بسم الله الرحمن الرحيم
من منا لم يسمع بشيخ الشعراء مالىء الدنيا وشاغل الناس بأشعاره؟؟
إنه أبو الطيب المتنبي الشاعر الرائع.... والقائل
(أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي && وأسمعت كلماتي من به صممُ)
اخترت من أشعاره لكم هذه القصيدة الجميلة.....
[CENTER]
بِمَ التّعَلّلُ لا أهْلٌ وَلا وَطَنُ
وَلا نَديمٌ وَلا كأسٌ وَلا سَكَنُ
أُريدُ مِنْ زَمَني ذا أنْ يُبَلّغَني
مَا لَيسَ يبْلُغُهُ من نَفسِهِ الزّمَنُ
لا تَلْقَ دَهْرَكَ إلاّ غَيرَ مُكتَرِثٍ
ما دامَ يَصْحَبُ فيهِ رُوحَكَ البَدنُ
فَمَا يُديمُ سُرُورٌ ما سُرِرْتَ بِهِ
وَلا يَرُدّ عَلَيكَ الفَائِتَ الحَزَنُ
مِمّا أضَرّ بأهْلِ العِشْقِ أنّهُمُ
هَوَوا وَمَا عَرَفُوا الدّنْيَا وَما فطِنوا
تَفنى عُيُونُهُمُ دَمْعاً وَأنْفُسُهُمْ
في إثْرِ كُلّ قَبيحٍ وَجهُهُ حَسَنُ
تَحَمّلُوا حَمَلَتْكُمْ كلُّ ناجِيَةٍ
فكُلُّ بَينٍ عَليّ اليَوْمَ مُؤتَمَنُ
ما في هَوَادِجِكم من مُهجتي عِوَضٌ
إنْ مُتُّ شَوْقاً وَلا فيها لهَا ثَمَنُ
يَا مَنْ نُعيتُ على بُعْدٍ بمَجْلِسِهِ
كُلٌّ بمَا زَعَمَ النّاعونَ مُرْتَهَنُ
كمْ قد قُتِلتُ وكم قد متُّ عندَكُمُ
ثمّ انتَفَضْتُ فزالَ القَبرُ وَالكَفَنُ
قد كانَ شاهَدَ دَفني قَبلَ قولهِمِ
جَماعَةٌ ثمّ ماتُوا قبلَ مَن دَفَنوا
مَا كلُّ ما يَتَمَنّى المَرْءُ يُدْرِكُهُ
تجرِي الرّياحُ بمَا لا تَشتَهي السّفُنُ
رَأيتُكُم لا يَصُونُ العِرْضَ جارُكمُ
وَلا يَدِرُّ على مَرْعاكُمُ اللّبَنُ
جَزاءُ كُلّ قَرِيبٍ مِنكُمُ مَلَلٌ
وَحَظُّ كُلّ مُحِبٍّ منكُمُ ضَغَنُ
وَتَغضَبُونَ على مَنْ نَالَ رِفْدَكُمُ
حتى يُعاقِبَهُ التّنغيصُ وَالمِنَنُ
فَغَادَرَ الهَجْرُ ما بَيني وَبينَكُمُ
يَهماءَ تكذِبُ فيها العَينُ والأذنُ
تَحْبُو الرّوَاسِمُ مِن بَعدِ الرّسيمِ بهَا
وَتَسألُ الأرْضَ عن أخفافِها الثَّفِنُ
إنّي أُصَاحِبُ حِلمي وَهْوَ بي كَرَمٌ
وَلا أُصاحِبُ حِلمي وَهوَ بي جُبُنُ
وَلا أُقيمُ على مَالٍ أذِلُّ بِهِ
وَلا ألَذُّ بِمَا عِرْضِي بِهِ دَرِنُ
سَهِرْتُ بَعد رَحيلي وَحشَةً لكُمُ
ثمّ استَمَرّ مريري وَارْعَوَى الوَسَنُ
وَإنْ بُلِيتُ بوُدٍّ مِثْلِ وُدّكُمُ
فإنّني بفِراقٍ مِثْلِهِ قَمِنُ
أبْلى الأجِلّةَ مُهْري عِندَ غَيرِكُمُ
وَبُدِّلَ العُذْرُ بالفُسطاطِ وَالرّسَنُ
عندَ الهُمامِ أبي المِسكِ الذي غرِقَتْ
في جُودِهِ مُضَرُ الحَمراءِ وَاليَمَنُ
وَإنْ تأخّرَ عَنّي بَعضُ مَوْعِدِهِ
فَمَا تَأخَّرُ آمَالي وَلا تَهِنُ
هُوَ الوَفيُّ وَلَكِنّي ذَكَرْتُ لَهُ
مَوَدّةً فَهْوَ يَبْلُوهَا وَيَمْتَحِنُ
التعليقات
تعالوا معي لقصيدة رائعة من قصائده...
