ثراء النفس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد في كتاب كشف الغطاء في علم الاخلاق للمؤلف محمد حسن القزويني:
قد ذكر القوم لكلّ من الفضائل الأربع أنواعاً ، فللحكمة سبعة :
الذكاء ، أي الملكة الحاصلة من كثرة ممارسة المقدمات المنتجة ، بحيث يسهل بها ترتيب القضايا واستخراج النتائج.
وسرعة الفهم ، أي الانتقال من الملزوم إلى اللازم بحيث لا يحتاج إلى مزيد تأمل.
وصفا الذهن ، أي استعداد النفس لا ستخراج المطلوب من غير تشويش.
وسهولة التعلّم ، أي القوّة الحاصلة للنفس بحيث تتوجّه إلى المطلوب من دون مدافعة الخزاطر المترّقة.
وحسن التعقّل ، أي محافظة العيار الذي يلزم أخذه لاستكشاف المطلوب حتّى لايهمل ما يلزم أخذه ولايأخذ مايلزم تركه.
والحفظ ، أي ضبط ما لخّصه العقل أو الوهم بالفكر أو الخيال من جزئيات الصور.
والتذكّر ، أعني العلم بانه يعلم الشيء حتّى لا يغفل عنه في مقام الحاجة إليه.
للشجاعة أحد عشر نوعاً :
كبر النفس ، أي وثوق النفس بثباتها حتّى لاتفزع في حالة الخوف.
وعلوّ الهمّة ، بأن لايمنعه صعوبة المسلك إلى الجميل عن الإتيان به.
والصبر ، أي قوّة تحمّل الشدائد والأهوال.
والحلم ، أي طمأنينة النفس عن الغضب من غير تأمّل عند عروض الدين والعرض.
والسكون ، أي ملكة الثبات في الحروب والخصومات الواقعة لحفظ الدين والعرض.
والشهامة ، أي حرص النفس على الأمور العظيمة الصعبة طمعاً في الذكر الجميل.
واحتمال الكّد ، أي تحمّل تعب الجوارح في الأفعال الجميلة.
والتواضع ، وهو أنّ لايفضّل نفسه على أحد.
والحميّة ، أعني عدم التهاون فيما يجب حفظه.
والرقّة ، أي التأثّر من تألم أبناء النوع بدون اضطراب.
وللعفّة اثنا عشر نوعاً :
الحياء ، أعني انحصار النفس حال ارتكابها القبيح خوفاً عن المذمّة.
والرفق ، أي حسن انقياد النفس لفعل الجميل تبرّعاً.
وحسن الهدي ، أي صدق الرغبة في التحلّي بالكمالات.
والمسالمة ، أي التسليم حالة المناعة مع القدرة من دون اضطراب.
والدعة ، أي تملّك زمام النفس حين تحرّك الشهوة.
والصبر ، أي إجبار النفس على ترك القبيح مع الرغبة والقدرة.
والقناعة ، أي الاكتفاء بالكفاف في المآكل وغيرها.
والوقار ، أي طمأنينة النفس سحال التوجّه إلى الفعل.
والورع ، أي ملازمة الأفعال الجميلة حتّى لايعتريه قصور.
والانتظام ، أي ملكة ترتيب الأمور على وفق المصلحة.
والحرّية ، أي قوّة للنفس بها تكتسب الأموال من وجهها وتعطي من وجهها وتمتنع من اكتسابها على غير وجهها ، وهذا هو الشائع في كلام القوم ، ولها إطلاق آخر على معنى أعم أعني استخلاص النفس عن أسر العبوديّة للقوّة الشهويّة.
والسخاء ، أي سهولة الإنفاق على أرباب الاستحقاق.
وذكر واللسخاء أنواعاً ثمانية :
الكرم ، أعني سهولة الإنفاق فيما يعمّ نفعه على وفق المصلحة.
والإيثار ، أي البذل مع الحاجة إلى ما يبذله.
والعفو ، أي سهولة ترك المكافاة على الإساءة مع القدرة عليها.
والمروّة ، أي الرغبة الصادقة في إيصال النفع إلى الغير ، كذا قيل ، والحق كما قاله بعض المتأخّرين : أنّها بذل ما لابدّ منه عرفاً ، فافهم.
والبتل ، أي السرور بملازمة المحاسن والمحامد.
والمواساة ، أي تشريك المستحقّين في أقواته وأمواله.
والسماحة ، أي بذل ما لايجب بذله
والمسامحة ، أي ترك بعض ما لايجب تركه.
وللعدالة اثنا عشر نوعاً :
الصداقة ، أي صرف الهمّة في تهيئة ما يحتاج إليه الصديق محبّة له.
والألفة ، أي اتّفاق الآراء في طلب المعاش حتّى يتعاون تعضهم ببعض.
والوفاء ، أي عدم التجاوز عن طريق المواساة.
والشفقة ، أي صرف الهمّة في إزالة المكروه المتوقّع بالنسبة إلى الغير.
وصلة الرحم ، أي تشريك الأقارب مع نفسه في الخيرات الدنيويّة.
والمكافاة ، أي مقابلة الإحسان بالاحسان.
وحسن الشركة ، أي يكون أخذه وإعطاؤه موافقاً للجميع معتدلاً.
وحسن القضاء ، وهو أن يكون إحسانه خالياً عن المّن والأذى.
والتودّد ، أي طلب مودة الأكفاء من أهل الفضل بحسن اللقاء.
والتسليم ، أي حسن التلقّي والرضا بأفعال الله ورسله وأوليائه ، وإن لم يتعقّلها أو لم توافق طبعه.
والتوكل ، وهو تفويض الأمر الغير المقدور له إلى الله.
والعبادة ، أي تعظيم الله وإكرام أوليائه والعمل بموجبات الشريعة ، ولايتمّ الا بالتقوى.
ثمّ إنّ لكلّ من هذه الأنواع كاجناسها طرفي افراط وتفريط ، هي أنواع الرذائل ، وربما لم يكن لأغلبها أسماء معيّنة وألفاظ موضوعة ، لكن بعد العلم بحقيقة الفضيلة يعرف طرفا افراطها وتفريطها ، وإن لم يعرف اللفظ المخصوص.

لنحاول ان نكتشف اسماء الرذائل-عافانا الله منها-او بالاحرى لا يهم تسميتها بقدر ما يهم التخلص منها.

التعليقات

  • الرجل البخاخالرجل البخاخ عضو ماسي
    تم تعديل 2009/08/29
    مشكورة كتير آنسة على المفالات القيمة.............
  • تم تعديل 2009/08/29
    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
  • تم تعديل 2009/08/29
    جزاك الله كل خير
    مشكورة
  • dr.joandr.joan عضو ماسي
    تم تعديل 2009/08/30
    مقالة مميزة جداً دكتورة ...بس الأيام صفء الذهن و سرعة التعلم صارو نادرين للأسف ..