حبوب منع الحمل.. بين الفوائد الواقعية والمخاطر المحتملة

طبيبة جزائريةطبيبة جزائرية مشرفة منتديا التوليد و الأمراض النسائية و طب الأطفال
دراسة طبية من جامعة أبردين في اسكوتلندا بالمملكة المتحدة، ومن قسم علوم تناسل البشر التابع المجلس البريطاني للبحوث، جاءت مطمئنة في نتائجها لعموم ملايين مستخدمات حبوب منع الحمل، ولأزواجهن. والمهم في ذلك، أنه لا علاقة مباشرة فيما بين تناول هذه الحبوب وبين احتمالات الوفاة المبكرة، بالمقارنة مع من لا يتناولنها.

وقال الدكتور ريتشارد أندرسون، عضو المجلس البريطاني للبحوث إن «نتائج هذه الدراسة مطمئنة بشكل وافر، وهي تفترض بشكل صريح أن الفوائد الصحية البعيدة المدى لتناولها تغلب أي مخاطر محتملة جراء استخدامها».

ووفق ما تم نشره في عدد الجمعة 12 مارس الماضي للمجلة الطبية البريطانية BMJ، قام الباحثون بإشراف الدكتور فيليب هانافورد، بمتابعة 46 ألف امرأة لمدة 40 عاما. وتحديدا بدأت الدراسة منذ عام 1968، أي بعد نحو ستة أعوام فقط من بدء انتشار تناول الحبوب في العالم. وتوصلوا إلى أن متناولات حبوب منع الحمل لديهن احتمالات أقل للوفاة نتيجة لأمراض القلب والسرطان والأسباب الأخرى، مقارنة بمن لم يتناولنها مطلقا طوال حياتهن.

وعلى وجه الخصوص، تمس هذه النتائج المطمئنة أولئك النساء اللواتي تناولن في السابق الأنواع الأولية من حبوب منع الحمل. ومعلوم أن حبوب منع الحمل المحتوية على الهرمونات مرت بمراحل متعددة في الإنتاج. وكثيرا ما كان يخشى في الأوساط الطبية أن الأنواع التي كانت تتوفر في فترة الستينات والسبعينات، والتي كانت تحتوي على كميات أعلى من الهرمونات الأنثوية، ربما تركت أضرارا بعيدة المدى على مستخدماتها، بالمقارنة مع الأنواع الأحدث والأقل في محتواها من الهرمونات الأنثوية.

ولذا علق الدكتور هانافورد بالقول إن كثيرا من النساء، وخاصة من تناولن لسنوات عدة تلك الأجيال الأولى من حبوب منع الحمل الهرمونية، يمكن طمأنتهن بنتائج هذه الدراسة.

وعلى الرغم من أن الدراسة لاحظت أن تناول حبوب منع الحمل لا يزال يشكل خطورة على المدخنات، وعلى اللواتي في عمر أقل من الخامسة والأربعين، فإن الباحثين قالوا إن التأثيرات على الشابات الصغار تزول بعد عشر سنوات، وإن فوائد تناولها من قبل النساء الأكبر سنا تفوق مضارها أو مخاطرها.

فوائد علاجية أخرى

* وكانت الكلية الأميركية لطب النساء والتوليد ACOG، قد أصدرت في يناير (كانون الثاني) الماضي «نشرة ممارسة» جديدة حول مجالات الاستفادة من حبوب منع الحمل، في مجالات غير عملها على منع الحمل. وأشارت إلى أنه بالإضافة إلى منع الحمل، فإن الحبوب الهرمونية تلك مفيدة في معالجة حالات الاضطرابات ذات الصلة بالدورة الشهرية والحيض، مثل الألم الشديد المصاحب للحيض، والنزيف الشديد للحيض.

وأضافت النشرة أن: حبوب منع الحمل تحتوي على هرموني البروجيسترون progesterone والاستروجين estrogen، وهما يُقللان من مخاطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم وسرطان المبايض وسرطان القولون. ومن الفوائد الأخرى المحتملة لتناولها هو منع الإصابة بالصداع النصفي (الشقيقة) migraine الذي يأتي مع بدء الحيض. وكذلك في معالجة آلام الحوض التي يتسبب بها مرض «بطانة الرحم المهاجرة» endometriosis. ومعالجة، أيضا، شدة نزيف الحيض المصاحب لحالات وجود تليفات الرحم uterine fibroids.

وقال الدكتور روبرت ريد، رئيس الفريق العلمي الذي وضع النشرة: «يعلم الأطباء منذ سنوات عدة أن حبوب منع الحمل لها فوائد صحية تتجاوز القدرة على منع الحمل فقط. والإرشادات الجديدة التي تتضمنها النشرة فحصت بدقة الأدلة العلمية الداعمة لاستخدامات حبوب منع الحمل في الحالات العلاجية المختلفة، التي لا علاقة لها بتحقيق منع الحمل».

