أدوية الجهاز العصبي المركزي

dr.Alidr.Ali مدير عام
تم تعديل 2010/08/24 في علم الأدوية Pharmacology
قبل دراسة الأدوية المؤثرة على الجملة العصبية المركزية لابد لنا من أن نتطرق ولو بشكل مختصر لآلية عمل الجهاز العصبي الذاتي لنفهم حقيقةً الكيفية التي تعمل من خلالها الأدوية المؤثرة عصبياً ونفسياً.
يقسم الجهاز العصبي الذاتي إلى قسمين :
1- الودي Sympathetic
2- نظير الودي Parasympathetic
حيث ينظم الجهاز العصبي الذاتي الوظائف اللاإرادية (التنفس، الدورة الدموية، الهضم، درجة حرارة الجسم، الإستقلاب، إفرازات الغدد). ويعتبر الجهازان الودي ونظير الودي كضدين فيزيولوجيين يؤثران بشكل متعاكس في العضو نفسه.

1- الجهاز الودي Sympathetic System :
يتألف من عقد ودية وألياف عصبية ما قبل العقد الودية وألياف عصبية ما بعد العقد الودية. وتتوضع العقد الودية مرصوفةً على جانبي النخاع الشوكي والناقل العصبي هو الأدرينالين.
يؤدي الجهاز العصبي الودي وظيفته أثناء الشدة والخوف والقتال والهرب حيث تتنبه الأعضاء كلها دفعةً واحدةً.
تقسم المستقبلات الأدرنرجية إلى قسمين: مستقبلات α بنوعيها (1α و 2α) ومستقبلات β التي تقسم بدورها إلى نوعين (1β و 2β) .
توجد هذه المستقبلات على بعض الأعضاء في الجسم وهي حساسة جداً للأدرينالين ومقلدات الودي كالنورأدرينالين والدوبامين والأمفيتامين والإيفدرين التي تعمل عمل الأدرينالين ولكن بنسبة أقل.
أما حاصرات الودي فهي كثيرة ومتنوعة، فهناك حاصرات غير نوعية (1α و 2α) مثل الفينوكسي بنزامين وحاصرات نوعية لمستقبلات 1α كالبرازوسين وحاصرات نوعية لمستقبلات 2α كاليوهامبين وحاصرات غير نوعية (1β و 2β) كالبروبرانولول وحاصرات إنتقائية لمستقبلات1β كالميتوبرولول وحاصرات إنتقائية لمستقبلات 2β كالبوتوكسامين. وهذا الأخير يعتبر حاصر ودي لمستقبلات α و β على السواء.

2- الجهاز نظير الودي Parasympathetic System:
يتألف من عقد نظير ودي وألياف عصبية ما قبل العقد وألياف عصبية ما بعد العقد. تتوضع العقد نظيرة الودي إما بالقرب من الأعضاء أو داخل الأعضاء وتأتيها الألياف العصبية طويلة قبل العقد وقصيرة بعد العقد والناقل العصبي هو الأستيل كولين. والجهاز العصبي نظير الودي ينظم الوظائف الضرورية للحياة مثل ضربات القلب والتنفس وهو ينبه أعضاء محلية وليس كل الأعضاء كما في الجهاز الودي. يؤدي تنشيط الجهاز نظير الودي إلى أعراض مماثلة لشخص في غاية الخمول والكسل. وتقسم المستقبلات الكولينرجية إلى نوعين: مركزية تتنبه بالنيكوتين ومحيطية تتنبه بالمسكارين.
العوامل المقلدة لنظير الودي (البيلوكاربين، الميتاكولين، الفيزوستيجمين ...) أما حاصرات نظير الودي فهي كثيرة مثل الأتروبين ومركبات الأمونيوم الرباعية.

