المناعة للطفيليات

the-aspirantthe-aspirant المشرف العام
المناعة للطفيليات
مقدمـه
سوف نبدأ بسطر الكلمات الأولى في بابنا هذا بسؤال وسوف تُسرد الإجابة عنه في كامل الباب و السؤال هو هل هناك مناعة مضادة للطفيليات في أجسامنا؟. نحن نعلم تمام العلم أننا نملك داخل أجسادنا جهازاً رائعاً يقوم على حمايتنا هو جهاز المناعة(Immune system) هذا الجهاز مصمم للدفاع عنا ضد ملايين البكتيريا والميكروبات والفيروسات التي تود أن تدخل إلى أجسامنا وتغزوه وأما الطفيليات فإن المعروف عنها أنها كائنات كبيره الحجم مقارنة بالبكتيريا والميكروبات والفيروسات فكيف للجسم أن يتخلص من هذه الطفيليات كبيره الحجم؟. لذلك نقول إن أجسامنا وجهازنا المناعي يحتويان ترسانة أسلحه (Arsenal of weapons) التي تمثل خطوط الدفاع والهجوم من خلال آليات محكمه للتخلص من هذه الطفيليات في جميع مراحلها يتكاتف فيها معظم خلايانا المناعية في الحرب ضد الطفيليات وتكون نتيجة هذه الحرب إما لصالح العائل بالقضاء على الطفيلي أو بعض مراحله أو لصالح الطفيلي بإضعاف العائل و إمراضه.

و يقصد بالعدوى الطفيلية بأنها العدوى الناتجة عن الإصابة بالطفيليات الحيوانية (Animal parasites) أي التي تنتمي في تقسيمها إلى عالم الحيوان (Animal Kingdom) وليس إلى عالم النبات (Plant Kingdom) وهذه الطفيليات مثل وحيدات الخلية (Protozoa) والطفيليات المفلطحة (Helminthes) والطفيليات الخارجية (Ectoparasites). تسبب الطفيليات الكثير من الوفيات (Mortality) و الكثير من الآثار المرضية (Morbidity) و تنتشر العدوى بالطفيليات أكثر من العدوى بالكائنات الأخرى مثل الفيروسات و البكتريا و خصوصاً في الدول النامية حيث أن حوالي 30% من سكان العالم مصابون بالطفيليات. و مثال على ذلك فإن طفيلي الملاريا يصيب حوالي 250 مليون نسمه عالمياً مسبباً 2 مليون وفاه سنوياً. ولما كانت المشاكل والأمراض الناجمة عن الإصابة بالطفيليات كبيره فذلك كان السبب الرئيسي وراء الاهتمام بمناعة الطفيليات (Immunoparasitology) وكانت نشأته كفرع مميز من فروع علم المناعة.

ثمة صفه تميز الإصابة بالطفيليات ألا وهى أن معظم العدوى بها تكون مزمنة (Chronic) فهي عاده ما تبقى و تستمــر. ويعزى هذا إلى كون إما أن المناعة الطبيعية المضادة لها تكون ضعيفة أو إلى قدره هذه الطفيليات إلى المراوغة والهروب من الاستجابات المناعية المتخصصة ضدها بالإضافة إلى ضعف وعدم كفاءة الأدوية المستخدمة في العلاج. ولذلك فإن تطوير اللقاحات (Vaccines) لمنع العدوى بهذه الطفيليات يعتبر من الأهداف المهمة والحيوية و خصوصاً في الدول النامية. و في بقاء الطفيليات في أجسامنا يؤدى إلى أن التفاعلات المناعية لها تصبح مزمنة وبذلك تؤدى إلى الإضرار بالأنسجة(Pathologic tissue injury) وإلى إضطراب الآليات المناعية التي تحكم التنظيم المناعي (Immunoregulation). لذلك فإن بعض التأثيرات المرضية التي تصاحب عدوى الطفيليات تُعزى إلى الاستجابة المناعية للعائل وليس إلى الطفيلي بذاته.

