التهاب اللوزات Tonsillitis

Dr.AhmadDr.Ahmad مدير عام
[FONT=Arial, Helvetica, sans-serif]التهاب اللوزات Tonsillitis[/FONT]
[FONT=Arial, Helvetica, sans-serif]

كثر الحديث في السنين الأخيرة عن عملية رفع اللوذتين (اللوزتين) ، وخاصة في الأوساط الطبية الجراحية ، حيث يميل الكثير من الزملاء الجراحين إلى رفع اللوذتين ، سواء في الأطفال أو الكبار ، لمجرد التهابهما أو تضخمهما. وفي هذا البحث سنتعرف على اللوذتين والتهابهما والدواعي الحقيقية لاستئصالهما .


عندما نطلق كلمة لوذتين ، فإنما نعني بهما : العقدتين اللمفاويتين المحيطتين بفتحة الحلق Faucial Tonsils ، وهما جزء من منظومة لمفاوية تشكل ما يعرف بحلقة فالدير Waldeyer's ring ، والتي تتألف من هاتين اللوذتين المذكورتين أعلاه ، مع عقدتين لمفاويتين تتمركزان في المنطقة الواصلة ما بين الأنف والبلعوم ، وتسمّيان الزوائد Adenoids ، مع النسيج اللمفاوي خلف جدار البلعوم ، مضافاً إليها النسيج تحت اللسان lingual tonsils …


هذه الحلقة اللمفاوية التي تحيط بفتحة الحلق ، مهمتها الأساسية هي تشكيل خط دفاعي ، ضد كل ما يهدد جسم الإنسان من ميكروبات غازية ، فإذا ما دخل ميكروب غازي عن طريق فتحتي الفم أو الأنف ، فإن هذا الخط الدفاعي يتصدى له ، وتدور رحى معركة ضارية ، لا تهدأ حتى يتم تحطيم ذلك الميكروب ، ومن الطبيعي أن تكبر هذه العقد اللمفاوية ، بما فيها اللوذتين ، وهو دليل صحة لا مرض ، لأنه يعني فعالية تلك العقد ونشاطها في الدفاع عن الجسم ، والحفاظ على صحته …


ولكن قد يحدث أن تكون الميكروبات الغازية من القوة والشراسة بحيث تتغلب على هذه الوسائط الدفاعية وتعطبها ، فتصبح هذه العقد عبأً على الجسم ، بدلاً من أن تكون عوناً له ، وهنا يصير من المناسب رفعها لتخليص الجسم من ضررها … ولكن يبقى السؤال المهم ، وهو : متى نرفع هاتين اللوذتين .!؟


وللإجابة على هذا السؤال الهام يجب أن نعترف بأن هناك مدرستين:

مدرسة أطباء الأطفال والباطنية ، الذين يضيقون حالات الرفع والاستئصال إلى أضيق الحدود الممكنة .

ومدرسة أطباء الجراحة ، الذين يسرفون أحيانا في عمليات الرفع والاستئصال ..

ومن وجهة نظر طب الأطفال ، يستطب رفع اللوذتين في الحالات المرضية التالية:

التهاب اللوذتين المزمن والمتكرر Chronic and recurrent tonsillitis: فكل طفل يعاني من التهاب مزمن ومتكرر في الحلق واللوذتين ، بمعدل سبع مرات أو أكثر للسنة الماضية وحدها ، أو خمس مرات أو أكثر لكل سنة من السنتين الماضيتين ، أو ثلاث مرات أو أكثر لكل سنة من السنوات الثلاث الماضية ، مثل هذا الطفل نرخص له في عملية رفع لوذتيه ، لأنهما من منظورنا الطبي باتتا تشكلان عبأً يجب التخلص منه .

ضخامة اللوذتين والزوائد المزمن والمتسبب في أعراض اختناقية Chronic ypertrophic tonsil and adenoids: وهذه النقطة على جانب كبير من الأهمية أيضاً ، إذ ليس كل ضخامة في اللوذتين تستدعي رفعهما ، بل لا بد أن تتوفر شروط ، منها : الإزمان ، حيث أن أي التهاب حاد في اللوذتين يسبب ضخامة مؤقتة فيهما ، لكن لا تلبث أن تزول ، ولا يعتبر ذلك استطبابا لرفعهما . كما أن الضخامة لوحدها ليست سببا كافيا لرفع اللوذتين ، ما لم تكن مترافقة بأعراض وعلامات مزعجة للطفل ، مثل : صعوبة التنفس والاختناق ، وخاصة أثناء النوم ، وتأخر النمو ..إلخ

ومن الاستطبابات المهمة لرفع اللوذتين ، حصول خراج فيهما أو حولهما Peritonsilar abscess: إذ أن العلاج الناجع لمثل هذه الحالة يكون في رفع اللوذتين مع الخراج في الوقت ذاته .

وأخيراً من الاستطبابات المطلقة لرفع اللوذتين حصول ورم فيهما ، حيث نرفع الورم مع اللوذتين ونرسلهما للتحليل النسيجي تحسبا لأي مرض خبيث .

هذا هو القدر المتفق عليه من دواعي رفع اللوذتين ، وهي كما نرى حالات نادرة ومحدودة ، أما رفعهما لمجرد التهابهما أو تضخمهما كما ذكرنا ، أو كوقاية أو حتى علاج لالتهاب الجيوب الأنفية ، أو التهاب الأذن الوسطى ، أو التهاب الرئة ..إلخ … فهذا كله غير وارد من الوجهة الطبية الحقيقية ، وهو من باب تضخيم الأمور ، وإعطائها أكثر مما تستحق ، على افتراض إحسان الظن ، أما إذا كانت الدوافع مادية بحتة فإنني أعتقد بأن الأمر يجب أن يناقش عندها خارج عيادات الأطباء .!!!


