ابن البيطار

TAMMAMTAMMAM عضو ذهبي
تم تعديل 2010/05/29 في تاريخ و آداب الطب

ابن البيطار
(575 ـ 646 هجرية / 1248-1179 ميلادية)

هو ضياء الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد المالقي النباتي الملقب بابن البيطار. ولد عام 575 هجرية (1179 ميلادية) في مالقا في الأندلس. كان والده بيطرياً، وتتلمذ على أبي العباس النباتي وعبد الله بن صالح، وابن الحجاج من مدينة إشبيلية، وربما عاش فيها.
وسافر إلى المشرق حوالي عام 1220م عبر المغرب وظل فيه فترة من الزمن ودرس نباتاته ودونها، وتوقف في مدينة بوجيه (في الجزائر) وفي قسنطينة، ثم في تونس وطرابلس وبرقة.
وعندما وصل إلى مصر كانت تحت حكم الملك العادل فسماه رئيساً للأطباء. ثم ذهب إلى دمشق وأقام فيها فترة، يجتمع مع علمائها يناقشهم ويأخذ عنهم. وزار علاوة على ما ذكرنا الحجاز وغزة والقدس وبيروت وأنطاكية وأديسيه وديار بكر. واتصل بنفيس الدين وتاج الدين البلغاري وسعد الدين عبد اللطيف البغدادي وشرف الدين الصوري.
توفي في دمشق عام 646 هجرية ( 1248ميلادية).
ألف عدة كتب أهمها : الجامع لمفردات الأدوية والأغذية، جمع فيه كل ما صنف قبله منها وأضاف عليها مئتي نبات طبي لم تكن معروفة قبله. ويعد هذا الكتاب أفضل ما أنتج في الموضوع في الحضارة العربية الإسلامية. ولقد ترجم إلى اللاتينية عدة مرات، وإلى الألمانية والفرنسية (لوكلير) وهي أفضل الترجمات. وظل يدرس في الجامعات الأوروبية حتى القرن الثامن عشر.
وله كتاب المغني، وهو تذكرة علاجية، وكتاب الأفعال الغريبة والخواص العجيبة، وكتاب تحفة الأريب، وكتاب الإبانة والإعلام بما في المنهاج من خلل وأوهام.

التعليقات

  • د.مفدى زهور عديد.مفدى زهور عدي عضو ذهبي
    تم تعديل 2010/05/28
    شكرا على هذه المعلومات القيمة ودمت بكل خير...
  • TAMMAMTAMMAM عضو ذهبي
    تم تعديل 2010/05/29
    شكرا لمرورك دكتور مفدى نورت صفحتي
  • TAMMAMTAMMAM عضو ذهبي
    تم تعديل 2010/05/29
    من كتاب
    الجامع لمفردات الأدوية والأغذية

