الدكتور محمد حبش
في قراءة سريعة لسيرة النبي الأكرم يمكننا أن ندرك أن الرسول الذي كان يحمل على كتفه هموم العالم كان أيضاً يحمل في جوانحه فؤاد طفل, وكان يعرف المدامع والمواجع, والأرق والسهد والهجر والوصال وربما كانت أيامه مع خديجة بنت خويلد أوضح صورة لحبه هذا.
في علاقته بالسيدة خديجة بنت خويلد لم يكن النبي الكريم ] يكف عن الحديث عن الحب الذي كان يظلل حياتهما ويقول:( إن الله رزقني حبها) وحين توفاها الموت فإن حزنه على فراقها كان شديداً لدرجة أنه سمى العام كله عام الحزن! وقال ابن عمر: وجد رسول الله على خديجة حتى خشي عليه.
وكان بعد ذلك لا يفتأ يذكر خديجة بما سلف منها من خير وبما عقد بينهما من محبة وكان يحسن إلى صديقاتها وصويحباتها جثامة المزينة وهالة بنت خويلد ويقول: (إن حسن العهد من الإيمان, وربما أهديت له الهدايا فيرسل منها إلى صديقات خديجة).
وفي الحديث عن السيدة عائشة قالت: استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على النبي ] فعرف استئذانها فارتاح لذلك فقال: اللهم هالة... اللهم هالة...
قالت عائشة فغرت فقلت وما تذكر من عجوز من عجائز قريش, حمراء الشدقين, هلكت في الدهر, قد أبدلك الله خيراً منها... فغضب النبي غضباً شديداً وقال( لا والله ما أبدلني الله خيراً منها, آمنت بي حين كذبني الناس, وواستني بنفسها وبمالها, ورزقتي الله منها الولد).
ومع أن النبي ] كان يحب عائشة غاية الحب ولكن أشواقه إلى خديجة كانت هنا أدوم وأظهر:
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى
ما الحب إلا للحبيب الأول
كم منزل في الدهر يألفه الفتى
وحنينه أبداً لأول منزل
وبعد رحيلها بعشر سنوات وحين أنجز له الله الفتح العظيم واحتشد زعماء العرب من حوله يدعونه إلى دورهم ومرابعهم لينزل فيها أعرض عن دورهم وقصورهم جميعاً ومشى بناقته شمال المدينة ميلاً أو بعض ميل ثم أوى إلى مقبرة الحجون وهناك عند حجارة سود أمر بنصب خيمته عند قبر خديجة ليقول للعالم إنها حبيبتي في الدنيا والآخرة, لقد كانت شريكة صبري ومن حقها أن تكون شريكة نصري كانت معي في الجراح والكفاح ومن حقها أن تكون اليوم في النصر والأفراح ورسم على مقبرة الحجون أروع حكاية حب غرست في الأرض وأينعت في السماء.
وأما حبه لعائشة فشائع مشهور وقد ترجم الذهبي في سير أعلام النبلاء لعائشة كالآتي وكانت عائشة امرأة بيضاء جميلة ومن ثم يقال لها الحميراء ولم يتزوج النبي ] بكراً غيرها, ولا أحب امرأة حبها. وقد بدأ حبه لها منذ خطوبته إياها وكان يرسم ذلك الحب بريشة ملائكية يقول لها: ( أريتك في المنام ثلاث ليال جاء بك الملك في سرقة من حرير, فيقول هذه امرأتك فأكشف عن وجهك فإذا أنت فأقول إن بك هذا من عند الله يمضه).
تحدثت عائشة أيضاً أن الرسول الكريم ] يوم العيد والحبشة يلعبون في المسجد بالدرق والحراب: تشتهين تنظرين? قلت: نعم , قأقامني وراءه, خدي على خده وتمضي في رواية تفاصيل ذلك الفرح الرياضي الذي كانت فيه السيدة عائشة تشارك الرسول ] في المونديال الرياضي الذي شهدته المدينة.
وفي سياق حديثها عن مظاهر الحب الحلال الذي شاهدته من الرسول قالت: كان رسول الله يعطيني العظم فآكل منه, ثم يأخذ فيديره حتى يضع فاه على موضع فمي, وكانت عائشة بعدئذ تعلم النساء فنون الحب, وتتصدر النساء تعلمهن وسائل الوصول إلى قلوب أزواجهن واشتهر قولها: إن كان لك زوج فاستطعت أن تنزعي عينيك فتصنعيهما أحسن مما هما فافعلي وقد صرحت أم سلمة بما كان بين عائشة والنبي من حب, حتى قالت: إنه لم يكن يتمالك عنها حباً وكان التابعون إذا رووا عن عائشة: حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة رسول الله المبرأة من فوق سبع سموات.
أن الإسلام ليس ديناً بلا قلب والمسلم ليس كائنا من خشب إنه دافىء القلب رطب العين, وما بين خفق قلبه ودمع عينه حكايا عاشق شقي تلتهب أشواقه فقط في الفراش الحلال حيث أذن الله وأمر فطرة الله التي فطر الناس عليها, لا تبديل لخلق الله
التعليقات
الحب هو كما كان الرسول يصنعه
أين نحن منك يارسول الله يا محمد يا ابن عبد الله
نحن لا نساوي شيء امامه يعلمنا أمور الحياة
وأول شيء علمنا الحب
اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
[/align]
ما أكثر الرقائق الواردة في سيرته
مشكورة ريمي
مشكورة ريمي
يقول الشيخ : استخدم رسول الله سلاح الحب بدل سلاح العنف فكان أوقع أثراً و أشد قوة بكثير فعندما كان أحد يسيء إليه كان يظهر له المحبة و الود و لا يبادله الإساءة فكانت النتيجة أن الناس دخلو في دين الله أفواجا.............
نحن بحاجة للتعريف بسنة نبينا عليه افضل الصلاة والسلام اكثر واسلوب معاملته صلى الله عليه وسلم مع الناس وحبه وعطفه الامحدود لننصر سنته ونحيها من جديد وجزاكم الله عنا كل خير
كم نحن بحاجة الى سيرة نبينا وان نأخذ الحكم والنصائح
شكرا لكي ريمي موضوع رائع
أروع قصة حب في التاريخ كانت قصته عليه الصلاة والسلام مع زوجتة السيدة خديجة بنت
خويلد رضي الله عنها وأرضاها
شكرا ريمي
اللهم ارزقنا بعضا مما رزقت عبدك ونبيك محمدا صلى الله عليه وسلم
العجيب في حب السيدة خديجة هي موافقته الشديدة له بكل أحواله
قبل البعثة كانت تذهب كل عدة أيام إلى غار حراء تأخذ له طعامه وهو هناك قائم يتعبد قبل نزول الوحي
صعدت إلى الغار لا تتخيلون كم هو الصعود قاسي وشاق رغم أنه الطريق الآن معبد
كيف كانت تقطع المسافة الطويلة بين الحرم والجبل الت يقدر بحدود 7 كيلو متر ثم تصعيد الجبل إلى أعلاه حتى تصل للغار تعب لا يتخيل أبدا
كنا نصعد الجبل ونقول رحم الله أمنا خديجة لهي أشد عزيمة منا والله