بقيت قضية لا بد أن نعترف بها وهي إلحاح بعض الآباء والأمهات على الأطباء لرفع اللوذتين عند بعض أبنائهم ، ظنا منهم بأن هذا هو التصرف الصحيح ، الذي يمكن أن يقلل الالتهابات عند أولئك الأبناء ، أو يزيد من شهيتهم للأكل ، وبالتالي يزيد من وزنهم وعافيتهم .!!!


وهنا يأتي دور الطبيب الحاذق والمخلص ، الذي يبذل كل ما يستطيع لإقناع أولئك الآباء ، بأن مجرد ضخامة اللوذتين في الأطفال الصغار هو أمر طبيعي وفيزيولوجي ، لا يلبث أن يزول وتضمر اللوذتين في عمر أقصاه ثماني سنوات ، ولذلك يجب أن لا يشكل ذلك مصدر قلق ، ما لم يكن مترافقاً مع أعراض مزعجة يقدرها الطبيب نفسه … كما يجب على أولئك الآباء أن يعرفوا بأن عملية رفع اللوذتين في الأطفال ليست خالية من المخاطر والمضاعفات ، التي أقلها : النزف ، والتهاب الحلق والبلعوم ، مع مضاعفات التخدير … وأكثرها قد يصل إلى حد تهديد الحياة ..!!!
[/FONT]

التعليقات

  • تم تعديل 2009/09/10
    الله يجزاك الجنه دكتور احمد
  • Dr.AhmadDr.Ahmad مدير عام
    تم تعديل 2009/09/10
    أهلا أخي " محبكم " و نحن كما محبينك
  • تم تعديل 2009/09/12
    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
    موضوع مهم جدا وخصوصا انو عمليات استئطال اللوزتين تعد من اكتر العمليات الجراحيه شيوعا ف العالم ف هذه الفتره
    واكيد كتير منا اتعرض لحالات التهاب اللوزتين لكن دلوقتى بقت المعليه دى شائعه بسبب وبدون سبب

    اه ف حاجه مهمه لازم كلنا وكمان الاباء يخدو بالهم منها
    انو التهاب اللوزتين المتكرر وعدم الالتزام بجرعات المضادات الحيويه اللازمه للعلاج ممكن تؤدى الى حمى روماتزميه ودى مشكله كبيره جدا علشان كده احبذ لو حاله التهاب اللوزتين لو اتكرر 4 مرات ورا بعض لازم يتم اسئصالها


    اه المسبب لحاله التهاب اللوزتين بكتريا اسمها streptococous pneumonea ولان المريض بيتناول المضادات الحيويه فانه الجسم بيكون فيه antibodies ف الدوره الدمويه
    ونظرا انو ف structure similarities بين الكبتريا دى وheart valves فان الالاجسام المضاده دى تهاجم الجسم نفسه مما يسبب الاصابه ب rheumatic fever بمعنى انو عباره عن auto-immune disease
  • Dr.AhmadDr.Ahmad مدير عام
    تم تعديل 2009/09/13
    شكرا دكتورة سارة على الاضافة

    في ناحية أكثر من مهمة يجب قبل استئصال اللوز اجراء زرع للجراثيم المسببة لللالتهاب و اذا كانت غير streptococcus فهنا لا يوجد استطباب مطلق أبدا لاسئصال اللوز لأن الغاية من الاسئصال هي عدم تشكل الاجسام الضدية التي تسبب أمرين الاول يحدث خلال 10-14 يوم و هو الحمى الرثوية rheumatic fever و خاصة موضوع مشاكل الصمامات القلبية cardiac valves problems و الثاني خلال 30 يوم تقريبا هو التهاب كبيبات الكلية Glomerulonephritis

    المشكلة تكمن في تشابه بروتين في هذه الجرثومة هو البروتين م M-Protein الذي يتشابه في بنيته الجزيئية مع صمامات القلب و من هنا فإن الجسم يصنع أضداد لها و بالتالي تؤذي صمامات القلب
  • تم تعديل 2009/09/13
    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
    موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
  • تم تعديل 2009/09/13
    شكرا د احمد على الموضوع
    هناك اخطاء يقع فيها الاطباء وهو انه لا يجب ان ننسى ان التهاب اللوزتين يكون في 80 بالمئة فيروسي اي انه لا يحتاج الى antibiotique والاستعمال الغير عقلاني لهذا يجعله غير نافع في الحالات التي تستلزم اعطاءه يعني لما نكون امام infection bactérienne(streptoccoque
    والالتهاب المزمن مع التأثير الواضح على صحة الشخص هي التي تستدعي نزعهم
    هناك ملاحظة في بعض الاحيان يكون هناك التهاب مزمن نعالج الالتهاب وننسى الوقاية كالنظافة الدائمة للفم الفحص الدائم للاسنان ومعالجتها لانه اغلب البكتيريا تأتي من الاسنان ونرى خاصة هذا عند الاطفال مع تجنب انسداد الانف الذي يدفع بالشخص الى التنفس عن طريق الفم مما يسبب جفاف فيه تتكاثر البكتيريا وتنتقل الى اللوزتين.
    ممكن التعبير ردئ آسفة اتمنى ان تصل فكرتي لا تنسو اننا ندرس بالفرنسية وحاولت طرجمتها الى العربية واتمنى انه لم يخني التعبير.
  • Dr.AhmadDr.Ahmad مدير عام
    تم تعديل 2009/09/14
    شكرا دكتورة ياسمين التعبير واضح جدا جدا و مافي أي خلل وفقك الله لما يحب و يرضى