الغيرة والمنافسة

وجيهةوجيهة مشرفة منتدى تربية الأطفال
تم تعديل 2011/01/12 في تربية الأطفال

الغيرة والمنافسة


الغيرة قد تكون مفيدة أحياناً وقد تكون مؤذية أحياناً أخرى.
أنها عاطفة قوية حتى عند البالغين من الناس ولكنها أشد إزعاجا ًللطفل الصغير لأنه لا يعرف بالضبط ما أصابه. وحين تكون الغيرة شديدة فإنها قد تحيل حياة الطفل إلى جحيم فترة طويلة من الزمن ومع ذلك فان الغيرة جزء من واقع الحياة ولا يمكن تجنبها كلياً .
ومن هنا لم يكن من الجائز للأبوين أن يأملا بتحقيق المستحيل على أنهما يستطيعان عمل الكثير للحد منها ومساعدة الطفل على التسامي بها نحو مشاعر أخرى
ليست سبب يدعوه إلى الخوف من منافسه فان ذلك يعزز روحه المعنوية بحيث يصبح الطفل أقدر على مواجهة حالات المنافسة في حياته المقبلة سواء كان ذلك في العمل أو في المنزل .



ما هي الغيرة:

هي حالة انفعالية يشعر بها الشخص، ويحاول إخفاءها، ولا تظهر إلا من خلال أفعال سلوكية يقوم بها .. وهى مزيج من الإحساس بالفشل وانفعال الغضب ..



كيف يظهر شعور الغيرة على الطفل:

تظهر الغيرة بأسلوب تعويضي مصطنع، حيث يخفى الطفل مشاعره الحقيقية ويقوم بدور الممثل نحو أخيه المولود الجديد الذي يأخذ في ضمه وتقبيله ولكنه في حقيقة الأمر يود قرصه أو ضربه، ومن أحد مظاهر جذب الاهتمام هو نكوص الطفل إلى أنماط سلوك طفولة سابقة، مثل العودة إلى شرب الحليب من الزجاجة، والنوم في سرير الطفل، والتبول الليلي في الفراش، والتحدث بأسلوب طفلي، ومص الإصبع, السلوك العدواني والأنانية والارتباك والانزواء، والالتصاق بالأم، والبقاء في حضنها كلما حاولت حمل الصغير.



أنواع الغيرة :

الغيرة من المولود الجديد.
المقارنة بين الأخوة.
الغيرة عند الأطفال المعاقين جسدياً.
العقاب الجسدي إذا أظهر غيرته نحو أخيه.
عدم سماح الأهل بإبداء مشاعر الغضب أو الغيرة.
تحميل الطفل الأكبر مسئوليات تفوق طاقته الأنانية.
غيرة الأخ الأصغر من الأكبر سناً.



الوسائل السلبية للتعبير عن الغيرة:

بالصراخ والعبث بأغراض الآخرين أو سرقتها أو تدميرها.
بالاعتداء الجسدي بالضرب أو القرص.
بالإزعاج وإلقاء الشتائم وإقلاق الراحة.
عندما يتقدم الطفل بالعمر ( بعد العاشرة ) تأخذ الغيرة شكل التجسس والوشاية والإيقاع بالآخرين.
وتظهر الغيرة عند الأطفال الصغار بالقيام بتصنع الحب الزائد نحو الطفل الجديد وذلك لإخفاء مشاعر الغيرة الدفينة. وإذا أتيحت الفرصة للطفل الغيور حتى يقوم بإيذاء أخيه بالضرب أو بالعض.




تعديل سلوك الغيرة عند الأطفال:
ينبغي إتباع الأساليب التالية:


المساواة بين الأخوة، وحسن المعاملة، وعدم التدليل الزائد.
هدوء الأجواء الأسرية والبعد عن المشاكل والخلافات.
مراعاة مبدأ الفروق بين الأطفال وتقدير كل طفل على حدة وعدم المقارنة أو المفاضلة بين أخ وآخر.
عدم إتاحة الفرصة للطفل بالتعلق الشديد بهما، وترك العلاقة بالطفل طيبة جداً وعادية وغير مبالغ بها.