وأضاف أن حبوب منع الحمل الهرمونية التي تحتوي على مجموعة من الهرمونات، فاعلة في إعادة التوازن إلى الاضطرابات التي تعتري انتظام أوقات الدورة الشهرية، وفي حالات الاضطرابات التي تظهر على المرأة قبيل بدء الحيض. وفي تخفيف ظهور حبوب الشباب، وفي منع حيض المرأة خلال الأيام التي لا تود المرأة أن تحصل فيها، مثل أيام السفر أو الأجازات أو الزفاف أو شهر العسل.

الحبوب والإصابات السرطانية

* ووفق ما تشير إليه النشرات العلمية الحديثة للمجمع الأميركي للسرطان، فإن أسباب الهواجس الطبية حول احتمالات وجود علاقة حبوب منع الحمل بالأمراض السرطانية، مردها إلى أن هناك أنواعا من الإصابات السرطانية ذات العلاقة المباشرة، في ظهورها ونموها وانتشارها، بنسبة الهرمونات في الجسم. وهذا ينطبق على النساء وعلى الرجال. إذ كما أن سرطان البروستاتا لدى الرجال له صلة بالهرمونات الذكرية، فإن سرطانات الثدي والمبايض والرحم لها هي الأخرى علاقة بالهرمونات الأنثوية.

ولكن مجرد طرح «احتمال» وجود «علاقة»، سلبية أو إيجابية، لا يعني بالضرورة وجود علاقة «السبب والنتيجة» بين تناول حبوب منع الحمل وإصابة النساء بالأمراض السرطانية. وهذا ما ثبت علميا خلال السنوات الماضية. ولذا فإن هناك تفصيلات تستحق العرض عند الحديث عن تناول تلك الحبوب والإصابة بالأمراض السرطانية، خاصة وأن ديدن بعض الناس هو التصديق المباشر والتلقائي لأي شائعة تذكر السلبيات، ولا يستمعون لأي توضيح أو نفي يصدر عن جهات علمية طبية محايدة وغير منتفعة بالأصل من وراء انتشار تناول تلك الحبوب الهرمونية.

ويقول الباحثون في المجمع الأميركي للسرطان: «بالنسبة لسرطان الثدي، من المعلوم أن خطورة الإصابة بسرطان الثدي تعتمد على عدة عوامل. وأحدها هو الهرمونات الأنثوية الطبيعية في جسم المرأة. ولذا ترتفع الإصابات بسرطان الثدي بالعموم لدى النساء اللواتي بلغن قبل سن 12 سنة، أو وصلن متأخرات إلى سن اليأس، أي بعد سن 55 سنة، أو حملن لأول مرة بعد بلوغ سن الثلاثين، أو اللواتي لم يحملن مطلقا».

وأضافت القول إن الدراسات العلمية التي فحصت علاقة حبوب منع الحمل بالإصابة بسرطان الثدي، كانت نتائجها متضاربة. منها دراسات توصلت إلى حصول ارتفاع طفيف في نسبة الإصابة بسرطان الثدي، وبشكل أعلى لدى من يبتدئن تناولها في العشرينات من العمر، أو كن يتناولنها في خلال السنوات الخمس الماضية. ولكن هذه الخطورة تتلاشى بعد التوقف لعشر سنوات عن تناولها. ومنها دراسات أخرى أكدت في نتائجها عدم وجود علاقة بين الأمرين بالمطلق. ولذا لا تتبنى الجمعية أي رأي جازم في نصائحها الطبية للوقاية من سرطان الثدي.

وبالنسبة لسرطان المبايض أو سرطان بطانة الرحم، فلا يوجد خلاف بالمطلق بين نتائج الدراسات العلمية التي أكدت فائدة تناول حبوب منع الحمل في تقليل الإصابات بهذين النوعين من السرطان. وهو ما يؤكد تبنيه المجمع الأميركي للأورام.

التعليقات

  • Dr.AhmadDr.Ahmad مدير عام
    تم تعديل 2010/04/29
    دراسة مهمة جدا و مطمئنة بجد دكتورة ياسمين بصراحة عدد المدرجين بالدراسة يرفع كثير من موثوقيتها و متابعة 40 سنة امر هام ايضا يعني

    جزيل الشكر دكتورة على موافاتنا بهالدراسة و ان شاء الله كل النساء تقرأ هي النتائج
  • nehadnehad مشرف منتدى التغذية و الطب البديل
    تم تعديل 2010/04/29
    دراسة ونتائج مهمة يعطيك العافية
  • كوثر كيوانكوثر كيوان عضو مميز
    تم تعديل 2010/04/29
    مشكورة دكتورة
    أريد السؤال لماذا يمنع تناول حبوب منع الحمل في الداء السكري ,ارتفاع الضغط ,أمراض القلب والأوعية.......الخ
    وخاصة الحبوب المركبة وهل هذا البحث ينفي تلك الموانع
  • طبيبة جزائريةطبيبة جزائرية مشرفة منتديا التوليد و الأمراض النسائية و طب الأطفال
    تم تعديل 2010/04/29
    شكرا لمروركم د.احمد , نهاد و كوثر
    حبوب منع الحمل انواع كثيرة وعلى حسب المرأة تعطى
    فمثلا بالنسبة للمصابات بالداء السكري, الضغط , المرضعة....تعطى لهم انواع بسيطة
  • nehadnehad مشرف منتدى التغذية و الطب البديل
    تم تعديل 2010/04/30
    يوجد بشكل عام ثلاث مجموعات من موانع استخدام حبوب منع الحمل التي تحتوي على هرمون الاستروجين ( أي لايجب على المرأة أخذ هذه الحبوب في وجود هذه المجموعات أو أحدها ) وهي:

