المصادر الرئيسية للأدوية2

dr.joandr.joan عضو ماسي
المصادر الرئيسية للأدوية
Main Sources of Drugs
ثانياً- المصدر الحيواني Animal Kingdom
يتم استخلاص العديد من المركبات الدوائية من المملكة الحيوانية، وذلك باستخلاصها من أعضاء الحيوانات.
من الأمثلة على هذه الأدوية نذكر:
1- خلاصة الكبد Liver Extract: تُستخلَص من الكبد.
2- زيت كبد الحوت: يُستخلَص من كبد الحوت ويُحَضَّر بشكل (زيت كبد الحوت Cod Liver Oil) أو بشكل شراب (زيت السمك أو أقراص زيت السمك).
 هذه الخلاصات لا تُعطى إلاّ في حالات العوز وذلك للمعالجة المعاوضة Replacement Therapy، فنرى أن أقراص زيت السمك تُعطى في حالات العوز لفيتامينات A وَ D حيث أنَّ:
نقص فيتامين D يُسَبِّب مرض (الكُساح Rickets) وذلك بخفض كمية فوسفات الكالسيوم في العظام، حيث يقوم فيتامين D بوظيفة ترسيب الكالسيوم في العظام أو الأسنان.
 من جهةٍ أخرى فإن من الأخطاء الفادحة التي يقع فيها عامة الناس تناول زيت السمك بشكل يومي وإعطائه لأطفالهم ظَنًّا منهم بفائدته لهم؛ لأن زيت السمك يحوي فيتامينات منحلّة في الدسم ومن ضمنها فيتامين D الذي يرسّب Ca++ على العظام والأسنان مما يؤدي لتكلُّس غضاريف النمو وتوقُّف النمو طولانيًا  تسريع تكلُّس مشاش العظام المسؤولة عن نمو العظام طولاً.
3- الخمائر الهاضمة Digestive Enzymes:
ليباز Lipase بروتياز Protease  أميلاز -Amylase
تربسين Trypsin كيموتربسين Chymotrypsin  كيموتربسين
 التربسين و  كيموتربسين لهما تأثير مضاد للوذمات الالتهابية وحالّ للبروتين، والليباز لهضم الشحوم، الأميلاز لهضم السكريات النشويّة.
4- هرمونات الغدد الصم Endocrine Hormones: وتُستخدَم في المعالجة المعاوضة لنقص هذه الهرمونات في الجسم. ومن هذه الهرمونات نذكر:
I- خلاصة الغدة الدرقية: تحوي على التيروكسين Thyroxin.
II- خلاصة الفَصّ الخلفي للنخامى: تحوي الأوكسيتوسين والفازوبريسين (ADH) [الهرمون المضاد للإدرار] الذي يُعطى على شكل بخاخ أنفي. ويُستخدَم مركب الديسموبريسين كبديل عنه.
III- خلاصة الفَصّ الأمامي للنخامى: تحوي على:
- ACTH: ملوتن. - TSH : منبه للدرق. - FSH: منبّه للجريب. - LH: ملوتن.
كما تحوي على هرمون النمو Growth Hormon (والذي يُعطى في حالة العوز له)، وقد تبيّن أن هرمون النمو البقري غير نافع للبشر.
IV- هرمون الأنسولين Insulin: يُفرَز الأنسولين من خلايا  في جزُر لانغرهانس المتواجدة في البنكرياس. أما الأنسولين البشري فنحصل عليه بتأشيب حمض DNA للعصيات الكولونية Escherichia Coli.
V- الكالسيتونين Calcitonine: يُؤخَذ من خلاصة الغدة الدرقية لسمك السالمون، وأفضل مركباته تُعرَف باسم “Salmon Calcitonine”.
هذا الهرمون يُفرَز في جسم الإنسان من خلايا جارة الجريب (خلايا C) في الغدة الدرقية، وهو يؤدي لانخفاض مستوى الكالسيوم في الدم.
تُفَسَّر آلية تأثير هذا الهرمون على مستويين:
1- مستوى النسيج العظمي: يُثبّط كاسرات العظم، فهو يتثبَّت على مستقبلات خاصة في الخلية كاسرة العظم ويؤدي إلىتثبيطها مما يمنع حدوث الارتشاف العظمي. والارتشاف العظمي هو السبب في حدوث ترقُّق (هشاشية) العظام والتعرُّض للكسور.