العائل و الطفيلي و التطفل
Host, Parasite and Parasitism

يُعرف التطفل(Parasitism) على أنه العلاقة بين كائنين حيث يكون أحدهما ويعرف بالطفيلي (Parasite) معتمداً اعتماداً كلياً على الكائن الأخــر والذي يعــرف بالعائل (Host) وعلى هذا فان العائل يعانى الكثير من التأثيرات الضارة نتيجة هذه العلاقة.
تقسم الطفيليات حسب معيشتها إلى نوعين النوع الأول ويسمى بالطفيليات الخارجية (Ectoparasites) وهى الطفيليات التي تعيش على الجلد خارجياَ مثل القُمَّل (Lice) والنوع الأخــــر ويسمى بالطفيليات الداخلية (Endoparasites) وهـى الطفيليات التي تعيش بداخل الكائن الحي في الدم أو الأحشاء مثل المِثقَبيات (Trypanosoma) والصَّفَريّات (الأسكاريسAscaris). والطفيليات تقسم حسب اعتمادها على العائل إلى نوعين الأول دائم (Permanent or obligate) وفيها يعتمد الطفيلي على العائل كلياً بمعنى أنة ليس له دورة معيشية خارج الجسم مثل الانتروبس أو الدودة الدبوسية (Entrobius) والنوع الأخر هو الطفيليات المؤقتة أو الاختيارية (Temporary or facultative) وفيها يكون الطفيلي من الممكن أن يبحث عن عائل له من وقت لأخر وذلك للحماية من الظروف الغير الملائمة مثل الديدان الأسطُوانيَّه (Strongyloides). تقسم الطفيليات أيضا حسب إمراضها(Pathogenicity) لعائلها إلى طفيليات ممرضة (Pathogenic) وفيها يكون العدوى بالطفيلي يؤدى إلى أشكال مرضية على العكس من النوع الثاني والذي يسمى التكافلي (Commensal or non- pathogenic) والتي لا يؤدى الإصابة بها إلى أشكال مرضية محددة للعائل مثل أميبة القولون (Entamoeba coli) أما النوع الثالث فهو النوع الاختياري أو الانتهازي (Opportunistic) وفية لا يؤدى الإصابة بالطفيلي إلى شكل مرضى في الأشخاص الأصحاء مناعياً (Immune-competent) على العكس يُحِدث هذا الطفيلي أشكالا مرضية عديدة في الأشخاص ضعيفي أو عديمي المناعة (Immune-deficient) مثل مرضى الايدز وزراعي الأعضاء كما هو الحال في داء المُقَوَّسَات (Toxoplasma) وأيضاً مثل المتكيسه الرئوية (Pneumocystis) .

على الجانب الأخر يقسم العائل إلى ثلاثة أنواع أولهم العائل الأساسي أو المحدد (Definitive) وهو العائل الذي يوجد بداخلة الطور الناضج للطفيلي (Mature stage) ويحدث فيه الإخصاب (Fertilization) ومثال على ذلك فالإنسان هو العائل الأساسي للبلهارسية المعوية أما النوع الثاني فهو العائل الاحتياطي أو الخازن(Reservoir) ويحدث فيه مثلما يحدث في النوع الأول حيث يحدث به الإخصاب ويوجد به الطور اليافع أيضا ومثالا على ذلك العوائل الحيوانية التي تنقل أمراض الحيوان إلى الإنسان والتي تسمى حيوانيه المصدر (Zoonotic diseases) ومثال على ذلك فإن العديد من الحيوانات مثل الكلاب والخنازير والماعز تعتبر عوائل خازنه حيث تعتبر مصادر لعدوى الإنسان بطفيلي المِثقَبية الغامبيانيَّة (Trypanosoma gambiense) المسبب لمرض النوم الإفريقي أما النوع الثالث فهو العائل الوسيط(Intermediate host) وهو العائل الذي يوجد به المراحل الغير يافعة ولا يحدث به إخصاب ومثال على ذلك القواقع التي تنقل عدوى البلهارسية.



