من النظرة الأولى

dr.Hazemdr.Hazem مدير عام
من النظرة الأولى


النظرة الأولى هي التي تولد الانطباع وحجم التقدير لما تراه العين ، فعند الدخول للصيدليات فإنك من النظـرة الأولى تقيِّم الصيدلاني الذي يديرها ، وهذا أول ما يجب أن تفكّر فيه عند بداية ممارستك للعمل .
ابتسامتك الهادئة المرحّبة بالمريض يجب أن تكون شعارك الدائم ، لأن المريض – أو مرافقه - كان يعتصر الأسى طوال الطريق إليك ، ويفكّر بأشـد وأقسى الأمراض والأعراض التي قد تصيب المريض ، ويأمل منك دواءاً قد يريـحـه ، أو جـوابـاً يخفف من وساوسه ، أو تردّ على استفساراته . لذا كن صبوراً متأنيا متـفـاهـماً ، فنحن نداوي القلوب والخواطر قبل الجسـد ، وهذا ما نؤكدُ عليه في مهنتنا الإنسانية النبيلة .

قد تخطئ النظرة الأولى أحياناً ، فالطالب المتدرب في الصيدلية يجد دواءاً مقلوباً أو قد أدار وجهه فيأخذ نظرةً ســيئةً عن الصيدلاني الذي يقوم بتدريبه ، لكنه لا يعلم أن تلك طريقةً ممتازةً للفت نظر الصيدلاني إلى تـلـك القـطـعة الدوائـية ليقوم ببيعها أولاً بأول بســبـب قرب انتهاء فعاليتها ، أو قد يجـد أحد الأدوية قد بقي طرفه مفتوحاً ؟ وهذا اصطلاح نسـتعمله للدلالة على أن هذا الدواء منقوص قد تم بيع جزءٍ منه .
النظرة الثانية وما بعدها مطلوبة أيضاً ، فنحن نتعلم بالنظر والملاحظة ، وكثيراً ما يلاحظ الصيدلاني في زياراتـه الوديـّة لزملائه تصرفاتٍ وأفكاراً تأسـره وتسـحره فيبادر لتطبيقها في صيدليته وممارسـته لعمله ، فمهنة الصيدلة فـن وعلم وتجارة بعد كونها خدمة انسانية رفيعة المستوى .


كما أن النظرة الثانية مطلوبة أيضاً للتأكد من العملة الورقية التي نستلمها من الزبون من حيث نقص أحد الزوايا أوالاهتراء أو حتى التزوير خاصة العـملة التي تكون مطوية أو التي تكون فوق بعضها لتخفي عيب واحدة منها .
والتأكد من الدواء الذي يـعـيـده الزبون إليـنا نفحصه مرتين أيضاً الأولى من حـيث كمال المحتـوى ، هل الدواء ناقـص أم هو كامل ؟ هل قام الـزبـون بـفـتح عـلبة الشـراب وانـفصل الغـطاء المعدني إلى قطعتين ( يتم التأكد بإدارة الغطاء بجهة الفتح قليلاُ وملاحظة انفصال الغطاء إلى قطعـتين ) ؟ هل إحدى الإبر مكسورة ؟ . . . أما الفحص الثاني هو الأهم هل يطابق رقم تشـغيلة الدواء lot / / الذي أعاده الزبون مع بقية الادوية على الرف ؟



كما أن الفواتير بحاجة إلى النظر فيها مرتين الأولى للتأكد من عدد القطع المكـتـوبة مع الإضافات ( البوانص ) مع تلك القطع الموجودة أمامنا ، والنظرة الثانية إلى سعر الشراء ومقارنته بسعر العموم المطبوع على الدواء ( يوجد جدول مطبوع وبرنامج خاص لذلك على قرص مضغوط لدى نقـابـة صيادلة حمص ) لأن الكثير من المعامل تستعمل الأغلفة القديمة للدواء الذي تعدل سعره ، كما أن الدواء قد يرتفع سعره فجأة دون أن يقوم أحد بإبلاغنا ، خاصة مؤسسة فارمكس ( هي المؤسسة الحكومية التي تستورد الأدوية ) فالفواتيرلديها غير واضحة وتصعب قراءة الخط اليدوي فيها .
يجب ملاحظة الفواتير المكتوبة يدوياً ( وهي الآن في تراجع ) خاصة من ناحية الأسعار وتدقيق العمليات الحسابية فيها .

