ردود الأفعال اللبية تجاه الترميمات

إن ردود الأفعال اللبية تجاه المواد الترميمية بحد ذاتها, تعتمد على تركيب وكمية العاج بين الجدار المحوري للسن المحضرة واللب, ويشار عادة إلى المسافة بين الترميم واللب بالسماكة العاجية المتبقية التي عرفت منذ فترة طويلة كعامل هام في هذا المجال, وإن وجود سماكة عاجية متبقية بأكثر من 2 ملم يعتبر كافياً لمنع حدوث ردود الأفعال اللبية تجاه الإجراءات الترميمية حتى إذا استخدمت تقنيات جائرة.
لهذا فإن الحفر بسماكة عاجية متبقية بأكثر من 2 ملم يجب ألا تستخدم لأغراض الاختبار.
- لقد عرف منذ فترة طويلة أن القنيات العاجية هي المنافذ الرئيسية من أي سطح محضّر إلى اللب, لذلك فإنه من الهام قياس السماكة العاجية المتبقية على طول القنيات العاجية بدلاً من أقصر مسافة إلى اللب بالرغم أنه من المحتمل أن توجد علاقة بين المسافة الأقصر من السطح المحضر إلى اللب وطول القنيات العاجية وخصوصاً في حالات التحضيرات العميقة.
على أي حال إن تحليل العوامل المؤثرة على المدى الطويل والتي تؤدي إلى ردود أفعال لبية تشير إلى مستوى منخفض الأهمية عندما تقاس المسافة الأقصر من الحفرة إلى اللب السني بدلاً من قياس طول القنيات العاجية.
- الدراسات لمعرفة عوامل أخرى غير السماكة العاجية المتبقية والتي تتحكم بردود الأفعال اللبية تشير إلى أن: درجة تطور الجذر وموقع السن ومكان وغرض أرض الحفرة والتشرب الجرثومي بالإضافة إلى الالتهاب: هي عوامل هامة مؤثرة على اللب.
- إن تشكل العاج الثالثي يعتمد على عمر المريض.
- إن التحاليل المفصلة التي تقيم أهمية المتغيرات (العوامل) العاجية التي تؤثر على ردود الأفعال اللبية لم تتلق نفس الاهتمام, لكن من المقبول بشكل عام أن انغلاق الأقنية العاجية الذي يقلل من النفوذية سوف يقلل أو يزيل رد الفعل اللبي تجاه أي إجراء ترميمي.
إن التأثير المباشر للإجراءات والمواد الترميمية على العاج يمكن أن يقسم في نموذجين من ردود الأفعال:
الأول: في العاج الأولي الفيزيولوجي.
والثاني: يتجلى بنوعين من الخلايا هما الخلايا المصورة للعاج وطليعة الخلايا المصورة للعاج كرد فعل خلوي مؤثر في تشكل طليعة العاج.
إن ردود الأفعال العاجية تتضمن مختلف الطرق في انغلاق الأقنية العاجية , بينما التأثيرات على تشكل طليعة العاج تتضمن التأثير على مصورات العاج الأولية.
بالإضافة إلى الذي وضح سابقاً فإن ردود الأفعال الالتهابية ممكن أن تحدث في النسج اللبية والتي تكون متوضعة بشكل مبدئي على الأقل في مناطق قريبة من القنيات العاجية المشمولة بالتحضير وإنه من الممكن أيضاً أن أثر بعض الإجراءات أو المواد أو كلاهما يتسبب في تموت النسج اللبية.
إن تقييم ردود الأفعال تجاه الإجراءات الترميمية بحد ذاتها مقيد (معرقل) بحقيقة أن معظم الأسنان المعالجة معرضة لحدوث تغيرات والتي تبدأ في النسج بشكل مشابه لما قد يحدث كنتيجة للإجراءات الترميمية.
إن الامتداد والتشريح النسيجي المرضي للتغيرات النسيجية هذه , وتأثيرها الوظيفي لا يمكن أن يشخص سريرياً وعلى الممارس أن يبني خطة المعالجة على الأعراض السريرية.
مالم تكن السن المعالجة بازغة حديثاً وسليمة, فإن : العمر والسحل والنخور وتأثيرات الترميمات السابقة (منفصلة أو مجتمعة) ممكن أن تحدث تغيرات فيها.
