الصيدلة النووية

دكتوربالفطرة

صارت الصيدلة النووية تخصصاً بسبب التطور الذي حدث في مجال الطب النووي، الذي اعترف به كتخصص من قبل "الاتحاد الطبي الأمريكي" في أوائل السبعينات من القرن الميلادي المنصرم.
يرتبط التاريخ المبكر للصيدلة النووية بالطب النووي، حيث يدين الفرعان في وجودهما إلى محطات سبقت التعريف المحدد لكل منهما بوضوح. فعلى سبيل المثال، فإن اكتشاف الإشعاع الذي يحدث بصورة طبيعية كان على يد هنري بيكويريل Henri Becquerel، ثم أن مبدأ تتبع عنصر مشع بفضل قدرته على الإشعاع tracer principle جاء على يد جورج دي هيفيسي George de Hevesy. وفي عام 1925م حدث أول تطبيق للمتتبعات المشعة في البحوث الطبية، وذلك في دراسة كل من هيرمان بلمغارت Hermann Blumgartوسوما ويس Soma Weiss لسرعة دوران الدم. وتوالت التطورات تدريجياً، وكان من أهمها آلة التصوير بأشعة غاما gama camera، ومولد ت س-99م Tc-99m generator سنة 1964م. هذه التطورات هي التي مهدت الطريق لبزوغ الصيدلة النووية كمجال للعمل التخصصي وبالتالي ابتداع فرع الصيدلة النوويةSection on Nuclear Pharmacy سنة 1975م.

وقد تشجع الصيدلانيون للاهتمام بأمر النشاط الإشعاعي قبل مدة طويلة من ظهور فرع الصيدلة النووية، فقد كتب كل من ويليام إتش براينر William H. Briner و جون إي كريستيان John E. Christianمقالات حول الموضوع، كما أسهما بوسائل أخرى في ظهور هذا التخصص.
فقد قام الأول بتدريب العديد من الصيدلانيين الذين كانت لهم إسهامات في تطور الصيدلة النووية، كما أسس العديد من المبادىء والطرق الهامة في هذا المجال. أما الثاني، الذي كان أستاذاً يافعاً في مدرسة الصيدلة في جامعة بوردو، فقد كان أول من وضع مقرراً في الجامعات الأمريكية لتدريس الموضوع في محاضرات نظرية وفي تجارب عملية. وقد عمل بهمة عالية في النشر والمؤتمرات والتدريب، وقد كان لكثير ممن تدرب تحت يديه إسهامات معتبرة في هذ المجال.
وفي أوائل سنوات العقد السابع من القرن العشرين التقى عدد من الممارسين للصيدلة النووية وأكدوا وجود حاجة ملحة لمنظمة لممارسي الصيدلة في مجال الطب النووي أن يجتمعوا لما فيه فائدة للصيادلة ولخدمات الطب النووي. وقد توالت الجهود لتتكلل باقتراح إنشاء "قسم للصيدلة النووية" في "أكاديمية المهن العامة"، (تسمى حالياً أكاديمية ممارسة الصيدلة وإدارتها)، وقد تحقق ذلك في 23 أبريل 1975م، وهذا هو يوم ولادة "فرع الصيدلة النووية".

وبعد ثلاث سنوات من الولادة تمت إجازة "معايير ممارسة الصيدلة النووية"، وبهذ حقق تخصص الصيدلة النووية السبق كأول تخصص مهني يعترف به رسمياً من بين المهن الصيدلية. وفي سنة 1982م تم منح أول شهادات البورد في الصيدلة النووية لما عدده 72 صيدلانياً.

إشعاعي:
عند سماعك كلمة "إشعاعي" حالاً تتكون لديك صورة عن الخطر والإصابة, ولكن في الواقع الأشعة موجودة في حياة كل شخص بأشكال مختلفة دون أن يعلم. الأشعة الكهرومغناطيسية تبعث بها إلينا الشمس كل يوم، وتبعث بها محطات الراديو والتلفاز، الرادارات المستخدمة لتعقب الطائرات. ولكننا في الصيدلة النووية نهتم بالتحديد بنوع من الأشعة يسمى الأشعة النيوكليدية (النويدية ) radionuclides.

