داء باركنسون
الباركنسونية هي اضطراب شديد لحركة العضلات، تتميز بالإرتعاشات والصلابة العضلية وبطء الحركة وشذوذات الوضعية والمشية. داء باركنسون هو رابع أشيع اضطراب عصبي بين الكهول و أكثر الحالات تستهدف الأشخاص فوق عمر 65 والذين نسبة الحدوث بينهم حوالي 1%.
إن داء باركنسون ناجم عن تخرب واسع للجهاز الشاحب المخطط والجسم الأسود مما ينجم عنه نقص تركيز الدوبامين حذاء النوى الرمادية المركزية والذي يعتبر وسيط النقل العصبي بين النوى الرمادية من جهة وبين أجزاء الدماغ والجملة العصبية الذاتية من جهةٍ أخرى.
آلية تأثير مضادات باركنسون :
تؤثر تلك المركبات بتعديلها اضطراب التوازن بين الدوبامين والأستيل كولين وذلك عن طريق :
1- تعويض نقص الدوبامين على مستوى النوى الرمادية القاعدية
2- معارضة التأثيرات الموسكارينية للأستيل كولين الناتجة عن فرط المقوية نظيرة الودية
وبذلك نجد أن مضادات داء باركنسون لاتزيل السبب وإنما تخفف الإضطرابات الوظيفية بشكل مؤقت فقط.
الأدوية المستعملة في داء باركنسون :
1- Levodopa أو (L-dopa):
يعتبر ال Levodopaطليعة استقلابية للدوبامين. وهو يعطى لتعويض نقص الدوبامين في مراكز المادة السوداء التي تضمر خلال الباركنسونية.
إن الدوبامين بحد ذاته لايعبر الحاجز الدموي الدماغي، لكن طليعته المباشرة Levodopa تعبر بسهولة إلى الجهاز العصبي المركزي وتقلب إلى الدوبامين في الدماغ بتأثير خميرة الدوباديكاربوكسيلاز.
هذا ويشارك ال Levodopa في معظم الأحيان مع الكاربيدوبا الذي يعزز من تأثيره الدوائي ويقلل من الجرعة المعطاة وبالتالي من آثاره الجانبية المزعجة (غثيان – إقياء – اضطرابات نظم قلبية – هبوط ضغط).
يعطى ال Levodopa إما فموياً على شكل أقراص أو كبسول، كما يمكن أن يعطى وريدياً في بعض الحالات وهو ينقص بشكل جيد من أعراض باركنسون كالصلابة والإرتعاشات والأعراض الباركنسونية الأخرى.
في كل الأحوال ينصح بتجنب إعطاء ال Levodopa عند الإصابة بزرقة العين وعند مرضى القلب وفي حال الإصابة بالقرحة المعدية المعوية وعند مرضى القصور الكلوي وفي بعض الأمراض النفسية.
2- البروموكريبتين :
هو دواء إرغوتاميني مشتق من أحد قلويدات مهماز الشيلم. يؤثر كمقوي لمستقبلات الدوبامين ويشارك في كثير من الأحيان مع ال Levodopa. وتزاد جرعته تدريجياً خلال 2 إلى 3 أشهر. وتشاهد آثار جانبية لهذا الدواء مشابهة إلى حد كبير الآثار الجانبية لمركب ال Levodopa من اضطرابات هضمية وقلبية وعائية ونفسية، وتزول هذه الآثار فور التوقف عن العلاج.
3- الأمانتادين :
استعمل هذا الدواء كمضاد للفيروسات، لكنه يمتاز بأنه يرفع تركيز الدوبامين في الجسم المخطط عند المصابين بداء باركنسون. وقد ثبت بأن هذا الدواء يعالج الإضطرابات العصبية اللاحركية بينما لايعدل إلا قليلاً الصلابة العضلية والرجفانات.
لهذا الدواء آثاراً جانبيةً عديدةً كهبوط الضغط الإنتصابي المعتدل وبعض الإضطرابات الهضمية الخفيفة، كما أنه قد يحدث في بعض الأحيان وذمات في الأطراف السفلى وبعض الإضطرابات النفسية وأرق.
لايعطى الأمانتادين للنساء الحوامل ولا لمرضى الصرع ومرضى القصور الكلوي وعند وجود أمراض نفسية.
4- مضادات داء باركنسون المضادة للقدرة الكولينية :
وأهمها المركبات الطبيعية وهي قلويدات نبات اللفاح، أي الأتروبين والسكوبولامين، وقد استعملت هذه القلويدات لقدرتها على المعالجة العرضية لداء باركنسون وبخاصة الرجفانات وزيادة الإلعاب الناجمين عن زيادة تنبيه الجملة العصبية نظيرة الودية. بمعنى آخر أن هذه المركبات تخفف أعراض داء باركنسون بتأثيرها المعاكس للأستيل كولين.
ولكن بالرغم من أن استعمال هذه القلويدات مفيد يبدو أن تأثيرها على أعضاء أخرى من الجسم والآثار الجانبة التي تحدثها والتي تبدو بجفاف الفم ونقص الإفرازات وتباطؤ ضربات القلب وتوسع الحدقة قد حدت كثيراً من استعمالها. لذلك فالدواء المثالي المضاد لداء باركنسون يجب أن يملك تأثيراً في الجملة العصبية المركزية وتأثير محيطي مضاد للموسكارين خفيف جداً، وهذا ما نجده في مضادات باركنسون الصنعية كمشتقات البيبيريدين ومشتقات البنزيدرول ومشتقات الفينوتيازين.