طرق العدوى بالطفيليات
Methods of Transmission of Parasitic Diseases
أما طرق العدوى بالطفيليات فتنحصر في طريقتين أساسيتين:
1-الانتقال الخلقي (Congenital transmission) حيث ينتقل الطفيلي في أثناء فترة الحمل من الأم إلى اﻹبن مثل المُقَوَّسات القُنْدِيَّة .(Toxoplasma gondii)
2- أما الطريقة الثانية فهي الانتقال المكتسب (Acquired transmission) فتتمثل في العدوى بالطرق التالية:
أ‌- عن طريق الأكل أو الشراب الملوث الذي يحتوى على الطور المعدي مثل الأميبة المحللة للنسيج (Entamoeba histolytica).
ب‌- اختراق الجلد (Skin penetration) بواسطة الطور المعدي إما مباشرة عند لمس الأرض مثل الأنكلوســــتوما (تسمى أيضاً المَلقُوه أو عَقْفاءُ الفمُ) أو الاحتكاك بالمياه مثل البلهارسية أو العدوى عن طريق الملامسة بالمريض أو غير المباشرة حيث يصل الطور المعدي إلى جسم العائل عن طريق الحشرات الماصة للدماء أو نقل الدم مثل الملاريا(البُرَداء أو الأجَميَّة).
ت‌- عن طريق الشم (Inhalation) مثل المتكيسه الرئوية (Pneumocystis).
ث‌- عن طريق الاتصال الجنسي مثل المُشَعَّرات (Trichomoniasis) .
ج‌- عن طريق غلاف الأعصاب(Nerve sheath) حيث تستطيع الأميبة دخول الأنف ومنها إلى العصب الشمى حيث تصل إلى المخ.
ح‌- أما الطريقة الأخيرة فهي العدوى بعد زارعة الأعضاء(Organ transplantation) حيث يستطيع الطفيلي الدخول وإحداث أشكال مرضية عديدة في هؤلاء المرضى العديمى أو ضعيفي المناعة مثل المُقَوَّسات (Toxoplasma) و الملاريا(البُرَداء).

العلاقة مابين الطفيلي والعائل
Parasite-Host Interrelationship
من الممكن أن يؤثر الطفيلي في العائل بطرق مختلفة وعديدة تتمثل فيما يلي:
1)استهلاك المواد والعناصر الغذائية للعائل مما يسبب له أعراض مرضية عديدة منها على سبيل المثال (الأنيميا أو فقر الدم) حيث يؤدى العدوى بالأنكلوستوما(المَلقُوه) والبلهارسية إلى الإغتذاء بدم العائل.
2)العدوى ببعض الطفيليات ممكن أن تؤدى إلى النزيف كما الحال في مرضى البلهارسية.
3)ضغط الأعضاء الداخلية كما الحال في الكِيسات المائية العُداريَّة (Hydatid cyst) في الكبد والرئة والمخ تسبب أعراض ضغط عليهم.
4)انسداد الممرات مثل العدوى الشديدة بالأسكاريس (الصَّفَريّات) ممكن أن تؤدى إلى انسداد للمعى.
5)تحلل الأنسجة كما في حالة الأميبة المحللة للأنسجة(Entamoeba histolytica) حيث يحدث موت لخلايا الكبد (النَّخَر المُذِيب) (liquative necrosis) والليشمانيا ( Leishmania donovani) أيضاً تدمر خلايا النخاع العظمـــى.
6)بعض الطفيليات من الممكن أن تؤدى إلى حالات سرطانية مثل البلهارسية.
7)الحساسية حيث يؤدى عض بعض الحشرات المفصلية إلى حساسية جلدية شديدة.
8)نقل المسببات المرضية حيث تنقل بعض الحشرات المفصلية بعض الأمراض إلى الإنسان.