2- مستوى الأنابيب البوليّة: يعمل على زيادة طرح الكالسيوم بسبب تثبيط عودة امتصاص الكالسيوم والفوسفات أيضًا.
استطبابات الكالسيتونين: يُعطى في الحالات التالية:
I- ارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم.
II- داء باجيت PAGET الذي يترافق بارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم ويتظاهر بآلام في العظام وخاصةً أسفل الظهر أو الظنبوب أو الورك أو الفخذ، كما يُسَبِّب تشوهاتٍ عظمية وكسور عضوية. هذا المرض يصيب الذكور أكثر من الإناث.
ملاحظة: اسم هذا المرض قريب من مرض آخر يجب أن نفرّقه عن مرضنا هذا وهو (مرض بهجت) الذي يُسَمَّى نسبةً للطبيب التركي "خروسي بهجت" أخصّائي الأمراض الجلدية الذي اكتشف أن لهذا المرض علاقة بالمناعة الذاتية؛ حيث يُسَبِّب:
1- قروحًا في الجلد والأغشية المخاطية في جوف الفم والأغشية المخاطية التناسلية.
2- إنتان القرينة والتهاب العنبة.
3- وتقيُّح البيت الأمامي للعين وتلف العصب البصري فالإصابة بالعمى.
تتم المعالجة بإعطاء مثبطات مناعية مثل الستيروئيدات القشرية ومنها "سيكلوسبورين آزاثيوبرين".
III- نقص الكالسيتونين: الناجم عن الوصول لسن الإياس (أو سن الحكمة كما يقول الدكتور وجيه) بعد إتمام 400 عملية إباضة (عند الأنثى) بعد سن الخمسين وانقطاع الدورة الطمثية،
• يُسَبِّب نقص الكالسيتونين ترقُّق العظام، وهذا المرض يُصيب النساء بشكل أكبر. وتتم المعالجة بتعويض الهرمون الناقص حسب السبب المُحدِث لترقُّق العظام.
• في سن الحكمة تحدث تغيرات عديدة منها: آلام عظمية وترقُّق عظمي، وينجم عن أسباب كثيرة منها: 1- نقص الاستروجين. 2- نقص الكالسيتونين.
3- نقص الكالسيوم (ويتم تعويضه بتناول الألبان والأجبان..)
• عند وصول المرأة لسن الإياس يُفَضَّل أن تخضع لاختبار كثافة التمعدُن العظمي (B.M.D) Bone Miniral Density الذي يُبيّن حالة العظام. ثم نُجري بعده الاختبارات اللازمة لتشخيص نقص الكالسيتونين ومعرفة درجة النقص.
IV- الاستعمال المديد للكورتيزون الذي يُسَبِّب تَثَقُّب العظام المترافق مع نقص الكالسيتونين: (يُحَضَّر الكالسيتونين على شكل حبابات تحوي كل منها 100 وحدة دولية تُعطى بالحقن العضلي [كل يومين حقنة في العضل على مدى 10 جرعات للحقن العضلي])، كما أمكن لمعمل ساندوز Sandoz تحضير الكالسيتونين على شكل بخّاخ استنشاقي عن طريق الأنف Myacalcic Spray (مرة صباحًا - مرة مساءً).
5- الكابتوبريل CAPTOPRIL:
تمَّ اكتشافه من قِبَل شركة Squibb التي استطاع باحثوها استخلاصه من ذيفان أفعى (الجاراركا Jararca)؛ وهي أفعى سامّة جدًا يصِل طولها إلى 6 أقدام تتواجد في أمريكا الجنوبية.
• هذا المركب خافض للضغط الدموي الشرياني عن طريق تثبيطه للهرمون الرافع للضغط الشرياني.
