قلة التركيز و فرط الحركة عند الاطفال

وجيهةوجيهة مشرفة منتدى تربية الأطفال
تم تعديل 2011/03/12 في تربية الأطفال


قلة التركيز و فرط الحركة عند الاطفال
Attention-Deficit Hyperactivity Disorder
(ADHD)


التعريف :
تعتبر مشكلة قلة التركيز أو الانتباه مع فرط الحركة ( كثير الحركة ) من الأمراض التي تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة وتمتد لسنوات طويلة مما يميزها عن الاضطرابات السلوكية التي قد تصيب بعض الأطفال العاديين .

يشكل التعامل مع الأطفال المصابين بكثرة الحركة تحدياً كبيراً لأهاليهم وخاصة أمهاتهم ولمدرسيهم في المدرسة ، وحتى لطبيب الأطفال، وللطفل نفسه أيضاً.

فيكون عند الأطفال كثيري الحركة مشكلة في عدم قدرتهم على السيطرة على تصرفاتهم ، وأخطر ما في الموضوع هو تدهور المستوى الدراسي لهؤلاء الأطفال ، بسبب عدم قدرتهم على التركيز ، وليس لأنهم غير أذكياء.

وهذه الحالة مشكلة سلوكية عند الأطفال ويكون هؤلاء الأطفال عادة مفرطي النشاط واندفاعيين، ولا يستطيعون التركيز على أمر ما لأكثر من دقائق فقط.

الأنواع :
تنقسم مشكلة فرط الحركة مع قلة التركيز الى ثلاثة انواع :
-1 النوع الاول : ويظهر فيه قلة التركيز وفرط الحركة معاً
-2 النوع الثاني ويغلب عليه قلة التركيز
-3النوع الأخير ويغلب عليه فرط الحركة والاندفاع

نسبة حدوث المشكلة :
ويصاب من ثلاثة إلى خمسة بالمائة من طلاب المدارس بهذه الحالة ، والذكر أكثر إصابة من الإناث ، وكثير من الأطفال الطبيعيين يمرون بفترات من فرط النشاط أما الحالة المرضية من فرط النشاط التي نتكلم عنها فهي تصيب طفلا واحدا من 20 طفلا تحت عمر 12 عاما وعلى أية حال إذا وجدت أن طفلك قد يكون مصابا بهذه الحالة عليك استشارة طبيب الأطفال وغالبا ما تشخص الحالة في الصف الأول والثاني الابتدائي.

أسبابه :
عوامل وراثية :
وُجد أن للأطفال المصابين بقلة التركيز وفرط الحركة ( دون اضطراب سلوكي ) أقارب مصابون بصعوبات التعلم وزيادة في الاضطرابات الوجدانية ، أما أولئك المصابون باضطرابات سلوكية فقد وُجد بين أقاربهم اشخاص مدمنون او مصابون باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع .

أسباب طبية :
• ضعف صحة الآم ( كأن تكون الأم صغيرة السن – او كانت مدخنة او مدمنة خلال الحمل ) .
• حدوث مضاعفات أثناء الولادة ( ولادة طويلة متعسرة أو نقص الأكسجين ) .
• تأخر الولادة أو صغر حجم الطفل عند الولادة .
• سوء ( قلة ) التغذية خلال الشهور الأولى من عمر الطفل .
• التسمم بالرصاص .
• بعض الأمراض الوراثية مثل تكسر الدم .
• إصابات الدماغ ( حوادث او التهاب)

أهمية اكتشاف الأمر مبكراً :
إن أهمية اكتشاف هذه الفئة في المراحل المبكرة يؤدي إلى الآتي :
1- - تحسين فرص النجاح للطفل مستقبلاً .
2- - رفع الأداء المدرسي والاجتماعي لهؤلاء الأطفال .
3- - تخفيف معاناة أولياء الأمور.
4- - معرفة طرق التعامل الصحيح مع الأطفال المصابين .
5- - حمايتهم من التعرض للضرب المبرح والعقاب من بعض أولياء الأمور بسبب سلوكيات الأطفال المرضية .
6- - حمايتهم ووقايتهم من التعرض لتعاطي المخدرات .