المقاومة الطبيعية للعدوى بالطفيليات
Natural Resistance to Parasitic Infections

إن المقاومة الطبيعية للطفيليات هي ظاهرة تعمل على مستويات مختلفة ولذلك من الممكن اعتبار العوائل (Hosts) مقاومة للطفيليات بطبيعتها في حالة بعد العائل الجغرافي عنها وإتباعه كل الخصائص السلوكية والعادات الغذائية التي تبعده كل البعد عن مصادر العدوى بالطور المعدي للطفيليات المختلفة ( ولذلك فمعظم مقاومتنا الطبيعية تنحصر في هذه الوسائل التي غالباً ما نتسبب بأنفسنا في انكسارها وعدم إتباعنا لها). والأكثر أهمية فان مقاومتنا للطفيليات تشمل أيضاً عدم التوافق الفسيولوجي بين الطفيلي وبيئته (العائل) هذه البيئة التي إما تمنع الطفيلي من غزو جسم العائل أو تمكنه من الدخول إلى جسم العائل وتثبيت نفسه بداخلة والعيش فيه بدون استثارة أي من الاستجابات المناعية المقاومة له فعلى سبيل المثال:
في الديدان المفلطحة مثل البلهارسية والديدان الخطافية التي تعتمد في عدواها على اليرقة يكون هناك في بعض الأحيان ليس لها المقدرة على اختراق طبقة الجلد الخارجية(البشرة) (Epidermis) والغشاء القاعدي (Basement membrane) لكي تدخل إلى طبقة الأدمة (Dermis).
 المِثقَبيات (Trypanosomes) التي تدخل الدم من الممكن أن تقتل بعوامل متواجودة طبيعياً في المصل (السيرم) مثل الكلسترول ذو الكثافة العالية (High lipid density cholesterol) الذي يدمر المِثقَبيات التي تُعدى الحيوان (T. brucei) أو من الممكن أن ينشط البروتين المكمل (المتمم) (Complement) وبذلك تُحلل وتدمر.
أحياناً من الممكن للطفيليات وحيدة الخلايا مثل المُتصَوَّرة (الملاريا) أن تكون غير قادرة على الدخول إلى خلايا العائل بسبب غياب بعض الجزيئات السطحية (surface molecules ) الضرورية في خلايا العائل.
الطفيليات التي تدخل عن طريق الفم والتي تتطلب تنشيط لبعض العوامل المهمة بداخل بيئة الأمعاء والجهاز الهضمي أحياناً لا تجد هذه العوامل أو خليط العوامل التي تكون ضرورية لبقائها. حتى ولو أعطى العائل البيئة المناسبة لنمو الطفيلي في بدايته فان المراحل التالية من الممكن ظهور العديد من العوامل الغير متوافقة مع نمو الطفيلي مثل الغذاء الغير كافي أو غياب المحفزات التي تساعد على الهجرة من مكان لأخر وعلى التكاثر بداخل العائل. مثال ذلك فإن بيض دوده الأسكاريس في الإنسان(Human Ascaris) من الممكن أن تفقس في العديد من العوائل الثديية وذلك يعزى إلى أنها لا تحتاج إلا إلى قليل من الظروف البسيطة في الأمعاء التي تحتاجها ( تحتاج فقط إلى درجه حرارة الثدييات و الوسط القاعدي وبعض ثاني أكسيد الكربون المذاب). بعد الفقس فـٳن اليرقة تهاجـــر و تصل إلى الرئة لكن النمو و التكاثــر يكون بعد هذه المرحلة في الإنسان فقط.
نستخلص من هذا جميعه أن الطفيلي من اللازم أن يتكيف مع الظروف الفسيولوجية والتركيبية للعائل. هذا التكيف تغير مع مرور الزمن مما جعل بعض أنواع الطفيليات لا تعدى إلا نوع واحد من العائل مثل الملاريا وبعض أنواع الفِيلاريا في الإنسان. على العكس من ذلك فان بعض الخيطيات مثل الشَّعْرينات الحلزونية (Trichinella spiralis) تعدى العديد من العوائل. وأخيرا ًفان لمعظم الطفيليات خصوصية للعائل تقع ما بين هذين الحدين و تحت الظروف الطبيعية القليل من أنواع الطفيليات تعدى أنواع قليله من العوائل.

