فقدان الشهية العصبي .. المرض النفسي الوحيد الذي يقود إلى ..؟؟؟؟

ميرةميرة المشرفة العامة
تم تعديل 2010/12/06 في الطب النفسي Psychiatric

فقدان الشهية العصبي.. المرض النفسي الوحيد الذي يقود إلى الوفاة

2636.imgcache
نحافة مرضية

د.ابراهيم بن حسن الخضير

اضطرابات الأكل (Eating disorders)، أصبحت الآن ملاحظة بشكل أكثر لجميع من يعمل في مجال الصحة النفسية، فبعد أن كانت هذه الاضطرابات قليلة، وتمر سنوات أو أشهر بعيدة قبل أن تمر حالة من حالات اضطرابات الأكل بأنواعه المتعددة مثل فقدان الشهية العصبي (Anorexia Nervosa) وهو اضطراب مزعج ومزمن، ويشكل معظم مرضاه الفتيات في سن المراهقة. وربما قبل هذا السن أو ربما أكبر من ذلك ولكن الانتشار الأكبر هو بين الفتيات في سن المراهقة وهذا المرض الذي أطلقه الأستاذ الدكتور جيرالد رسل قبل أكثر من ثلاثة عقود، وقد كان البروفسور عميداً لمعهد الطب النفسي بجامعة لندن ورئيساً لقسم اضطرابات الأكل في المعهد ومستشفيات

الموزلي وبثلام وكنجز كولج، وهي مستشفيات كبيرة ومعروفة في مدينة لندن قبل أن يتقاعد، ويعمل متعاوناً مع المعهد ومستشفيات الموزلي وبثلام كنجز كولج، وإن كان الان قل عمله كثيراً نظراً لكبر سنه، وظهور جيل من الشباب في بريطانيا تخصصوا في هذا الحقل من الطب النفسي المهم جداً في بريطانيا، فمرض فقدان الشهية العصبي، هو المرض النفسي الوحيد الذي يقود إلى الوفاة، حيث يموت حوالي من 5 إلى 10٪ نتية مضاعفات هذا المرض الخطير


ويشخص المريض بهذا المرض إذا كان هناك نقص في الوزن بمعدل أقل من 20٪ من الوزن المطلوب، أو أن يكون الشخص وزنه أقل من 45 كيلو غراماً. الأهم من هذا كله أن الشخص رغم نحافته المفرطة والواضحة لكل شخص يراه، فإن الفتاة المصابة بفقدان الشهية العصبي ترى نفسها سمينة، خاصة في مناطق معينة من جسدها خاصة منطقة البطن والأرداف. وتحاول الفتاة عمل حمية غذائية - رغم نحفها الزائد - مما قد يجعلها عرضة لكثير من المضاعفات مثل اختلال المواد المعدنية في الجسم مما قد يسبب لها مشاكل في جميع أجهزة الجسم، وهذا الاختلال قد يقود إلى الوفاة نتيجة اختلال بعض المواد المعدنية التي لها علاقة بعمل القلب، وكذلك اختلال عمليات الأيض (الميتابوليزم)، وهذه أيضاً من المضاعفات الخطيرة والتي قد تسبب الكثير من المشاكل الصحية.


يعزو بعض العلماء العاملين بهذا المرض من أنه قد ينشأ نتيجة اختلال الترابط بين غدة اليبوثلامس - مع الغدة النخامية (Hypothalmic - Pituitary failure) مما يؤدي إلى نقص في إفراز مادة القونادوتروفين (Gonadotrophin)، وهذا يقوم بالتأثير على انتظام الدورة الشهرية، فأكثر المصابات بمرض فقدان الشهية العصبي يعانين من انقطاع الطمث أو عدم انتظام الدورة الشهرية بشكل غير صحي مما يؤثر على عملية الانجاب والخصوبة، كذلك يعاني الرجال من العنة (فقدان القدرة الجنسية). كذلك يعاني المرضى بهذا المرض من زيادة افراز هرمون النمو (Growth Hormone) وذلك نتيجة انخفاض الوزن بشكل كبير، خاصة إذا كان الوزن يقل عن 45 كيلو غراما أو أقل.



