احترم نفسي

[align=justify] بسم الله الرحمن الرحيم
ما الفرق بين احترام النفس واحترام الآخرين ؟
ولماذا لا نقول للآخر " احترمنا " بدلاً من أن نقول له " احترم نفسك ؟ " .
والحقيقة أن احترام النفس هو الأساس ، وما احترام الآخرين إلا نتيجة طبيعية لا حترام النفس ، فالذي يحترم نفسه يعرف حدوده في كل شىء فيتوقف عندها ولا يتجاوزها إلي حدود الآخرين ، لهذا فإن الذي يتجاوز حدوده معك ويقول : " أنا حر " ليس حراً ، لأن حريته تنتهي عند حدودك فإذا اقتحمها لم يعد حراً وإنما أصبح معتدياً ، وهذا هو الفرق بين الحرية والعدوان . لا يوجد إنسان حر بالمعني الذي لا يعرف الحدود ، والحرية إطارها احترام النفس بمعني احترام الحدود وعدم تجاوزها إلي الغير .
فما دمت صادقاً مع نفسك قائماً بواجباتك في كل اتجاه ، معطياً لكل ذي حق حقه ، لا تظلم ، لا تغش ، لا تكذب ، لا تَنُم ،لاتحقد ، لا تغدر ، لا تمكر ، لا تعتدي ، عادلاً ، أميناً ، مخلصاً وفياً.
فثق تماماً أنك إنسان "حُر" مكتمل الحرية ولن تنقص حريتك إلا عندما يحدث خلل في إحدي هذه الصفات ، وعندما يحدث هذا الخلل معناه أنك تجاوزت حدود حريتك واعتديت لي الآخرين ، لأن في عدم الأمانة أو عدم العدل كما في الكذب والحقد والغدر إضراراً بالغير ، وعندما تضر بالغير فإنك - في أعماقك - تفقد التوازن ، وتفقد السلام في داخلك ويبداء ضميرك يشعر بالذنب ، وبالتالي تفقد احترامك لنفسك وتفقد حريتك ، وينتج عن ذلك كله عدم احترام الآخرين لك لأنك تصبح فينظرهم متهماً وناقصاً بسبب الصفات التي فرطت فيها .
والمقصود باحترام الناس هنا ليس الاحترام الظاهري الذي يحصل عليه المرء بسبب الجاه أو السلطة ، وإنما المقصود هو ما يتركه سلوك الفرد وأعماله من أثر في نفوس الآخرين علي شكل محبة ومودة وتقدير ينعكس علي مواقفهم منك بينهم وبين أنفسهم وأمام الغير .
هذه حدود العلاقة بين احترام الإنسان لنفسه واحترامه للآخرين ومعرفته بحدود حريته . فالإنسان حر ما دام يحترم نفسه ويعرف حدوده مع الآخرين .
وقد وضع الإسلام ثوابت أخلاقية وسلوكية إذا ما عمل بها الإنسان ارتقي إلي مستويات التحضر ، ولن يتحقق ذلك إلا بالعمل بأساس دستور المعاملات بين الناس في الإسلام المتمثل في أقوال أحسن الناس أخلاقاً محمد صلي الله عليه وسلم ، منها قوله : " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " رواه البخاري .
وقوله صلي الله عليه وسلم : " من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه " رواه الترمذي وابن ماجه . ، " لا تؤذوا عباد الله ولا تعيروهم ، ولاتطلبوا عوراتهم " ، "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذىء "رواه البخاري في الأدب المفرد ، " لايؤمن أحدكم حتي يحب لأخيه ما يحب لنفسه " متفق عليه ، " تبسمك في وجه أخيك صدقة " رواه الترمذي .
أحاديث نبوية ومبادىء أخلاقية إسلامية تصب جميعاً في دائرة التعامل مع الناس ، تضع له القواعد المثلي وتنظمه وتخط له حدوده ‘ فمن عمل بهذه القواعد وجعلها نظام حياته وعرف مع نفسه ومع الناس حدوده أصبح أوسع خَلق الله حرية في هذا الكون ، وأكثرهم احتراماً لنفسه ، فيظفر باحترام من الناس ليس له حدود [/align]

التعليقات

  • تم تعديل 2009/09/29
    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
  • dr.joandr.joan عضو ماسي
    تم تعديل 2009/09/29
    شكراً براعم فعلاً المفهومين إختلطوا عن معظم الناس بس بعتقد إنو (الحرية _ الحدود) هنن أوضح مفهومين باللغة و الله أعلم
  • محمد حلبيةمحمد حلبية عضو ماسي
    تم تعديل 2009/09/29
    شكرا براعم على الموضوع الهام و هاد الموضوع بعتقد لازم ينزل بمنتدى البرمجة اللغوية nlp لأنو بهمنا كلنا شكرا كتير إلك و يمكن المرء لازم يحط لحالو حدود و متل ما بقولو تتنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين و لكن أكيد لازم نفرق بين الحدود و القيود .......و الله أعلم شكرا براعم بارك الله بك
  • تم تعديل 2009/09/29
    مشكورة فعلا فمن يحترم نفسه يفرض على الناس احترامه
    وحريتي تنتهي حين تبدؤ حرية الاخرين
  • تم تعديل 2009/09/29
    [align=center]شكرا لك براعم عل الموضوع الجميل

    لازم والواحد يعرف شو عم يقول
    [/align]
  • Dr.AhmadDr.Ahmad مدير عام
    تم تعديل 2009/09/29
    شكرا دكتورة براعم ..... بصراحة ما خليتي شي لأحكيه كفيتي و وفيتي لك جزيل الشكر و أكيد احترام الناس ألي يبدأ من عندي اذا انا احترمتن هذا يعني اني فرضت عليهك احترامي
  • تم تعديل 2009/09/29
    كما قالو وفيت الموضوع حقه يسلمو
  • تم تعديل 2009/09/30
    بحمد ربي انكم اصدقائي و يكفيني ان المسج وصلت
    احترمكم