الأعراض الدالة على فرط النشاط:
وهذه بعض الملامح التي تساعدك على معرفة إصابة الطفل أم عدمه بهذا المرض:

• الأطفال ما بين الثلاث إلى خمس سنوات
الطفل في حالة حركة مستمرة ولا يهدأ أبداً ،
ويجد صعوبة بالغة في البقاء جالساً حتى انتهاء وقت تناول الطعام.
وهو يلعب فترة قصيرة بلعبه وينتقل من عمل إلى آخر.
ويجد صعوبة في الاستجابة للطلبات البسيطة،
ويلعب بطريقة مزعجة أكثر من بقية الأطفال ،
ولا يتوقف عن الكلام ويقاطع الآخرين،
ويجد صعوبة بالغة في انتظار دوره في أمر ما .
ويأخذ الأشياء من الأطفال دون الاهتمام بمشاعرهم ،
ويجد صعوبة في الاحتفاظ بأصدقائه ،
ويصفه المدرسون بأنه صعب التعامل .


• الأطفال ما بين ستة إلى اثني عشر عاماً:
حركة دائمة باليد او القدم ( إحساس بالتوتر لدى المراهقين (
يتورط هؤلاء الأطفال عادة بأعمال خطرة دون أن يحسبوا حساب النتائج ،
ويكون الطفل في هذه السن كثير التململ في مقعده،
ويمكن أن يخرج من مجلسه أثناء الدرس ويتجول في الفصل،
ومن السهل شد انتباهه إلى أعمال أخرى غير التي يقوم بها،
الانخراط في العاب حركية خطيرة دون تقدير للعواقب ( مثل الجري في الشارع دون انتباه(
وهو لا ينجز ما يطلب منه بشكل كامل،
ويلعب بطريقة عدوانية فظة،
مع وجود مشاكل في النوم،
وهو مشوش دائماً ويضيع أشياءه الخاصة.
ويصفه مدرسوه أنه غبي و غير متكيف وغارق في أحلام اليقظة.

شروط إضافية:
ولا بد من توفر الشروط الإضافية التالية ليتم التشخيص وهي :
1.استمرارية هذه الأعراض والسمات لستة أشهر فأكثر.
2.أن تكون بداية ظهور هذه الأعراض قبل سن السابعة من عمر الطفل.
3.تواجد هذه السمات والأعراض في بيئتين مختلفتين للطفل أو أكثر مثل (بيئة المدرسة والمنزل .....)
4.أن تكون هذه السمات المرضية قد أثرت على مستواه الاجتماعي والأكاديمي تأثيراً واضحاً بليغاً.
5.التأكد من خلو الطفل من الأمراض الذهانية مثل الفصام والأمراض العصابية مثل (القلق والإكتئاب)
6.التأكد من خلو الطفل من الأمراض العضوية مثل اضطراب الغدة الدرقية وكذلك الكشف على حاستي السمع والبصر
7.التأكد ألا يكون الطفل تحت تأثير بعض الأدوية مثل أدوية الصرع لأنها قد تعطي نفس الأعراض

التأثير السلبي لهذا الاضطراب على الطفل حاضراً ومستقبلاً:
1- التأخر الدراسي.
2- العدوانية.
3- الانطوائية.
4- سرعة الغضب.
5- قابلية لتدمير الممتلكات "الخاص والعام".
6- عرضة للعقاب المبرح بسبب سلوكه العدواني.
7- له قابلية في المستقبل أكثر من غيره لتعاطي المخدرات والمسكرات.
8- ليس لديهم القدرة على الحفاظ على العلاقات الاجتماعية مع الآخرين وفقد الصداقات.
9- يلاحظ عليهم عدم الاستقرار الوظيفي والتنقل في الوظائف مستقبلاً .
10- لديهم قابلية أكثر من غيرهم في إصابتهم باضطرابات سلوكية ونفسية مثل اضطراب الشخصية والسلوك للاجتماعي ومحاولات الانتحار وعدم الثقة بالنفس.
11- الظهور بالمحكمة لبعض المشكلات السلوكية او الحوادث المرورية.
12- محاولات انتحار.