أما قراءة الوصفـة الطبـيـة فـتحتاج إلى ثلاث نظرات : الأولى ونحن نسـتلم الوصفة من الزبون ، نـقـرأ الأدوية ، نـفـك طلاســم الخطوط ، نربط الأدوية ببعضها لمعرفة المرض و بالتالي لتأكيد قراءة الأدوية،ثم نظرة ثانية إلى اسم الدواء ونحن نقوم بإحضاره من الرف،هل الدواء صحيـح ومطابق للمذكور بالوصفة ؟ . أما النظرة الثـالثـة فهي عـند كـتابة الاسـتعمال على الأدوية بالترتيب المذكور على الوصـفة . . هل الدواء صحـيح ؟ . . هل الوصفة كاملة ؟ . . .
تصبح قراءة الخطوط الصعبة للأطباء أسـهل كلما كنا على معرفة أشـمل وأكبر بأسـماء الأدوية التجارية كما أن توفر ملف الأدوية على الحاسـوب يسـاعدنا كثيراً في ذلك ، خاصة أن نقابة الصـيادلة بحمص تقوم بتوفير هذا الملف وملفات وبرامج أخرى وتقوم بتجديد ملف الأدوية السورية بشكل دوري .

لكن هناك نظرة قبل أخيرة مساءاً عند ترك الصيدلية ،هل أقفلنا صنبور الماء ؟ لأن المياه غالبا ما تكون قد انقطعت منذ ساعات ، هل لوحة المناوبة مضاءة ؟ قد يحتاج مريض ليلاً إلى معرفة الصيدلية المناوبة ؟ . هل أخذنا النقود معنا بعد أن قمنا بتسجيل المبيعات بالرموز في الدفتر الصغير الذي نخفيه دائماً عن الجميع ؟ . هل نسينا ما أوصانا به الأهل والأقارب من أدوية وغيرها ؟ هل تم إطفاء الغاز أو السخان الكهربائي أو المدفأة ؟ .
لكن النظرة الأخيرة هي أن نحاسب أنفسنا قبل النوم ! . . هل قمنا بإرضائه تعالى بتصرفاتنا هذا اليوم من شرح استعمال الدواء جيداً للمرضى ،هل ذكرنا الصيدلاني المجاور لنا بالسوء ؟ . جميعنا نحتاج إلى التآلف والتكاتف فكلنا – بيوتنا من زجاج – وخير ما يحببنا ببعضنا إفشاء السلام والتحية .

التعليقات

  • صيدولةصيدولة عضو ذهبي
    تم تعديل 2010/08/22
    لكن النظرة الأخيرة هي أن نحاسب أنفسنا قبل النوم ! . . هل قمنا بإرضائه تعالى بتصرفاتنا هذا اليوم من شرح استعمال الدواء جيداً للمرضى ،هل ذكرنا الصيدلاني المجاور لنا بالسوء . جميعنا نحتاج إلى التآلف والتكاتف فكلنا – بيوتنا من زجاج – وخير ما يحببنا ببعضنا إفشاء السلام والتحية .

    كلمات رائعة .... ( مع أنو أول ما قريت العنوان راح فكري لبعيييييد @!#&^@!#&^)

    وللأسف كتير عم نشوف صيادلة عم يتصرفو غير هيك... الله يقدرنا جميعا نرضي ربنا بشغلنا ونرضي الناس
  • dr.Hazemdr.Hazem مدير عام
    تم تعديل 2010/08/22
    ههههههههههههه الله ستر معاناها و قريتي المقال ...
    على فكرة نسيت نوه أنو المقال بقلم الدكتور حسن طليمات ...
  • Dr.AhmadDr.Ahmad مدير عام
    تم تعديل 2010/08/22
    يسلموا حازم يا ريت لو كل الصيادلة يقروا هالشي كان الناس ارتاحت كتير
  • PharmakonPharmakon عضو ذهبي
    تم تعديل 2010/08/23
    النظرة الأولى هي التي تولد الانطباع وحجم التقدير لما تراه العين , فنحن نداوي القلوب والخواطر قبل الجسـد ، وهذا ما نؤكدُ عليه في مهنتنا الإنسانية النبيلة .

