قوة الإرادة

وجيهةوجيهة مشرفة منتدى تربية الأطفال

قوة الارادة


لماذا تَفْشلُ في ضبطِ نفسك ؟


إن قدرتنا على تغيير سلوكياتنا غير المرغوبة أمر هام في حياتنا ، وذلك لتغيير أنفسنا إلى الأفضل ، مع تَحسين علاقاتنا بالآخرين ، وقد لا يهتم الآخرون بالعديد مِنْ سلوكياتِكَ ، فليس لديهم قلق حقيقي حول حالتك وسلوكياتك كزميل في المكتب ، سواء كنت تَزنُ مائة وثلاثين كيلوجراما ، أَو تهدرُ وقتَ فراغكَ ، أو ما يسيطر عليك من عادات خاصةِ تَهمك كثيراً كالتدخين في الهواء الطلق ، فالعادات السيئة يُمْكِنُ أَنْ تَخْلقَ مثل هذا القلقِ الذي يُؤثر على مزاجِك ، وعلى مشاعركَ نحو نفسك ، وكذلك على أسلوب حياتكَ.


" من كانت له إرادة كانت له القوة ".

وأنت يُمْكِنكُ أَنْ تُعدَّلَ وأن تُسيطر ، بل ويمكنك تغييّر سلوكَكَ الخاص الذي تكرهه في نفسك ، وذلك باستعمال سلسلة التقنياتِ السلوكيةِ التي تُمْكِنك منُ أَنْ تُرتّبَ لحالات الطوارئ ، بالنشاطات المختلفة ، وتقديم الجوائز لذاتك عند تحقيقك لسلوك ترغب فيه ، وحتى في فرضك لبعض العقوبات على نفسك لكي تعدل من سلوكك ، ولتُصبح الشخص الذي تُريدُه أن يَكُونَ ، فأنت يُمْكِنك أَنْ تَستبدلَ سلوكك غير المطلوب بالسلوكِ المطلوبِ.


في تَغيير سلوكِكَ الخاصِ تُصبحُ حازماَ حقاً ، بل ومؤكداً لذاتك ، لأنك تفوقت على نفسك ، وهذا هو ما يُعينُ على ضبطَ النفس في أغلب الأحيان ، أَو دعنا نطلق عليه " إرادة التغيير " ، والتي تؤدي إلى احترامك الخاص لنفسك ولذاتك ، وهذا ما يظهر في المعادلةِ التالية:

السلوك المطلوب = رضاءَ عن النفس = احترام ذات متزايد.


بالمقابل وعلى سبيل المثال لا الحصر ...

فأنت عندما تُؤجّلُ عملية ضبط النفس ، وتترك نفسك لهواها في أكل ما لذ وطاب بلا ضابط ولا رابط ، فسوف تُصاب بالتخمة والسمنة أحياناً بما يصاحبها من أمراض مزمنة ، أَو يُؤدّي هذا التصرف إلى كونك تفقد احترامك لنفسك ، أو على الأقل يقل احترامك لذاتك.



ولقد أدرك أجدادنا حقيقة ارتباط قوة الإرادة بالمقدرة على العمل والإنجاز ويظهر هذا جليا في الأبيات الكثيرة التالية:

يقول البحتري:
وما الحزم إلا العزم في كل موطن ***** وما المال إلا معدن الجود والوفر
ومعنى هذا البيت هو:
أن الحزم هو عقد النية والإقدام في كل موطن ، وأن المال هو مقياس الكرم أو البخل.



يقول الشريف الرضي:
ساعد جدودك وهي كافلة ***** في النجح والتصميم والعزم
ومعنى هذا البيت هو:
ساعد حظوظك في الحياة ، وتلك الجهود التي تبذلها بإصرار وتصميم كفيلة بتحقيق النجاح.



يقول ابن أبي حصينة:
بصحة العزم يعلو كل معتزم ***** وما جلا غمرات الهم كالهمم
ومعناه هو:
بالعزيمة الصادقة والإقدام يعلو قدر الغاية ، ولا يمحو الهموم مثل الإصرار وعلو الهمة وقوة الإرادة.