    "الحمد الله الذي خلق بلطيف حكمته بنية الإنسان، واختصه بما علمه من بديع البيان، وسخر له ما في الأرض من جماد ونبات وحيوان وجعلها أسباباً لحفظ الصحة وإماطة الداء، يستعملها بتصريفه في حالتي عافيته ومرضه بين الدواء والغذاء.
    نحمده حمد الشاكرين ونصلي على أنبيائه أجمعين، وبعد، لأنه لما رسم بالأوامر المطاعة العالية المولوية السلطانية الأعظمية الملكية الصالحية النجمية، مازالت نافذة في المغارب والمشارق وأرزاقها شاملة لكافة الخلائق، وبواترها ماضية في قمم الأعداء والمفارق بوضع كتاب في الأدوية المفردة تذكر فيه ما هيئاتها وقواها ومنافعها ومضارها، وإصلاح ضررها، والمقدار المستعمل من جرمها، أو عصارتها، أو طبيخها، والبدل عنها عند عجمها، قابل عند عتباتها وغذى نعمتها، هذه الأوامر العالية بالامتثال وسارع إلى الانتهاء إليها في الحال.
    وضعت الكتاب مشتملاً على ما رسم به وعرف بسببه وأودعت فيه مع ذلك أغراضاً تميز بها عما سواه وحواه، وفضل على غيره بما اشتمل عليه وحواه.
    (الغرض الأول) بهذا الكتاب استيعاب القول في الأدوية والأغذية المستعملة على الدوام والاستمرار عند الاحتياج إليها في ليل كان أو نهار، إلى ذلك ذكر ما ينتفع به الناس من شعر ودثار.
    واستوعبت فيه جميع ما في مقالات كتاب الأفضل ديسقوريدس بنصه، وكذا فعلت بجميع ما أورده الفاضل جالينوس في الست مقالات من مفرداته بنصه، ثم ألحقت بقولهما من أقوال المحدثين في الأدوية النباتية والمعدنية والحيوانية ما لم يذكراه، ووصفت فيها عن ثقات المحدثين وعلماء النباتيين ما لم يصفاه، وأسندت في جميع ذلك الأقوال إلى قائلها وعرفت طرق النقل فيها بذكر ناقلها، واختصصت بما تم لي مع الاستعداد، وصح لي القول فيه ووضح عندي عليه الاعتماد.
    (الغرض الثاني) صحة النقل فيما أذكره عن الأقدمين، وأحرره عن المتأخرين، فما صح عندي بالمشاهدة والنظر، وثبت عندي بالخُبر لا بالخَبر. ادخرته كنزاً سرياً، وعددت نفسي عن الاستعانة بغيري فيه سوى الله غنياً، وما كان مخالفاً في القوى والكيفية والمشاهدة الحسية في المنفعة والماهية للصواب والتحقيق، أو قائله عدل فيه عن سواء الطريق نبذته ظهرياً وهجرته ملياً، وقلت له لقد جئت شيئاً فرياً، ولم أحاب في ذلك قديماً لسبقه ولا محدثاً أعتمد فيه على صدقه.
    (...) وقال في الأدوية المقابلة للدواء عن ديموقراطيس هذا النبات يشبه الفراسيون إلا أنه أخشن منه، وأكثر شوكاً، كما يدور ويخرج وردة يضرب لونها إلى الحمرة الكمدة، وينبغي أن يلتقط هذا الدواء في وقت طلوع الشعرى ويجف ويدق وينخل ويخزن، فإذا كان في وقت الحاجة إليه سقيت منه من عضة الكلب مقدار ملعقة بماء العسل أربع أواق ونصفا.
    ـ لي : زعم بعض الأندلسيين أن هذا الدواء وهو المسمى باليونانية آلى سن وهو الدواء المعروف عندهم بالقارة بالقاف، وذلك لمنفعته من عضة الكلب الكلب أيضا وليس كما زعم بل هو الدواء الذي ذكرته وترجمت عنه فأعلمه، والقارة هو الدجواء المسمى باليونانية سطاخنوس وسياتي ذكره في حرف السين.
    ـ وذكر الغافقي دواء آخر سماه عشبه السباع هي الكراث بغير تشديد وليس هو المشدد الذي يؤكل ولا يشاكله وسنذكره في حرف الكاف.
    ـ وذكر أيضا دواء آخر هوببات يشبه الشبت شبها كثيرا في ساقه وورقه ورائحته ومنايته في أرض دقيقة ذات حجارة، وله أصل طويل كالشلجم الطويل أو الجزر وطعمه حلو وفيه حرارة كثيرة وإذا أخذ من لحاء أصله واستخرج ماؤه وسقي منه العضو من كلب كلب قدر درهمين في لبن حليب قيأه وينتفع به جدا.
    ـ وزعم قوم أنه يسقى المعضوض الذي فزع من الماء وأشرف على الهلاك وينبغي أن يعصر الماء من ثلاثة أصول طرية، فإن لم تجد الأصل طرياً أخذ من أصله يابساً ويسحق ويسقى منه زنة درهم إلى درهمين بحسب القوة والعلة".