- بعض التغيرات النسيجية التي تحدث ممكن أن تملك تأثيرات إيجابية في حصيلة المعالجة فعلى سبيل المثال تقلل قابلية النفوذية في العاج أو تجعله غير نفوذ وهذا بدوره يقلل أو يمنع دخول الجراثيم والعوامل السامة والمحسسة إلى اللب.
- تعقيد إضافي في تقييم ردود الأفعال تجاه الإجراءات الترميمية هو في الحقيقة أن الجزء المتبدل من التحضير يمتد وبشكل روتيني إلى العاج الذي لم يتأثر سابقاً بالنخور أو الإجراءات العلاجية السابقة أو بدون علامات للسحل أو الرض.
- في معظم الحالات عندما يكون العاج مكشوفاً تحت الآفة النخرية فإنه يكون أكثر حساسية لأنه لم يتعرض للآلية الدفاعية الطبيعية المبتدئة بالعملية النخرية.
يجب أن تثبت الأبحاث والتجارب السريرية ردود الأفعال المتوقعة في العاج المتبدل والنسج اللبية المتأثرة.
ولأن تحضيرات التاج والحفرة تمتد وبشكل اعتيادي إلى ما وراء حدود الآفات النخرية فإن عاجاً غير متأذٍ بالآفة النخرية سوف يشكل الجزء المحيطي من تحضيرات الحفروربما يمثل الجزء الرئيسي من العاج المحضر في تحضيرات التيجان.
إن بنية وردود الأفعال الكامنة في هذا العاج سوف تختلف معتمدة على حالة الخلايا المصورة للعاج المتأذي وعمر المريض والتآكل والسحل بالإضافة إلى أي عامل آخر ممكن أن يؤثر على النسيج.
وفي هذه الحالة فإن العاج في أسنان أليافعين سيكون في الحقيقة غير متأثر ولذلك فإنه أكثر نفوذية من العاج في الجزء المركزي من تحضير الحفرة, هذه الحالة تستدعي الانتباه الدقيق لحماية الجزء المحيطي من تحضيرات الحفر والأجزاء الكبيرة من تحضيرات التيجان خصوصاً في الأسنان السليمة للأشخاص أليافعين كما أنه من الضروري أيضاً أن يكون حاضراً في الذهن أن الجدار اللثوي للحفرة في الترميمات وحواف التيجان غالباً ما تتوضع على الملاط وهذه النسج مختلفة تماماً عن الميناء والعاج ولها نموذج من رد الفعل الخاص بها والذي يدعو إلى اعتبارات خاصة.
إن الملاط الخلوي العنقي رقيق ومن الممكن أن يتأذى بسهولة أو يفقد خلال الإجراءات الترميمية, والعاج العنقي المنكشف يمكن أن يؤدي إلى حساسية بعد المعالجة, وهذه الحساسية التي تحدث بعد المعالجة الترميمية تطرح مشكلة في بعض الأحيان.
- إن العاج قد يكون مكشوفاً في الحفرة الفموية بشكل مباشر أو ربما يتعرض بشكل غير مباشر من خلال الشقوق في المنطقة من السن المواجهة للحشوة.
إذا انكشف العاج فإن محتويات الأقنية العاجية سوف تتحرك بسبب التأثيرات الحرارية أو بسبب التراكيز الحلولية, هذا النوع من الحساسية ذو فترة قصيرة.
ومن جهة أخرى فإن الحساسية ممكن أن تكون نتيجة لالتهاب اللب وبالتالي تستمر لفترة أطول.
- إن شدة الحساسية معتمدة على سد الأقنية العاجية المتأذية وتشكل العاج الثالثي على نهاياتها اللبية.
يعتمد نهج الحساسية بعد المعالجة على عدد من العوامل والتي تتضمن :
· المواد المرممة المستخدمة :
إن عدم التبطين أو التبطين بالإينومير الزجاجي دلّ على إنقاص الحساسية أكثر مما لو استخدمنا الريزين أو الفرنيش كمادة مبطنة.
· عمق الحفرة:
أي سماكة النسج السنية المتبقية ولا تبدو أنها تؤثر على الحساسية.
- إن الريزين المحب للماء يمكن أيضاً أن يستخدم لسد العاج ليزيل الانزعاج المرتبط بالحساسية بعد المعالجة.
