الأدوية المضادة للصرع

dr.Ali

الصرع :
يعرف الصرع عند الإنسان بأنه اضطراب اشتدادي في نظم القشرة الدماغية ونميز ثلاثة أنواع للصرع :
1- الصرع الكبير : يتصف بحدوث اختلاجات مقوية وارتجاجية مع فقد وعي، كما يبدو على مخطط الدماغ الكهربائي انفراغ شحنات حادة (موجات) بتردد قدره 15 – 40 حلقة في الثانية، وهذه النوبة الصرعية المعممة ذات منشأ دماغي متوسط.
2- الصرع الصغير : تتصف مثل هذه النوبات الصرعية بفقد وعي واختلاجات عضلية متوضعة وبظهور موجات على مخطط الدماغ بتردد 3 حلقات في الثانية.
3- الصرع النفسي الحركي : يكون المريض واعياً والنوبة متوضعة في منطقةٍ ما من الجسم أو في طرف من الأطراف، وتبدو بحدوث حركات نمطية غير منتظمة متكررة ويبدو لها هيئة حركات مقصودة، وعلى مخطط الدماغ تبدو موجات غير منتظمة بسعة كبيرة وبتردد 4 حلقات في الثانية.
إلا أنه من الأهمية بمكان الإشارة إلى أنه قد تحدث نوبات اختلاجية غبر صرعية وتكون ذات منشأ مختلف، فقد تكون ناجمة عن :
1- انخفاض كالسيوم الدم
2- انخفاض سكر الدم
3- نوبة بورفيريا حادة
4- السبات الكبدي
5- الهذيان الكحولي
6- الإختلاجات النفاسية
7- نقص السوائل عند الأطفال
8- الحمى التي تصيب الأطفال حديثي الولادة
9- نقص فيتامين b6 الناجم عن المعالجة بالإيزونيازيد


آلية تأثير الأدوية المضادة للصرع :
بالرغم من انتماء مضادات الصرع إلى مجموعات كيميائية مختلفة، إلا أنها تكاد تؤثر جميعها بالآلية نفسها أي :
1- إنقاص الإنفراغ الكهربائي للخلايا العصبية المصابة بالبؤرة الصرعية.
2- رفع عتبة تنبيه الخلايا العصبية الطبيعية وذلك بتغييرها قابلية نفوذ هذه الخلايا للشوارد، إذ أنه في الواقع تبدي الخلايا المصابة وظيفة كهربائية مرتفعة تحدث تنبيهاً داخل الجمجمة.
إضافةً لذلك فإن معظم أدوية الصرع لها خصائص مضادة لإختلاج العضلة القلبية تعود إلى أنها تنقص خاصة التوصل القلبي.