حاشى الرقيبَ فخانتهُ ضمائرهُ
( المتنبي )
حاشَى الرّقيبَ فَخانَتْهُ ضَمائِرُهُ
وَغَيّضَ الدّمْعَ فانهَلّتْ بَوادِرُهُ
وكاتمُ الحُبّ يَوْمَ البَينِ مُنهَتِكٌ
وصاحبُ الدّمعِ لا تَخفَى سرائرُهُ
لَوْلا ظِباءُ عَدِيّ ما شُغِفْتُ بهِمْ
وَلا برَبْرَبِهِمْ لَوْلا جَآذِرُهُ
من كلّ أحوَرَ في أنْيابِهِ شَنَبٌ
خَمْرٌ يُخَامِرُها مِسكٌ تُخامِرُهُ
نُعْجٌ مَحاجِرُهُ دُعْجٌ نَواظِرُهُ
حُمْرٌ غَفائِرُهُ سُودٌ غَدائرُهُ
أعَارَني سُقْمَ عَينَيْهِ وَحَمّلَني
منَ الهَوَى ثِقْلَ ما تَحوي مآزِرُهُ
يا مَنْ تَحَكّمَ في نَفسي فعَذّبَني
وَمَنْ فُؤادي على قَتلي يُضافِرُهُ
بعَوْدَةِ الدّوْلَةِ الغَرّاءِ ثَانِيَةً
سَلَوْتُ عَنكَ ونامَ اللّيلَ ساهرُهُ
منْ بَعدِ ما كانَ لَيلي لا صَباحَ لَهُ
كأنّ أوَّلَ يَوْمِ الحَشْرِ آخِرُهُ
غابَ الأميرُ فَغابَ الخيرُ عَنْ بَلَدٍ
كادَتْ لفَقْدِ اسمِهِ تَبكي مَنابِرُهُ
قدِ اشتَكَتْ وَحشَةَ الأحياءِ أرْبُعُهُ
وَخَبّرَتْ عَن أسَى المَوْتَى مَقابرُهُ
حتى إذا عُقِدَتْ فيه القِبابُ لَهُ
أهَلّ لله بادِيهِ وحاضِرُهُ
وَجَدّدَتْ فَرَحاً لا الغَمُّ يَطْرُدُهُ
وَلا الصّبابةُ في قَلْبٍ تُجاوِرُهُ
إذا خَلَتْ منكَ حمصٌ لا خلتْ أبداً
فَلا سَقَاها مِنَ الوَسميّ باكِرُهُ
دَخَلْتَها وشُعاعُ الشّمسِ مُتّقِدٌ
ونُورُ وَجْهِكَ بينَ الخلْقِ باهرُهُ
في فَيْلَقٍ مِنْ حَديدٍ لوْ قَذَفتَ بهِ
صرْفَ الزّمانِ لمَا دارَتْ دَوائِرُهُ
تَمضِي المَواكبُ والأبصارُ شاخصَةٌ
منها إلى المَلِكِ المَيْمُونِ طائِرُهُ
قَدْ حِرْنَ في بَشَرٍ في تاجِهِ قَمَرٌ
في دِرْعِهِ أسَدٌ تَدْمَى أظافِرُهُ
حُلْوٍ خَلائِقُهُ شُوسٍ حَقائِقُهُ
تُحصَى الحَصَى قَبلَ أنْ تُحصَى مآثرُهُ
تَضيقُ عن جَيشه الدّنيا ولوْ رَحُبتْ
كصَدْرِهِ لم تَبِنْ فيها عَساكِرُهُ
