تساقـــط الشعـــــــر حلوله و زراعته

محمد حلبيةمحمد حلبية عضو ماسي
تم تعديل 2009/08/22 في الجلدية Dermatology
تساقـــط الشعـــــــر
ما هي أسباب تساقط الشعر؟
يحدث تساقط الشعر من عدة أسباب مثل:
أمراض الغدة الدرقية والحمى العالية والحمية الغذائية الشديدة، وبعد الولادة والعمليات، وبعد تناول بعض الأدوية.
الشكل الشائع من تساقط الشعر يدعى تساقط الشعر الأندروجيني (تساقط الشعر الذكري والأنثوي الشكل)، وليس سببه ضعف الدورة الدموية أو انسداد المسامات أو الغسل المتكرر أو لبس القبعات أو الغترة والعقال وغير ذلك.
تساقط الشعر الذكري سببه اجتماع الوراثة مع الهرمون الذكري الذي يسمى الأندروجين (يضم الأندروجين: الستستستيرون و DHT). الاستعداد الوراثي لتساقط الشعر الذكري أو الأنثوي ينتقل من أحد شقي العائلة ويبدأ بالظهور بعد البلوغ حيث يبدأ الشعر المهيأ وراثيا للتأثير ب DHT (عادة شعر مقدمة وأعلى الرأس) يبدأ يخف تدريجيا حتى يسقط بعضه أو كله، بينما لا يتأثر الشعر في الخلف وفي الجانبين ب DHT ، ولا يحدث تساقط في هذه المناطق خاصة عند الرجال. مع العلم أن مستوى الهرمون الذكري طبيعي في الدم مثل الأشخاص غير المصابين.

ما الذي يمكن عمله في تساقط الشعر؟
حاليا يوجد أكثر من اختيار:
1. جراحة إعادة (زراعة) الشعر تؤمن حل دائم للصلع.
2. العلاج الدوائي عن طريق الفم (فيناستيريد) أو على شكل بخاخ (مينوكسيديل).
3. المعالجات التجميلية المتضمنة للكريمات الملونة والبخاخات والبودرة والتي تستعمل على الشعر الناعم فتؤدي إلى تكثيفه طالما وجد شعر على الفروة.
4. الباروكة ووصلات الشعر الصناعي يمكنها أن تغطي المنطقة الصلعاء، ولكن لها سلبياتها الكثيرة.

المعالجات الجراحية:
في الوقت الحالي يمكن علاج الصلع بزراعة الشعر الطبيعي الذي يدوم مدى الحياة بفضل تقنية متطورة بواسطة الطعوم الدقيقة (الميكروغرافت) والطعوم البصيلية الصغيرة مثل الوحدات المجهرية (البصيلية).

تتضمن زراعة الشعر إزالة شريحة من الجلد المغطى بالشعر في الجزء الخلفي أو الجانبين من الرأس (المنطقة المتبرعة)، ثم تقطع هذه الشريحة إلى أجزاء صغيرة (تحتوي شعرة إلى ثلاث شعرات في الطعوم الدقيقة) أو (ثلاث إلى ثمان شعرات في الطعوم الصغيرة)، ثم تزرع هذه الوحدات في المنطقة الصلعاء من الرأس (المنطقة المستقبلة).

إن تقنية الطعوم الدقيقة (الميكروغرافت) قد سمحت بزراعة الخط الأمامي للشعر بشكل أقرب ما يكون إلى الطبيعي ومنعت ال Pluggy Look (شكل الشتلات) الذي كان سائدا في السنوات السابقة.

بعد زراعة الخط الأمامي تزرع الوحدات الأكبر (الطعوم الصغيرة) في المنطقة لزيادة كثافة الشعر. ربما تحتاج إلى ألف وخمسمائة طعم أو أكثر للوصول للكثافة المطلوبة (طبعا يمكن عمل جلسات أكثر إذا استمر تساقط الشعر أو رغبنا بتكثيف الشعر أكثر).

