء
أنبوب عضلي ليفي، طوله 25 سم ويشغل المنصف
mediastinum
الخلفي،
ويمتد بين المَصَرَّة الحلقية البلعومية
cricopharyngeal
sphincter
ومَصَرَّة الفؤاد
cardia،
ويقع سنتمتران من هذا الأنبوب تحت الحجاب
diaphragm.
ويتكون العضل في الثلث العلوي للمرىء بشكل رئيسي من عضل مخطط
striated،
أما
الثلثان السفليان فيتكونان من عضل أملس. وتبطنه ظهارة حرشفية
squamous
epithelium.
ويستبدل هذا في الجزء الواقع تحت مستوى الفرجة المريئية
oesophageal-hiatus
بظهارة متخصصة تشبه الغشاء المخاطي للمعدة، إلا أنه لا يحتوي
على خلايا محمِّضة
oxyntic
ولا على خلايا هضميةpeptic
cells
.
ويبطن هذا الغشاء
المتخصص ثلاثة السنتمترات السفلى من المريء. ويصل التزويد
اللاودي
parasympathetic
من خلال العصب المبهم
vagus
عبر ضفيرة
plexus
داخلية،
وأخرى
خارجية المنشأ. ولا تحتوي الضفيرة داخلية المنشأ في المريء على
شبكة مايسنر
Meissner's
network،
كما هو الحال في باقي أجزاء القناة الهضمية، وإنما تحتوي فقط
على ضفيرة أورباخ
Aurbach's
plexus.
وتحتوي قناة المريء على ثلاثة تضيقات فسيولوجية، وهناك آفات
مميزة لكل
مستوى من هذه التضيقات كما هو مبين في الشكل 43-1. وتعبِّر
الأرقام 15، 25، 40 عن التضيقات التشريحية في
المريء التي قد تسبب صعوبة أثناء إدخال الآلات، وتتوقف عندها
الأجسام الغريبة. وأحيانًا، يمكن مشاهدة انطباع قوس الأبهر
وانطباع القصبة اليسرى على بُلـْـعَة الباريوم (الشكل 43-2).
الفسيولوجيا
Physiology.
إن الوظيفة الرئيسية للمريء هي نقل الطعام من الفم إلى المعدة
بطريقة متناسقة. وفي البداية تبدأ حركة الطعام إراديـًا عبر
الحلقوم
oropharynx،
وتشمل انقباضات متتالية لعضل الحلقوم، يلازمها إقفال مجاري
الأنف
والمجاري التنفسية وانفتاح المَصَرَّة الحلقية البلعومية
cricopharyngeal sphincter
على شكل استجابة منعكس لاإرادي لتنبيه البلعوم الخلفي
ومن ثم يدفع جسم المريء
ببُلـْـعَه الطعام بواسطة تمعجات لاإرادية
involuntary
peristaitic waves،
عبر
المَصَرَّة المريئية المعدية المسترخية في طريقها إلى المعدة
وتأخذ معها هواء (الشكل43-3).
|
الشكل 43-1
الآفات الشائعة التي تصيب المستويات المختلفة من
المريء، رسم منظار المريء
في الجانب الأيسر من الشكل. تحديد المستويات غير
ثابت عند استعمال المنظار اللين. (R.Celestin,
FRCS, Bristol.) |
وتبقى المَصَرَّة الحلقية البلعومية مقفلة طبيعيـًا عند الراحة
وتهدف هذه الآلية للحماية
من
قَلـَـس
regurgitation
محتويات المريء إلى المجاري التنفسية. وتعمل على وقف دخول
الهواء إلى المريء. ويؤدي عجز هذه
المَصَرَّة عن الارتخاء أثناء بلع الطعام إلى جعل الإنسان عرضة
لتكون جيبات حلقية
pharyngeal pouch
(رتج
اندفاعي
pulsion diverticulum).