وتقسم الأدوية المضادة للصرع على النحو التالي :
أولاً – الأدوية المضادة للصرع الكبير :
وهي بشكل أساسي المركبات الباربيتورية والهيدانتوئيدات ومشتقاتها التي تعتبر الأدوية النوعية للداء الكبير ونذكر منها :
1- الفينوباربيتال :
سبق ودرست خصائص هذا المركب مع الأدوية المنومة ونضيف هنا بأنه فعال في الصرع الكبير وبمقدار 100 إلى 300 ملغ عن طريق الفم، والمعالجة به يجب أن تستمر بدون انقطاع وإلا فإن النوبات تتفاقم وتصبح أكثر تكراراً، إلا أن استعماله لايخلو من حدوث الآثار الجانبية التي ذكرناها.
2- الكلونازيبام :
دواء من مضادات الصرع الحديثة والمشتقة من البنزوديازبين.
خصائصه الدوائية : يستعمل هذا الدواء في أنواع الصرع كافةً وخاصةً في مرحلة الغيبوبة في الصرع الصغير وهو علاج قيم لنوبات الصرع الكبرى، ويؤدي إلى عودة مخطط الدماغ إلى الحالة الطبيعية، إضافةً لتأثيراته السابقة فهو مهدئ.
آثاره الجانبية : يتصف هذا المركب بأن سميته ضعيفة، كما أنه ليس له تأثير مشوه للأجنة، غير أنه يسبب التركين والهدوء والإرتخاء العضلي كما يلاحظ أحياناً اضطرابات حركية وضعف عقلي واضطرابات تنفسية وهضمية.
يهيأ هذا المركب بشكل مضغوطات أو نقاط أو حبابات للحقن.
3- الفينيتوئين :
دواء من زمرة الهيدانتوئيدات.
خصائصه الدوائية : يتصف الفينيتوئين بفعالية ضد نوبات الصرع الكبرى بجرعات يومية 200 إلى 400 ملغ عن طريق الفم دون أن يحدث الخبل أو النعاس، وهو أيضاً كغيره من مضادات الصرع يرفع عتبة تنبيه الخلايا العصبية ويحد من انتشار الشحنات المخلجة من البؤرة الصرعية باتجاه الأعضاء المختلفة، ولذلك فهو يستعمل خاصةً في الصرع الكبير والنفسي الحركي، إضافةً لذلك فهو
يرفع عتبة تنبيه خلايا العضلة القلبية ومن هنا تبدو فائدته كمادة مضادة لإضطراب نظم القلب. وأخيراً فإن هذا الدواء يعبر المشيمة ويتواجد في البلاسما الدموية للطفل حديث الولادة.
آثاره الجانبية : استعماله باستمرار يبدي آثاراً جانبية عديدة مثل : الرأرأة – فقد التوازن – الرؤية المضاعفة – النعاس والوهن. إضافةً لذلك يمكن أن تظهر الآثار الآتية : الغثيان – صعوبة ابتلاع الطعام – فقد حاسة الذوق – فقد الشهية للطعام – فرط نمو اللثة – التهاب أعصاب متعدد – فقر دم - زيادة نمو الشعر وارتفاع سكر الدم.
لكن وبالرغم من هذه الآثار الجانبية الكثيرة فإنه يعد من الأدوية الجيدة لمعالجة الصرع الكبير.
التداخل الدوائي : التداخل بين هذا المركب والأدوية الأخرى معروف تماماً، إذ يزداد تركيزه بوجود بعض الأدوية مثل الديسولفيرام بسبب تثبيط هذه الأدوية للخمائر المسؤولة عن استقلاب الفينيتوئين، كما أن تراكيزه تنخفض بمشاركته مع الكاربامازبين. وأخيراً فإن كلاً من الفينيتوئين والفينوباربيتال ينقصان التراكبز الدموية لعدد كبير من الأدوية كالديجيتوكسين والديكومارول.

ثانياً - الأدوية المضادة للصرع الصغير :
تنتمي هذه الأدوية إلى مجموعتين :
1- مجموعة الوكسازوليدين ديون وأهم مركباتها التريميتاديون
2- مجموعة السوكسينيميد التي تضم ثلاثة مركبات لها تركيب كيميائي مشترك هي الإيتوسوكسيميد والفينسوكسيميد والميتسوكسيميد.

ثالثاً – الأدوية المضادة للصرع النفسي الحركي :
أهم أصنافها الدوائية هي :
1- الكربامازبين أو التيغريتول :
خصائصه الدوائية : يتصف بأنه فعال ضد نوبات الصرع الكبرى والصرع الحركي وضد نوبات الصرع المختلط، إذ يعد في مثل هذه الحالة دواءً أساسياً. كما يستفاد منه لمعالجة الإضطرابات السلوكية المرافقة للصرع عند الأطفال، كما أنه يسبب إضافةً لما سبق ارتخاءً عضلياً كما أنه ذو


خواص مهدئة نفسية، ونظراً لإنقاصه جهد عمل العصبونات على مستوى البصلة السيسائية فإنه يعد من الأدوية المستعملة لمعالجة آلام العصب مثلث التوائم.
آثاره الجانبية : خفيفة وتبدو بشكل نعاس وآلام رأسية ودوار وبعض الإضطرابات الجلدية والعينية ونقص عابر في الكريات البيض.

من الأدوية الأخرى المضادة للصرع نذكر :
1- الفالبروات أو الديباكين :
يستعمل هذا الدواء كمتمم مع بقية أدوية الصرع الأخرى في معالجة الصرع الكبير والصغير والنفسي الحركي، حيث ينظم السلوك لدى المصروعين.
2- السولتيام أو الإيليزال :
مركب سلفاميدي له فعالية مضادة للصرع وبخاصة النفسي الحركي.