2637.imgcache


يعاني الشخص الذي يصاب بالمرض من الاهتمام الزائد بالأطعمة، فترى الفتاة المصابة بهذا المرض تهتم كثيراً بنوعية الأكل وكثيراً ما تحب السعرات الحرارية في الأكل وتحتفظ بكتيب أو جدول لكل مادة أو طعام تأكله. وكذلك تحتفظ بميزان لوزن الأكل الذي تتناوله، وكذلك تزن نفسها باستمرار. أيضاً فإن الفتاة تنظر كثيراً في المرأة لترى عما إذا كانت تزيد وزناً. ورغم إصرار الجميع قلقاً على نحافتها الزائدة إلا أن الفتاة تصر على سؤال المحيطين بها عما إذا كان جسدها سمينا من الخلف مثلاً؟ وهل ارادفها كبيرة تلفت النظر؟ وهكذا أسئلة.! ويلجأ كثير من المريضات بهذا المرض إلى لبس ملابس ذات حجم أكبر بكثير من مقاسها الحقيقي، حتى تبدو صغيرة وسط هذه الملابس الفضفاضة..!
ينتشر هذا المرض كما قلنا بين الفتيات بحوالي 90٪ و10٪ من الفتيات.


وفي المجتمعات الغربية تشير الدراسات إلى حوالي 1٪ من المراهقات في الطبقة المتوسطة، وترتفع نسبة الإصابة في الطبقات العليا، بينما يقل في الطبقات الفقيرة.
عمر البدء في الإصابة بهذا المرض هو تقريباً 15 عاماً، وإن كان قد يبدأ في سن أصغر من هذا وكذلك قد يبدأ في سن أكبر من هذا.

محلياً


عندنا في المملكة العربية السعودية، نرى أن أكثر الفتيات اللاتي يصبن بهذا المرض، هن قريبات من النتائج في الدراسات المسحية في الدول الغربية، وكذلك في جمهورية مصر العربية. أكثر الفتيات المصابات بهذا المرض يكن في سن المراهقة، وربما عندما يبدأن في طلب العلاج يكن قد تجاوزن العشرين، وللأسف كلما تأخر العلاج قلت نسبة الشفاء.


الكثير من اللاتي يعانين من هذا المرض هن من الطبقة العالية، خاصة الذين يسافرن كثيراً للخارج، واللاتي يتابعن عارضات الأزياء بشكل كبير، ويرغبن أن يكن في وزن وجسم عارضات الأزياء، دون معرفة أن هؤلاء العارضات يعانين مشاكل نفسية وجسدية صعبة، وأن الفتاة في السعودية التي تقلد هؤلاء العارضات النحيفات جداً، حيث أن مقاييس الجمال تختلف من مجتمع لآخر. فالجمال في العالم العربي يختلف عن مقاييس الجمال في العالم الغربي، فما قد يكون جميلاً عند شخص أو في مجتمع لا يكون كذلك في رأي ووجهة نظر شخص آخر أو مجتمع آخر..!

العلاج



مما يؤسف له بأن علاج اضطراب الشهية العصبي، نظراً لاعتقاد الكثيرين بقلة المرضى بهذا المرض بين الفتيات قليل في المملكة في المملكة العربية السعودية، فإن ليس هناك أشخاص، وكما تأثرنا بكل ما يدور في العالم من مشاكل نفسية، فإن اضطراب فقدان الشهية العصبية هو واحد من هذه الضرائب التي نعاني منها، وما زال الأمر يتفاقم.
يزيد الأمر سوءاً بأن المجتمع لا يلقي بالاً، ولا توجد توعية عن هذا المرض العصيب بالنسبة للأهل وكذلك بقية أفراد المجتمع، فهو يكاد يكون شبه مجهول، ويعتقد البعض بأن هذا الأمر ليس موجوداً بيننا (أي أننا لا يوجد لدينا فتيات يعانين من هذا الاضطراب).


وسائل الإعلام المرئية، وهي الأكثر تأثيراً في المشاهد، والأكثر مشاهدة من الفتيات، وخاصة المراهقات اللاتي يتابعن الجديد في ما يستجد من ملابس وبالتالي يتأثرن بطريقة حياة من يشاهدنهن على شاشات التلفزيون، خاصة في القنوات الفضائية التي تعنى بهذه المواضيع.