علاج غيرة الطفل الأكبر من الأصغر:
إعداد الطريق أمام الطفل
:

من المفيد لطفل أن يعرف مسبقا انه سيصبح عما قريب له أخ أو أخت, إذا كان قد بلغ من العمر ما يمكنه من فهم ذلك. فمثل هذه المعرفة المسبقة كفيلة بان تعوده تقبل الفكرة تدريجا .

أن معظم المعلمين و علماء النفس للأطفال يعتقدون انه من المفيد للطفل أن يعرف أن الطفل الصغير (الجنين) ينمو داخل أحشاء أمة وأنه يحس حركته داخلها بيديه . ولكن من الصعب أن يفسر ذلك للطفل الذي يقل عمره عن عامين .

أن ولادة الطفل الجديد ينبغي أن لا تغير حياة الطفل الأكبر إلا ضمن اقل قدر ممكن ولا سيما إذا كان الطفل الوحيد في ذلك الوقت فمن الأفضل إذا إحداث التغيرات الممكنة قبل بضعة أشهر من موعد الولادة فإذا كان المقرر مثلا إعطاء الطفل غرفته للطفل الجديد فمن الحكمة نقله إلى غرفته الجديدة قبل ذلك بعدة اشهر حتى يحس بان سبب نقله هو نموه ونضوجه لا لأن الطفل الجديد سينتزع مكانه.
ويصدق ذلك أكثر إذا تم نقله إلى سرير اكبر . وإذا كان من المقرر إرساله إلى المدرسة للحضانة فينبغي أن يتهيأ نفسيا للأمر قبل موعد إرساله بشهرين ,فليس هناك شي يجعل الطفل يمقت الحضانة بقدر شعوره بأنه ذاهب إليها منفيا ولكن إذا تهيأ ذهنه لأمر مسبقا فانه يذهب إليها منشرحا الأمر الذي يصرفه عن الانزعاج مما طرأ على البيت من تغير .



تحويل المنافسة إلى موقف مساعده:
لتغلب على الألم الذي يشعر به الطفل الأكبر
من وجود منافس أصغر منه هي العمل كما لو كان هو نفسه لم يعد طفلا ينافس أخاه الأصغر بل هو الآن ثالث الأبوين لأخيه الصغير ومن الطبيعي انه يحس بغضب من الطفل الصغير فقد يتصرف معه كما تتصرف الأم _ أو الأب المستاء ... ولكن حين يهيمن عليه شعور قوي بالطمأنينة فانه قد يصبح كذلك النمط الإباء والأمهات الذين يتولون تعليم طفلهم كيف ينجز الأعمال ويعطونه اللعب ويساعدونه على تناول الطعام والاستحمام وارتدا الملابس واللعب معه عندما يشعر بالحزن والأسى ويحملونه عند تعرضه للأخطار. أن الأبوين يستطيعان تقديرهم البالغ لجهود طفلهم الأكبر اتجاه الطفل الأصغر.
فحتى الطفل الصغير يستطيع عند الحاجة أن يأتي بمنشفة الحمام أو زجاجة الحليب من البراد .
وهو يستطيع أو تظاهر بتمثل دور القائم (بمراقبة)
أخيه الطفل الصغير عندها تكون أمه بعيدة عنه .
وفي مثل هذه الحالات تكون في وسع الأبوين أن يساعدا الطفل على تحويل مشاعره المشبعة بالاستياء إلى مشاعر ملؤها الرغبة بالتعاون وحب الصادق للآخرين .


هذا الوضع المحير للام يمكن التخلص منه بسهولة وحل مشاكله بإتباع النصائح التالية:

وهم الانتظار عندما ينام طفلك الجديد أو يكون في حالة استرخاء ولا يحتاج إلى مساعدتك في ذاك الوقت، تحدثي إليه بصوت عال حتى يسمع الأخ أو الأخت الأكبر لتقولي للأحدث أن عليه الانتظار قليلا حتى تفعلي شيئا للأكبر لأنه في حاجة إلى ذلك. إذا سمع الطفل الأكبر ذلك يشعر بالهدوء وعدم الغيرة.

