ابيضاض الدم النقوي المزمن

Dr.AhmadDr.Ahmad مدير عام
ابيضاض الدم النقوي المزمن


نبذة عن خلايا الجسم:

يتكون جسم الإنسان من خلايا وتلك بدورها تكون أعضاء الجسم من قلب ورئتين وكلى وكبد..إلخ. تتكون هذه الخلايا من غشاء الخلية وبداخلها السيتوبلازم والنواة، وبداخل النواة يوجد الكروموسومات. يوجد في كل خلية من خلايا الإنسان 23 زوج من الكروموسومات وهذه الكروموسومات تحمل الصفاة الوراثية. ويتكون كل كروموسوم من ملايين الجينات وتحتوي هذه الجينات على الشيفرة الوراثية التي على أساسها تصنع البروتينات في جسم الإنسان.


نبذة عن الدم:

يتكون الدم من سائل البلازما وخلايا الدم وتنقسم خلايا الدم إلى ثلاثة أنواع رئيسية وهي كرات الدم البيضاء وكرات الدم الحمراء والصفائح. كما تنقسم كرات الدم البيضاء إلى نوعين رئيسيين هما كرات الدم البيضاء اللمفاوية (Lymphocytes) وكرات الدم البيضاء النقوية ( Myelocytes) وتصنع جميع هذه الخلايا في نخاع العظم الموجود داخل عظام الجسم. فأي عطب يصيب نخاع العظم يؤثر على كمية أو نوعية خلايا الدم.


ابيضاض الدم ( اللوكيميا):

هو مرض يصيب نخاع العظم حيث تتحول أحد الخلايا المسؤولة عن تصنيع نوع معين من كرات الدم البيضاء إلى خلية سرطانية وتبدأ في الإنقسام إلى مجموعة من الخلايا السرطانية مما يؤثر على إنشاء الخلايا الأخرى من نخاع العظم فتنقص كرات الجم الحمراء مما يؤدي إلى فقر الدم وتنقص الصفائح مما يؤدي إلى نزيف وتنقص خلايا الدم البيضاء السليمة مما يعرض المصاب بهذا المرض إلى زيادة التعرض للأمراض المعدية.
وينقسم ابيضاض الدم إلى نوعين رئيسيين وهما المزمن والحاد. كما ينقسم كل نوع منهما إلى نوعين حسب نوع الخلية التي ينشأ منها السرطان إلى إما لمفاوي أو نقوي.


ابيضاض الدم النقوي المزمن CML:

يتسبب هذا المرض في زيادة عدد الخلايا النقوية في نخاع العظم مما يؤدي إلى ظهور خلايا نقوية بدائية في الدم ويكون السبب في معظم حالات ابيضاض الدم النقوي المزمن هو انتقال جزء من أحد الكروموسومات إلى كروموسوم آخر حيث ينتقل جزء من الكروموسوم رقم 22 إلى الكروموسوم رقم 9 مما يؤدي إلى نشوء جين جديد (BCR-Abl) ينتج بروتين (BCR-Abl) وهذا الأخير يؤدي إلى زيادة انقسام الخلايا السرطانية. ويكون الكروموسوم 22 الذي فقد جزء منه أصغر حجماً من الكروموسوم الطبيعي ويسمى كروموسوم فيلاديلفيا ووجوده يدل على وجود المرض، فتم استخدام وجود هذا الكروموسوم كدليل على وجود أو رجوع المرض بعد العلاج.


علاج ابيضاض الدم النقوي المزمن:

ظل العلاج الكيماوي من نوع بيوسلفان (Busulfan) هو العلاج الرئيسي لهذا المرض لفترة طويله من الزمن ولكن هذا العلاج لم يكن فعالاً حيث أنه لا يحمل نسبة شفاء ولكنه يعمل على انقاص نسبة الخلايا السرطانية. ومن ثم جاء علاج الهيدروكسي يوريا وحقق نتائج أفضل ولكنه أيضاً لا يؤدي إلى نسبة شفاء أو اختفاء المرض تماماً كما لا يحد من تحول هذا المرض إلى ليوكيميا حاده.
وفي العقدين الأخيرين تم اكتشاف الإنتروفيرون ألفا وهو علاج يعطى عن طريق الإبر تحت الجلد. أظهر هذا العلاج فعالية في هذا المرض حيث أدى إلى عودة خلايا الدم إلى المعدل الطبيعي في معظم الحلات وختفاء كروموسوم فيلادلفيا عند 38% من الحالات وأن أكثر من 6 سنوات خصوصاً عند الذي يختفي منهم كروموسوم فيلادلفيا. من ثم تمت إضافة العلاج الكيماوي سيتارابين إلى الإنترفيرون مما أدى إلى تحسين النتائج مقارنة باستخدام الإنترفيرون لوحده، ففي دراسة ل 721 مريض حيث جزء من المرضى عولجوا بالإنترفيرون والجزء الآخر بالإنترفيرون مع السيتارابين فوجد أن 86% من المرضى الذين عولجوا بالإنترفيرون مع السيتارابين عاشوا أكثر من ثلاث سنوات مقارنة بـ 79% في جزء الإنترفيرون لوحده وكذلك 41% منهم اختفى كروموسوم فيلادلفيا من نخاع العظم.



زراعة نخاع العظم:

وفي هذا النوع من العلاج تؤخذ الخلايا الجذعية (Stem Cells) من نخاع العظم من متبرع ويتم زراعتها في المريض بعد أن يعالج بجرعات عالية من العلاج الكيماوي لتقوم خلايا المتبرع بإنشاء خلايا الدم والتخلص من الخلايا السرطانية.
إن هذا النوع من العلاج يحمل نسبة شفاء تام من هذا المرض تصل إلى 60% وهذا يعتمد على عمر المريض والفترة الزمنية منذ اكتشاف المرض حيث يعتمد على وجود متبرع مطابق الأنسجة للمريض.


إماتينب ميسيلات (فلفيك):

تحت موافقة منظمة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على استخدام هذا الدواء في ابيضاض الدم النقوي المزمن في 10/05/2001م حيث أن هذا الدواء يعم على تثبيط وإيقاف عمل بروتين (BCR-Abl) الذي يسبب زيادة الخلايا السرطانية عند المصاب بهذا المرض وبينت الدراسات أن أكثر من 90% من المرضى الذين عولجوا بهذا الدواء عادل خلايا الدم إلى النسبة الطبيعية كما اختفى كروموسوم فيلادلفيا عند أكثر من 5% منهم فكان اكتشاف هذا الدواء ثورة في علاج مرضى ابيضاض الدم النقوي المزمن إلا أن كلفة هذا الدواء عالية ولا تعرف المدة الزمنية التي يجب على المريض تعاطي هذا العلاج فيها كما أنه لا يعرف ما سوف ينتج عند إيقاف هذا العلاج في المرضى الذين استجابوا له. لذلك يكون هذا العلاج هو الأنسب عند الذين لا يمكن تحقيق زراعة نخاع العظم كالمرضى كبار السن والمرضى الذين لا يوجد لهم متبرع مطابق الأنسجة والله الشافي المعافي.

التعليقات

  • تم تعديل 2009/02/20
    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

    معلومات جدا مفيدة
  • Dr.AhmadDr.Ahmad مدير عام
    تم تعديل 2009/02/21
    شكرا رقى عالمرور و أتمنى لك كل الفائدة