نعمة التآلف

د.مفدى زهور عدي

بسم الله الرحمن الرحيم


خُلق الإنسانُ وبتركيبته الفيزيولوجية والنفسية نعمةٌ أنعمها الله على الإنسان الذي خلقه في أحسن تقويم, ألا وهي نعمة التآلف.. إنه طبع غريزي يجبل طباعنا على التعرف على بعضنا البعض, ومن ثم التقارب, ومن ثم التآلف...تلك هي سنة الكون وتلك هي العادات الطبيعية...

انظروا معي إلى الأطفال الصغار في الروضات, ستجدونهم يتعارفون ثم يتلاقون ثم يصادق بعضهم بعضاً, ثم تقوى علاقات الصداقة وتتمتن عرى المحبة والرفقة والتلاقي, فيحزن أحدهم لحزن الآخر ويفرح لفرحه,ويختار كل واحد منهم أصدقاء مقربين إليه يتوافقون مع عاداته وتقاليده ويتجنب الآخرين المخالفين لما يحب ويكره.وكل أفراد المجتمع كذلك من كبيرهم إلى صغيرهم.وقال سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم(الأرواح جند مجندة ما وافق بعضها أئتلف وما تنافر اختلف.)

أحببت ذكر هذه الخاطرة لأنني لمست هذه النعمة الخفية وأدركتها بعد أن كنت مشتركاً في أحد المنتديات الثقافية الهادفة والملتزمة يدعى (الوله) لمدة ثلاثة سنوات كنت أكتب فيه المقالات والخواطر وقصائد الشعر, وأشارك بالنقد وإبداء الرأي...وبه تعرفت على كثير من الأصدقاء وأغلبهم بأسماء مستعارة, ورغم وجود من كان يزعج إلا أنني كنت سعيدا جداً, كنا نطمأن على بعضنا البعض ونسأل عن الغائب, كنا نمارس هواياتنا الأدبية بجو من الأخوة والمرح والألفة والتآلف..وكان التجمع في المنتدى على شكل علاقات روحية وصداقات رائعة...
وطبعا كانت الصداقات من الجنسين ومن مختلف الأعمار...ثم تفاجأنا بان أعلن صاحب المنتدى عن إنهائه لعدم مقدرته على نفقاته لأسباب مادية وغير مادية منها أنه ابتعث للدراسة بكندا فكان مضطراً لفسخ المنتدى وإنهائه ثم نعيته ورثيته بقصيدة أبكت الجميع وبكينا على فراق بعضنا ,,ثم دعونا بعضنا للتواجد بمنتديات أخرى ثم تفرقنا تفرق أيدي سبأ....وصار كل منا يتذكر صديقه بمرارة وحرقة وحسرة..

ولا أقدر على فراق آخر مثل هذا لا سمح الله...

ما هو سر هذا التآلف يا ترى...؟؟!! هل هي تفاعلات كيماوية أم هرمونية؟؟؟؟

كم من زوجة لاتعرف زوجها قبل زواجها وتتزوج بالشكل التقليدي ,ومن ثم يجمعهم البيت وحب التآلف, ومن ثم تزدادالمحبة لدرجة العشق والهيام...ألم يقل تعالى

(لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)صدق الله العظيم..

ولو تقرأون كتاب الفقيه وعالم الإجتماع الأندلسي ابن حزم(طوق الحمامة في الألفة والألاّف)فستجدون به تعريف رائع للتآلف والألفة وشروحات تفصيلية مع امثلة عن تلك النعمة والغريزة المُثلى...

هل شعرتم بمثل هذا الشعور بينكم وبين جيرانكم أو زملائكم او حتى أصدقائكم في المنتديات؟... أتتذكرون التدريب الجامعي وحياة المعسكر بحلوها ومرها؟؟؟ أتتذكرون مثلما أتذكر رفقة العسكرية والمبيت بالمهجع بكل مافيها من ايجابيات وسلبيات لكنها كانت تربطنا بألفة رائعة..؟؟؟

لو تلاحظوا معي حتى المجرمين ذوي القلوب القاسية داخل السجون تتولد لديهم ألفة وعشرة...ما سرها ياترى؟؟

هل يتولد التآلف وتنمو المحبة الروحية النقية هنا مثلاً وتتمتن أواصر الصداقات؟؟.....فليدلِ كلٌّ بدلوهِ

وأرجو إيفادي بآرائكم لأن هذا الموضوع هام جداً بنظري ودمتم بكل محبة وصداقة وألفة وتألف...

nehad

اسمح لي يا دكتور أن أدعوك لزيارة هذه الصفحة على الرابط

نرجو أن تجد المنفعة
http://www.nabulsi.com/text/10nadwat/mawsooakhlak/akhlak-918-20b.php

Dr.Ahmad

حكيم هاد الموضوع حساس جدا و كبير ... الالفة بصراحة انا أؤمن فيها من قول النبي

2/387 ـ وعنه "" ابي هريرة "" عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : (( إذا أحب الله تعالى العبد، نادى جبريل، إن الله تعالى يحب فلاناً، فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي في أهل السماء : إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض )) متفق عليه (228) .

