.. الأب الصديق ..

وجيهةوجيهة مشرفة منتدى تربية الأطفال
تم تعديل 2011/01/09 في تربية الأطفال
دور الاب في حياة الطفل..

لسنوات عدة مضت كان أكثر التركيز على علاقة الأم بأطفالها، وأهمية وجودها
في حياتهم للاهتمام بهم ورعايتهم، ويعود هذا للتعود على أن الأم هي المسئول الرئيسي
عن رعاية الأطفال منذ ولادتهم، وحاجتهم للالتصاق بها للإحساس بالحنان والحب والرعاية.
وتكمن أهمية وجود الأب في حياة الأبناء في عمله على إرشادهم وتقويمهم إذا انحرف أحدهم،
واستخدام الشدة والحزم إلى جانب الرفق والتسامح. فإحساس الأبناء بوجود رادع لهم
إذا أخطئوا يجعلهم على حذر من الوقوع بالخطأ.

كما أن اقتراب الأب من أبناءه وتمضية الوقت الكافي معهم ومحاولة تفهم مشاكلهم
وطلباتهم والنقاش معهم يعطيهم الثقة في النفس، وبأن لديهم الصدر الحنون الذي يلجئون ل
ه عندما يصعب عليهم حل مشاكلهم بأنفسهم، فيبعد بهذا عنهم شبح الضياع وحل الأمور الصعبة
بالطريقة الخاطئة والتي تؤدي بهم إلى طريق السوء.


الصبي بحاجة إلى أب متسامح ودود :
بعض الأحيان بيكون الأب شديد اللهفة ليكون ابنه بمرتبة من التفوق والكمال ,
بحيث بتكون هي اللهفة عقبه بوجه انسجام واستمتاع الابن مع أبيه بالوقت يلي يمضوه سوا .
في أثناء تدريب الأب لابنه على إحدى الألعاب الرياضية من الطبيعي
أن يكون لعب الطفل فيه أخطاء فإذا كان الأب دائم الانتقاد لابنه كلما أتى بحركة من حركات اللعبة
-حتى ولو فعل ذلك بطريقة - ودية فان الطفل يشعر في قراره نفسه بعدم الارتياح
فاللعبة التي يمارسها لم تعد جميلة ولا مسلية , بالإضافة إلى أن موقف والده
هذا يجعل الطفل يشعر بأنه فاشل في نظر أبيه بل وفي نظر نفسه أيضاً.
لذلك يجب على الأب أن يعطي ابنه ثقة بنفسه والانشراح,
وشعور الابن برضا آبيه عنه كفيل بان يساعده على
النجاح اكتر من النصائح وإرشادات اللعبة .


فالطفل لا ينضج روحيا ونفسياً وتكتمل رجولية بمجرد
ولادته بجسم ذكر. والشيء الذي يجعله
يشعر ويتصرف كرجل هو أن يكون قادرا على أن يتشبه بالرجال
وبالفتيان الكبار الذي يكن لهم شعورا وديا , ولكنه لا يستطيع أن يتشبه بإنسان
ما إذا لم يحس بان هذا الإنسان يحبه ويثق به وانه راضى عنه.

فإذّا كان أبوه محتدا نافد الصبر معه باستمرار فاغلب الظن أن يهيمن عليه شعور
بعدم الارتياح لا حينما يكون قريبا من أبيه فقط بل كذلك حين يكون قريبا من الرجال والفتيان الآخرين أيضا.
وفي هذه الحالة يصبح اقرب إلى أمه مقتبسا عنها أطباعها واهتماماتها .


اللعب الخشن قد يتجاوز حدوده:
كثير من الآباء بيستمتعون بملاعبة أطفالهم الصغار بطريقة خشنة ومعظم الأطفال يحبون ذلك .
لكن ذلك كثيرا ما يسبب لهم غضبا شديدا يؤدي إلى أحلام مزعجه يرونها في نومهم.
ومن ثم ينبغي أن نتذكر دوما أن الطفل وهو في سن الثانية أو الثالثة أو الرابعة
من العمر يحب ويكره ويخاف ويفقد سيطرته على نفسه بسهولة ولا يستطيع
التميز بوضوح بالغ بين التصرف المقصود والتصرف غير المقصود أي المنطوي على أدعائه .
فالأب مثلا يتظاهر بأنه دب يكون في نظرهم دب بالفعل في تلك اللحظة
على الأقل وهو شي لا يستطيع الطفل الصغير تحمله .
وإذاً فان ما يسمى اللعب الخشن ينبغي أن يجري ضمن حدود المعقول ,
وان لا يمتد طويلا حتى وان ابدي الطفل نفسه انه يريد المزيد .
ومن المستحسن أن لا يكون لعبا مخيفا بل من نوع الألعاب البهلوانية المسلية .
فلنكن إذا مجرد رياضيين بهلوانات . وينبغي على حال أن نكف عن مواصلة اللعب
حالما تبدو على الطفل علامات الانهاك.


