معالجة النسج الداعمة في الممارسة السريرية

الرجل البخاخالرجل البخاخ عضو ماسي
إن مفهوم الأمراض الحول سنية باعتبارها كيانات موضعية تؤثر على الأسنان وجهازها الداعم فقط هو مفهوم بالغ البساطة وبحاجة لإعادة النظر . وبدلا من أن تنحصر في النسج الداعمة فإن الأمراض حول السنية لربما لها تأثيرات جهازية واسعة النطاق . وفي أكثر الأشخاص، هذه التأثيرات قد تكون غير هامة نسبيا أو على الأقل ليست واضحة سريريا. ولكن في الأفراد القابلين للتأثر بسرعة ، على أية حال , فإن الإصابة الحول سنية قد تلعب دورها كعامل خطر مستقل للمرض العام وقد تشترك في الآليات المسببة الممرضة الأساسية لهذه الحالات العامة . علاوة على ذلك , قد تفاقم الإصابة الحول سنية الاضطرابات الجهازية الموجودة .
المرض حول السني و الصحة العامة
الاستعمال الصحيح لمعرفة العلاقات المحتملة بين المرض الحول سني والصحة العامة تتطلب محترفا سنياً ليوسع آفاقه أو آفاقها ، للتراجع عن الجوانب المطلوبة تقنيا للعمل الفني السني ، وللاعتراف بالتجويف الفموي كأحد الأجهزة العضوية الكثيرة ذات العلاقة المتبادلة .
فالإصابة التي تبلغ بحجم الكف على ساق امرأة حامل قد تشكل قلقاً كبيراً للمريض والمشرف على رعايتها صحياً، معطية نتائج سلبية محتملة لهذه الإصابة الموضعية على الصحة الجنينية و الأمومية .
وإن إصابة تقيحية مماثلة على قدم شخص مصاب بمرض السكري ستكون سبباً للاهتمام بالتقييم الفوري والمعالجة العدوانية ببتر القدم ، مدركين تأثيرات مثل هذه الإصابات على السيطرة الإستقلابية لمرض السكري. وبالمثل يجب أن ينظر للإصابة الحول سنية بطريقة مماثلة.
إن التهاب النسج الداعمة هو إصابة بسلبيات الغرام ينتج عنها التهاب شديد ، مع انتشار داخل وعائي محتمل للعضويات المجهرية ومنتجاتها في كافة أنحاء الجسم. على أية حال , التهاب النسج الداعمة يميل إلى أن يكون مرض "صامت"، حتى يؤدي الدمار إلى أعراض حادة. وأكثر المرضى ، بالإضافة إلى العديد من المحترفين الطبيين، لا يعرفون الإصابة المحتملة التي قد توجد ضمن التجويف الفموي.



توعية المريض :
إن توعية المريض هي من الأولويات. فقبل 30 سنة فقط، كانت العوامل المشتركة في إحداث أمراض القلب التاجية chd غير واضحة. وفي الوقت الحاضر، على أية حال، سيكون من الصعب إيجاد فرد يستغرب وجود علاقة بين الكولسترول و مرض القلب.
هذا التغير قد تسارع بالأبحاث التي تظهر بوضوح الخطر المتزايد لمرض القلب في الأفراد ذوي المستويات المرتفعة من الكولسترول ، والتي تليت بجهود التثقيف المركزة لنشر الرسالة من المجتمع العلمي إلى عامة الناس. ومن المهم الاعتراف بأن تلك المستويات المرتفعة من الكولسترول لم يرى أنها تسبب مرض القلب في كل الأفراد ، لكن بالأحرى تزيد خطر المرض بشكل ملحوظ ، ولقد ظهر أيضاً أن الكولستيرول له دور معقول حيويا في النشوء المرضي لأمراض القلب التاجية chd.
بنفس الطريقة، إن جهود تثقيف المرضى في عالم طب النسج الداعمة يجب أن تؤكد طبيعة الإصابات الحول سنية، والخطر المتزايد للمرض الجهازي المرتبط بالإصابة ، والدور المعقول حيويا للإصابة الحول سنية الذي قد يؤثر في المرض الجهازي .
لقد كان القليل من الأفراد يقومون بتقييم مستويات الكولسترول لديهم حتى أصبحت المعرفة عن العلاقة بين الكولسترول ومرض القلب واسعة الانتشار .
على نفس النمط، الإدراك المتزايد للتأثيرات المحتملة للإصابة الحول سنية على الصحة العامة قد تؤدي إلى تزايد طلب المريض لإجراء التقييم الحول سني .
إن وعي المجتمع المتزايد قد ينشأ من الصحف، والمجلات، والمصادر العامية الأخرى .
وعلى أية حال، المصدر الأكثر موثوقية للمعلومات يجب أن يكون من المختصين السنيين والطبيين خلال التواصل اليومي بالمرضى.
الإمرة الحامل عادة تعرف أن الإصابات قد تؤثر على حملها عكسياً . والأشخاص المصابين بمرض السكري عموماً يعرفون بأن الإصابات تضعف السيطرة على سكر الدم . وعلى أية حال، العديد من هؤلاء المرضى لا يعرفون بأن الإصابات الحول سنية الخفية يمكن أن تمتلك نفس التأثير كإصابات أكثر وضوحاً سريرياً .
إن طبيب الأسنان مسؤول عن تشخيص الإصابات الحول سنية ، و تأمين معالجة ملائمة، ومنع تكرار أو نكس أو تعاقب المرض. ولأن العديد من المحترفين الطبيين غير متعودين على فحص التجويف الفموي و الصحة الفموية، فإن أطباء أسنان يجب أن يمدوا يد العون إلى المجتمع الطبي لتحسين عناية المريض من خلال التعليم والتواصل.
على نفس النمط، يجب أن يتم تثقيف المرضى عن الوقاية من المرض. فكما أن المرضى يعرفون بأن تخفيض مستويات الكولسترول قد ينقص خطر إصابتهم بمرض القلب، فإن الوقاية من الإصابة الحول سنية يجب أن تؤكد.
سيكون الطبيب مهملاً إذا هو أو هي لم تؤمن التثقيف عن ضرورة إنقاص الكولسترول، فقدان الوزن ، وإيقاف عادة التدخين للمريض المعرض لخطر الإصابة بأمراض القلب التاجية chd.
وعلى نفس النمط، فإن السيطرة على عامل خطر الإصابات الحول سنية تتطلب طبيب الأسنان لتأكيد الإجراءات الوقائية الشخصية والمحترفة المركزة على النظافة الفموية الشاملة والمراجعة المنتظمة .
مترجم عن كتاب "سريريات أمراض النسج حول السنية لكارنزا"
ترجمة د . عبد المالك مجني