* المحور الهرموني الرافع للضغط الشرياني (رينين - أنجيوتنسين II - ألدوسترون):
في الانخفاض المفاجئ للضغط الدموي يتحرر الرينين من الجهاز قرب الكبيبة يقوم بتحريض -2 غلوبيولين داخل البلازما هو (مولّد الأنجيوتنسين) ويحوّله إلى (أنجيوتنسين I) الذي هو عبارة عن ديكاببتيد (ببتيد يحوي 10 حموض أمينية) عديم الفعالية [ليس له تأثير مقبّض للأوعية]. وبواسطة الأنزيم المحوّل للأنجيوتنسين (A.C.T) -Angiotensin Converting Enzyme- يتحول إلى (أنجيوتنسين II) الفعال والذي يحوي بدوره على 8 حموض أمينية (أوكتاببتيد باختزال الحمضين الأمينيَين) وهو ذو تأثير مقبّض للأوعية، كما أنه يحرّض إفراز الألدوستيرون (الهرمون القشري المعدني) من قشر الكظر والذي يؤدي إلى احتباس الصوديوم واحتباس الماء في الأوعية الدموية مما يؤدي إلى تقبُّض الأوعية الدموية وزيادة حجم الدم  وارتفاع الضغط الدموي الشرياني.
مولّد الأنجيوتنسين الرنين أنجيوتنسين I ACE أنجيوتنسين II

تقبُّض وعائي تحريض إفراز الألدوسترون

آلية تأثير الكابتوبريل:
1- يقوم الكابتوبريل بتثبيط عمل أنزيم (A.C.E) وبالتالي تثبيط تحوُّل الأنجيوتنسين I إلى الأنجيوتنسين II ما يؤدي لازدياد تركيز الأنجيوتنسين I، وبما أنه غير فعال فهذا يؤدي إلى إيقاف المحور الرافع للضغط السابق ذكره.
2- كما يقوم بتثبيط الأنزيمات المُستقبِلة (المقوّضة) للبرادي كينين  فيرتفع تركيزه  توسُّع وعائي.
- يثبط الأنزيم المستقلب للبرادي كينين فيرتفع تركيزه، وهو موسّع وعائي.
- من المركبات المندرجة ضمن عائلة الكابتوبريل نذكر:
I- رامي بريل. II- ليزينوبريل. III- كيوناريل.
IV- فوزينوبريل. V- إينلابريل. VI- ترندولابريل.
- من أخطر التأثيرات الجانبية للكابتوبريل (مثبطات ACE) بالجرعة العلاجية السعال الجاف.
ملاحظة: توجد مركبات حاصرة لمستقبلات أنجيوتنسين II في مستوى قشر الكظر تعمل على خفض الضغط الدموي مثل: لوسارتان، كاندي سارتان، فالدياسارتان.
ثالثاً- المصادر المعدنية
تُستحضَر العديد من المركبات الدوائية من عناصر معدنية إمّا بشكل شوارد مثل I-، Fe++، Na+، K+، F-، Ca++، Cl-.. أو بشكل أملاح لهذه الشوارد مثل: كلور الصوديوم NaCl - كلور البوتاسيوم KCl - كلور الكالسيوم Ca(Cl)2 - غلوكونات الكالسيوم - يود البوتاسيوم - كبريتات الحديدي.. وتُستخدَم هذه الأدوية في حالات العوز لهذه المعادن.
1- الصوديوم Na والبوتاسيوم K:
معدل الصوديوم الطبيعي (135 - 145) مكافئ الملي/ليتر، أما البوتاسيوم 3.5 - 5,5 معادل (مكافئ) الملي/ليتر. ويُعطى هذان المعدنان على شكل حبابات أو أقراص فوّارة. وذلك بشكل محاليل أملاح هذه الشوارد بشكل كلور NaCl, KCl.
2- الفلور F: وهو ضروري لسلامة الأسنان.
3- اليود I:
يُعطى في حالات نقص اليود وفرط النشاط الذي يُسَبِّب ضخامة الغدة الدرقية أو ما يُعرَف بالدُراق، حيث يُعطى محلول "لوغول" المؤلَّف من اليود + يود البوتاسيوم (I2 + KI) على شكل قطرات عن طريق الفم وبجرعات محددة حسب كمية النقص في عنصر اليود.
ملاحظة: الدراق عرَض لعدة أمراض منها:
- فرط نشاط الغدة الدرقية  تتم المعالجة بمحلول لوغول.