خلال يوم واحد ستتشكل قشور صغيرة على كل طعم، تسقط هذه القشور خلال أسبوع، يبدأ بعدها الشعر المزروع بالنمو بعد ستة أسابيع إلى عشرة أسابيع، ويستمر بالنمو مدى الحياة.

من يستفيد من زراعة الشعر؟
1. الرجال الذين لديهم صلع ذكوري الشكل.
2. بعض النساء اللاتي لديهن تساقط شعر أنثوي الشكل.
3. مناطق الندبات على الرأس بعد الحروق والإصابات أو بعد عمليات رفع الوجه.
4. الذين يرغبون بتثخين أو ترميم الحواجب أو الرموش أو الذقن أو الشارب.

ما الذي يحدث أثناء عملية الزراعة؟
تأخذ عملية زراعة الشعر عادة من ثلاث إلى ست ساعات وهي تجري تحت التخدير الموضعي أو التنويم الخفيف، ولا يحتاج المريض عادة للتنويم في المستشفى، يكون المريض في وعيه، لكنه يشعر بالنعاس حيث يعطى مسكن لطيف، وعادة لا يوجد ألم أثناء العملية.

عند الانتهاء يوضع ضماد على فروة الرأس للمحافظة على الطعوم في مكانها، ويزال في اليوم التالي. والكثير من الجراحين لا يضع هذا الضماد. تغلق المنطقة المتبرعة التي أخذت منها الشريحة بغرز عادة أو بالدباسة الطبية وتزال بعد 7 – 10 أيام. يمكن استخدام الغرز القابلة للامتصاص لتجنب العودة لاحقا لإزالة الغرز.

ما الذي يحدث بعد عملية الزراعة؟
زراعة الشعر عملية جراحية صغرى سليمة جدا، يعطى المريض مسكن لطيف حتى لا يشعر بأي انزعاج في الليلة التالية للعملية. قد يطلب من المريض استعمال كمادات رطبة أو بخاخات، كما يطلب منه النوم بوضع مائل لمدة ثلاث أيام بعد العملية لتخفيف التورم والكدمات.

قد تتشكل قشور صغيرة على كل طعم، يمكن إخفاؤها بتمشيط الشعر الموجود سابقا في المنطقة المستقبلة، وتقع القشور بعد أسبوع من العملية.

قد يسقط الشعر المزروع الذي يرى على سطح الجلد أولا وتبقى الجذور المزروعة خاملة من ستة إلى عشرة أسابيع ثم تظهر شعيرات جديدة تبدأ بالنمو.

التنميل قد يحدث في المنطقة المتبرعة أو المستقبلة، ويزول عادة بعد شهرين إلى ثمانية أشهر بعد العملية. المضاعفات في هذه العملية نادرة، قد يحدث التهاب خفيف حول أجربة الشعر المزروع حديثا يشبه ما يحدث في انغراز الشعر أو البثرات ويستجيب بسرعة للمضادات الحيوية.

الندبة الصغيرة التي تحدث في المنطقة المتبرعة يمكن تغطيتها بسهولة بالشعر المحيط بها، أما الطعوم في المنطقة المستقبلة فتشفى دون ندبات تذكر وتغطى بالشعر المزروع الخارج منها.

قد يشعر المريض بتورم خفيف (تجمع السوائل تحد الجلد) في منطقة الجبهة عدة أيام بعد العملية، وفي حالات نادرة جدا قد يحدث اسوداد (ترسب دم) حول العينين إذا كانت الزراعة للمنطقة الأمامية من الرأس، ويختفي هذا الاسوداد خلال أيام.

متى يجب البدء بالعلاج؟
يمكن البدء بجراحة زراعة الشعر في أي عمر، يفضل غالبا البدء عندما لا يكون الصلع تاما وبالتالي يمكن استخدام الشعر الموجود لإخفاء العملية. وبما أن تساقط الشعر قد يكون بطيئا أو سريعا فليس من الحكمة البدء بالعلاج الجراحي في الشباب صغار السن.

يمكن إعطاء العلاج الدوائي (فيناستيريد و مينوكسيديل) للرجال الذين لديهم تساقط شعر خفيف أو متوسط للمحافظة على الشعر الناعم الموجود في قمة الرأس.