الطفل الجديد لن يفهم ما تقولين ولن يكون هناك أي فارق بالنسبة له، وسوف يشعر الأكبر بالغبطة والسعادة لأنه يتوهم أن اهتمامك به اكبر لأنه هو الأول.



ألبوم الصور

اجمعي صوراً لطفلك الأكبر في الأشهر الأولى من حياته واجعليه يشاهد هذه الصور ليشعر انه كان في نفس الظروف عندما كان صغيرا ويحتاج إلى المساعدة، وانك كنت تقدمين إليه هذا العون دائما فمن الطبيعي أن يحتاج لأخ أو الأخت الصغرى لنفس المساعدة في هذه السن المبكرة.

وسوف يفهم الطفل الأكبر أن الاهتمام يعود إلى السن المبكرة وليس لان الأم تحب احد الطفلين أكثر من الآخر.


القصص والحكايات

إقرأي لطفلك الأكبر القصص والحكايات عن أطفال اكبر سنا ليعرف أن الأكبر يستطيع أن يقوم ببعض الأشياء بزاته دون مساعدة الأم مثل تنظيف أسنانه واللعب بالكرة مثلا وحاولي أن تشعريه انه الأكبر أيضا ويستطيع الاعتماد على نفسه لبعض الوقت.

أعط طفلك سواء كان ذكرا أو أنثى عروسا صغيرة (دمية) ليلعب بها ومعها قبل إنجابك الطفل الجديد، حتى يستعد ذهنيا ونفسيا لاستقبال مولود جديد في الأسرة.

وعلميه أن يعامل الدمية بحنان التي يعتاد ذلك، وعندما يأتي الأخ أو الأخت الجديدة تكون في نفس المستوى من عواطفه ومعاملته الطيبة للدمية.

وعليك أن تقومي ببعض المساعدة للدمية مثل تغيير ملابسها وتغذيتها أو ارضعها ليعتاد الطفل الأكبر هذه المشاهدة مع المولود الجديد.


تركيز الاهتمام

اطلبي من أفراد الأسرة والأقارب والأصدقاء عند القيام بزيارة المنزل أن يحتفوا بحرارة بالطفل الأول أولاً وأن يشعروه بأن اهتمامهم يتركز عليه أكثر من بقية أفراد الأسرة، فلا يشعر بأي غيرة إذا ما اتجه الاهتمام بعد ذلك بالمولود الجديد، لان الطفل الأول حظي بالاهتمام الذي يريده بالفعل فلن يبدي غضاضة او غيرة إزاء الاهتمام ايضا بالضيف الجديد.

الهدايا

احرصي على أن تخبري الطفل الأكبر في كل مرة تشتري فيها دمية جديدة له أو ملابس جديدة، أن الأخ الأصغر شارك في انتقاء وشراء هذه الأشياء وأنه يهتم بذلك بدافع حبه للطفل الأكبر، فيتولد عند الأخير شعور بالامتنان ومحاولة مبادلته تلك المشاعر.



- العنصر الجوهري الذي يجعل الطفل يحس بالأمن والسلام وهو بين أفراد أسرته هو شعوره بان أبويه يحبانه ويقبلان به كما هو سواء كان ذكر أو أنثى ..ذكيا أو غبيا ..وسيما أو قبيحا.
أما إذا كانا يقارنان بينه وبين أشقائه وشقيقاته سواء كان ذلك بصورة مكشوفة أو مستترة فانه يحس بذلك ويشعر في قرارة نفسه بالإكتئاب و الاستياء من بقية أخواته ومن أبويه أيضا.