ماهي النيوكليدة وكيف تشع؟:
النيوكليدة nuclide هي نواة ذرة ذات مكونات محددة، أي عدد محدد من البروتونات، وعدد محدد من النيوترونات، ومحتوى محدد من الطاقة. وحينما تتساوى نيوكليدات عنصر معين في عدد البروتونات، ولكن تختلف في عدد النيوترونات، فإن هذه النيوكليدات تسمى نظائر. وحينما تحتوي نواة الذرة، أياً كان سبب ذلك، على كمية فائضة من الطاقة، فإن الذرة تسمى نيوكليدة مشعة/نويدة مشعة/راديونيوكليدة radionuclide. والنيوكليدات المشعة غير مستقرة، ولكي تستقر فعليها التخلص من هذا الفائض بلفظه أو بعثه بشكل أشعة تسمى أشعة غاما gama rays. أي نيوكليدة/نويدة عددها الذري (= عدد البروتونات) أكبر من 83 فإنها نشطة إشعاعياً، وهذا لا ينفي النشاط الإشعاعي عن بعض النيوكليدات ذات العدد الذري الأقل من 83.
وفي الوقت الذي توجد فيه نيوكليدات مشعة في البيئة بصورة طبيعية، فإن هناك نوعاً آخر من النيوكليدات المشعة هو من صنع الإنسان، وتسمى "النيوكليدات المشعة الصناعية artificial radionuclides". ويتم انتاج هذا النوع في السيكلوترون cyclotron، أو في أنواع أخرى من مسرعات الجسيمات، حيث يتم قذف النواة المستقرة بجسيمات معينة (بروتونات، أو نيوترونات، أو إلكترونات، أو خليط منها)، وبهذا نحيل النواة من مستقرة إلى غير مستقرة، وبالتالي نجبرها على إصدر إشعاعات نيوكليتيدية من أجل أن تستعيد استقرارها.

تطبيقات الصيدلة النووية:
كما قلنا سابقا أن الصيدلة النووية جاءت تبعاً للطب النووي, وبالتالي هي تدخل في التشخيص والعلاج الخاص بالطب النووي .حيث وفرت العمليات النووية ميزات فريدة في الدراسات التشخيصية؛ منها قدرتها على توثيق معرفة التركيب, و القدرة الوظيفة لنسيج أو عضو ما, على خلاف الإجراءات التشخيصية الأخرى التي يمكن أن تستعمل لدراسة غرض واحد إما التركيب أو الوظيفة فقط.

لدينا هذا المقطع يتكلم عن الطب النووي ويوضح طرق الكشف في الطب النووي وأنهم يستخدمون مواد صيدلانية مشعه (radio pharmaceutical) قبل عملية التصوير بالأشعة.
وفيه أيضاً إيضاح لطرق الكشف في الطب النووي باستخدام المواد الصيدلانية المشعة radio pharmaceutical.
متطلبات العمل في الصيدلة النووية:
للعمل في هذا المجال يجب أن يكون المرء ذو كفاءة وخبرة كافية للعمل ويتم ذلك بـ :
- دراسة بكالوريوس صيدلة.
-"التدريب" الذي ينبغي لغيرهـ من المجالات الصحية عادةً.
على المتدرب التمكن من عدة أمور. أهمها:

-كيفية تركيب وتحضير المواد.

-اتقان التعامل مع الأجهزة المستخدمة.

- بالإضافة إلى وجوب معرفة كيفية التعامل مع المواد المشعة وتحضيرها, عليه أيضاً تحديد نوعية ونقاء إشعاعية المواد.

-الصيدلي مسؤول عن صحته وصحة المريض لذلك يجب عليه معرفة قواعد السلامة سواء في تعامله مع المواد المشعة أو مع الأجهزة المستخدمة.

- التمكن من معرفة التدابير المناسبة في الرعاية الصيدلانية لضمان أفضل النتائج للمريض من خلال إجراءات التشخيص والعلاج وصرف العلاج النووي وتقديم المشورة السليمة للمرضى.

ولمن يريد المزيد

هنا

nehad

نعم انه مجال مهم لك جزيل الشكر

dr.Hazem

بصراحة مافهمت هاد الإختصاص!

صيدولة

مشكور دكتور بالفطرة ع الموضوع الرائع .......
انا مرة شفت تقرير ع العربية عن الصيدلة النووية .بس وقتها انا ماحسيت انو الو علاقة بالصيدلة ..الموضوع كلو كان عبارة عن التعامل مع الجزيئات المشعة ...وطرق حفظها وعدم الضرر منها ..... والتعامل مع اجهزتها ....انوحسيت الموضوع فيزيائي اشعاعي مو اكتر ؟؟؟

the-aspirant

مشكور عالموضوع الجميل.....هاد هو المجال يلي عابتتطور فيه الصيدلة حالياً
مثلاً عن طريقها ابتكروا مضخات أنسولين تزرع داخل البنكرياس لمعالجة النمط الثاني للسكري....وحالياً بدأت تطبيقاتو السريرية بألمانيا وأمريكا

دكتوربالفطرة

مشكورين لمروركم الكريم
اسبيرنت كلامك مزبوط يعني هو اختصاص رائع صيدولة بس بدو واحد يحبه ليبدع فيه