يمكن القيام بزراعة الشعر لتعبئة الخط الأمامي للشعر وزيادة كثافة النصف الأمامي للفروة بينما تستخدم المعالجة الدوائية لدعم الشعر خلف الجزء المزروع وتحسين النتائج طويلة الأمد للزراعة. وسيشرح جراح زراعة الشعر المخطط المتبع في علاج حالتك.
كيف أعلم إذا ما كنت مرشحا جيدا؟
المرشح الجيد للعملية هو الذي لديه شعر كثيف في منطقة الشعر الدائم (المتبرعة).
الشخص ذو الشعر الأشقر والجلد الأبيض يبدو لديه كثافة أعلى في الشعر بالمقارنة مع الشخص الأبيض ذو الشعر الأسود. الشعر المجعد جدا يحتاج جلسات زراعة أقل من الشعر الناعم.

الشعر المزروع يبدو طبيعيا تماما لكنه لا يصل إلى الكثافة أو التغطية الكاملة كما كان عند الشخص في عمر العشرين، وتختلف النتائج من شخص لآخر.

المعالجات الدوائية
تبين بالدراسات العملية التي أجريت في السنوات الأربع الأخيرة أن فيناستيريد (Propecia) الذي يعطى عن طريق الفم، يعيد نمو الشعر عند عدد جيد من المرضى، كما أنه يوقف التساقط عند نسبة أعلى.

يعمل فيناستيريد على تثبيط تشكيل DHT الهرمون المسؤول عن جزء كبير من تساقط الشعر الذكري، لكنه لا يؤثر على التستوستيرون (الهرمون المسؤول عن صفات الرجولة)، وبالتالي فإن التأثيرات الجانبية التي تصيب الوظائف الجنسية الذكرية تكون خفيفة ولا تحدث إلا في أقل من 2% من المرضى، وتذهب مع إيقاف الدواء.

فيناستيريد باسم بروسكار (Proscar) متوفر في الصيدليات منذ أكثر من عشر سنوات، ويستعمل عند المرضى كبار السن الذين يشكون من تضخم في البروستات، وجد أنه سليم وفعال أيضا في الصلع الذكري.

الفيناستيريد يكون تأثيره أحسن في تساقط الشعر المبكر أو المتوسط، وهو يعطى من قبل جراحي زراعة الشعر لتأخير أو إيقاف تساقط الشعر الذكوري الشكل.
إن محلول المينوكسيديل 2% الذي يدهن على الرأس (متوفر في الأسواق منذ أكثر من عشر سنوات) يؤثر بشكل أفضل في المراحل المبكرة من تساقط الشعر الذكري، حيث يوقف أو يؤخر تساقط الشعر خاصة على القمة والجزء الخلفي من الرأس بالمقارنة مع الخط الأمامي للشعر. تبين حاليا أن محلول 5% مينوكسيديل أكثر فعالية.

يجب أن يستعمل كل من فيناستيريد ومينوكسيديل باستمرار للحصول على نتائج دائمة، وحالما يقطع الدواء فإن تساقط الشعر يبدأ من جديد، وقد لا تفيد هذه الأدوية في كل الحالات لكن السجل الطبي يبين أنها تفيد في عدد كبير من المرضى.

د. أحمد بن علي التركي
استشاري أمراض وجراحة الجلد والعلاج بالليزر
عيادات أدمة - الجمعية السعودية

التعليقات

  • dr.joandr.joan عضو ماسي
    تم تعديل 2009/08/21
    شكراً دكتور عمار على الإفادة و فعلاً هي المشكلة بعاني منها كتير من الناس و خاصة الشباب ..
  • Dr.AhmadDr.Ahmad مدير عام
    تم تعديل 2009/08/22
    شكرا حكيم شوح جيد عن زراعة الشعر
  • محمد حلبيةمحمد حلبية عضو ماسي
    تم تعديل 2009/08/22
    شكرا على المرور بارك الله بكم