ردود الأفعال تجاه النخور:
إن التغيرات النسيجية المترافقة مع النخور المتطورة بشكل بطيء أو سريع تكون مختلفة فالاختلافات الرئيسية هي: تغيرات عاجية كبيرة تؤدي إلى إنقاص النفوذية وتغيرات أقل في اللب تكون مترافقة مع النخور المتطورة بشكل بطيء, بينما قليل من ردود الأفعال الدفاعية في العاج وغالباً ردود أفعال لبية شديدة تكون مميزة للنخور المتطورة بشكل سريع.
وهذه الاختلافات مؤكدة بالتغيرات الموضعية في وظيفة (فيزيولوجية) المجموعة العاجية اللبية والتي تتضمن تأثير الضغط العالي لسوائل النسج في اللب.
بعض الآفات النخرية غير متميزة بالسرعة أو بالبطء في تقدمها أو أنها تبدي مراحل دورية في أوقات مختلفة من تطورها, لذلك يمكن أن توجد مشاركة من ردود الأفعال النسيجية.
- إن الآفات المتطورة ببطء مميزة بالتمعدن الزائد المبكر في العاج المتأثر , زيادة التمعدن هذه تحدث عندما تكون العملية النخرية متوضعة في الميناء , أي قبل أن تصل إلى العاج.
حيث أن قابلية نفوذية الميناء ازدادت وهذه الخاصية الفيزيولوجية المتغيرة للميناء تحفز زيادة التمعدن في العاج عن طريق زيادة تشكل عاج حول قنيوي متمعدن بشكل كبير.
وبنفس الوقت الذي تصل فيه الآفة النخرية إلى العاج فإن بعض الأملاح المعدنية المنحلة يعاد ترسيبها في الأقنية وتشكل منطقة التمعدن الزائد (منطقة شفافة) في العاج المجاور للعاج النخر المخسوف الأملاح المعدنية.كلا النوعين من ردود الأفعال العاجية مهم لأنه يقلل من نفوذية العاج.
بشكل نسبي فإن تغيرات صغيرة تشاهد نسيجياً في منطقة مصورات العاج –طليعة العاج مترافقة مع نخور متطورة بشكل بطيء, لكن يشاهد تشكل متزايد من العاج القنيوي الثالثي الارتكاسي.
إن معظم مصورات العاج الأصلية تبقى حية, على الرغم من أنها تصبح أقصر.


إن النقص في استطالات الخلايا المصورة للعاج والذي يشكل العاج الثالثي الارتكاسي غير منسجم (متوافق) مع نتاج القالب المتزايد, إن نتاج القالب المتزايد يجب أن ينتج عنه زيادة في الجزيئات العضوية بين الخلوية وبالتالي خلايا متشكلة أكبر حجماً.
من المحتمل أن طليعة الخلايا المصورة للعاج وتولد جديد للخلايا الشبيهة بمصورة العاج يسهم في نتاج القالب تحت هذه الظروف.
- إن النقص الدائم في المنطقة الفقيرة بالخلايا المترافق مع تشكل العاج الثالثي يشير إلى تدفق الخلايا إلى منطقة طليعة الخلايا المصورة للعاج ,هذه الخلايا يمكن ان تساهم في تشكل العاج الثالثي.
- إذا استمرت الخلايا المصورة للعاج الاصلية في تشكيل العاج ,فإن الأقنية تمتد من العاج الأولي إلى العاج الثانوي والعاج الثالثي أي هذه الممرات إلى اللب تبقى مفتوحة.
وبشكل فعلي تبقى منطقة طليعة مصورات العاج غير متبدلة شكلاً , لكن المنطقة الفقيرة بالخلايا غالباً تغيب من المحتمل بسبب التغير الفيزيولوجي للمنطقة.
ومن جهة أخرى تتواجد العناصر الأساسية المتواجدة بشكل طبيعي والتي تتضمن:
مصورات الليف, الخلايا غير المتمايزة, الخلايا التغصنية.
- إن الظروف الفيزيولوجية وردود الأفعال الكامنة في هذه المنطقة يتوسط فيها عدد من مصورات العاج الأساسية وفعاليتها الإفرازية إذا أتلفت مصورات العاج الأصلية فإن تشكل العاج الثالثي سيكون تحت سيطرة خلايا جديدة شبيهة بمصورات العاج, إذاً فالأقنية العاجية لن تكون مستمرة من العاج الأولي إلى اللب.
ينتج عن الآفات النخرية المتطورة بشكل سريع ردود أفعال دفاعية أقل في العاج المجاور للآفة الفعالة ولن يوجد تمعدن زائد في العاج المتأثر ولن توجد منطقة شفافة.