أهم الأدوية المؤثرة على الجهاز العصبي المركزي هي :

1- أدوية التخدير العام
المخدرات العامة أدوية تبطل الإحساس بالألم وبالحرارة وباللمس، كما توقف الحركات الإرادية والمقوية العضلية وتعطل الأفعال الإنعكاسية مسببة بذلك الإرتخاء العضلي. وهذه الأدوية لاتؤثر في وظيفة الحجاب الحاجز إذا أعطيت بالجرعات العادية وإنما تسبب زوال إحساس عام وشللاً قابلاً للرجوع وغياب وعي وتحدث ما يسمى بالنوم التخديري. تتميز هذه الأدوية بأنها تؤثر في الجملة العصبية المركزية بعكس المخدرات الموضعية التي تؤثر في الجملة العصبية المحيطية.
المخدرات العامة تكون إما بشكل غاز أو سوائل طيارة وتعطى عن طريق الرئة أو تكون بشكل محاليل تحقن في الوريد.

صفات المخدر العام الجيد :
1- أن يتمتع بهامش علاجي مرتفع
2- أن يخدر بسرعة
3- أن يسبب زوال الإحساس وارتخاءً عضلياً تاماً
4- أن لايسبب آثاراً ثانوية فورية كالحوادث القلبية الوعائية أو التنفسية ولا آثاراً تالية للتخدير كالإقياءات ولا حتى آثاراً متأخرة كالأذيات الكبدية أو الكلوية أو القلبية.
5- أن يتم الإستيقاظ من تأثيره بسرعة ويترافق ذلك بتأثير مسكن طويل الأمد.

مراحل التخدير:
1- مرحلة التسكين
2- مرحلة التحريض والهياج نتيجة تثبيط المراكز العصبية القشرية مع فقد وعي
3- المرحلة الجراحية وتتصف هذه المرحلة بالإرتخاء العضلي التام وفقد المنعكسات كالمنعكس العيني الجفني
أولاً ثم يليه المنعكس الحدقي ثانياً.
وإذا استمر في إعطاء المخدر بعد الوصول إلى المرحلة الجراحية فإن البصلة السيسائية تصاب فيتوقف التنفس ويزرق لون المريض ويصبح النبض خفيفاً بشكل خيطي. أما الصحو من التأثير المخدر فيبدأ منذ التوقف عن إعطاء المخدر إذ تعود الوظائف الحيوية للعضوية بالظهور بترتيب معاكس لإختفائها إذ يطهر في البداية المنعكس البؤبؤي ثم المنعكس العيني الجفني وبعد ذلك المقوية العضلية ثم المقوية العضلية البطنية وأخيراً الإحساسات الجلدية أو المنعكس الجلدي.

الحوادث المشاهدة أثناء التخدير :
1- حوادث قلبية : كالغشي الأبيض المبكر ويحدث في حالات استثنائية ويسبب الموت خلال 2 إلى 3 دقائق وخاصةً مع المخدرات الغازية والإغماء السمي المتأخر إضافةً إلى حوادث أقل أهميةً كتسرع قلب وعوارض خارج انقباضية مثلاً.
2- حوادث وعائية : كهبوط الضغط مع المركبات الباربيتورية أو ارتفاع الضغط مع مركبات أخرى.
3- حوادث تنفسية : كتوقف التنفس أو ما يسمى بالإغماء الأزرق التخديري، كما يحدث أحياناً تشنجات بلعومية وزيادة في المفرزات القصبية.
4- حوادث هضمية : كالإقياءات والغثيان.