إذا تَغَلْغَلَ فكرُ المرءِ في طَرَفٍ
من مَجْدِهِ غَرِقَتْ فيه خَواطِرُهُ
تَحْمَى السّيوفُ على أعدائِهِ مَعَهُ
كأنّهُنّ بَنُوهُ أوْ عَشائِرُهُ
إذا انْتَضَاها لحرْبٍ لمْ تَدَعْ جَسَداً
إلاّ وباطِنُهُ للعَينِ ظاهِرُهُ
فَقَدْ تَيَقّنّ أنّ الحَقّ في يَدِهِ
وَقَدْ وَثِقْنَ بأنّ الله نَاصِرُهُ
تَرَكْنَ هَامَ بَني عَوْفٍ وثَعْلَبَةٍ
على رُؤوسٍ بلا ناسٍ مَغَافِرُهُ
فخاضَ بالسّيفِ بحرَ المَوْتِ خَلفَهُمُ
وكانَ منهُ إلى الكَعْبَينِ زاخِرُهُ
حتى انتهَى الفرَسُ الجاري وما وَقعَتْ
في الأرضِ من جِيَفِ القتلى حوافرُهُ
كَمْ مِنْ دَمٍ رَوِيَتْ منهُ أسِنّتُهُ
وَمُهْجَةٍ وَلَغَتْ فيها بَواتِرُهُ
وحائِنٍ لَعِبَتْ شُمُّ الرّماحِ بهِ
فالعَيشُ هاجِرُهُ والنّسرُ زائِرُهُ
مَنْ قالَ لَسْتَ بخَيرِ النّاسِ كلِّهِمِ
فجَهْلُهُ بكَ عندَ النّاسِ عاذرُهُ
أوْ شَكّ أنّكَ فَرْدٌ في زَمانِهِمِ
بلا نَظِيرٍ فَفي روحي أُخاطِرُهُ
يا مَنْ ألُوذُ بِهِ فيمَا أُؤمّلُهُ
وَمَنْ أعُوذُ بهِ مِمّا أُحاذِرُهُ
وَمَنْ تَوَهّمْتُ أنّ البَحرَ راحَتُهُ
جُوداً وأنّ عَطاياها جَواهِرُهُ
لا يَجْبُرُ النّاسُ عَظْماً أنْتَ كاسِرُهُ
وَلا يَهيضُونَ عَظْماً أنتَ جابِرُهُ
شرح ابن القطاع الصقلي : الظباء: جمع ظبي، وقد كنى بها عن النساء الحسان العيون، والربرب: النسوان، وكنى عن جماعاتهن، وبالجآذر عن فتيانهم وبناتهم، وهي ولد البقر. يقول: لولا نساء عدي لما أبغضتني، ولولا جواري ربربهم لما عادتني جماعاتهم. يقال: شقي بقوم: إذا أبغضوه، وإذا لم يسعد بمراده.
أرجو منكم الذهاب لهذا الرابط الهام والرائع ولتسمعوا القصيدة بإلقاء الاعلامي والممثل عبد المجيد مجذوب بأعلى الصفحة من الموقع..
http://www.almotanabbi.com/poemPage.do?pageId=182
http://www.almotanabbi.com/poemPage.do?pageId=182