ممارسات الإنسان التي أدت إلى تفاقم مشكلة الانبعاث الحراري

ممارسات الإنسان التي أدت إلى تفاقم مشكلة الانبعاث الحراري:
 حرق الوقود الأحفوري:
يعتبر الفحم الحجري كربوناً خالصاً تقريباً، ويتكون النفط والغاز (الهيدروكربونات) من الكربون بصورة أساسية، ونحن نحرق تلك الأنواع من الوقود في الأكسجين الموجود في الهواء، لإنتاج الطاقة اللازمة للتدفئة، والإنارة، والانتقالات. ويؤدي حرق الوقود الأحفوري في الوقت الحاضر إلى إطلاق 26 بليون طن تقرياً من غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي كل عام.
 صناعة الأسمنت:
تعد صناعة الأسمنت مسئولة عن 5% تقريباً من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يطلقه الإنسان في الغلاف الجوي، حيث تتضمن تلك الصناعة سحق وتسخين صخور الكربونات مثل الحجر الجيري والطباشير، كما تستخدم تلك الصخور أيضاً في صناعة الحديد والصلب وغيرها من العمليات الصناعية.
 إزالة الغابات:
على مدى قرون عدية، دأب الناس على حرق الغابات لزيادة الرقعة الزراعية. مما أثر على توازن غاز ثاني أكسيد الكربون بطريقتين وهما:
الطريقة الأولى:
ينطلق نتيجة لحرق الغابات غاز أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
الطريقة الثانية:
يقل عدد الأشجار التي يمكنها امتصاص ثاني أكسيد الكربون عن طريق عملية البناء الضوئي، صحيح أن الأرض الزراعية تعد بالوعة لثاني أكسيد الكربون، إلا أنها ليست بكفاءة الغابات.
وقد أدت هذه الممارسات الإنسانية إلى زيادة إنتاج الغازات التي تمتص الحرارة، لتتراكم على هذا النحو بكميات كبيرة وزائدة عن الحد في طبقات الجو، وهو ما أدى إلى تعاظم تأثير الصوبة الزجاجية، وبالتالي حبس كميات إضافية من الحرارة زائدة عن الحاجة داخل الغلاف الجوي، مسببة في النهاية ظاهرة الاحترار العالمي (Global Warming) المعروفة اصطلاحاً بظاهرة "الدفيئة" أو "الاحتباس الحراري".

وتشير القياسات العلمية بالفعل إلى ارتفاع الحرارة على سطح الأرض فيما بين 0.4 و0.8 درجة مئوية خلال المئة وخمسون عاماً الماضية، ويأتي هذا الارتفاع بالتزامن مع مستوى انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الجو.
وهل تُنذِر ظاهرة الاحتباس الحراري بالخطر؟
رصدت مراكز البحث والمتابعة لظاهرة الاحتباس الحراري ظواهر وشواهد تؤكد أن هذه الظاهرة في طريقها إلى الاتساع والانفجار، ومن هذه الشواهد:

1- ارتفاع درجة حرارة مياه المحيطات خلال الخمسين سنة الأخيرة؛ حيث ارتفعن درجة حرارة الألف متر السطحية بنسبة 0.06 درجة مئوية، بينما ارتفعت درجة حرارة الثلاثمائة متر السطحية بنسبة0.31 درجة مئوية، ورغم صغر تلك النسب في مظهرها، إلا أنها عندما تقارن بكمية المياه الموجودة في تلك المحيطات يتضح كم الطاقة الهائل الذي تم اختزانه في تلك المحيطات.
2- تناقص التواجد الثلجي وسمك طبقة الثلوج في القطبين المتجمدين خلال العقود الأخيرة؛ حيث أوضحت البيانات التي رصدها القمر الصناعي تناقص الثلج، خاصة الذي يبقى طوال العام بنسبة 14% ما بين عامي 1978 و1998، بينما أوضحت البيانات التي رصدتها الغواصات تناقص سَمك الطبقة الثلجية بنسبة 40% خلال الأربعين سنة الأخيرة، في حين أكدت بعض الدراسات أن النسب الطبيعية التي يمكن أن يحدث بها هذا التناقص أقل من 2%.
3- ذوبان الغطاء الثلجي بجزيرة "جرين لاند" خلال الأعوام القليلة الماضية في الارتفعات المنخفضة بينما الارتفعات العليا لم تتأثر؛ أدى هذا الذوبان إلى انحلال أكثر من 50 بليون طن من الماء في المحيطات كل عام والذي قد يقود إلى ارتفاع مستوى البحار حوالي 7 أمتار في غضون السنوات الألف المقبلة.
4- أظهرت دراسة القياسات لدرجة حرارة سطح الأرض خلال الخمسمائة عام الأخيرة ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض بمعدل درجة مئوية واحدة، وقد حدث 80% من هذا الارتفاع منذ عام 1800, بينما حدث 50% من هذا الارتفاع منذ عام1900.
5- أظهرت الدراسات طوال مدة موسم ذوبان الجليد وتناقص مدة موسم تجمده؛ حيث تقدم موسم ذوبان الجليد بمعدل 6.5 أيام لكل مئة سنة، بينما تأخر موعد موسم تجمده بمعدل 5.8 أيام لكل مئة سنة في الفترة ما بين عامي 1846 و1996، مما يعني زيادة درجة حرارة الهواء بمعدل 1.2 درجة مئوية لكل قرن من الزمان.
تبعات الاحتباس الحراري:
ولعل أهم تبعات ظاهرة الاحتباس الحراري هي التبعات الصحية والبيئية والاقتصادية والأمنية، وكانت تلك التبعات جميعها موضوع دراسات مستفيضة، وتغطية شاملة من قبل وسائل الأعلام، إلا أن التبعات الصحية، وخصوصاً على مدى ونطاق انتشار الأمراض المعدية، لم تحظى بنفس القدر من الاهتمام الإعلامي.

التعليقات

  • nehadnehad مشرف منتدى التغذية و الطب البديل
    تم تعديل 2010/02/27
    والآن انفصل جبل جليدي هائل في القطب الجنوبي