- داء شيموتا.
- كيسات الدرق.
- أورام الدرق السليمة والخبيثة. تتم المعالجة جراحيًا
4- الحديد Fe:
للحديد تكافؤان؛ ثنائي (Fe++) وثلاثي (Fe+++) ويُعطى للجسم على شكل كبريتات الحديدي FeSO4 لأن التكافؤ الثنائي أسهل امتصاصًا. أما مركبات الحديد الثلاثي فهي تُرجَع بواسطة فيتامين C (حمض الأسكوربيك الموجود في الليمون والحمضيات) إلى حديد ثنائي.
ملاحظة:
1- إن إعطاء فيتامين C مع الحديد الثنائي يُسَهِّل الامتصاص.
2- ويُرجِع مركبات الحديد Fe3+ إلى مركبات ثنائية التكافُؤ (حديدي).
ملاحظة: الحديد الزائد في الجسم يتكثَّف في الكبد على شكل جزيئات الفيرتين والذي تتكاثَف جزيئاته مُشَكِّلَةً مُرَكَّبًا مرضيًا هو الهيموسيدرين الذي يُنتِج حالة مرضية هي "الهيموكروماتوزيز Hemochromatosis) والتي تُسَبِّب اضطرابًا في وظائف الكبد (تشمُّع الكبد)، كما أنه في "تحدُّد الرئة" تزداد نسبة الحديد في الرئتين وتضطرب الوظائف التنفسية، ونرى أيضًا في "تحدُّد الدماغ" زيادة نسبة الحديد في الدماغ واضطراب وظائفه.
4- غلوكونات الكالسيوم Ca2+ Gluconate:
• تُعطى لحالات نقص الكالسيوم أي عندما تكون نسبة الكالسيوم أقل من 8-10 ملغ/100 مل دم.
• إعطاء الكالسيوم دون أن يكون هناك حاجة له يُسَبِّب زيادة في نسبة الكالسيوم وهذا يحدث تسريع تكلُّس مشاش العظم.
• أمّا عند الأطفال فهو يتكاثف ويترسَّب في العظام ويسرّع عملية التعظُّم (تمعدُن العظم وتصلُّب مشاش العظم) ويتوقف النمو مبكرًا. نلاحظ هذه الحالة عند إعطاء الأم لطفلها الحليب بكميات كبيرة أو مركبات أملاح الكالسيوم باستمرار دون الحاجة إليه.
- وعند ارتفاع نسبة الكالسيوم عن 15 - 20 ملغ/100 مل دم يُسَبِّب التكلُّس وتتشكّل نتيجةً لذلك حصيات في الأنابيب البولية وقصر الطفل.
Notice: تُنصَح السيدات في سن الإياس بتناوُل المركبات والأغذية الحاوية على الكالسيوم وذلك بعد معايرة مستوى الكالسيوم الذي يكون طبيعيًا في التحاليل الطبيّة بمستوى 8-10 ملغ/100 مل دم.
5- أملاح الذهب Gold Satls:
الذهب “Au” هو عنصر خامل له ألفة كبيرة للاتحاد مع الكبريت، وقد أمكن تحضير أملاح الذهب بنوعين من المركبات:
أ- أملاح الذهب المائية: تُمتَصّ بسهولة أكثر وهي شائعة الاستعمال، ونذكر منها:
Na Aupothiomalate، Na Aurothiosulfate.
ب- أملاح الذهب الغرويّة: بطيئة الامتصاص، ونذكر منها: Aurothioglucose, Aurthoglicanide
وتُعطى أملاح الذهب بكافة أنواعها عن طريق الحقن العضلي فقط، ولا تُعطى وريديًا أو تحت الجلد لأن لها تأثيرات سُمّية خطيرة جدًا، لكن تمَّ تركيب مركب من أملاح الذهب يُعطى عن طريق الفم على شكل أقراص.
• فائدتها: يُستفاد من أملاح الذهب في معالجة الحالات المترقية (وليس الخفيفة) من التهاب المفاصل الرثواني Rheumatoid Arthritis.
• تتظاهر هذه الحالة المترقية بالأعراض التالية:
- عجز شديد في المفاصل وخاصةً مفاصل الأصابع ومفصل الركبة.