الأدوية المستعملة للتخدير العام :
وتصنف بحسب طريق الإعطاء إلى مجموعتين :
1- المخدرات التي تعطى عن طريق الرئة بالإستنشاق
2- المخدرات التي تعطى حقناً وريدياً

1- المخدرات الغازية والطيارة التي تعطى عن طريق الرئة بالإستنشاق :
وهي تضم عدة مركبات أشهرها :
- أول أكسيد الآزوت N2O : ويسمى أيضاً بالغاز المضحك لإحداثه شعوراً بالسرور والخفة أثناء مرحلة التهيج، وهو غاز لا لون له يعطى بشكل مزيج مع الأوكسجين بنسبة 15% أوكسجين و85% منه للحصول على تخدير خفيف بدون ارتخاء عضلي لذلك غالباً ما يشارك مع مرخيات العضلات كالكورار. وهو بشكل عام يعتبر مخدراً مريحاً وسريعاً وجيد الإحتمال كما أن الإستيقاظ منه سريع وبدون إقياءات.
- الهالوتان : سائل عديم اللون ذو رائحة مقبولة كثير الإستعمال في التخدير يشارك غالباً مع أول أكسيد الآزوت والمرخيات العضلية وهو موسع للقصبات يطرح عن طريق البول إلا أن من مساوئه أنه يسبب هبوطاً في الضغط الشرياني لأنه ينقص المقاومة الوعائية المحيطية ولا يستعمل أثناء الحمل.
- الكلوروفورم : مخدر جيد إلا أنه أهمل بسبب سميته القلبية الكبدية وإمكان إحداثه للسرطانات عند الفئران.
- الإيتر الإيتيلي : مخدر فعال إذا تم استنشاقه بنسبة 6 إلى 8 % في الهواء وهو غير مؤذي للجسم وجيد التحمل من قبل المسنين إلا أن أهم عيوبه قلة الهامش العلاجي، فهو ينقلب إلى مركب سام إذا وصل تركيزه في الهواء إلى 12% كما أنه يسبب إقياءات وتشنجات بلعومية وتسرع قلب.

2- المخدرات التي تعطى حقناً وريدياً :
استعمل التخدير عن طريق الوريد منذ عام 1872 إذ حقن لأول مرة هيدرات الكلورال ومنذ ذلك التاريخ بدأ استعمال الطريق الوريدي للتخدير يتطور بفضل استعمال المركبات الباربيتورية الكبريتية، ويمتاز التخدير بهذا الطريق بما يلي :
1- يصل تركيز المخدر إلى قيمته العظمى في الدم منذ البداية
2- تدخل المادة المخدرة مباشرةً إلى الدماغ ويحدث النوم آنياً أثناء حقن المخدر
3- مرحلة التحريض أو الهياج قصيرة
لكن من مساوئه أنه قد يحصل تجاوز للمقدار وتوقف للتنفس، كما أن الصحو منه لايتم بسرعة لأن استقلابه وانطراحه البولي يحدث ببطء.
أهم المخدرات المستعملة لهذا الغرض :
1- الباربيتوريات : تضم عدداً من الأدوية جميعها مشتقة من حمض الباربيتوري وأهمها الباربيتال والبوتاباربيتال والبنتاباربيتال والبنتيوباربيتال الذي يستعمل ملحه الصودي حقناً وريدياً بطيئاً لأنه إذا حقن بسرعة قد يسبب توقف تنفس وتشنجات اللهاة وهبوط في الضغط الشرياني، لذلك من الضروري وجود أجهزة للمساعدة التنفسية، وهو لا يسبب ارتخاءً عضلياً تاماً لذلك يرافق أحياناً بالأتروبين أو المورفين أو مركبات الكورار. مدة تأثيره حوالي نصف ساعة وهو يسوق باسم بينتوتال.
2- البروبانيدين : مخدر ذوتأثير قصير يستعمل للتخدير في الحالات الإسعافية وللتخدير لمدة قصيرة جداً (2 إلى 6 دقائق) يتصف بأنه حال للعصب نظير الودي ويسبب هبوط ضغط عابر مع تسرع في القلب.
3- الكيتامين : مخدرعام يضعف من نشاط القشرة الدماغية مؤدياً إلى فقد الوعي والتخدير والتسكين، والتأثير الأخير أي التسكين يستمر حتى بعد الصحو من التخدير. يستعمل كمادة مساعدة على التخدير أو كمخدر لوحده في حالة العمليات الجراحية قصيرة الأمد كالولادات، إلا أنه لا يعطى في حالات ارتفاع الضغط الشرياني والحوادث الوعائية الدماغية.