2638.imgcache


هناك تشابك بين فقدان الشهية العصبي وبين اضطرابات الأكل مثل البوليميا نرفوزا (لا علم ما هي الترجمة العربية لهذا المرض). حيث أن كثيراً من المرضى المصابين بفقدان الشهية العصبي، تنتابهن نوبات من الشره الزائد حيث يأكلن بشكل كبير وكميات كبيرة لأنواع من الطعام يكون كثيراً السعرات الحرارية، وثم يلجأن إلى استخدام المسهلات، وكذلك الاستفراغ القسري، أي يقمن بادخال اصابعهن للاستفراغ بعد هذه النوبات الشرهة في الأكل، ولا يردن أن يزيد وزنهن.
هذا نراه في المملكة العربية السعودية، أي أننا نرى الصورة التقليدية لاضطراب فقدان الشهية العصبي، فالسن كما ذكرت تقريباً مقارب لمعظم ما يحدث في دول العالم، سواء الغربي أو العربي، إلا أن النسبة تقل عن الإصابة في الدول الغربية، نتيجة الضغط النفسي على المرأة والفتاة بالذات لكي تكون جميلة وذات جسم رشيق، حتى تحظى بمعجبين أو بصديق أو حبيب، حيث التنافس كبير بين الفتيات للحصول على رفيق حبيب أو صديق حميم.
الوضع هنا مختلف، فمقاييس الجمال مختلفة، وإن كان هناك تغير أيضاً نحو النظرة إلى المرأة وجمال المرأة، ولكن تظل هناك نسبة لا يستهان بها لا يستهويها الفتاة النحيفة جداً، وربما يميل كثير من الرجال إلى الفتاة التي ليست نحيفة حداً، بل الأكثر وزناً وهذا ربما نتيجة الثقافة العربية القديمة والتي لا زالت تحتفظ ببعض من أثرها على الناس في الوطن العربي.
لكن الثقافة ليست كافية. فالفتيات اللاتي يتابعن القنوات الفضائية ويرين العارضات النحيلات جداً يتمخطرن على سجاجيد الحفلات الخاصة بعرض الأزياء، ونظرات الإعجاب من الحاضرين والحاضرات، ولا يعرفن خطورة هذا المرض، والذي قد يبدأ بنوبة حمية، ثم يستمر رفض الأكل واختلال النظرة إلى الذات وإلى الجسم، حيث ترى الفتاة نفسها سمينة رغم كل ما يقال عن نحافتها الزائدة، وترغب في فقدان كثير من الوزن رغم نحافتها الزائدة. كثير من الفتيات يرين في النحافة القدرة على السيطرة على حياتهن، ويشعرن بالثقة وهن نحيفات، وكذلك يشعرن بأنهن أكثر أماناً من لو كن سمينات، ويخفن كثيراً من السمنة الزائدة ويعتبرنها أكثر كارثة تحل بهن.

التعليقات

  • Dr.AhmadDr.Ahmad مدير عام
    تم تعديل 2010/12/06
    شكرا ميرة على طرح هذا الموضوع الهام جدا ...

    حقيقة القهم العصبي من المشكلات التي أصبحت مشاهدة وإن كانت درجتها في بلادنا أقل مما هو عليه في غيرها ولكن حابب ضيف انو نسبة اصابة الاناث تصل إلى 90% و أكثر للسبب الذي تفضلتي به و هو الضغط النفسي و ما يفرض على الفتاة ان تكون نحيفة و رشيقة
    و الناحية المميزة الي تفضلتي بها و التي تتميز بها الفتاة المصابة هي حبها الشديد لاعداد الطعام و تذويقه لكن دون أن تأكل منه شيئا
    السبب اللي تكلمتي عنو و هو اختلال العلاقة ما بين المهاد و الغدة النخامية ... حسب ما أعرف ان هذا الأمر هو نتيجة للمرض و بسبب الضغط النفسي و سوء التغذية الذي تتعرض له الفتاة تتأثر دورتها الشهرية و تضطرب و قد يحدث لديها انقطاع طمث أو تباعد طموث أو بشكل عام عدم انتظام
    كما تظهر اضطرابات سوء التغذية بشكل واضح لديها من نقص البروتينات و السكاكر و الدسم و الأملاح المعدنية والفيتامين و لكل عنصر من العناصر أعراض نقصه التي لامجال لسردها أبدا ...

    اعتذر على الاطالة و من جديد شكرا دكتورة ميرة