دخل على أحد الملوك المولعين بالثياب الفاخرة محتالان. قالا للملك: سمعنا يا مولاي عن عظيم تقديركم للمواهب الرفيعة و الصنائع البديعة و يشرفنا أن نضع تحت تصرفكم خبرتنا العظيمة في نسج حرير الأذكياء السحري... إنه يا مولاي نسيجٌ رائع لا تبالي في أي وقت ترتديه. يدفئك في الشتاء و يريحك في الصيف فكأنك تحملُ نسيمَ الربيع معك أينما ذهبت! و بالإضافةِ إلى ذلك فإنَّ هذا القماش السحري يكشفُ لك الأغبياء من حاشيتك! نعم يا مولاي! إن ألوانه ......
البديعة و جواهره النفيسة لا تظهرُ إلاَّ للأذكياء! انظر يا مولاي يا كيف يعجبُ وزيرنا الحكيم و يخفى على أنظار الخدم المغفَّلين! ألا يعجبك هذا القماش يا مولانا الوزير! سنهديك ثوباً منه بعد أن نفرغَ من ثوب جلالة الملك! عقدت الدهشةُ لسان الوزير و آثر السكوتَ فكيف سيبادر بتكذيبهما قبلَ الملك نفسه؟
يبدو أن الملك قد أعجبه القماشُ حقاً و قد يستاءُ إن أظهرتُ فطنتي قبله و انتبهتُ إلى ما لم ينتبه إليه... فلأسكت إذاً و لأكن مغفلاً حياً فذلك خيرٌ من أن أكونَ حكيماً مقتولاً أو مسجوناً! هكذا قال الوزير لنفسه و ابتسمَ موافقاً....
مضت عمليةُ النسيج و الخياطة ببطءٍ شديد و بتكلفةٍ باهظة تليقُ بثياب الملوك و في يومِ الاحتفال تلقى الملك تهنئة الحاشيةِ كلِّها على ثوبه الجديد و انتشرت الأخبار بين العامة أن الملك سيخاطبكم الآن و هو يرتدي حرير الأذكياء.
السحري فاستعدوا و إياكم و الشغب!.....
بعدَ طول انتظار أطلَّ الملك من شرفة قصره العالي! و شهقت الجموع شهقةً عظيمةً واحدة: يا إلهي! ما هذا!؟...
ما أروع هذا النسيج:293:!... ما أذكانا جميعاً و ما أروع هذا النسيج!
بين قامات الكبار كان طفلٌ صغيرٌ يحاول أن يصرخ و لكن لم يسمعه كثير من الناس... فقد بادرت أمه إلى تكميمه.
الواقفون قربه سمعوه يقول أمي أمي! الملك عارٍ الملك عارٍ!.:258:.. و سمعوا أمه تقول له اخرس و لا تفضحنا بغبائك الآن!
نظرَ بعضهم إلى بعض مبتسمين و قالوا مسكينٌ هذا الصغير أيُّ مستقبلٍ ينتظره!:244::244::244:
التعليقات
رئيسك بالعمل أو جامعتك أو أي مكان
أنت لا تحاول أن تخبره بالحقيقة كونه أكثر علما منك
لا أدري السبب ربما الخوف كما ذكرت بالقصة وربما عدم الاكتراث أيضا
ولكن بكلا الأحوال لما انشوف هيك شخصيات لازم نبدي رأينا
مشكور سيغارو
شكرا لك سيغارو
للأسف واقعنا ........