الطفل العنيد

وجيهةوجيهة مشرفة منتدى تربية الأطفال
تم تعديل 2011/01/29 في تربية الأطفال

الطفل العنيد

العناد مشكلة تعانيها أكثر الأمهات،
وهو مصدر تعب ونكد وهم،
والأم تحرص دوماً على طاعة ولدها لها،
ولهذا تظل حائرة حيال رفضها لما تريد منه،
ولا تدري كيف تتصرف إزاء عناده؟
ومع أن العناد ليس غريزة تولد مع الطفل كما تتصور بعض الأمهات،
بل هو مؤشر على خلل في نفسيه الطفل نتيجة سوء التعامل مع غرائزه الفطرية النامية في المرحلة الأولى من عمره.

لا تفعل وافعل: كيف تتصرف الأم مع طفل يمارس عملاً لا ترضاه؟
أن الطلب منه أن لا يفعل هذا لا يجدي معه شيئاً ما دام معانداً،
وسيرفض حتماً كل ما تريده منه،
والأولى في مثل هذه الحالة أن تستبدل الأم
( كلمة لا تفعل )

( بكلمة افعل )
حتى تخرجه من العناد باسلوب لطيف مثلاً:
حين تجد الأم طفلها يكتب على الحائط فبدل أن تقول (لا تكتب على الحائط )
تقول له:
تعال وارسم بهذه الأقلام الملونة على هذه الورقة
بحيث أن لا يظهر على وجه الأم أية علامة
رفض لفعله بل لابد من أن تتظاهر بعدم اهتمامها بما يقوم به من عبث وان كانت في قلبها مذعورة مما يفعل، كذلك حين تريد الأم المحافظة على حاجة ثمينة تقول له:
لا تلعب بهذه الحاجة لأنها خاصة بي
، انها في مثل هذه الحالة تغريه على العبث بها من دون ان تشعر.

* متى يبدأ العناد ؟
العناد ظاهرة سلوكية تبدأ في مرحلة مبكرة من العمر, فالطفل قبل سنتين من العمر لا تظهر مؤشرات العناد في سلوكه؛ لأنه يعتمد اعتماداً كلياً على الأم أو غيرها ممن يوفرون له حاجاته؛ فيكون موقفه متسماً بالحياد و الإتكالية والمرونة والانقياد النسبي.

وللعناد مرحلة أولى:
حينما يتمكن الطفل من المشي والكلام قبل سن الثلاث سنوات من العمر أو بعد السنتين الأوليين؛ وذلك نتيجة لشعوره بالاستقلالية, ونتيجة لنمو تصوراته الذهنية، فيرتبط العناد بما يجول في رأسه من خيال ورغبات.

أما المرحلة الثانية:
فهي العناد في مرحلة المراهقة؛ حيث يأتي العناد تعبيراً للانفصال عن الوالدين، ولكن عموماً وبمرور الوقت يكتشف الطفل أو المراهق أن العناد والتحدي ليسا هما الطريق السوي لتحقيق مطالبه؛ فيتعلم العادات الاجتماعية السوية في الأخذ والعطاء، ويكتشف أن التعاون والتفاهم يفتحان آفاقاً جديدةً في الخبرات والمهارات الجديدة، خصوصاً إذا كان الأبوان يعاملان الطفل بشيء من المرونة والتفاهم وفتح باب الحوار معه، مع وجود الحنان الحازم.

وللعناد أشكال كثيرة :

* عناد التصميم والإرادة:

وهذا العناد يجب أن يُشجَّع ويُدعَّم؛ لأنه نوع من التصميم، فقد نرى الطفل يُصر على تكرار محاولته، كأن يصر على محاولة إصلاح لعبة، وإذا فشل يصيح مصراً على تكرار محاولته.


* العناد المفتقد للوعي:

يكون بتصميم الطفل على رغبته دون النظر إلى العواقب المترتبة على هذا العناد، فهو عناد أرعن, كأن يصر الطفل على استكمال مشاهدة فلم تلفازي بالرغم من محاولة إقناع أمه له بالنوم؛ حتى يتمكن من الاستيقاظ صباحاً للذهاب إلى المدرسة.


