لمحة بسيطة عن الأعشاب الطبية في سوريا

nehadnehad مشرف منتدى التغذية و الطب البديل
ينمو في جبال مصياف ووديانها بالقرب من الينابيع ومصبات المياه مجموعة نادرة وفريدة من الأزهار والأعشاب البرية الطبية والتي وجد فيها قاطنو المنطقة منذ القدم كنزاً طبيعياً فاستخدموها في إعداد مستحضرات الطب العربي.

وتجدد الاهتمام بهذه الأعشاب لدرجة أنها أصبحت محط أنظار الكثيرين وبالأخص نساء المنطقة اللواتي امتهن البحث عنها وجمعها وتحضيرها بطرق بسيطة وبيعها للصيادلة والعطارين والباحثين عن فوائد طب الأعشاب ولاسيما أنه تنمو في المنطقة مجموعة من هذه الأعشاب التي يصنف بعضها في إطار النادر.

ويقول المهندس محمد زاهد الخطيب معاون رئيس دائرة الحراج في زراعة حماة إن طبيعة مناخ مصياف المعتدل صيفاً والبارد شتاءً والغني بالأمطار التي تفوق الالف مليمتر سنوياً منح المنطقة تنوعاً بيئياً انعكس في تشكيلة غنية من النباتات العشبية البرية التي يفوق عدد أصنافها مئة صنف ذا فوائد طبية والتي ساعدتها طبيعة المنطقة الجبلية الوعرة وبعدها عن التلوث الصناعي بالبقاء والتكاثر مشيراً إلى أن من أهم هذه الأنواع وأندرها في سورية هي الشوح والسوسن والزعتر السوري والبصل البري واللبينة وغيرها .


ويلفت الصيدلاني عصام غالي إلى أن نساء المناطق الجبلية بمصياف يزودن سوق الأعشاب الطبية بمجموعة فريدة من النبات التي تستخدم أغلبها في معالجات طبية كالعيصلان والذي تحتوي أبصاله وبذوره على الانتراكينون ومواد أخرى تستخدم ضد التقرحات الخارجية في الجلد كما أن مغلي بذوره يستخدم كشراب مسهل وهناك عشبة الشنان التي تحتوي على الانابازين التي تستخدم كمنشط للجهاز التنفسي أما نبات الشيح العشبي الأبيض فهو يفيد في طرد الديدان كما يستخدم في علاج آلام المعدة وتخفيض نسبة السكر في حين ان مغلي أوراق عشبة السوسن تفيد في علاج الربو والتهاب القصبات و السعال الديكي وفي علاج الروماتيزم و التسمم وفي صناعة العطور.

ويشير غالي إلى البصل البري الذي يستخدم بعد تقطيعه ووضعه بشكل كمادات لمعالجة أمراض مختلفة فقد يوضع فوق الصدر لمعالجة السعال الديكي وعلى الظهر لمعالجة التهاب الرئة أو فوق الكليتين لمعالجة احتباس البول أو حول الرقبة لمعالجة التهاب اللوزتين أو بحة الصوت كما أن مغلي البصل البري يستخدم في معالجة مشاكل الهضم ويسهم في تخفيض نسبة السكر في الدم ومعالجة البواسير.

ويضيف غالي ان هناك خليطا متنوعا من النبات كاللبنية التي أظهرت بعض الأبحاث فعاليتها في علاج بعض أنواع الامراض كما يستخدم أهالي المنطقة نبات الأشخيص الشرقي لمعالجة السعال والتشنجات إضافة إلى أعشاب أخرى مثل أكليل الجبل الذي يتمتع بخواص مضادة للبكتيريا وبعض أنواع الفطور وكذلك عشبة المزراق الحلبي حيث استعملت النبتة قديماً كمدر للحليب والبول ويستعمل المستخلص المائي لأوراقه حالياً في علاج الجروح والحروق وعلاج البواسير.

ويتحدث غالي عن عشبة الختمية التي يستخدم مغلي جذورها لمعالجة السعال كما تستخدم كمادة ملطفة وملينة للأغشية المخاطية المبطنة للمجاري التنفسية وتستعمل بشكل غرغرة كمطهر للفم و اللثة و تخفيف آلام الأسنان وتحتوي عشبة الحرمل على قلويدات الحرمل المضادة للميكروبات وأيضاً الطاردة للديدان الشريطية والمنشطة للجهاز العصبي المركزي وعشبة القبا التي تتمتع بذورها و قشورها بخواص ملينة فعالة في علاج حالات الإمساك والمغص الكلوي وتدخل بذورها في تصنيع أشربة السعال و التهاب القصبات عند الأطفال إلى جانب فوائدها في المحافظة على نسبة السكر المناسبة وخفض نسبة الكوليسترول.

