التداوي بالنباتات بين الحقيقة والاستغلال

[align=center]التداوي بالنباتات بين الحقيقة والاستغلال[/align]

توجد جاذبية للأعشاب الطبية منذ الأزل وحتى الآن ، فهي خضراء نضرة تسر العين وتبهج النفس ، جوهر الطبيعة نفسها وقد تبدو أكثر أمانا ولطفا من الحبوب المصنعة ،لأن تعبير(أخذ الأعشاب للشفاء)أطرب سماعا من أخذ الدواء ، إن النظرة السلبية للدواء لسبب قدرته الكامنة على الأذى وسوء الاستعمال .


فلماذا يجب إذا على شركات الأدوية الصيدلانية ان تطبع كامل التحذيرات والاثار الجانبية والدراسات السلبية عندما تعلن عن منتجاتها كما في جميع المناظرات ،إن الأمر ليس بهذه البساطة والسهولة، فعلى سبيل المثال :يعتبر النيكوتين والهيروين والستركنين وهي مواد نباتية 100% ولكنها يمكن ان تكون سامة أو قاتله حسب الجرعة ،لخص الفيلسوف القديم باراسيلوس الأمر بأفضل تعبير(كل شئ سم لا يوجد شئ بدون سم فقط الجرعة هي التي تجعل الشيء سما ).

إن معظم الوصفات العشبية لا تعطي أي نتائج فورية قد يكون ذلك مربكا للعديد من المرضى الذين ينشدون حلولا بسيطة وسريعة لمشاكلهم فكثيرا ما تظهر النتائج العلاجية للنباتات فقط بعد أسابيع أو اشهر من العلاج المتواصل .

على كل حال بدءا من الثقافات الهندية واليونانية والمصرية والصينية وانتهاء بالعربية والإسلامية فان تلك الحضارات تعتبر الأعشاب الشائعة بمنزلة مشروبات صحية مفيدة للجسم ، ومع ذلك فمازال الاختلاف قائما حول حقيقة امتلاك هذه الأعشاب لخصائص علاجية أو وقائية وخصوصا ضد الأمراض المزمنة مثل أمراض السرطان والقلب والسكري وضغط الدم ، ومع تقدم العلم والأبحاث والمختبرات وتكنولوجيا الدواء زاد الشك حول قدرة هذه الأعشاب على الشفاء أو الوقاية وخصوصا في حالات الأمراض المزمنة .


و بالرغم مما سبق فإن التداوي بالأعشاب في العديد من الدول العربية يشهد انتعاشا وتدهورا ملحوظا خصوصا مع المرضى ذوي الأمراض المزمنة حيث وجد ممارسو هذا النوع من العلاج لهذه الفئة الصيد السهل الثمين.

فهناك من يداوي البواسير والبروستاتنهائيا خلال 24 ساعة وعندما تم الاتصال معه تليفونيا وجد أنه صاحب صالون حلاقة وهذا فيض من غيض حول الإعلانات عن الشفاء السريع والسهل لامراض عجز الطب التقليدي عن شفائها مثل البهاق والسكري والبروستاتة وضغط الدم بل وأنواع السرطانات أيضا .

إن النباتات الشافية هذه قد تساعد على الشفاء خصوصا في الحالات البسيطة والتي لا ولن تغني عن الأدوية الكيماوية بل يمكن أن تفيد في بعض الأمراض البسيطة مثل الزكام والمغص والامساك وهناك عدد من الأعشاب معترف بها عالميا وهي لا تتجاوز أصابع اليد على أنها أعشاب آمنة تفيد بعض الأمراض البسيطة المذكورة أعلاه ،وهي غالبا ما تتواجد في البراري والسهول حتى في حديقة المنزل مثل النعناع والبابونج والميرمية والزعتر والمليسة .

وهذا لا يعني أن تعطى دون إرشادات وعلم ، فعلى سبيل المثال إذا أعطى البابونج للمغص وبجرعات كبيرة وشراب مكثف فانه قد يؤدي إلى الأرق والصداع ، والمعروف عن البابونج انه عشبه طبية ملطفة من الداخل والخارج ، وللعلم يجب أن يصنع شاي البابونج من الأعشاب الطازجة أو بشكل أكياس ويجب ان تشبه رائحته رائحة التفاح أما إذا كانت رائحته تشبه رائحة الشعير فهو عتيق.

أما عشبه رجل الحمام والتي تعتبر من أكثر النباتات مبيعا وهي توصف للتخلص من بعض الترسبات في المجاري البولية فهي قد تزيد حالة مريض الأزمة الصدرية سوءا أو قد تعجل في هجمة المرض حيث أنها تؤدي إلى تقلص القصبات الهوائية والمجاري التنفسية ،كذلك الحال مع نبات المليسة المشهور محليا فهو قد يؤذي مريض الغدة الدرقية ويزيد حالته سوءا .

ولا بد من ذكر الشراب الشعبي ( عرق السوس ) الذي يباع على قارعة الطريق فهو يعمل على حبس السوائل والأملاح مما يزيد حالة مريض الضغط الدموي سوءا خصوصا إذا اخذ على معدة فارغة وبكميات كبيرة تزيد على كوب كبير في المرة الواحدة .

وكذلك الحال مع نبات الجنسنغ المشهور عالميا بأنه مقوي عام ومرجع للشباب فلا يجوز استعماله اكثر من شهرين متواصلين في السنه وإلا فانه يزيد من إفراز الأدرينالين وأشباهه في الجسم مما قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم والأرق وقد يودي أيضا إلى ارتفاع هرمون الاستروجين مما قد ينتج عن ذلك نزيف مهبلي عند النساء أو حالة gynecomastia عند الرجال.

انه لمن حسن الحظ أن شركات الأدوية وبما لديها من أبحاث ومختبرات قد بدأت في السنوات الأخيرة بالتوجه نحو استغلال واستخلاص المواد الفعالة طبيا في بعض النباتات الطبية وتصنيعها بأشكال صيدلانية وجرعات معروفة ومدروسة للمداواة مع ذكر الجرعة والتداخلات والتحذيرات الدوائية مثال ذلك حبوب وكبسولات الثوم والجنسنغ والجنكوبايلوبا والزنجبيل وغيرها .

إن المشكلة في بيع وتحضير النباتات الطبية للمستهلك لا تخضع لمعايير مؤسسة الغذاء والدواء الأمريكية ولمعاير غيرها من المؤسسات ذات الصلة ، كما هو في حالة الدواء ، تستطيع أن تحضر وتدعي المفعول الطبي لمستحضر صيدلاني عشبي بدون المرور بالدراسة السريرية على الحيوانات أولا وبني البشر ثانيا وهي الإجراءات المطلوبة قبل إقرار بيع الدواء الكيماوي .

التعليقات

  • belalashrafbelalashraf عضو جديد
    تم تعديل 2012/12/28
    لو سمحت عاوز كتاب عن التداوى بالاعشاب ويكون باللغه العربيه