* العناد مع النفس :

نرى الطفل يحاول أن يعاند نفسه ويعذبها، ويصبح في صراع داخلي مع نفسه، فقد يغتاظ الطفل من أمه؛ فيرفض الطعام وهو جائع، برغم محاولات أمه وطلبها إليه تناول الطعام، وهو يظن بفعله هذا أنه يعذب نفسه بالتَّضوُّر جوعاً.


* العناد اضطراب سلوكي:

الطفل يرغب في المعاكسة والمشاكسة ومعارضة الآخرين, فهو يعتاد العناد وسيلةً متواصلة ونمطاً راسخاً وصفة ثابتة في الشخصية, وهنا يحتاج إلى استشارة من متخصص.


* عناد فسيولوجي:

بعض الإصابات العضوية للدماغ مثل أنواع التخلف العقلي يمكن أن يظهر الطفل معها في مظهر المعاند السلبي.



* أسباب العناد

العناد صفة مستحبة في مواقفها الطبيعية - حينما لا يكون مبالَغاً فيه - ومن شأنها تأكيد الثقة بالنفس لدى الأطفال، ومن أسبابها :



* أوامر الكبار:

التي قد تكون في بعض الأحيان غير مناسبة للواقع، وقد تؤدي إلى عواقب سلبية؛ مما يدفع الطفل إلى العناد ردَّ فعل للقمع الأبوي الذي أرغمه على شيء,
كأن تصر الأم على أن يرتدي الطفل معطفاً ثقيلاً يعرقل حركته في أثناء اللعب،
وربما يسبب عدم فوزه في السباق مع أصدقائه،
أو أن يكون لونه مخالفاً للون الزيِّ المدرسي،
وهذا قد يسبب له التأنيب في المدرسة ؛
ولذلك يرفض لبسه،
والأهل لم يدركوا هذه الأبعاد.


* التشبه بالكبار:

قد يلجأ الطفل إلى التصميم والإصرار على رأيه متشبهاً بأبيه أو أمه، عندما يصممان على أن يفعل الطفل شيئاً أو ينفذ أمراً ما، دون إقناعه بسبب أو جدوى هذا الأمر المطلوب منه تنفيذه.



* رغبة الطفل في تأكيد ذاته:

إن الطفل يمر بمراحل للنمو النفسي، وحينما تبدو عليه علامات العناد غير المبالَغ فيه فإن ذلك يشير إلى مرحلة النمو,
وهذه تساعد الطفل على الاستقرار واكتشاف نفسه وقدرته على التأثير, ومع الوقت سوف يتعلم أن العناد والتحدي ليسا بالطرق السوية لتحقيق المطالب.



* التدخل بصفة مستمرة من جانب الآباء وعدم المرونة في المعاملة:

فالطفل يرفض اللهجة الجافة، ويتقبل الرجاء، ويلجأ إلى العناد مع محاولات تقييد حركته، ومنعه من مزاولة ما يرغب دون محاولة إقناع له.



* الاتكالية:

قد يظهر العناد ردَّ فعل من الطفل ضد الاعتماد الزائد على الأم، أو الاعتماد الزائد على المربية أو الخادمة.



* الشعور بالعجز:

إن معاناة الطفل وشعوره بوطأة خبرات الطفولة, أو مواجهته لصدمات, أو إعاقات مزمنة تجعل العناد وسيلة لمواجهة الشعور بالعجز والقصور والمعاناة.




* الدعم والاستجابة لسلوك العناد:

إن تلبية مطالب الطفل ورغباته نتيجة ممارسته للعناد, تُعلِّمه سلوك العناد وتدعمه، ويصبح أحد الأساليب التي تمكِّنه من تحقيق أغراضه ورغباته.



* كيف تتعاملين مع الطفل العنيد ؟

يقول علماء التربية: كثيراً ما يكون الآباء والأمهات هم السبب في تأصيل العناد لدى الأطفال؛
فالطفل يولد ولا يعرف شيئاً عن العناد،
فالأم تعامل أطفالها بحب وتتصور أن من التربية عدم تحقيق كل طلبات الطفل،
في حين أن الطفل يصر عليها،
وهي أيضاً تصر على العكس فيتربى الطفل على العناد


وفي هذه الحالة يُفضَّل:

* البعد عن إرغام الطفل على الطاعة, واللجوء إلى دفء المعاملة اللينة والمرونة في الموقف, فالعناد اليسير يمكن أن نغض الطرف عنه،
ونستجيب لما يريد هذا الطفل،
ما دام تحقيق رغبته لن يأتي بضرر،
وما دامت هذه الرغبة في حدود المقبول.