وتوجد في الطرف السفلي للمريء مَصَرَّة فسيولوجية، وتعمل هذه
الآلية
التشريحية (انظر لاحقـًا) على منع جَزْرِ
reflux
حمض المعدة والصفراء إلى أسفل المريء (الشكل 43-4). ويتأثر
التوتر tone
في مَصَرَّة نهاية المريء السفلى بالهرمونات المعدية
المعوية والأدوية مضادة الفعل الكوليني
anticholinergic
والتدخين. وتفقد المَصَرَّة
المنزاحة
displaced
توترها، وتسمح بحدوث الجزر
reflux
المؤذي، خاصة إذا فقد الجزء
السفلي من المريء
نشاطه التمعجي.
ويمكن قياس وظيفة المَصَرَّة الفسيولوجية بإجراء
قياسات ضغطية
manometric
باستعمال بالونات صغيرة أو أنابيب لها نهاية مفتوحة ومروية
(كود)
وحديثًا بالتراجيم الصغرى
microtransducers.
ويمتد الموصل
junction
المعدي المريئي لمسافة طولها 3-4 سم،
ويبلغ الضغط داخله 30 سم ماء (باستعمال أنبوب نهايته مفتوحة)،
ويكون هذا
الضغط أعلى (باستعمال البالونات) (الشكل 43-5).
والمريء عضو تمعجي
peristatic،
وترتخي المَصَرَّة حال تقدم (قبل وصول) الموجة التمعجية
إليها (الشكل 43-6). وتنجم الموجة التمعجية الأولية بين قمة
المريء وقعره عن البلع. والتمعج الثانوي، الذي يحدث من دون
حركة غضروف الدرقية
thyroid cartilage،
استجابة طبيعية للمادة المجزورة
refluxed،
ويقوم أيضًا بتنظيف المريء (الشكل 43-7). وتحدث الانقباضات
الثالثية
tertiary
أحيانًا، وهي ليست موجات تمعجية (الشكل 43-8). أما في الحالات
غير الطبيعية مثل اللاارتخائية
achalasia،
أو التصلب الجلدي
scleroderma،
فتظهر في المريء تغيرات في التمعج وفي وظيفة المَصَرَّة
جميعـًا.
عسر البلع
Dysphagia
اصطلاح يستعمل لوصف صعوبة (وليس بالضرورة ألم) البلع. وسيساعد
تحديد موضع توقف الطعام في التفريق بين انسداد عند المَصَرَّة
الحلقية البلعومية، أو في جسم المريء أو نهايته السفلى. وتحديد
نوع صعوبة البلع ذو أهمية، فقد
تكون الصعوبة في بلع الطعام الصلب أو السائل، وأن تكون متقطعة
أو مترقية، وقد تكون الصعوبة محدودة المعالم أو مبهمة، وقد
يصحبها الألم. وصعوبة البلع المؤلمة تنجم عادة عن
التهاب المريء.
القَلـَـسRegurgitation
.
من المهم أن يوثق حجم القَلـَـس ومكوناته وإذا كان يحتوي على
دمٍ أو صفراء،
والتغيير الذي يحدثه في ورقة صبغة عباد الشمس. إضافة لما تقدم،
فإن نقص الوزن
وفقر الدم والدنف
cachexia
وتغير الصوت، الناجم عن انسكاب المادة المجزورة إلى الرغامى من
خلال أحبال الصوت هي أيضًا أعراض مهمة.
التصوير الشعاعي
Radiorgaphy
أكثر الاستقصاءات نفعـًا. إذ تبين الأفلام العادية الأجسام
الغريبة، ومواقع توقفها. أما بُلـْـعَة الباريوم فهي
أساسية. ويبين التقصي الشعاعي
screening
حركة المريء، ويمكن أن تحدِّد بُلـْـعَة الباريوم
بدقة حجمَ المريء وتشوهَه أو وجود الآفات الشاغلة للحيز
space-occupying
lesions
في المريء. ومن المهم تصوير فيلم شعاعي للمريض وهو في وضع
مكبوب prone
ورأسُه إلى أسفل
وذلك لتقييم درجة القَلـَـس
regurgitation
عنده.
|