استسقاء الدماغ

طبيبكطبيبك عضو جديد
تم تعديل 2012/01/03 في الجراحة Surgery
#1

________________________________________
استسقاء الدماغ للدكتورجهاد عبد السار طليمات أستشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري

استسقاء الدماغ عند الأطفال هو زيادة كمية سائل الدماغ والنخاع الشوكي عادة بسبب خلل في الامتصاص ونادراً بسبب زيادة الإفراز . وهناك نقطة مهمة وهي إفراز وامتصاص سائل الدماغ . المعرف أنه يفرز يومياً من هذا السائل حوالي نصف لتر ويفرز بواسطة ضفائر مشيمية توجد في جميع الأبطنة بالدماغ . ومن هناك يتدفق هذا السائل إلى اسفل باتجاه النخاع الشوكي متدفق من البطينين الجانبيين نحو البطين الثالث إلى البطين الرابع عن طريق قناة ثم يتدفق من البطين الرابع عبر ثلاث فتحات اثنتان جانبيتان وواحدة في المنتصف بالإضافة إلى قناة النخاع الشوكي . ويمر السائل بعد ذلك اسفل العنكبوتية وهي تحيط بالمخ والنخاع الشوكي من الخارج وهنا مناطق امتصاص السائل متركزة حول أوعية السحاء العديدية ، وبعد امتصاصه ينقل إلى الدورة الدموية العامة . واستسقاء الدماغ نوعان : الاستسقاء الانسدادي : ويحدث بسبب انسداد في مجرى السائل عبر الفتحات . الاستسقاء الاتصالي : وفي هذا النوع لا يوجد انسداد في مجرى السائل ، ولكن هناك قصوراً في امتصاص السائل عند الأماكن المخصصة لذلك . الأسباب التي تؤدي إلى أي من النوعين كثيرة متعددة ، واذكر منها : الأسباب الخلقية ، والأورام الحميدة أو الخبيثة ، الالتهابات والنزيف الدموي. وأعراض هذا المرض متباينة بين طفل وآخر حسب السن ، ففي الأطفال حديثي الولادة تلاحظ الأم أن رأس الطفل يكبر بصورة غير طبيعية مع استفراغ وتغيير في شكل العيون وقد يصل الأمر إلى فقدان الوعي مما يفزع الأم ويزعجها ، ولكن ربما يختلف الأمر في الأطفال كبار السن نوعاً ما ، حيث تظهر الأعراض في شكل صداع واستفراغ وضعف النظر أو ازدواجية الرؤية بالإضافة إلى أعراض التخلف العقلي . هذه الأعراض التي ذكرتها قد تظهر بالتدريج أو بصور حادة فجائية

الاعراض والعلامات : تختلف علامات واعراض استسقاء الرأس مع اختلاف عمر الطفل ودرجة الضغط داخل القحف ( الجمجمة ) . ففي الرضع والاطفال الصغار تكون الاعراض خفية مثل : فشل في النمو ـ هياج ـ قياء ـ نقص الشهية . وقد يبدي الفحص يافوخ كبير وعريض واوردة متمددة في قبة الجمجمة وعلامة غروب الشمس في العينين ، أو تشنج في الطرفين السفليين . ويلاحظ بالفحص السريري المتكرر أن محيط الرأس يزداد بسرعة أكثر من المتوقع . وقد تظهر لدى الأطفال الأكبر وزناً حليمة العصب البصري وأعراض أخرى لإرتفاع الضغط مع التحام دروز الجمجمة .
التشخيص : بالاعتماد على الفحص السريري وبواسطة تصوير الرأس بالأمواج فوق الصوتية والتصوير الطبقي المحوري المحوسب ( ct ) أو بواسطة الرنين المغناطيسي ( mri ) . العلاج : يتم بوضع شنت ( أنبوب ) لتصريف السائل الدماغي الشوكي من بطين المخ إلى البريتوان ( جوف البطن ) أو الأذنية اليمنى من القلب . المضاعفات الرئيسية للشنت : هي الإنتان وانسداد الشنت ، وتكون المعالجة حينها بالمضادات الحيوية وتغيير الأنبوب ( الشنت ) . ويجب تجديد التحويلة ( الشنت ) عدة مرات مع نمو الطفل . الإنذار : من الصعب تحديد إنذار المرض لدى الأطفال المصابين بإستسقاء الرأس . إذ أنه يتأثر بعوامل متعددة ، وعلى أي حال فمن أجل المحافظة على القدرة العقلية بشكل مقبول يجب كشف الإستسقاء باكراً ما أمكن ومعالجته . غالباً ما تتأخر بعض وظائف الجهاز الحركي مثل الجلوس ، ولكن اللغة والذكاء قد لا تتأثر في حالة المعالجة الناجحة .