المقاومة المكتسبة ضد العدوى بالطفيليات
Acquired Resistance to Parasitic Infections

عندما تكون المقاومة الطبيعية ضعيفة يقوم العائل بتنظيم درجة العدوى وذلك بتنشيط جهازه المناعي وذلك لتطوير ولإنماء المقاومة المكتسبة ضد الإصابة. في الإنسان الطبيعي تكون درجة العدوى ممثله بكمية الديدان (Worm burden) تكون أقل من أن تستحث جهاز العائل المناعي وهذا العامل في الطفيليات وحيدة الخلية يعتمد على مقدرتها على التكاثر في العائل. يتحكم فى معدل انتقال العدوى (Rate of transmission) عدد من العوامل البيئية منها كثافة العائل حيث أن زيادة كثافة العائل وبالتالي زيادة حيواناته الأليفة التي ترافقه في مسكنه أهم عاملان يؤديان إلى زيادة انتقال العدوى ومن ثم تكمن أهمية المناعة المكتسبة في الحد من زيادتها ولذلك من الواضح أن المناعة المكتسبة ضرورية لكي ينجح العائل في تنظيم درجة العدوى. هناك العديد من الطفيليات قد طورت العديد من الوسائل الناجحة التي تحد من الاستجابة المناعية ويوجد أيضاً البعض الذي ليست له المقدرة على ذلك. بعض أنواع الطفيليات تعتمد أساساً في بقائها كنوع بالنمو والتكاثر بداخل بعض العوائل التي تكون لبعض الأسباب غير قادرة على استحثاث مناعة تحميه ضد العدوى لذلك فان العلاقة بين الطفيلي والعائل تكون أحسن ما يكون عندما ينجح الطفيلي في استحثاث العائل مناعياً بدرجة بسيطة وعلى ذلك يختزل العائل أو يقلل من درجة حساسيته للطفيلي ومن ثم لا يكون هناك أعراض مصاحبه لهذه الإصابة ومثال على ذلك فإن المِثقَبيات (Trypanosomes) عندما تقوم بعدوى بعض الحيوانات لا يكون هناك أي تأثيرات مرضيه واضحة على العكس من عائلها الأخر وهو الإنسان. عموماً فان هناك العديد من العوامل التي تؤثر في العلاقة ما بين الطفيلي والعائل فإذا ما استطاع العائل القضاء على الطفيلي عكست مقاومة طبيعية ومكتسبة جيدة له فإذا حدث العكس كأن تسبب الطفيلي في إمراض العائل أو موته فان ذلك العائل نفسه أصبح سبباً في زيادة انتشار معدلات الإصابة. هذه العوامل منها على سبيل المثال الاختلافات الوراثية في مجتمع الطفيليات التي تمكنه من مقاومة إمكانات العائل للقضاء عليه وثانيهما مجموع الآليات التي تمكن العائل من الضغط والقضاء على الطفيلي.

التعليقات

  • dr.Alidr.Ali مدير عام
    تم تعديل 2010/04/27
    مشكور جداً أحلى أحمد
    وينك ...... و الله مشتألك يا رجال
  • dr.Alidr.Ali مدير عام
    تم تعديل 2010/04/27
    مشكور جداً أحلى أحمد
    وينك ...... و الله مشتألك يا رجال
  • nehadnehad مشرف منتدى التغذية و الطب البديل
    تم تعديل 2010/04/27
    663.imgcache