وفي رواية لمسلم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله تعالى إذا أحب عبداً دعا جبريل، فقال : إني أحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول : إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبداً دعا جبريل، فيقول : إني أبغض فلانا، فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه ، فيبغضه أهل السماء ثم توضع له البغضاء في السماء )) (229) .

رياض الصالحين الباب 47

يعني المحبة هي امر ذاتي لحتى كوني محبوب من قبل فلان لازم حب فلان و اظهر هالشي ... و اجمل شي برأيي اني حدا يقلي " إني أحبك في الله " ...

الالفة حكيم في الها كتير مقومات و في كتير دعائم مثلا الاحسان من دعائم الالفة و تقديم الخير من دعائمها , الاحترام من دعائمها .. التعرف على الشخصية بشكل عميق من دعائم المحبة يعني انا مستحيل اني احب شخص ما بعرفو حتى لو كان ملك الاخلاق

و ان شاء الله حكيم بتعوض العلاقات السابقة بعلاقات أجمل و اجمل في العيادة .... لكن أكيد هالفترة عاذرنا بسبب ضيق الوقت و الامتحانات

TAMMAM

لما خلقنا الله زرع فينا هذه النعمة فهي ليست مجرد عادة مكتسبة يكتسبها الانسان اثناء حياته هي عبارة عن روح بداخلنا ........... الألفة بين الزوج وزوجته هبة وضعها الله ......الألفة بين الصاحبين أيضا .......... ولكن العجب ببعض الناس الذين لا يهتمون للألفة بالله هم من ذوي القلوب المتحجرة ...... الله يهديهم يارب

suzy

مشكور دكتور الموضوع فعلا حساس و قد قال رسول الله صلى الله علسه و سلم (المؤمن هين لين يألف و يؤلف و لاخير فيمن لا يألف و لا يؤلف) الألفة نعمة و سر الهي وضعه الله في الأرض رحمة للناس وقد جعل الله تبسم الرجل في وجه أخيه صدقة فالانسان المؤمن الناضج عليه أن يكون مرنا متسامحا و طيب السيرة بين الناس
النقطة التي أود أن أشير اليهاهي توجيه الأطفال منذ الصغر أن يكونو طيبين بطبعهم غير أنانيين كي يألفهم محيطهم و كذلك توجيههم في اختيار أصحابهم و تعليمهم أن يألفو الأشخاص الصالحين(النظيفين _الصادقين _المجتهدين )لأن الأطفال لا يمكنهم التمييز بين الصالح و الطالح و بذلك نبعدهم عن رفاق السوء
أما الكبار فهم فعلا ينجذبون نحو من يشبههم في الطباع أو الميول أو التعليم
أدعو الله عز و جل أن نكون أحبة في الله جميعا في هذا المنتدى الرائع و أن نكون خير خلف لخير سلف لك دكتور مفدى

dr.Hazem

مابعرف شو بدي قول ..ما شاء الله الأخوة الكرام أسهبو بالرد ..و بحب شير لرأي الأخت سوزي بالنسبة لتربية الطفل و حابب أمن على دعائها (اللهم آمين )

د.مفدى زهور عدي

الأخ الدكتور نهاد:

أشكرك على مرورك وتصفحك وارشادك لمقالة هامة للشيخ النابلسي, العالم السمح الجليل. قرأت كلامه وأنصح الجميع بقراءة ما كتب بالرابط,,,لان للموضوع عدة جوانب وأحببت منكم المشاركة بآرائكم...من حيث الجانب الديني, كانت مقالة الشيخ النابلسي كاملة مكملة..وأنتظر منكم التعليقات على الجوانب الاجتماعية والطبية والنفسية...ودمتم..

د.مفدى زهور عدي

أشكرك دكتور احمد على ما تفضلت به من رأي مدعم بالحديث الشريف...وبارك الله بك....ودمتم بكل مودة..

د.مفدى زهور عدي

الأخ الغالي تمام"

رأيك اعجبني((
لما خلقنا الله زرع فينا هذه النعمة فهي ليست مجرد عادة مكتسبة يكتسبها الانسان اثناء حياته هي عبارة عن روح بداخلنا ........... الألفة بين الزوج وزوجته هبة وضعها الله ......الألفة بين الصاحبين أيضا .......... ولكن العجب ببعض الناس الذين لا يهتمون للألفة بالله هم من ذوي القلوب المتحجرة ...... الله يهديهم يارب ))

ودمت بكل محبة ومودة وألفة...

د.مفدى زهور عدي

الأخت الغالية سوزي:

دوما نتطلع لرأيك السديد ووجهة نظرك الثاقبة, لأنك تملكين الخلق الفاضل والتربية الممتازة, والثقافة الجيدة...ما تفضلت به من تعليق أسرني وأثرى موضوعي وزاد الجميع فائدة على فائدة لأن الموضوع له عدة جوانب منها الجانب الروحي والنفسي والإجتماعي بالإضافة للديني......دمت بكل مودة وألفة....