* شغل الطفل بشيء آخر والتمويه عليه إذا كان صغيراً, ومناقشته والتفاهم معه إذا كان كبيراً.

* الحوار الدافئ المقنع غير المؤجل من أنجح الأساليب عند ظهور موقف العناد ؛
حيث إن إرجاء الحوار إلى وقت لاحق يُشعر الطفل أنه قد ربح المعركة دون وجه حق.

* العقاب عند وقوع العناد مباشرة، بشرط معرفة نوع العقاب الذي يجدي مع هذا الطفل بالذات؛
لأن نوع العقاب يختلف في تأثيره من طفل إلى آخر, فالعقاب بالحرمان أو عدم الخروج أو عدم ممارسة أشياء محببة قد تعطي ثماراً عند طفل ولا تجدي مع طفل آخر، ولكن لا تستخدمي أسلوب الضرب والشتائم؛ فإنها لن تجدي، ولكنها قد تشعره بالمهانة والانكسار.

* عدم صياغة طلباتنا من الطفل بطريقة تشعره بأننا نتوقع منه الرفض؛
لأن ذلك يفتح أمامه الطريق لعدم الاستجابة والعناد.


* عدم وصفه بالعناد على مسمع منه,
أن ذكر مساوئ الطفل أمام الآخرين خطأ فادح تقوم به بعض الأمهات في محاولة لتفريغ شحنات غضبهن وألمهن من عناد أطفالهن المؤذي، أن سماع الطفل لمثل هذه الأحاديث تزيد عقدة الحقارة عنده،
الآمر الذي يريده عناداً.

* سخرية الأم من قدرات طفلها تدفعه لعدم طاعتها .

مقارنته بأطفال آخرين بقولنا: *
(إنهم ليسوا عنيدين مثلك).

* امدحي طفلك عندما يكون جيداً،
وعندما يُظهر بادرة حسنة في أي تصرف,
وكوني واقعية عند تحديد طلباتك.



استخدام المنافسة:
أن الطلب من الطفل المعاند في مرحلة الطفولة الأولى في أن يعمل كذا يواجه عادة بالرفض وعدم الاستجابة، وحتى نحمل الطفل على إنجاز بعض الأعمال الضرورية ينبغي استخدام أسلوب المنافسة،
فمثلاً: إذا أرادت الأم من صغيرها أن يسرع في مشيه معها في الشارع وطلبها منه ذلك لا معنى له ما دام معانداً،
والأولى أن تقول له:

؟ لنرى من يصل إلى البيت أولا أنت أم أنا
وحين تريد الإسراع في تناوله الطعام تقول له:
لنرى من الفائز الأول في الانتهاء من فراغ الصحن من الطعام.

______________________________

التعليقات

  • Dr.AhmadDr.Ahmad مدير عام
    تم تعديل 2011/01/26
    موضوع مميز و شرح حلو كتير يسلموا وجيهة

    النقطة اللي تكلمتي عنها أنو لما الطفل يطلب أي أمر و مافي إمكانية لتلبية الطفل ممكن نلهيه بأي شغلة تانية بحيث يتعلم أنو الاصرار أو البكاء أو العناد لأمر ما لن يحقق ذلك الأمر هي نقطة كتير هامة
  • sondossondos عضو مميز
    تم تعديل 2011/01/29
    موضوع كتير مهم ...وشرحك واضح ... الله يسلم دياتك جوجو .
  • suzysuzy عضو ذهبي
    تم تعديل 2011/01/29
    شرح وافي وجيهة يسلمو
    لازم نترك فسحة للأطفال يتحركو فيها بدون أوامر مباشرة أو تدخل من الأهل
    نتركهم يختبرو حالهم و قدراتهم بدون تدخل مباشر
  • Ph.SamaPh.Sama مشرفة منتدى تطوير الذات و NLP
    تم تعديل 2011/01/29
    موضوع حلو وجيهة .. شكراً كتير .. الشرح وافي تماماً للموضوع متل ما عودتينا بكل مواضيعك