- تنكُّس شديد في الأنسجة المصلية المحيطة بالمفصل.
- قد تصل هذه الأعراض إلى حدّ أن يصبح المريض غير قادرٍ على الحركة ومُعاقًا تمامًا.
- تتشكّل عقيدات عند نهاية السلاميات مما يؤدي إلى عجز في وظائف الأصابع.
6- أملاح الليثيوم:
- سيترات (ليمونات) الليثيوم Lithium Citrate.
- كربونات (فحمات) الليثيوم Lithium Carbonate.
يُستخدَم هذان المركّبان في علاج "أمراض الذُهان" وهي من الأمراض الخطيرة التي تُصيب الكيان النفسي وتُسَبِّب ما يُعرف باسم "الشيزوفرينيا" أو الفصام ومرض الذُهان الكبريائي (جنون العظَمة) أو نظير الزَّور، كما تُستخدَم في حالات الهوَس (الجنون) وما تحت الهوَس (ما تحت الجنون).
- لأخذ العلم فإنه يوجد فرع في علم الأدوية يُدعى "أدوية التوجيه النفسي" وهي تختصّ بمعالجة أمراض الكيان النفسي.
- وتُصَنَّف أدوية التوجيه النفسي إلى الفئات الثلاث التالية:
1- الأدوية الحالّة للقلق (المضادة للعُصاب): يُراجِع المريض الطبيبَ من تلقاء نفسه، حيث يترافق العُصاب أحيانًا بما يُعرَف بالأمراض النفسية البدنيّة Psychosomatic Symptoms.
2- الأدوية المضادة للاكتئاب (للحزن والإحباط): يُراجع المريض الطبيب أيضًا، وتترافق الحالة مع إهمال للوظائف الاجتماعية "الروتينية" والانطواء على الذات وعدم مخالطة الآخرين "الانطواء الذاتي".
3- الأدوية المضادة للذهان Antipsychotic Drugs: حيث تتصف أمراض الذُّهان الخطيرة بنظرة سوداويّة للحياة واعتبارها غير ذات قيمة ويُصاب المريض بالهلوسة والهذيان والعيش في عالم آخر، فيأتي به أهله للطبيب (وذلك لأن المريض لا يعلم أنه مريض).
رابعًا- المصدر الصنعي Synthetic Source
تُستخلَص بعض المركبات الدوائيّة من تفاعلات كيماوية عضوية، ولإيضاح ذلك نُورِد بعض الأمثلة:
1- مركبات الباربيتورات Barbiturates:
هي مركبات صنعية مثبّطة للجملة العصبيّة المركزية مُحدِثَة للإدمان.
أ- الجرعات الصغيرة: مُهَدِّئة ومُرَكِّنة وتُستخدَم في حالات القلق والتواتُر والمخاوف وعند تجهيز المريض للعمليات الجراحية.
ب- الجرعات الكبيرة: هي ثلاثة أمثال الجرعات الصغيرة، تكون منوِّمة وتُستخدَم في حالات الأرق وصعوبة النوم.
جـ- الجرعات السُميّة: هي عشرة أمثال الجرعات المُنَوِّمة، تُوصَف بالخطأ من الطبيب أو تُؤخَذ بقصد الانتحار، تكون سامة ومُميتة.
وسوف ندرس الباربيتورات مع فئة الأدوية المضادة للقلق وليس لها أي تأثير مُسَكِّن للألم.
الاصطناع الكيماوي للباربيتورات:
تمَّ اصطناع الباربيتورات بالخطوات التالية:
1- يتم التفاعُل بين مادة البولة العضوية (Urea) CO(NH2)2 ومادة عضوية أخرى هي حمض المالونيك Malonic Acid وذلك حسب التفاعل التالي:
ماء + حمض الباربيتوريك Barbitoric Acid  حمض المالونيك Malonic Acid + بولة Urea
• نلاحظ أن التفاعل ينتج جزيئتَي ماء (H2O) وحمض الباربيتوريك الذي دُعِيَ (مالونيل يوريا)، وبعد إجراء التجارب على هذا الحمض تبيَّنَ أن ليس له أي تأثير مثبط أو منشّط للجملة العصبية المركزية، وأُغلِقَ بذلك ملف هذا الحمض.