يقول عمرو بن يحيى:
الحزم قبل العزم ، فاحزم واعزم ***** وإذا استبان لك الصواب فصمم
ومعناه:
بالرأي الرشيد فكر واضبط أمرك ثم أقدم بعزيمة وإرادة وتصميم وإذا ظهر لك الرأي الصحيح فلا تتردد في تنفيذه.








على سبيل المثال ...


تتأخر في الذهاب إلى عملِكَ في المكتبِ ، ومشرفكَ يَنتقدُك.

ولذلك ...

تأتي للعمل بعد ذلك في مواعيدك بصورة منتظمة ، ويَتوقّفُ مديرك عن توجيه الانتِقاد لك.

إنّ نتيجةَ انتقاد رئيسك لحضورك العمل متأخراً:

" آيه حكايتك يا عم ؟! ، هو أنت دايما ناموسيتك كحلي؟! ".

هكذا يكون التعزيز السلبي ، والذي يُحسِّن سلوكَك في عملِكَ نحو الأفضل ، وذلك حتى لا يتهكم رئيسك على حضورك للعمل متأخراً ، وفي نفس الوقت ، فالنتيجة غير السارة قد أُزيلت وتخلصت منها.

يَبقي التعزيزُ السلبي من الوسائل المستخدمة كثيرا في سلوك: " ضبطِ النفس ".

دعنا نَأْخذُ حالةَ:

رجل يكره دَفْع الفواتير والديون قد تراكمت عليه ...

لقد بدأ يتحسس الكومة الضخمة من الإيصالات والفواتير واجبة الدفع ، وذلك يتبعه إحساس وشعور غير سار وشديد المرارة لضخامة المبلغ الكلي المستحق عليه مع صعوبة السداد.

تعزيز ايجابي ..

هذا الرجل قَدْ يَذْهبُ إلى منضدتِه ويَجْلسُ ويَكْتبُ عملياتَ تقسيط وجدولة لتلك الديون ، يصاحب هذا الفعلِ شعور قوي بالضغط العصبي على مثل هذا الشخص في المستقبل ، بحيث يصبح أكثر تحفزاً لدَفْع فواتيرِه بانتظام ودون أن تتراكم مبالغ كبيرة عليه ، نلاحظ هنا أن الشعور السيئ طُرِحَ عن مثل هذا الرجل ، وفي نفس الوقت كسب هذا الشخص شعورا جيدا عندما شرع في دفع ما عليه من إيصالات و فواتير بصورة منتظمة ، والذي سيقوّي تلك العادةَ الحميدة عنده ( السداد في الوقت المحدد ) ، مع زيادة احترامه لذاته .


تعزيز السلبي ...

ولكن قد يتصرف رجل آخر لنفس المشكلة بصورة مختلفة تماما ...

فيَبْدأُ في مُشَاهَدَة التليفزيونِ للابتِعاد عن إحساسه بضخامة المبالغ المستحقة عليه ، وهي قيمة الإيصالات والفواتير المتراكمة فوق عاتقه ، هذا الرجل أيضاً يشعر بضغوط عصبية عنيفة ، لَكنَّه يبقي مستمراً في القيام بتلك العادةَ السيئة ، ويستمر في التأجيلِ والتسويف ، وعند تمتعه بمشاهدة البرامج التليفزيونية الشيقة والمثيرة هو في الحقيقة يمارس التسويف والتأجيل ، ويلجأ إلى مثل هذا السلوكِ من التأجيل والتسويف لدرجة تجعله يشعر بالرضا عن وضعه المخزي كمدين ، لَكنَّه سَيَحس ، بعد ذلك ، بعدم الراحة لهذا التأجيل والتسويف لأن المشكلة مازالت قائمة ، واحترامه لذاته يقل بالتدريج إلى أن يتلاشى.

......................................


التعليقات

  • nilenlpnilenlp عضو جديد
    تم تعديل 2012/03/13
    مجهود رائع وموضوع رائع لا يسعنى إلا تقديم الشكر
  • وجيهةوجيهة مشرفة منتدى تربية الأطفال
    تم تعديل 2012/03/20
    يا هلا نورت اخي الكريم...