التخدير باستعمال مزيج من المنعشات النفسية والمسكنات القوية :
ويسمى أيضاً بالتخدير الواعي، وتعتمد هذه الطريقة على مشاركة أحد المنعشات النفسية القوية كالبروبيريدول بأحد المسكنات المورفينية القوية التأثيركالفينتانيل ويكون المريض هنا في حالة ما بين النوم واليقظة لايهتم بما يجري حوله مما يسمح بإجراء العمليات الجراحية القصيرة.
وهذه الطريقة تسمح بتجنب الإصابات القلبية عند الأشخاص المصابين بالتهاب الشرايين الإكليلية، وتستخدم لتخدير المرضى بأمراض قلبية وعائية وأثناء إجراء قثطرة لأجواف القلب أو تنظير لبعض الأجواف كالقصبات والمثانة وتصوير الشرايين الدماغية ولإجراء بعض العمليات عند الأطفال.
غير أن هذه الطريقة تقتضي وجود أجهزة مساعدة للتنفس وكذلك حقن مادة أتروبينية لتجنب تباطؤ القلب الذي قد يحدث وأيضاً وجود مادة مضادة للمورفين كالنالورفين لمكافحة التثبيط التنفسي إذا حصل.

الأدوية المساعدة على التخدير :
وهي مواد دوائية تقوم بإتمام فعل المادة المخدرة الرئيسية، وتكمن الفائدة من استعمالها في :
- إنقاص الجرعة من المادة المخدرة
- التخفيف من الآثار الجانبية كحدوث الغشي
- تلطيف مرحلة الهياج
ومن المركبات الدوائية المستعملة لهذا الغرض :
- شالات الجملة العصبية نظيرة الودية كالأتروبين
- المسكنات المورفينية
- مضادات الإقياء
- مضادات الهيستامين
- المركبات الكورارية المرخية للعضلات
غير أن من مساوئ هذه الأدوية هو تراكمها في العضوية مما يتسبب في سمية ما، غير أنه يجب الإمتناع عن استعمال مساعدات التخدير العام لدى الأشخاص المسنين وكذلك لدى المصابين بالقصور الكلوي.

التعليقات

  • dr.Alidr.Ali مدير عام
    تم تعديل 2010/08/21
    المنومات أدوية مثبطة للجملة العصبية المركزية، وبالجرعات الدوائية تسبب النوم بإحداثها هموداً في الجملة الشبكية المنشطة للساق الدماغية المسؤولة عن حالة اليقظة أي أنها تسبب تركيناً للجملة العصبية المركزية، وعندما تعطى بجرعات أعلى من الجرعات المنومة تحدث التخدير العام، ولدى وصول الجرعة إلى المقدار السام يحدث الإغماء، ويتميز الفعل المخدرعن المنوم بدرجة تركين الجملة العصبية المركزية، والمنومات بمقاديرها الدوائية ترفع عتبة تنبيه الجملة العصبية المركزية لذلك فهي مركنة ومهدئة وتحدث نوماً يشبه النوم الطبيعي.