2- مع تطوُّر العلوم الكيميائية وفي عام 1903 أُعيدَ فتح هذا الملف وتَمَّ تبديل ذَرَّتَي الهيدروجين للكربون (C5) بجذرَي إيتيل (C2H5) فتم الحصول على مركب الباربيتون Barbiton ذي الصيغة الموضّحة بالشكل المجاور. وبعد تجربته على حيوانات التجربة تبيّن ما يلي:
- للباربيتون تأثير منوّم بالجرعة الكبيرة 300 - 600 ملغ.
- له تأثير مهدّئ ومركّن بالجرعة الصغيرة 100-200 ملغ، وهي ثلث (1/3) الجرعة المنوّمة.
3- بعد عشر سنوات، وفي عام 1913م تمّ اكتشاف ثاني مركب باربيتوني وهو "الفينوباربيتون Phenobarbitone) وذلك بتبديل أحد جذرَي الإيتيل للكربون C5 بجذر "فينيل C6H5".
للفينوباربيتون تأثير نوعي خاص مضاد للصرع والاختلاج العضلي وذلك بجرعة قدرها 2 - 2.5 ملغ/1كغ من وزن الجسم ويُؤخَذ على جرعتين وذلك بسبب تأثيره الطويل، كما أن له نفس تأثير جرعات الباربيتون الصغيرة والكبيرة.
تصنيف الباربيتورات:
تمَّ تصنيف الباربيتورات في أربع فئات وذلك تبعًا لمدة تأثيرها:
• الفئة الأولى: طويلة التأثير Long Acting:
I- الباربيتون Barbitone.
II- فينوباربيتون Phenobarbitone.
ومدة تأثيرها 12-24 ساعة.
• الفئة الثانية: متوسطة التأثير Intermediate Acting:
I- أميلوباربيتون Amylobarbitone.
II- بيوتاباربيتون Butabarbitone.
الجرعة تعادل 100 - 200 ملغ ومدة التأثير 6-8 ساعات.
• الفئة الثالثة: قصيرة التأثير Short Acting:
I- بنتوباربيتون Pentobarbitone.
II- سيكوباربيتون Secobarbitone: مدة التأثير 2-4 ساعات.
• الفئة الرابعة: قصيرة التأثير جدًا Ultra Short Acting:
- مدة التأثير 20-30 دقيقة.
- تُستخدَم مركبات هذه الفئة في التخدير العام في غرف العمليات.
I- صوديوم ثيوبنتون Na - Thiopentone:
- يبدأ مفعوله بعد 8-10 ثوان من إعطاء الجرعة التي تبلغ 5 - 7 ملغ/1 كغ من وزن الجسم.
- وهو يُحَضَّر بشكل (بودرة Powder) بتركيز 2.5 %.
- إن سبب سرعة التأثير هو: استبدال ذرة الأكسجين في ذرة الكربون C2 بعنصر الكبريت مما يُكسبه التأثير المنوّم خلال مدة قصيرة.
- يُعطى هذا المركب حقنًا وريديًا ولا يجوز إعطاؤه خارج الوريد بسبب تفاعله القلوي الذي يُحدِث تنخُّرًا شديدًا وآلامًا شديدة في الشريان، وقد تصل التأثيرات إلى انسداد الشريان وبتر الطرف بسبب تشكُّل الخثرات.
- مدة التأثير 20 - 30 دقيقة، لذلك بعد بدء العملية بنصف ساعة نُعطي جرعة أخرى.
II- صوديوم هكسوباربيتون Na- Hexobarbitone.
2- السلفوناميدات Sulfonamides:
تمكّن الباحث الألماني دوماك عام 1930 من اكتشاف أول مركّب سلفاميدي، ودُعي باسم سلفانيل أميد.
طريقة الاصطناع:
تمَّ اصطناع هذا المركب بمحض الصدفة عندما أتى هذا الباحث بمادة صباغية كيماوية كانت تُستخدَم لتلوين الجراثيم وهي (أحمر البرونتوزيل Red Prontozil) وبعملية استرجاع بواسطة الأنزيم (آزو ريدوكتاز Azo Reductase) حصل على مركبين أحدهما هو السلفانيل أميد وهو المادة الفعالة، والآخر هو (1, 2, 4 ثلاثي أمينو بنزين 1,2,4 Triaminobenzine) وليس له علاقة بموضوعنا هذا.

