حكايتي صرخة



لا ندري كيف تبدأ الحكاية ..
كيف تخلق تلك الحالة الوجدانية في داخلنا ..
كيف يوجد ذاك الشيء الغريب ذاك الاحساس الذي ننتظره دائما ولكننا لاندري
كيف يمكن لنا أن نتعرف عليه ولكننا مع ذلك نبحث عنه.. وفجأة ودون سابق انذار نراه موجود في داخلنا من دون استئذان ..
من دون ان نعرف أين ومتى وكيف ولماذا؟؟؟؟
أمام هذه الحالة الوجدانية تنعدم الاجوبة ويبقى وحده الاحساس سيد الموقف
يصبح حارسا للأحلام لينطلق بعدها القلب ويتحرر من أضلاع ذلك الصدر الذي يأسره .. ينطلق في رحلته الاولى كطائر تعلم الطيران وغادر عشه الذي وجد نفسه
فيه وتبدات الرحلة ...
محظوظ هو ذاك الطائر الذي يستطيع العودة الى مكمن الامان والراحة الى (الصدر الذي ولد فيه).. محظوظ هو ان عاد سالما كما انطلق منه أول مرة
ولربما الاكثر حظا هو من يستطيع ان يصل الى هناك حيث كان هدفه حين انطلق..
فهناك من يطير بحثا عن صدر أحس أنه عليه ان يذهب اليه وان يستقر فيه بدلا من صدره الذي وجد فيه فيحلق عاليا .. عالياجدا..
وهو يقول لقد انطلقت كي أصل اليه ولاشك أني ذات يوم سأصل .. ويبقى الامل.. يبقى الامل بانه سيصل ولاشك ان الاحساس هو مصدر ذاك الامل
فتطول الايام وتتسارع الشهور وتصبح الشهور سنينا لتصبح رحلة طويلة.. ومازال ذاك الطائر بدون مأوا ويزداد تعبه يوما بعد يوم فقد أعياه طول رحلته
أدمته سهاما لم يكن يدري مصدرها .... وفجأة
يعلم ان ذاك الصدر الذي يبحث عنه وانطلق لأجله هو من أدماه وكان سببا بجراحه..ويستمر الالم بالازدياد ويهرم القلب وهو في رحلته الاولى
ولكنه مازال يقول لقد انطلقت لأجله ولا أظن انه سيتخلى عني ويتركني هكذا تائها في سماء هذا الاحساس .. سأتابع طريقي وسأصل اليه ذات يوم
ربما هو جنون هذا الذي يسمى حبا ... فيغيب العقل ما يؤدي الى انعدام الاحساس بالالم وتكثر الجراح..
ربما الجسد لم يعد يشعر ولكن الروح تصرخ بانها تريد الخلاص والجسد مستغرق في سبات عميق سببه مادة مخدرة عالية الجودة اسمها (الحب)
ولكن حين تغافل الروح ذاك المخدر في لحظة صحوة .. يسمع الجسد صرخة من داخله تقول توقف .. انني أشارف على الهلاك ..
توقف فانت تأخذني الى الفناء..توقف ذاك الصدر كان سرابا كاذبا ... لن تصل
لأن ذاك الصدر لا يبحث عني .. وحتى ان وصلت اليه لن يؤيني ... أرجوك توقف..
ان كنت لم تعد تشعر بالالم فانا لا زلت أشعر به ...لأنني ان لم أحس بشيء فهذا يعني انني ميت او لنقل بانني مت..
فأنا خلقت لأجل كلمة اسمها (الاحساس)من دونها لا معنى لوجودي.. فتوقف لم اعد قادرا على المتابعة ..لأنني أطير خلف سراب
أعدني الى حيث خلقت .. حيث انطلقت .. اعدني الى صدرك ..أريد أن أسترد قوتي ..أن أعود كما كنت كي أستطيع أن ألبي نداء من يبحث عني
كي أستطيع ان أرحل الى ذاك الصدر الذي يناديني..الى ذاك الذي مقدر له أن يؤيني ويحس بي..فتكون تلك الصرخة .. صرخة النجاة ..
ويال ألم تلك الصرخة..
ولكن في ذات الوقت ..
يال قيمة تلك الصرخة ...فهي تعني الامل ... تعني الحياة ... تعني الايمان ..
فيالها من... صرخة

التعليقات

  • تم تعديل 2009/09/14
    ما أمرها من صرخة
    لا تحتاج شهادتي في ما تكتب ياعاشق روحي كل التقدير والثناء لك ولكتاباتك

    حروفك لها حضور رائع
  • تم تعديل 2009/09/14
    مشكور عاشق روحي ع كلماتك الرائعة بارك الله فيك

  • تم تعديل 2009/09/14
    بارك الله فيك
    كلمات تحمل معاني من الالم والجمال و الابداع
    مني اجمل تحية