    لمحة فيزيولوجية عن النوم :
    النوم ظاهرة فيزيولوجية تكرر بانتظام وتتميز بتثبيط الوظائف الدماغية وغياب في الوعي والإرتخاء العضلي وتباطؤ وظائف الجملة العصبية الذاتية. ويسبب النوم زوالاً مؤقتاً للفعاليات النفسية الواعية للفعاليات الإرادية وكذلك زوال الإحساسات كالشم واللمس والرؤية والسمع، ويحدث أيضاً تباطؤ في الدوران والتنفس وتنعدم الحركات الإرادية، ونميز نوعين من النوم :
    1- النوم البطيء أو العادي : وينجم عن انخفاض فعالية الجهاز الشبكي المنشط، هذا ومعظم ساعات النوم من النوم البطيء وهو نوم عميق وهادئ وغير مصحوب بالأحلام.
    2- النوم السريع أو التناقضي : ويتميز بفعالية قريبة من حالة اليقظة وبحركات عينية سريعة وباهتزازات عضلية لها علاقة بالأحلام وبوهن عضلي وبتسرع في القلب وفي التنفس وبهبوطٍ في الضغط. وهذا النوع من النوم ترافقه الأحلام وهو يتخلل النوم البطيء ويتكرر بشكل دوري كل 90 إلى 120 دقيقة ولمدة تدوم 5 إلى 10 دقائق بحيث أن كل 8 ساعات نوم تتألف من 6 ساعات نوم بطيء وساعتين من النوم السريع أو التناقضي.
    لذلك فإن من أهم الأمور هو أن تحافظ المنومات على هذا النظام من النوم أي تحدث نوماً طبيعياً.

    الأرق أو عدم التمكن من النوم :
    ويكون نوعين :
    1- أرق عرضي ناجم عن حالة مرضية أولية كالحمى أو الروماتيزم، وفي هذه الأحوال يلاحظ أن إعطاء مضادات الإلتهاب يوقف حالة الأرق ويعيد النوم إلى حالته الطبيعية.
    2- الأرق الأساسي ويكون مصحوباً بآفة عضوية وهو إما أرق أولي أو نهائي، فالأرق الأولي يظهر عند النوم في حالات القلق والإعياء والتعب وهنا يفيد إعطاء المنومات ذات التأثير السريع ومدة التأثير القصيرة، بينما الأرق النهائي فهو كثير المشاهدة عند المسنين ويظهر في النصف الثاني من الليل، ويفيد في مثل هذه الحالة إعطاء المنومات ذات المفعول الطويل.

    أنواع الأدوية المنومة
    تقسم الأدوية المنومة إلى المنومات الباربيتورية والمنومات غير الباربيتورية التي تنتمي لزمر دوائية مختلفة.

    أولاً - المنومات الباربيتورية :
    وهي مركبات عضوية مشتقة من حمض الباربيتوري، يبلغ عددها أكثر من 50 مركباً مستعملاً في المداواة، وهي تصنف بحسب مدة تأثيرها إلى :
    1- باربيتوريات طويلة التأثير يستمر مفعولها من 8 إلى 12 ساعة مثل الفينوباربيتال
    2- باربيتوريات ذات مدة تأثير متوسطة ما بين 6 إلى 8 ساعات مثل هيبتاباربيتال
    3- باربيتوريات ذات مدة تأثير قصيرة من 2 إلى 4 ساعات مثل البينتوباربيتال
    4- باربيتوريات ذات مدة تأثير قصيرة جداً نحو نصف ساعة مثل التيوبنتال