    1- التخثر الوريدي أو الشرياني أو وجود العوامل التي تؤدي الى حدوثها مثل:

    - وجود تاريخ مرضي سابق لحدوث جلطة في الأوردة الداخلية أو حدوث جلطة بالرئة.

    - وجود تاريخ مرضي بحدوث جلطة في القلب أو جلطة دماغية سابقة.

    - ارتفاع ضغط الدم (التوتر الشرياني) ، وذلك عندما يكون معدل الضغط الانقباضي يساوي او يزيد على 160ملم/ زئبق والضغط الانبساطي يساوي أو يزيد على 100ملم/ زئبق.

    - مرض السكري مع اعتلال بالشبكية واضطرابات بالكلى أو الجهاز العصبي او يكون مرض السكر لمدة تزيد على 20 عاما.

    - وجود مضاعفات أمراض القلب الوعائية مثل التوتر الشرياني الرئوي واضطرابات نبضات القلب والتهاب عضلة القلب الداخلية.

    - وجود طفرات وراثية معروفة بالمساهمة في حدوث التخثر (مثل: عامل v لايدين، وبروتين s، وبروتين c، أو نقص في مضاد التخثر ).

    - وجود مرض الصداع النصفي وحدوث العلامات السابقة الدالة لحدوثه أو وجود مشاكل في الجهاز العصبي مثل مشاكل البصر أو صعوبة الكلام أو وجود مشاكل بالجهاز الحركي.

    - جميع مدخنات السجاير فوق سن الخمسة والثلاثين عاما خصوصا اذا بلغ عدد السجاير 15 سيجارة باليوم.

    - ولا يجب استخدام هذه الحبوب قبل أقل من ثلاثة اسابيع بعد الولادة أو أقل من ستة أسابيع اذا رغبت في الرضاعة الطبيعية.

    - كما يمنع استخدام حبوب منع الحمل التي تحتوي على الاستروجين قبل إجراء العمليات الجراحية الكبيرة.

    2- الأورام المعتمدة على هرمون الاستروجين مثل سرطان الثدي وسرطان المبيض، وكذلك لا تستخدم حبوب منع الحمل الاستروجينية في حالات النزيف الرحمي غير المشخص.

    3- أمراض الكبد مثل التهابات الكبد الفيروسية النشطة وحالات تليف الكبد الشديدة وحالات الأورام الغدية الكبدية وأورام الكبد الخبيثة، وكذلك حالات أمراض المرارة واليرقان الناتج عن حبوب منع الحمل.

    ففي جميع هذه الحالات المرضية يجب عدم استعمال حبوب منع الحمل التي تحتوي على هرمون الاستروجين.
  • كوثر كيوانكوثر كيوان عضو مميز
    تم تعديل 2010/04/30
    يعطيكم ألف عافية دكتورة ياسمين دكتور نهاد على هذه المعلومات القيمة
  • طبيبة جزائريةطبيبة جزائرية مشرفة منتديا التوليد و الأمراض النسائية و طب الأطفال
    تم تعديل 2010/04/30
    شكرا لك د.نهاد على الاضافة
    الله يسلمك كوثر شكرا على المرور
  • عاشقة العلومعاشقة العلوم عضو ماسي
    تم تعديل 2010/04/30
    معلومات قيمة دكتورة عندي سؤال هل تناول مثل هذه الادوية بالنسبة للفتيات اي اللاتي لم يتزوجن بعد بسبب خلل في الحيض الناتج عن انتفاخ في المبيض او حتى وجود كيس على مستواه قد يعود بأضرار سلبية على الفتاة مثلا بعد الزواج تفقد قدرة الانجاب
    هذه الفكرة منتشرة بكثرة بين النساء واريد ان اعرف مدى مصداقيتها؟
  • طبيبة جزائريةطبيبة جزائرية مشرفة منتديا التوليد و الأمراض النسائية و طب الأطفال
    تم تعديل 2010/05/01
    لا اكيد لا , في الحالات التي ذكرتها تعطى البروجاستيرون ولا ننسى ان الحالات التي ذكرتها هي ناتجة عن نقص في هذا الهرمون او افرازه بطريقة غير منظمة
    وكذلك دون ان ننسى ان فترات العلاج تكون لمدة صغيرة وبطريقة متقطعة ان لم تعط نتيجة من الوهلة الاولى
  • عاشقة العلومعاشقة العلوم عضو ماسي
    تم تعديل 2010/05/01
    اه حسنا شكرا دكتورة