والواقع انه كلما كانت المقارنات بين الإخوة والأخوات _سواء كان ذلك بلهجة المديح أو بلهجة الانتقادات اقل كان ذلك أفضل . أن تقولي لابنك مثلاً (لماذا لا تكون مهذبا مثل أختك؟) فانه يجعل الابن يمقت أخته وأمه وحتى فكرة التهذيب نفسها .

فبصورة عامة يكون من الأجدى إن تبقى ألام بمنأى عن معظم الخلافات التي تنشب بين الإخوة الأطفال الذين يستطيعون الدفاع عن أنفسهم . أما إذا ركزت على تحديد المسؤولية أو إلقاء اللوم فإنها تترك واحدا من المتنافسين على الأقل وهو يشعر بغيرة اشد . فالأطفال يتشاجرون بسبب الغيرة ولان كلا منهم يود أن يظفر من أبويه بتقدير وعطف أوفر فإذا كانت الأم مستعدة دائما لان تلزم احد الجانبين المتشاجرين بمعنى أن تقرر من هو الجانب المخطئ ومن هو الجانب المصيب فإنها بذلك تشجع الجانبين على استئناف الشجار . وفي كل مرة يحاول كل من الجانبين أن يظفر بعطف أبويه وان يراهما يؤنبان الجانب الأخر ومن هنا , إذا كان على الأم أن توقف شجارا ما لإنقاذ حياة احد الأخوة أو للحيلولة دون إلحاق الظلم احد الفريقين أو لإعادة الهدوء لترتاح هي نفسها ,فمن الأفضل حينئذ تطالب بوضع حد للشجار وان ترفض الاستماع إلى النقاشات وان تتصرف وكأنها غير راضية لاعتداء احد على حقوق الأخر (ما لم يكن من الواضح أن احد الفريقين هو الملوم بصورة صارخة),
وان تركز على ما ينبغي عمله بعد انتهاء الشجار تاركه ما حدث وانقضى يذهب في سبيله وفي وسعها , في بعض الحالات , أن تقترح بحزم التسوية معينة كما أن في وسعها في بعض الحالات الأخرى أن تصرف اهتمام الفريقين إلى عمل شي أخر.




_______________________

[/color]

التعليقات

  • د عمار عديد عمار عدي عضو نشيط
    تم تعديل 2011/01/11
    شكرا على الموضوع
    الغيرة مقبولة وتحض على المنافسة ان استعملت بذكاء من الاهل
  • dr.Hazemdr.Hazem مدير عام
    تم تعديل 2011/01/11
    الله يعطيكي العافية جوجو على المقال ....
  • Dr.AhmadDr.Ahmad مدير عام
    تم تعديل 2011/01/11
    الله يسلم ايديك وجيهة ... شرح حلو كتير و مفيد كتير كتير

    في نقطة هامة تكلمتي عنا و هي لما يكون في طفل و مولود حديث بالبيت ... في أمر هام جدا انو الاب أو الأم لما بدن يدخلوا البيت لازم يسألوا عن الابن الكبير و يحكوا معو قبل ما يسألوا عن الابن الصغير لان الصغير ما رح يتأثر و لا بيفهم بهالامور أبدا أما الأكبر فهو واعي تماما و بينتبه لأقل تصرف من الاهل

    و بصراحة الغيرة موجودة بين الأخوة حتى لو صار عمرن 30 و 40 سنة ....
  • sondossondos عضو مميز
    تم تعديل 2011/01/12
    الله يجزاكي الخير جوجو الموضوع متكامل وحلو ...انا لما كنت صغيرة كنت غار من اختي يلي اكبر مني لأنها فاتت قبلي ع المدرسة ولما كانت تدرس كنت قعد جنبها واحفظ قبلها مشان يقولو عني اذكى منها ههههههههههههه غيرة اجابية .
  • dr.Alidr.Ali مدير عام
    تم تعديل 2011/01/12
    بضم صوتي لصوت الدكتور عمار
    الغيرة ممكن تكون عامل تحفيز للطفل للمنافسة بس طبعاً لازم يكون في توجيه من الأهل لتجنب الآثار السلبية*