    الإعتياد على الباربيتوريات :
    قبل تناول هذا الموضوع لابد أن نعرف ببعض العبارات التحمل أو الإعياد وأيضاً الإدمان أو الإعتماد.
    1- التحمل أو الإعتياد : وهو حدوث انخفاض في فعالية وسمية العقار أو الدواء بالإستعمال المتكرر بحيث يصبح من الضروري تناول جرعات دوائية أعلى من الجرعة الأولى للحصول على التأثير الدوائي المطلوب ، والإعتياد كثير الحدوث مع أدوية الجملة العصبية المركزية كالمورفين والكوكائين والكحول والباربيتوريات، فالإعتياد إذاً عبارة عن تلاؤم خلوي مع الوسط المحيط بالخلايا مما يؤدي إلى نقص في الإستجابة الحيوية للدواء. وقد يحدث هذا التحمل أو الإعتياد بسرعة كاختفاء التأثير الرافع للضغط للإفدرين بعد الاستعمال المتكرر وعندئذٍ تسمى هذه الحالة بالتحمل السريع، أو قد يحدث ببطء كما في حالة المورفين إذ يبدأ بقصر مدة التأثير ثم انخفاض التأثير المسكن والمنوم .
    الإعتياد يمكن أن يكون متصالباً فالمعتاد على المورفين يعد أيضاً معتاداً للأدوية التي تنتمي إلى مجموعة دوائية أو كيميائية متقاربة، أي يعد معتاداً على قلويدات الأفيون الأخرى وعلى المسكنات المنومة الضعيفة. أما اختفاء التحمل فإنه مرتبط بالنسج المصابة وبمقدار السهولة التي حصل بها، والقاعدة العامة هي أن زواله يكون أسرع كلما كان حدوثه بطيئاً.
    2- الإدمان أو الإعتماد : معظم الأدوية المؤثرة في الكيان النفسي تسبب الإعتياد الذي ينقلب مع الزمن إلى الإعتماد أو الإدمان والذي يعد حالة عبودية ورق فيزيائي ونفسي، إذ أنه إذا حرم الشخص من تناول مثل تلك المواد يظهر لديه اضطرابات خطيرة تسمى بأعراض الحرمان أي أن هناك :
    - اعتماد نفسي يتصف بحصول ميل أو رغبة نفسية تدعو الشخص المدمن لتناول الدواء أو العقار إما بفترات معينة أو بشكل مستمر وذلك بهدف الحصول على رغبة أو نشوة أو للتخلص من الإحساسات التي تسبب له القلق والإنزعاج.

    - اعتماد فيزيائي يتصف بظهور اضطرابات فيزيائية شديدة عند التوقف عن تناول الدواء وهذه الإضطرابات هي نوبة الحرمان التي تتجلى بحدوث تعرق وتثاؤب ودماع وهلوسة وسلوكية عدائية وارتفاع حرارة وارتفاع ضغط شرياني وتوسع حدقة ورجفانات واسهالات وغثيان واقياءات وتجفف ونقص وزن.

    الإعتياد على الباربيتوريات يحدث عندما تعطى بجرعات متكررة ولفترة طويلة ، حتى ولو بجرعات خفيفة، كما يحدث الإعتماد النفسي والفيزيائي إذ أن أعراض الحرمان تظهر بعد 24 ساعة من توقف تعاطي هذه المركبات وتتصف بقلق ورجفانات وتشنجات لا إرادية وحتى اختلاجات وأحياناً اضطرابات نفسية خطيرة، إلا أن مثل هذا الإدمان يزول. ويمكن شرح آلية الإعتياد بأن الباربيتوريات تنشط خمائر الأوكسيداز في الكروموزومات الكبدية المسؤولة عن استقلابها مما يتطلب زيادة المقدار للحصول على التأثير نفسه.
    الإنسمام الحاد بالباربيتوريات : يحدث نتيجةً لتناول مقادير كبيرة منه بقصد الإنتحار، إذ يؤدي إلى فقد المنعكسات وهبوط الضغط الشرياني وحدوث توسع وعائي جلدي، همود في التنفس كما يحدث انخفاض حرارة واضطرابات قلبية وأخيراً يحدث الموت بتسمم البصلة السيسائية.
    أما الإستعمال الطويل للمركبات الباربيتورية المنومة وبالجرعات العادية يسبب ما يسمى الإنسمام المزمن والذي يتصف ب :
    - همود في الإنفعالات العاطفية وضعف في الإرادة
    - اضطراب في الذكاء والذاكرة
    - اضطرابات عصبية كحدوث الرجفان والقلق واضطراب في التوازن

    الفينوباربيتال : سنقوم بدراسته كمثال عن الباربيتوريات المنومة.