ويعتبر غالي أن الزعتر السوري هو من أفضل هذه الأعشاب الذي يستخدم مغلي أوراقه لقتل الجراثيم و السموم بالجسد كما أن عسل الزعتر مضاد للسعال و مهدئء للقرحة و مطهر ويساعد في حالات الضعف العام.

وتؤكد بديعة محمد وهي سيدة في الـ 68 من عمرها وتعمل في جمع الأعشاب البرية أن العمل في هذا المجال ليس بسيطاً وهو يتطلب جهداً كبيراً لكون أغلب هذه الأعشاب تنمو في مناطق وعرة كما أن الحصول عليها ومعرفة الأنواع المفيدة منها يحتاج إلى قواعد محددة يجب التقيد بها.

ومن بين هذه القواعد التي تتحدث عنها بديعة ضرورة أن تكون النبتة برية مع معرفة مسبقة للأجزاء التي يمكن الاستفادة منها والوقت المطلوب لعملية القطف والجمع دون شوائب وتطبيق طرق التجفيف المثلى وحمايتها من الآفات الحشرية التي قد تتعرض لها في مرحلة ما بعد القطاف .

وتضيف ان لكل جزء من الأجزاء التي تتألف منها العشبة أزهار وأوراق وقشور وجذور وأبصال وثمار طريقة وتوقيتا محددا فمثلاً عند قطف الأزهار يجب أن تجمع مع بدء تفتحها صباحاً وتوضع في سلة يتخللها الهواء دون أي ضغط لأن هذا يعرضها للتخمر وفقدان فوائدها أما جمع الأوراق فيكون بعد الظهر حيث تكون قد تشبعت من أشعة الشمس في حين يمكن أن تجمع الجذور والأبصال عند جفاف العشبة لأنها تكون مخزنا للمواد المفيدة فضلاً عن أنه يمكن جمع القشور مع بداية فصل الصيف من أجل سهولة التقشير والتجفيف أما جمع الثمار و البذور فيتم بعد أن يكتمل حجمها ولا تحتاج الثمار للغسيل وإنما تنقى من الشوائب المختلطة معها وتنبه من أن التجفيف غير الكافي يوءدي إلى انتشار الفطور والبكتيريا في العشبة وبالتالي تضررها كما أنه لا يجوز غسل أي جزء من أجزاء العشبة بل يتوجب تركها في الظل لفترة ثم تعرض فيما بعد للشمس أو الهواء في أماكن مخصصة لهذا الغرض أو من خلال وضعها في أوان مصنوعة من القش أو المعدن حتى تجف عصارتها الداخلية ومن ثم يمكن تخزينها في علب زجاجية أو في علب مصنوعة من القش لاستخدامها أو لبيعها.

====================================================

بالطبع ليست هذه كل الأعشاب وسنقوم بالتفصيل تباعا

التعليقات

  • dr.Hazemdr.Hazem مدير عام
    تم تعديل 2010/07/05
    ماشاء الله ..الحمد لله بلدنا مليانة بالخير من كرم الله ..الله يعطيك العافية دكتور نهاد على الفكرة ..
  • nehadnehad مشرف منتدى التغذية و الطب البديل
    تم تعديل 2010/07/05
    الله يعافيك هذا الكلام عن منطقة مصياف فما رأيك لو قمنا بمسح كامل ولا سيما أن بلادنا تتميز بتنوع المناطق المناخية
  • صيدولةصيدولة عضو ذهبي
    تم تعديل 2010/07/05
    لفتة حلوة منك د.نهاد ....الله يعطيك العافية

    ولازم كل واحد فينا يعرف نوعية الاعشاب الطبية الموجودة بمنطقتو .... والحلو أكتر أنو كل واحد فينا اذا بيقدر يجمع اكبر كم من المعلومات عن الاعشاب الطبية بالمنطقة الساكن فيها ..
  • nehadnehad مشرف منتدى التغذية و الطب البديل
    تم تعديل 2010/07/05
    كلامك صحيح صيدولة ولن أقول لك عن ريف اللاذقية الجميل الرائع والنباتات الطبية الموجودة فيه
  • PharmakonPharmakon عضو ذهبي
    تم تعديل 2010/07/05
    ده بالظبط اللى اقترحتو فى موضوعى ال arabic herb وحبيت انو نتعرف اكتر ع بلادنا ونستفيد انفيد ونجمع العقاقير دى مع بعض .... بس كنت احب انو نتكلم عنها ف موضوع واحد وهو ال arabic herb بس مافيش مشكله
  • nehadnehad مشرف منتدى التغذية و الطب البديل
    تم تعديل 2010/07/05
    نعم سنتكلم عنها في صفحة arabic herb ولكن هذا مقدمة لما سنكتبه في تلك الصفحة