الفتاة تحتاج هي الأخرى إلى أب ودود :

من السهل أن يلاحظ الإنسان أن الصبي بحاجة إلى أب يتشبه به ويفتقر أثره,
ولكن الكثيرين من الناس لا يشعرون بأهمية دور الأب في حياة الفتاة أيضاً .
وان كان ذلك على نحو مختلف .فهي وان كانت لا تتشبه بوالدها تماما إلا
أنها تكتسب ثقة في نفسها كفتاة من خلال شعورها بأنها تتمتع برضا أبيها عنها.
وفي ذهني أشياء صغيرة يستطيع الأب أن يفعلها تحقيقا لهذه الغاية .
فهو يستطيع أن يثني على جمال ثوبها وعلى أناقة شعرها أو على قالب الكعك الذي أعدته.
وعندما تتقدم بها السن أكثر بعد يصبح في وسعه أن يبدأ الاهتمام بآرائها واطلاعها على بعض أرائه .


لا يجوز للأب أن يبالغ في السخرية من طفله:
عندما يحس الأب بأنه محتد قليلا من ابنه فقد يحاول أن يلجأ للسخرية منه والتهكم عليه .
وعندها يحس الطفل بالإذلال لأنه عاجز عن رد التهكم مثله,وإذاً فان
السخرية أشد من يتحمله الأطفال الصغار .

الاب ينبغي أن يشارك في تأديب طفله :
أن الأب يحس انه في أثناء طفولته تعرض لمعاملة قاسية جدا من أبيه قد يقول
(لست أريد أن يكن ابني لي الاستياء كما كان شعوري أحيانا نحو أبي).
وهكذا يتراجع إلى الوراء لتجنب أيه احتكاكات غير بهيجة مع ابنه تاركا
مهمة التأديب للأم . فإذا ما قام الصبي بشي يثير غضب الأب حاول إخفاء الأب
مشاعره دون أن يقول شيئا وهذه محاولة صعبة جدا يبذلها لكي يكون طفله راضيا عنه .
ولكن الطفل لا يخفى عليه الأمر عندما يكون قد أساء إلى احد أبويه أو كليهما
وعندما يكون قد خرق أصولا أو نظاما ما ويتوقع بالتالي أن يعاقب على ذلك أو
يلفت نظره إليه فإذا حاول أبوه أن يخفي استياءه وغضبة فلن تكون عاقبة
ذلك سوى شعور الطفل بعدم الارتياح.
انه يتصور أن هذا الغضب والاستياء المكبوت إنما يتجمع في متن ما
(وهو في ذلك ليس بعيدا جدا عن الحقيقة) وبالتالي فهو يحس بقلق
مما سيحدث إذا انفجر ذلك الاستياء المكبوت.
وتدل تلك الدراسات التي أجريت في مستوصفات العناية بالأطفال على أن
الصبي الذي يتخلى أبوه عن المشاركة في تأديبه هو اشد تعرضا للخوف
منه من الصبي الذي لا يتردد أبوه في تأديبه,
وأبدى استيائه منه عندما يبرر تصرفه ذلك.
وفي هذه الحالة الأخيرة يدفع الصبي ثمن سوء سلوكه أو تصرفه ويتعلم أن دفع الثمن
وان لم يكن شيئا سارا إلا انه ليس شيئا مميتا .
وبالتالي فانه سرعان ما يزول ويصفو الجو.
وإذا فان الصبي يحتاج إلى أب يكون أحيانا صديقا ويكون في كل الحالات أبا .

نعم الأبناء بحاجة للأم ولكن في سن معين يحتاج الأبناء إلى الأب.
وقد أجريت دراسة على 17،000 طفل في جامعة أكسفورد بإنجلترا عام 2002 للميلاد ووجد أن:

- البنات اللاتي نشئن بين أم وأب كن أقل عرضة للأمراض النفسية في حياتهن المستقبلية.
- الأولاد اللذين كانت علاقتهم جيدة مع آبائهم كانوا بعيدين عن مشاكل العنف والإجرام .

- الأولاد الذين كانوا قريبين من آبائهم لم يكن لديهم مشاكل عاطفية أو نفسية،
أيضاً حياتهم المستقبلية في الدراسة وغيرها كانت أكثر استقراراً.