#3



تم وصف أول حالة استسقاء للمخ بواسطة الطبيب اليوناني القديم أبقراط ولكن تلك الحالة ومثيلاتها بقيت إحدى الحالات المستعصية حتى القرن العشرين عندما ظهرت التقنية الطبية الجراحية المتقدمة لعلاج مثل تلك الحالات . .. يصيب استسقاء الدماغ طفلاً من كل 500 مولود مما يجعل ذلك المرض احد أكثر الأمراض المسببة للإعاقة شيوعا في حالة عدم معالجتها ولقد كان للتعرف على الطريقة الجراحية في تحويل السائل الدماغي إلى تجاويف الجسم الأخرى الفضل الكبير بعد الله في معالجة تلك الحالات حيث كان أول ظهور لتلك العملية عام 1960 م ورغم أن تلك الطريقة لم تتطور كثيرا منذ ظهورها إلا أنها ساعدت العديد من المصابين بفضل الله لممارسة حياتهم بشكل طبيعي حيث تناقص عدد الوفيات بسبب استسقاء الدماغ من 54% من الحالات إلى فقط 5 % خلال ربع القرن الماضي كما انخفضت الإعاقات الذهنية من 62% إلى 30 % . تتفاوت أسباب المرض بين أسباب خلقية ومكتسبة من أهمها حدوث نزيف في المخ خاصة لدى الأطفال الخدج ، قد يبدأ اكتشاف حالة استسقاء الدماغ من قبل الأهل عندما يلاحظوا الازدياد غير الاعتيادي في حجم الرأس ..

زرع الانبوب من الدماغ للبطن


• استسقاء الدماغ يعني تراكماً زائداً للسائل الدماغي بداخل تجويفات الدماغ المسماة البطينات ، وقبل ان نتطرق الى مرض استسقاء الدماغ يجب ان نعلم ان في كل انسان هناك سائل مائي ( سائل الدماغ ) يتكون بواسطة عقد من اوعية دموية دقيقة في تجويفات الدماغ ومن ثم يسلك طريقه من بطين الى اخر حتى يصل الى منطقة في الدماغ حيث يتم امتصاص السائل الدماغي الى الدم ، فالدماغ والحبل الشوكي يحتوي على 120 مل من السائل الدماغي كما ان الانسان ينتج حوالي 500 مل من هذا السائل كل يوم أي بمعدل 0.35 مل في الدقيقة .




منظار الدماغ


• ماهي أسباب حدوث هذه الحالة ؟

• بالنسبة لمرض استسقاء الدماغ فيحدث تراكم السائل الدماغي لعدة اسباب فقد يكون هناك زيادة في انتاج السائل الدماغي حيث يفوق مقدرة الدماغ على امتصاصه ، قصور في عملية الامتصاص او بسبب وجود عائق في مرور السائل من بطين دماغي الى اخر وهذه الاسباب اما ان تكون ناتجة عن وجود عيب خلقي او نتيجة مرض مكتسب فاستسقاء الدماغ قد يكتشف قبل الولادة بواسطة الاشعة الصوتية كما ان استسقاء الدماغ قد يصاحب عيوب خلقية في المخ او في الجسم كوجود كيس غشاء الاعصاب في اسفل الظهر حيث غالبا مايحصل استسقاء الدماغ مصاحبا لهذا العيب الخلقي او قد يحصل بعد استئصال كيس غشاء الاعصاب كذلك قد يحصل بسبب عيب خلقي لتصريف سائل الدماغ ( ضيق في القناة التي تربط البطين الثالث بالرابع ) اما بالنسبة للاسباب المكتسبة لاستسقاء الدماغ فقد تكون نتيجة التهاب السحايا ، ورم في الدماغ او نتيجة اصابة في الرأس