    تأثيراته الدوائية :
    1- تأثيره على الجملة العصبية المركزية : يحدث الفينوباربيتال هموداً في الجملة العصبية المركزية يتراوح ما بين التركين حتى الإغماء، حيث ينقص من قابلية تنبيه المراكز العصبية، ويبدأ فعله المنوم بعد 20 دقيقة من تناوله وذلك التأثير لا يصحبه تسكين مما يميزه عن المورفين. كما يتصف الفينوباربيتال بأنه مضاد للإختلاج وذلك لأنه ينقص من قابلية تنبيه القشرة الدماغية، وهو كذلك مضاد للصرع أيضاً.
    2- تأثيره على القلب والأوعية الدموية : إذا أعطي الفينوباربيتال بمقادير مرتفعة فإنه يحدث وهط قلبي وانخفاض في الضغط الدموي.
    3- تأثيره على التنفس : يثبط التنفس بتأثيره المباشر على مركز التنفس في البصلة حيث يثبطه لأنه ينقص أو يلغي حساسية هذا المركز تجاه غاز الكربون.
    4- تأثيره على الإدرار : يعد الفينوباربيتال بالجرعات العالية مضاداً للإدرار، إذ ينقص معدل الترشيح الكببي ويخفض بذلك معدل وجود الشوارد في البول، وعندما يبلغ المقدار السام فإنه يؤدي إلى نقص أو انعدام البول.
    5- تأثيره على الإستقلاب : ينقص الفينوباربيتال الإستقلاب العام وبذلك يقلل من القدرة المولدة للحرارة في الجسم حيث يلاحظ انخفاض حرارة ملحوظ للمتسممين به.

    الإستعمالات الدوائية للفينوباربيتال :
    1- يستعمل كمنوم بمقدار 50 – 200 ملغ عن طريق الفم
    2- كمضاد للصرع بمقدار 100- 300 ملغ عن طريق الفم
    3- كمادة مركنة ومهدئة بمقدار 100 ملغ من الفينوباربيتال الصودي حقناً وريدياً في حالات النوبات الإختلاجية الصرعية والتكززية.

    مضادات الإستطباب :
    1- الإدمان على الكحول
    2- القصور الكبد ي والكلوي الحادين
    3- قصور التنفس المزمن
    4- لدى المسنين يسبب خطر حصول اختلاط ذهني وعقلي واضطراب في التوازن
    5- مرض البوريفيريا الحاد والمتقطع بسبب خصائص الباربيتوريات المسببة للتحريض الخمائري

    ثانياً – المنومات غير الباربيتورية :
    تتصف بكونها مركبات ذات خصائص دوائية وكيميائية مختلفة، لكن جميعها مثبطة للجملة العصبية المركزية وتسهل حدوث النوم. أكثر هذه المركبات استخداماً هي :
    1- هيدرات الكلورال
    2- الغلوتيتيميد
    3- مشتقات الكينازولون
    4- مركبات البنزوديازبين
    5- مضادات الهيستامين التي تتصف بأنها تسبب النعاس، وهو منشأ استعمال بعضها كمنومات مثل البروميتازين والكلوربرومازين والأليميمازين، وهي ذات تأثيرات منومة ومهدئة ومنعشة نفسية ومضادة للهيستامين إذ تحدث النوم وتخفف من الإنفعالات العصبية والنفسية لدى المسنين.
    6- الميبروبامات
    7- 5- هيدروكسي التريبتوفان: وهو من طلائع السيروتونين وقد اقترح لمعالجة حالات الأرق نظراً للدور الذي يلعبه في آلية النوم.
  • د.مفدى زهور عديد.مفدى زهور عدي عضو ذهبي
    تم تعديل 2010/08/22
    روووووووووووووووعة بارك الله بك
  • dr.Alidr.Ali مدير عام
    تم تعديل 2010/08/24
    مشكور على مرورك دكتور............ لي الشرف
  • صيدولةصيدولة عضو ذهبي
    تم تعديل 2010/08/24
    موضوع مهم( مع انو صعب شوي ) .... وشرحك واضح ... الله يعطيك العافية دكتور
  • dr.Alidr.Ali مدير عام
    تم تعديل 2010/08/24
    مشكورة على مرورك صيدولة