- تدخل الأب في تربية الأطفال منذ طفولتهم جعل التواصل معهم سهلاً في جميع مراحل العمر التالية.


- وتبين هذه النتائج أن العلاقة السليمة والتربية الصحيحة بين الآباء والأبناء
لا تتوقف فقط على تواجد الأب بل على مدى تواصل الأب مع أبنائه.

وهنا نقول أن على عاتق الأب والأم معاً إحداث التوازن النفسي للأبناء وإكسابهم العادات
والسلوكيات السليمة،
والضبط والربط وتقويم السلوك الخاطئ، وأن يكونا متفاهمين في طريقة وأسلوب تربية
الأطفال منذ البداية وأن يتعاونا معاً في تنشئة أبنائهما التنشئة الصحيحة حتى يشبوا
بعيدين عن الأمراض النفسية والمشاكل المعقدة ويكون لديهم الثقة بالنفس والتخطيط
الصحيح لمستقبل أفضل فالأسرة الطبيعية هي التي تتكون من الأب والأم والأبناء،
وكل منهم له دور محدد يكمل دور الآخر لخلق أسرة سوية تسهم في بناء مجتمع ناجح.


____________________

التعليقات

  • sondossondos عضو مميز
    تم تعديل 2010/12/27
    جودي يسلمو اديكي الموضوع متكامل وحلووو
    الام و الأب بمكلو بعضهن وهنن التنين مهم لتربية الطفل ونفسيتو .
  • حكيمحكيم مشرف حلقات البحث و الاستشارات الطبية
    تم تعديل 2010/12/27
    أصبت عين الحقيقة في موضوع يغفل عنه الكثيرون
  • غاردينياغاردينيا Foreign Languages Supervisor
    تم تعديل 2010/12/27
    صدقت وجيهة .....


    - تدخل الأب في تربية الأطفال منذ طفولتهم جعل التواصل معهم سهلاً في جميع مراحل العمر التالية

    هالدراسة كتير صحيحة وواقعية
  • صيدولةصيدولة عضو ذهبي
    تم تعديل 2010/12/28
    وتبين هذه النتائج أن العلاقة السليمة والتربية الصحيحة بين الآباء والأبناء
    لا تتوقف فقط على تواجد الأب بل على مدى تواصل الأب مع أبنائه.

    موضوع مهم كتير ..... الله يسلم ايديكي...
    متل ما قالت سندس ... الام والاب بيكملو بعض ... وغياب اي حدا منن بيولد فجوة بنفسية الطفل واللي بيترتب عليها كتير اشيا....

    من جهة تانية بظن في مشكلة بالجيل هلأ (مو الكل طبعا) ... بس الاغلبية ما بظن انهن مؤهلين ليصيرو آباء او امهات ويتحملو هيك مسؤولية لانشاء وتربية جيل سوي ...
  • Dr.AhmadDr.Ahmad مدير عام
    تم تعديل 2010/12/28
    يسلموا وجيهة ... ذكرتيني بكتاب لكاتب معروف من بيت " العلواني " اسمو تربية الأولاد و ذاكر فيه عن التربية بالقدوة و انو الاب يكون قدوة لابنو بأفعالو ... مقال مميز جدا و صحيح تماما
  • رورايروراي عضو جديد
    تم تعديل 2010/12/29
    عجبني الموضووووع برأي اتحطي العنوان الأب المربي والصديق
    لان في اباء بحسبو انو واجبهن يجيبو مصروف بس مو اكتر
    او بيقسوا على ولادهن بحسبو هي تربايه مابيعرفوا انو عم يعملوا عقده لاولادهم وهي العقدة عم تلازمهم لاخر عمرهن
    بتمنى يلي عندو ولاد او جايلو ع الطريق يتثقف شوي
  • dr.Hazemdr.Hazem مدير عام
    تم تعديل 2010/12/29
    نتائج الدراسة برأيي عفوية لان الاسرة هي أب و أم ليس أب لوحده أو أم لوحدها لذلك أكيد بتواجد الأبويين بجانب الطفل رح يأمن إستقرار نفسي للطفل بتبعدو عن كتير أمراض نفسية ..
    مقال رائع وجيهة الله يعطيكي العافية ...
  • د عمار عديد عمار عدي عضو نشيط
    تم تعديل 2011/01/09
    شكرا على الموضوع القيم في الحقيقة التربيةعملية متبادلة بين الاهل والاطفال حيانا افكر نادما على اخطاء ارتكبتها بتربية طفلي الاول سعيت جاهدا لتفاديها بتربية بقية الاطفال
    اخيرا قول لجدتي رحمها اللة :مابيربا جسد حتى يفنى مقابلة جسد