في تخيلاتي عن الحب وعذابه صورت نفسي فتاة تعيش قبل حقبة الهواتف المحمولة وقبل اختراع الرسائل النصية حتى قبل وجود صندوق البريد.
عدت وعدت بالزمن الى الوراء حتى وصلت الى عصر الحمام الزاجل
تخيلت حينها انني اعشق حبيبا مسافرا من الصعب لقاؤه وفي كل يوم أبعث له برسالة مع حمامتي البيضاء املؤها بحبي وأشواقي وأسجل فيها كل أحلامي وامنياتي احكي له فيها عن مشاكلي وعذاباتي وارجوه ان يهتم بنفسه ويعود لي سالما.
أرسلها دون يقين من انها ستصل ولكن حتى ابث همي فأودعها افكارا مجنونة لا أتوقعه فعلا ان يعرفها
واغرب ما في اوهامي اني انتظر رده بشوق وتلهف ورغم طول الوقت الا ان الامل يبقى داخلي فأرسل له الرسالة تلو الاخرى دون كلل او ملل.....
وبعد فترة من الزمن يعود حبيبي متزوجا بفتاة اخرى بحجة انه لم يستطع ان يقاسي آلام الغربة وحيدا
يعود دون ان يهتم لامري او يأبه لحالي
فأجلس حزينة يعتصر قلبي اسف على سنين اضعتها في كتابة رسائل طويلة لو جمعت للخصت قصة حياتي وكل شخصيتي وأفكاري
ولكن المشهد لا ينتهي هنا بل يكمل غرابته لاجد شخصا اخر, شخصا كنت أراه كل يوم ولم أفكر به يوما
شخصا أتى ليصارحني بحبه لي وتمسكه بي
يأتي ليمد يد الأمل ومع أنني كنت مستغربة فاقدة للمشاعر أفكر هل يمكن لي أن أحب شخصا لا يعرف عني شيئا ولا اعرف افكاره
شخصا يسكن قريبا من بيتي على بعد شارعين شخصا كان في نفس مدرستي ولم اهتم له
بالتأكيد لا أستطيع وبالتأكيد لا أريده فأنا لم افكر يوما ان اطلعه على كينونتي
الا ان جوابا واحدا يأتي ردا على اسئلتي المتراكمة ومشاعري المحتارة
جواب واحد جعل هذا الشخص اقرب انسان الي واعلم انسان بحالي
هذا الجواب كان يقول: ألا تعلمين ان حمامتك الزاجلة البيضاء لا تطير ابعد من شارعين........
دمعة فرح
التعليقات
اشتقنا لابداعك دمعة فرح
شكرا الك والحمدلله مابق في حمام لرساءلنا.
رائع أسلوبك
رائعة مشاعرك
رائع وعيك وثقافتك...