د.مفدى زهور عدي

الأخ الغالي الدكتور حازم:

أشكرك على ردك ..

وبلاشك دوما أحب سماع وجهة نظرك, لأنك مثقف ممتاز وخلوق وصريح وواضح ومحب لزرع الخيرات...وستجد حصاد عملك يوم الدين بالأجر والثواب....و

تواصل الأجيال بالمنتدى شيء جيد....فكلنا أخوة وأحبة في الله...بارك الله بك وبجهدك..

دمعة فرح

بارك الله فيكم الحقيقة موضوع كتير حلو
واحب ان اتكلم عن فكرة قرأتها مرة في إحدى المجلات
وتتلخص بان بعض علماء الطاقة اكتشفوا نوعا من الطاقة التي تحيط بالاشخاص
وهذه الطاقة لها شحنات موجبة وسالبة
وهي السبب الذي يجعلنا نشد الى شخص وننفر من شخص اخر حتى من اول لقاء
او تعامل
ربما لم اقتنع تماما بالكلام
ولم اتتحق من صحته العلمية
ولكنني احسست ان في الموضوع شيئا من الصحة
فانا اميل الى صديقة دون الاخرى دون اي سبب مقنع
واحن الى اصدقاء قدامى لم تعد تربطني بهم الحياة ولكنهم ما زالو ا حتى الان في ذاكرتي
ودعائي ان لا يفرقني عنكم يا اصدقاء هذا المنتدى الذي احسست انني فرد منه وعشت فيه كل معاني التآلف السامية
جزاكم الله عني كل خير

د.مفدى زهور عدي

الأخت دمعة فرح الفاضلة:

أشكرك على مشاركتك وعلى مشاعرك الصادقة, كنت أنتظر هذه الإجابة من أحد من المشاركين وها قد أتت منك.., لأن علماء النفس وجدوا أن النفس والأحاسيس والمشاعر لها ميول وطاقة تتولد من داخل الإنسان عبارة عن شحنات كهر مغناطيسية تؤثر على السلوك فمثلاً من يكره فلان, تخرج هذه الطاقة من نفسه وتسيطر على سلوكه بالعبوس أو التجاهل أو التهرب أو التنافر أو البعد والإجتناب أو حتى بالصمم لحديثه أو تبتعد نظرات العينين عن ذلك الشخص وتميل النفس الشريرة لمزيد من السلوكيات المعادية.ومن يعجب بشخص ما ويتكرر الإعجاب لديه, ويتطور إلى الألفة والمحبة,يتولد لديه طاقةوتجاذب نحو هذا الشخص بغض النظر عن انه من جنسه أم من جنس مخالف(وهنا نتكلم على توافق روحاني فقط)هذه الشحنات تأمر كل حواسه بأن تتهيج وتشتاق وتتابع أخبار هذا الشخص, إذن المحبة الروحية هي نعمة من الله, والألفة هي نوع أقوى من المحبة ونتيجة لها, وهي مرحلة متطورة للمحبة حيث بالعامية نقول على الصديق المقرب بأن فلان (ولفي) وعند الوليف يشعر المرء بالأمان..

إن الفقيه الأندلسي ابن حزم تحدث مطولاً عن هذه العلاقات ولم يذكر مطلقاً العلاقات المحرمة لانه فقيه ومتمكن بمعرفة الحلال والحرام ولم يخرج عن الالتزام الخلقي برسالته طوق الحمامة وبدأ حديثه بوجود تلاقي للأرواح يمثل له باجتذاب المغناطيس للحديد من ميل فطري ويصف حالات الحب وماهيته ويقول برسالته عن تلاقي الأرواح وتمازجها واتصالها او تباينها وانفصالها..ورسالته طوق الحمامة في الألفة والألاف ترجمت إلى عدة لغات عالمية لأهميتها من الناحية النفسية والإجتماعية....وأنصح جميع القراء بالإطلاع عليها....

أشكر الأخت دمعة فرح على تعليقها وأدعو الله بأن يحافظ على الألفة والألاف بين جميع الأعضاء في هذا الصرح الذي يجمعنا..

ريمي

لا تعليق على ماكتب سوى أن هذا الموضوع هام جدا ومميز جدا
وأنت يادكتور مفدى كنز جميل وقيم يجب أن ننهل منه جميعا في هذا المنتدى
أتمنى لك الصحة وطول العمر

د.مفدى زهور عدي

الأخت الفاضلة والمشرفة القديرة ريمي:

بارك الله بك وأعانني الله على دوام التواجد بين أخوة وأخوات..نخبة من المثقفين والمثقفات....

نتبادل الأفكار بجو من الحوار ونستفيد من بعضنا ونبحث معاً مواضيعَ اجتماعية وتربوية وأدبية ونجول بالأفكار ونغوص بكل ماهو مفيد....وللشعر والأدب اهتمام..اتوق للمشاركات وأشجع على كتابة الأدبيات..أطمح دوماَ لأكبر عدد من المشاركات وبتواصل مستمر....رجاء منك أخت ريمي وأنت مشرفة في هذا القسم بالتواجد اليومي قدر الإمكان....ودمت بكل مودة..