    الصيدلى الناجح هو اللى يكتسب ثقه المريض ويفهمو


    فالطالب المتدرب في الصيدلية يجد دواءاً مقلوباً أو قد أدار وجهه فيأخذ نظرةً ســيئةً عن الصيدلاني الذي يقوم بتدريبه


    الحجات دى لازم المتدرب فى بدايتو يعرفها .... دى ال basics
    كما أن الفواتير بحاجة إلى النظر فيها مرتين الأولى للتأكد من عدد القطع المكـتـوبة مع الإضافات ( البوانص ) مع تلك القطع الموجودة أمامنا

    تمام الحرص واجب برده .. ودى فلوس ناس
    تصبح قراءة الخطوط الصعبة للأطباء أسـهل كلما كنا على معرفة أشـمل وأكبر بأسـماء الأدوية التجارية

    ودى المعاناه الازليه لكن بالتعود هتهم الاصناف اللى بيكتبها الطبيب واى شخابيط ممكن ترجمتها ... او الاتصال بيه شخصيا ... جربتها كتير ف بدايات تدريبى ... احيانا كان الدكتور يوصفنى بانى ضعيفه ... لكنى بكل هدوء اتقبلها حتى اتعلم


    على فكره صيدوله ... انا شدنى عنوان الموضوع ... لكنى لما عرفت مين كاتبو قبل ما اقراه توقعت ايه نوع النظره دى بالظبط ... ههههههههههه مش فكرى راح بعيد ولا حاجه
    مواضيعك عن مقالات الدكتور ده جميله جدا ومفيده
  • صيدولةصيدولة عضو ذهبي
    تم تعديل 2010/08/23
    وانا كمان فارماكون ....... بس انا فضولي زاد اكتر لما عرفت انو الموضوع لـ د.حازم ...

    بس فعلا مقالات د.حسن طليمات رائعة جدا واسلوبو بالكتابة حلو وسلس
    وهالفكرة مابتنطبق بس عالصيادلة ... هالشي مطلوب بكل مجال .... كتير احيانا في دكاترة بعياداتن ما إلن نفس يتعاملو مع المريض ابدا .... مع انو الثقة والراحة النفسية كتير مطلوبة بين المريض وطبيبه
  • dr.Hazemdr.Hazem مدير عام
    تم تعديل 2010/08/23
    صحيح يعني فعلا في بعض الاطباء يستحقو المسبة (هي شي عادي جداً عننا إنو لما يطلع المريض من العيادة ياكل كم مسبة لانو بيستاهل) ....
  • لحن الحياةلحن الحياة عضو نشيط
    تم تعديل 2010/10/30
    فعلا ملاحظات هامة واساسية على الرغم من بساطتها ولازم اي مترب ينتبهلها....وكمان انا بنضم لصيدولة بخصوص انو فكري راح لبعيد...العنوان بيخدع....بالمناسبة شو رايكن نحكي عن الوجه التاني للعنوان..كمان موضوع حلو ..ولا كيف؟
  • Dr.AhmadDr.Ahmad مدير عام
    تم تعديل 2010/10/30
    ع فكرة لحن الحياة و أنا انخدعت متلك ... طيب بكل الاحوال ممكن نحكي شو عليه بس مين مجرب !! . هههههه
  • nehadnehad مشرف منتدى التغذية و الطب البديل
    تم تعديل 2010/10/31
    أما أنا علمت أنه يقصد النظرة الأولى للمريض عندما يدخل الصيدلية :فالمريض يدخل للصيدلي ليس ليشتري الدواء بل يستفسر عن الدواء واستخداماته وأحيانا يتذكر أدوية يأخذها وقد نسي أن يذكرها للطبيب فنضطر لاستشارة الطبيب حول ذلك وان كان من الذين يترددون عليك وتعلم مرضه وأدويتهوعلى ماذا يتحسس فتكون دائما الملجأ الأول له وتضطر للتشاور مع الطبيب حول الأدوية التي تسبب له الحساسية
    بالنسبة للأدوية وثمنها وexp فهذا يصبح روتيني مثل الهواء الذي تتنفسه
    فكرة حلوة شكرا لك على طرحها
  • dr.Hazemdr.Hazem مدير عام
    تم تعديل 2010/10/31
    العفو حكيم الشكر لتعقبك ...