1, 2, 4 ثلاثي أمينو بنزين سلفانيل أميد البرونتوزيل الأحمر Red Prontuzil
آلية التأثير:
إن جميع مركبات السلفانيل أميد موقِفة لنمو الجراثيم (كابحة لنمو الجراثيم) Pacterio-static عن طريق آلية التضاد التنافُسي مع حمض PABA (بارا أمينو بنزوئيك أسيد).
س: ما معنى آلية التضاد التنافسي مع PABA..؟
ج: تتصف جميع الخلايا الجرثومية بعدم استطاعتها تمثّل والاستفادة من حمض الفوليك الجاهز إنما ينبغي أن تعتمد على قدرتها على تركيب حمض الفوليك انطلاقًا من 3 مركبات:
I- PABA: بارا أمينو بنزوئيك أسيد. II- حمض الغلوتاميك Glutamic Acid.
III- نواة البتريدين Pteridine.

بينما الخلايا البشرية يمكنها الاستفادة من (أو تمثُّل) حمض الفوليك الجاهز.
وبما أن السلفوناميدات تشبه في تركيبها مركب PABA فإنها تحل محل PABA فيتوقف اصطناع حمض الفوليك (وهو أساسي لنمو الجراثيم) مما يمنع بناء الأسس البورينية والبيريميدينية (عدم تشكُّل الحموض النووية الجرثومية) مما يؤكد أن السلفوناميدات كابحة لنمو الجراثيم.
خامسًا- المصدر الحيوي Biological Source
يتم استحصال العديد من المركبات الدوائية والعقاقير من كائنات حية وحيدة الخلية معظمها من صنف الفطور (Fungus) ومن أهم هذه المركبات:
1- البنسلين Penicilline:
• هو أهم الصادات الحيوية، ويُستخلَص من نوع من الفطور يُدعى الفطور المكنسية Penicillinum Notatum.
• أول مَن اكتشف ذلك الدواء هو العالم ألكسندر فليمينغ عام 1928 عن طريق الصدفة وذلك بملاحظته لبعض مفرزات عفن الخبز الذي سقط في علبة تحوي جراثيم، فبعد زمن لاحظَ خلوّ هذه العلبة من الجراثيم.
• واستمرّ بالعمل على هذا الدواء حتى عام 1940 بمساعدة العالمين شين، فلوري إبراهام.
• البنسلينات (وأهمها البنسلين G) هي مبيدات للجراثيم، تثبط تشكُّل جدار الجرثوم فينحلّ الجرثوم ويُباد.
2- الكلورامفينيكول Chloramphinicol:
• صاد حيوي يُستخدَم في معالجة الحمى التيفية، التي تحدث نتيجة تناوُل الأغذية والمشروبات الملوّثة بعصيات السالمونيلا Salmonella.
• له تأثير موقِف لنمو الجراثيم (مثل السلفوميدات) فهو لا يُبيد الجراثيم.
• يُستخلَص من فطر يُدعى Streptomyces Venzella لأنه أول ما اكتُشِفَ على الشواطئ الفنزويلية.
• يثبّط اصطناع التركيب البروتيني الحيوي لأنه يرتبط مع الريبوزوم في تحت الوحدة 50 S.
3- التتراسكلين: يُستخلَص من نوع من الفطور يُدعى Streptomyces Gresins، وهو كابح لنمو الجراثيم، يرتبط مع الريبوزوم في تحد الوحدة 30 S.
ملاحظة: تختلف إبادة الجراثيم عن كبح نموها؛ فالإبادة تقوم بها مركبات الصادات الحيوية مثل البنسلينات. بينما الكبح تقوم به مركبات السلفوناميدات والكلورامفينيكول والتتراسكلين.

التعليقات

  • a.kannouta.kannout عضو ماسي
    تم تعديل 2008/10/01
    الله يجزيك الخير د.حازم...........موضوع مهم وحلو
    جاري القراءة...................