يبدو من المحتمل أن إعادة ترسيب الأملاح المعدنية المنحلة يحدث في الأقنية العاجية, لكن التقدم السريع للآفة يمنع أو يقلل الأثر الوقائي التأثير الوقائي في الأقنية العاجية المسدودة.
وهكذا فإن الكثير من ردود الأفعال في منطقة مصورات العاج – طليعة العاج تكون مرئية, ردود الأفعال الالتهابية في اللب تكون متوضعة بشكل شائع في المناطق المجاورة للأقنية العاجية المتأثرة.
بعض ردود الأفعال في الخلايا اللبية يمكن أن تثار بالوسائط الالتهابية بالاضافة إلى تقدم العملية الإمراضية. ردود أفعال لبية شديدة يمكن أن تحدث متضمنة تشكل موضع للخراجات.
(دليل على الانجذاب الكيميائي يمكن أن يوجد بحيث تبطن فيه الكريات العدلة الأقنية العاجية المتأثرة).
وحالات الالتهابات الموضعية هذه تكون مصحوبة بازدياد في ضغط سوائل النسج الذي يحرض تدفق خارجي للسوائل من خلال الأقنية العاجية.
إن التدفق الخارجي لسوائل النسج من خلال الأقنية العاجية ربما يكون هاماً ويشارك في المظهر السريري والذي يتجلى بالرطوبة في الآفات النخرية المتطورة بشكل سريع.
إن التنبيه الممارَس على الخلايا في اللب ربما يختلف في نفس الآفة, حيث أن استمرارية الأقنية العاجية قد يحافظ عليها بشكل محيطي, لكن لا يحافظ عليها بجوار الجزء الرئيسي للآفة , وهكذا فإن مزيجاً من العاج المرمم (الإصلاحي) أو الدفاعي يمكن يوجد جنباً إلى جنب.
وبما أن الآليات الدفاعية المتواجدة بشكل طبيعي في العاج الأولي غير فعالة في إنقاص نفوذية العاج في الآفات النخرية المتطورة بشكل سريع فإن بقاء اللب حياً يجب أن يعتمد على الآليات الدفاعية في النسج الرخوة للب السني.
إن مصورات العاج غالباً ما تتخرب وتتمايز مصورات عاج جديدة من خلايا اللب.
الخلايا تكون غزيرة في النسج اللبية للأشخاص أليافعين والتي فيها أيضاً عدد أقل من الألياف.

على أي حال فإن ردود الأفعال البيولوجية الطبيعية تكون مرتبة بشكل منظم جداً في أسنان الأشخاص المتقدمين بالعمر, حيث أن التمعدن الزائد للعاج والتغيرات المرتبطة بالعمر سوف تقلل من النفوذية وتنقص التقدم السريع لأي آفة نخرية, وهكذا قد لا توجد حاجة كبيرة لردود الأفعال الدفاعية في أسنان الأشخاص المتقدمين بالعمر مما هي في أسنان الأشخاص أليافعين.
وعلى الرغم من ذلك فإن النخور المتطورة بشكل سريع يمكن ان تنتشر عند الأشخاص البالغين والمتقدمين بالعمر والذين يعانون من جفاف الفم أو نقص في الافراز اللعابي التالي للتعرض للأشعة أمراض الغدد اللعابية, أو تأثيرات جانبية لأدوية معينة.
من الصعب أن نقيم ردود الفعل اللبي تجاه الإجراءات الترميمية عند الأشخاص البالغين والمتقدمين بالعمر.
على سبيل المثال: في أسنان الأشخاص الذين عمرهم أكثر من 60 سنة.
ومن المقبول بشكل عام أن النسج اللبية في أسنان الأشخاص المتقدمين بالعمر تحتوي خلايا بشكل أقل والكثير من الألياف ), ولكن من الصعب أن نفصل التغيرات المرتبطة بالعمر عن المنبهات التي ينتج عنها ندبة نسيجية في اللب, وتتضمن مثل هذه المنبهات التأثيرات المتكررة لاستبدال الترميمات خلال حياة السن
من المتوقع ان يكون رد الفعل المحتمل أقل في الأسنان التي تحتوي خلايا أقل وغزارة في الكولاجين على أي حال تشير التجارب السريرية إلى أن مضاعفات قليلة تطورت بعد المعالجة الترميمية الاعتيادية في البالغين بحيث لا تؤثر على اللب بشكل مباشر.

التعليقات