العلاج :
تثقيف الوالدين وتعريفهما بطبيعة المرض والعلاج.
وضع جدول يومي لحياة الطفل يساعده على تنظيم حياته اليومية، فمثلاً حدد للطفل الوقت الذي يستيقظ فيه ،ومتى يجب عليه أن يعود من المدرسة، ومتى وقت التليفزيون وهكذا.
ولا تترك الطفل وحده في أماكن يجدها مناسبة ليأخذ حريته مثل الحدائق العامة، ومن الضروري منح الطفل المكافآت عن كل مرة يحسن التصرف فيها ،
إضافة إلى منح الطفل الحب والحنان اللازمين ،
ويجب الابتعاد عن العقاب الجسدي ،
الغذاء قد يكون من المفيد تجنب الأغذية المحتوية على صبغات على الرغم من عدم وجود إثباب قاطع ( خصوصاً للأطفال دون سن السادسة (
وأفضل ما تفعلينه-عزيزتي الأم- عندما يقوم طفلك بتصرف ما هو تجاهل الأمر ، والعودة لمناقشة الأمر مع الطفل عندما يهدأ.

٭ التعامل مع الطفل المصاب بهذا الاضطراب:
للتعامل الفعال مع هذا الطفل، يجب أخذ بعض الأمور الأساسية بعين الاعتبار:
- الاعتماد على وسائل ملموسة ومادية وحسية لتوصيل المعلومات له.
- خلال عملية التعليم، يجب توفير الحوافز الفورية وعدم تأجيل في تنفيذ الوعود.
- اعتماد محيط واحد للتعليم (غرفة معينة في المنزل، طاولة واحدة للدرس)، وذلك لخلق شعور بالأمان عنده وربط هذا الشعور بعملية الدرس.
- التأكد من عدم وجود مثيرات خارجية في هذا المحيط (عدم تشغيل التلفاز أو الراديو خلال الدرس، وعدم السماح للإخوة أن يلعبوا في نفس الغرفة(
- عدم انتقاد الطفل عندما يقوم بأخطاء (فالخطأ بالنسبة له يعني الفشل)، بل تجاهلها وحثه على المثابرة للنجاح.
- استخدام ساعة المنبه خلال حصة الدرس ليدرك مفهوم الزمن بشكل ملموس ولحثه على تنظيم وقته بشكل فعال.
- تنظيم حياة الطفل اليومية باعتماد روتين مريح وواضح يساعد على الحد من التصرفات العشوائية، ويوجه نشاطه المفرط ضمن قنوات سلوكية منضبطة.
- مساعدة الطفل على الوصول إلى استقلالية أكبر في حياته، من خلال تدريبنا له على الاعتماد على نفسه في مهارات الحياة اليومية.
- التأكد من استخدام أسلوب موحد للتعامل معه في المدرسة، أي أنه يجب على جميع المعلمين المشرفين على الولد أن يدركوا حالته ويتعاملوا معه بنفس الطريقة.
- مساعدة الطفل على بناء علاقات سليمة مع الزملاء في الصف.


وتقول الدكتورة إيمان السيد المستشارة الاجتماعية والتربوية:
يمكن للأم أن توظف الطاقة الحركية العالية لدي طفلها فيما يفيده ويعود على صحته بالنفع، كممارسة الرياضة بانتظام، وممارسة الألعاب التي تستهويه وتطور من قدراته كألعاب الفك والتركيب والصلصال، بل إنه من الممكن أن تعلميه عن طريق الحركة؛ فيصنع بجسمه الحروف الأبجدية ممثلاً للألف في وقفته، وللباء في انحنائها، والحاء في تقوس بطنها، وهكذا...


وسائل العلاج الأخرى
* العلاج السلوكي :
مثل التدعيم الإيجابي والسلبي، وذلك من خلال تقديم معززات رمزية مثل النجوم ومن ثم يتم استبدالها بمعززات عينية مثل (النقود والرحلات ...... الخ) أو سلبياً بحرمانه من بعض الأنشطة المحببة عند عدم اتمام واجباته

* العلاج السلوكي المعرفي :
وهذا يجمع تقنيات العلاج السلوكي والمعرفي وتجدر الإشارة إلى أنه في كل مرحلة من مراحل العلاج المذكور يمكن استخدام العلاج الدوائي حيث أشارت الأبحاث أن الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي المعرفي يؤدي إلى نتائج جيدة.

* الإرشاد النفسي التربوي:
ويشمل على إرشاد وتوجيه :
1.الأبوين في كيفية التعامل مع الطفل في المنزل .
2.المعلمين في كيفية التعامل مع الطفل في المدرسة.



مآل المرض :
يتحسن بعض هؤلاء الاطفال تدريجياً ودون الحاجة للعلاج ، بينما تستمر المشكلة عند غالبية الاطفال لفترة طويلة ، وبعضهم ( تقريباً 30% ) تستمر المشكلة لديهم طوال العمر.