السائل يدفع نسيج المخ

• كيف يمكن تشخيصها ؟

• تشخيص استسقاء الدماغ ... في بعض الحالات قد يتعرف عليها الطبيب بواسطة الاشعة الصوتية للام الحامل وهنا تكمن اهمية متابعة الحمل ، او ملاحظة حجم الرأس غير الطبيعي بعد الولادة مباشرة او ملاحظة زيادة في حجم الرأس عن المعدل الطبيعي اثناء تواجد الطفل في المستشفى او اثناء متابعة الطفل في عيادة الطفل السليم وفي جميع هذه الحالات يحول الطفل الى عيادة الاعصاب لعمل الاشعة المقطعية للمخ لتشخيص استسقاء الدماغ


• ماهي الوسائل المتبعة لعلاج تلك الحالات ؟

• في معظم الحالات يعتبر استسقاء الدماغ حالة مستديمة ومزمنة ويحتاج الى علاج وعناية دائمين . العلاج يتطلب تصريف السائل الدماغي الزائد من بطينات الدماغ لمنطقة اخرى في الجسم مما يسمح للمرضى وبشكل عام ان يعيشوا حياة طبيعية تقريبا ونظرا لاستدامة المرض وعلاجه فإنه من الاجدى بالمرضى واسرهم ان يكونوا على دراية كاملة بالمرض واعراض المضاعفات التي قد تنتج حتى يمكن اللجوء للعناية الطبية في الوقت المناسب


•العلاج الدوائي او الجراحي لمعالجة حالات استسقاء الدماغ ؟

العلاج الجراحي هو العلاج الامثل لحالات استسقاء الدماغ ماعدا بعض الحالات التي يكون درجة المرض فيها قليلة بحيث يتم العلاج بطريقة تحفظية ويكتفي الطبيب العالج بمتابعة المريض ومراقبته حيث يتم فيها قياس حجم الرأس وعمل الاشعة المقطعية ، اما اللجوء الى العملية فتكون في حالات يحددها جراح الاعصاب


• كيف يتم العلاج الجراحي ؟

• العلاج الجراحي يمكن ان يكون بطريقتين الطريقة الاولى هي وضع جهاز صمام انبوبي لتحويل سائل الدماغ من البطينات الدماغية الى مكان اخر لامتصاصه كتجويف البطن او احيانا الى القلب او التجويف الرئوي حيث يتم عمل فتحة صغيرة في الجمجمة ومن ثم وضع جهاز الصمام الانبوبي ووضع الانبوبة تحت الجلد من الرأس الى الرقبة حتى البطن حيث يتم عمل فتحة صغيرة في البطن ووضع الانبوبة في تجويف البطن فالصمام يكون مرتبط بالانبوبة ويوضع تحت فروة الرأس وغالبا يشتمل على خزان للسائل الدماغي وفائدة هذا الخزان تكمن في اختبار عمل الجهاز او اخذ عينة من السائل الدماغي باستعمال حقنة طبية لعمل دراسات مخبرية عليها وينبه الاهل بعدم العبث بهذا الخزان دون ارشادات الطبيب المشرف لما قد يحدث من مضاعفات . اما الطريقة الثانية للعلاج فيمكن الاستغناء عن وضع جهاز الصمام الانبوبي بواسطة عملية منظار للدماغ وهذه الطريقة تستعمل لمرضى معينين حيث يكون سبب استسقاء الدماغ هو ضيق في قناة تصريف سائل الدماغ من بطين الى اخر بسبب عيب خلقي او وجود ورم دماغي وتتم العملية بعمل فتحة في قاع البطين الثالث حيث يتم تصريف سائل الدماغ الى منطقة امتصاصه فالعملية بالطبع سوف تبعد المريض من وضع جهاز الصمام الانبوبي وما يترتب عليه من مشاكل نفسية واجتماعية على المريض وعائلته


________________________________________



»

التعليقات

  • حكيمحكيم مشرف حلقات البحث و الاستشارات الطبية
    تم تعديل 2012/01/03
    مشكورة عالطرح دكتورة