يقع قصر دولما باشا على الجانب الأوروبي من مضيق البوسفور بين منطقتي بيشكتاش و قباتش و قبالة منطقة اسكدار من الجانب الآسيوي
أثناء فتح مدينة القسطنطينية ألقت سفن محمد الفاتح المرساة هنا و في عهد السلطان أحمد الأول في عام 1614 ردم جزء من البحر و حوله غلى حديقة و في عام 1740 بني سبيل الحاج أمين آغا
و في عهد عثمان الثاني ردمت ساحة غضافية تقدر ب 450 مترا مربعا إلى أن جاء عهد السلطان عبد المجيد الثاني فأمر عام 1843 ببناء مسجد و قصر دولما باشا و كان عمر السلطان آنذاك لا يتجاوز العشرين عاما و قد مضى عليه في العرش أربع سنوات
أشرف على بناء القصر المهندس الخاص بالسلطان عبد المجيد و هو قارابيت بايلان و استغرق العمل فيه حتى عام 1856 و قد بني على طراز النهضة الباروكي و هذا لا يعني خلوه من بعض خصائص الفن المعماري التركي و قد بلغت كلفة تشييد القصر حوالي خمسة ملايين ليرة عثمانية أي ما يعادل بليار دولار امريكي الآن
كان السلاطين العثمانيين يقيمون في قصر طوب قابي و بعد تشييد هذا القصر انتقلوا للعيش فيه باستثناء السلطان عبد الحميد الذي بقي في قصر يلدز طوال حياته
موقع القصر :
يقع القصر على الجانب الأوروبي في منطقة بشكتاش و يقع أمامه مسجد دولمة باشا و برج الساعة
مدخل القصر و حديقته :
له تسعة مداخل منحوتة ضخمة أبرزها مدخل السلطان أما الزوار فيدخلون من الباب الشمالي المواجه للجامع و ما إن تعبر البوابة حتى تواجهك حديقة على غاية في الروعة تتوسطها بركة زينت بتماثيل رائعة و مغطاة بالزنبق الأبيض
أما أشجار الحديقة فقد أحضرت من الهند قبل 150 عاما كما توجد في الحديقة تماثيل عديدة لأسود في وضع جالس أو متحفز
القصر من الداخل :
ينقسم القصر إلى ثلاثة أقسام : قسم الرجال و قسم النساء و الاحتفالات و يتألف من ثلاث طوابق متماثلة مع رصيف بحري يقارب طوله 660 مترا
درجات الدخول إلى القصر تقودنا إلى قسمي الرجال و النساء و هنا يوجد 285 غرفة و 43 صالون استقبال مزينة بلوحات لأشهر الرسامين العالميين و أثاث في غاية الفخامة
قاعة السفراء :
هي قاعة ضخمة واسعة عالية ابوابها حمراء من الخشب الصلب و بداخلها سجادة مساحتها 88 متر مربع و تغطي جزء من الأرض و في داخلها أيضا ساعة رائعة و فريدة من الفضة مزينة بتماثيل فضية لأسود و أيل و عقرباها عبارة عن ثعبانين من المعدن و هذه الساعة هدية من فرنسا
في كل ركن من القاعة مدخنة مزينة و اثناتن منهما من الفضة
أما سقف القاعة فمزين من قبل فنانين فرنسيين و ايطاليين
و في القاعة أيضا ثلاث ساعات مذهبة و مرصعة بأحجار ثمينة جدا و من صنع تركي
القاعة الزرقاء
هي المكان الذي كانت تمضي فيه النساء أوقاتهن بالتسلية و الترفيه حيث نجد ان السقوف و الجدران مزينة و فيها أواني صينية و ثريا و و ثلاث شمعدانات لا تقدر بثمن و سجادتان ضخمتان و ساعة حائط من الامبراطور غيوم الثاني و مزهريات من اليابان و الصين
القاعة الوردية :
قاعة العرش و الاستقبال :
و هي أجمل قاعات القصر على الإطلاق ففيها كانت تعقد الاجتماعات الهامة للسلطان و تجري الاحتفالات الرسمية
تقوم القاعة على 56 عمود من الرخام الاصطناعي و ارتفاعها 36 مترا
القبة مزينة بنقوش فائقة الجمال أشبه بنقوش فيرساي و هي نموذج رائع للفن الباروكي
تنير القاعة 750 لمبة و تتسع لأربعة آلاف و تنفتح على مضيق البوسفور بباب كبير حيث كان السلطان يقف لاستقبال ضيوفه و عند قاعدة القبة نوافذ تطل على البحر حيث يمكن للنساء مشاهدة الاحتفالات بدون ان يراهن احد
في هذه القاعة ثريا ضخمة لا مثيل لها في العالم تزن 4.5 طن مهداة من ملك روسيا بيقولا و هي مصنوعة من الكريستال و عندما تضاء تظهر كأنها شمس في وضح النهار
أما الأرض فتغطيها سجادة بمساحة 124 متر مربع مصنوعة في بلدة هركة التركية المركز المشهور لصناعة السجاد
يتم تدفئة القاعة من تحت الأرض و يلزم لتدفئتها ثلاثة أيام
مُصطفى كمال أتاتورك المؤسس والرئيس الأول لدولة تركيا، صَرفَ آخر أيامه في القصرِ عندما تدهورت صحته. أتاتورك مات في الساعة 9:05 صباحاً في العاشر من شهر نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1938 في غرفة النوم التي هي الآن جزء من المتحف. كُل الساعات في القصرِ كانت تشير ذلك الوقت إلى الساعة 9:05 صباحاً على أية حال، هذا تغيّر مؤخراً وساعات القصر تشير إلى أوقاتَ مختلفةَ. بينما الساعة في الغرفة ما زالت تُشير إلى الساعة 9:05 صباحاً.و مازال السرير الذي توفي عليه مغطى بالعلم التركي
غرفة السفرة 1
قاعة السفرة 3
غرفة الميلاد
غرفة ولي العهد 36
القاعة اليابانية
الحمام الامبراطوري
شرفات القصر
الزائر لقصر دولما باشا لا يمل التطوف فيه في جو أخاذ من الدهشة و الأبهة إذ يخرج من كنفه و كأنه يغادر عالما من الأساطير التي لم تكن أيام العثمانيين إلا واقعا
التعليقات
ازداد روعة بمشاهدتك له دكتور علي
مرورك هو الأروع أختي وجيهة
كمااان فنان بالتصوير