المرض حول السني و داء السكري

الرجل البخاخالرجل البخاخ عضو ماسي
اختلاطات مرض السكري
1- اعتلال الشبكية
2 –
اعتلال الكلى
3- اعتلال الأعصاب
4 - المرض الوعائي الشديد
5 - تناقص التئام الجروح
6 – المرض حول السني

إن العلاقة بين مرض السكري و المرض حول السني قد درست باستفاضة. ومن الواضح من البحوث الوبائية أن مرض السكري يزيد من خطر وشدة الأمراض حول السنية . إن الآليات الحيوية التي يمكن أن يؤثر السكري من خلالها على النسج حول السنية تناقش في الفصل 17. وإن الانتشار المتزايد وخطورة أمراض النسج الداعمة يشاهد بشكل نموذجي في المرضى الذين يعانون من مرض السكري ، وخصوصا مع أولئك ذوي السيطرة السيئة على الخمائر المسببة ، وأدى ذلك إلى تسمية المرض حول السني بأنه "الاختلاط السادس لمرض السكري." بالإضافة إلى اختلاطات السكري الكلاسيكية الخمسة (الإطار 18-2)







لقد اعترفت جمعية مرضى السكري الأميركية رسميا بأن المرض حول السني شائع في المرضى الذين يعانون من مرض السكري ، وإن معايير الرعاية في الجمعية تتضمن أخذ القصة الحالية أو السابقة للإصابات السنية كجزء أساسي من الفحوص الجسدية للمرضى .
ورغم أن العديد من الدراسات قد درست آثار مرض السكري على النسج حول السنية ، فإن القليل منها قد فسر تأثير الإصابة حول السنية على السيطرة على مرض السكري. وتبقى الأسئلة التالية :
• هل وجود أو شدة المرض حول السني يؤثر في الحالة الإستقلابية لدى مرضى السكري؟
• هل أن معالجة المرض حول السني الذي يساعد على التقليل من الهجوم الجرثومي و يقلل الالتهاب يكون لها تأثير يمكن قياسه على السيطرة على سكرية الدم (نسبة الجلوكوز في الدم) ؟


في دراسة طويلة الأمد عن المرضى الذين يعانون من السكري نمط 2 (غير المعتمد على الأنسولين ) وجد أن أمراض النسج الداعمة الشديدة كانت مرتبطة مع التردي الكبير لسيطرة المريض على سكر الدم خلال مدة الدراسة . وعند فحص الأفراد المصابين بأمراض النسج الداعمة الشديدة وجد أن لديهم نسبة سيطرة سيئة على سكر الدم طوال الفترة من 2 إلى 4 سنوات أكثر مما وجد لدى المرضى الغير مصابين بأمراض النسج الداعمة. في هذه الدراسة ، عرف أن أمراض النسج الداعمة تؤدي إلى تفاقم السيطرة السيئة على سكر الدم .
أمراض النسج الداعمة قد تم ربطها أيضاً بالمضاعفات الكلاسيكية لمرض السكري. فعلى سبيل المثال وجد أن السكري الكهلي لدى المصابين بأمراض النسج الداعمة الشديدة لديهم نسبة الإصابة بالإختلاطات الوعائية والكلوية طوال فترة من 1 إلى 11 سنة اللاحقة اكبر بكثير من السكري الكهلي لدى المصابين بالتهاب اللثة أو أمراض النسج الداعمة المعتدلة فقط . وكان هذا صحيحا على الرغم من أن كلا الفريقين لديهم سيطرة متماثلة على سكر الدم .ووجد أن واحد أو أكثر من الإختلاطات القلبية الوعائية وقعت في82 ٪ من المرضى المصابين بأمراض نسج داعمة شديدة مقابل 21 ٪ من المرضى الغير مصابين بأمراض نسج داعمة شديدة . ومرة أخرى ، وجد أن أمراض النسج الداعمة الشديدة سبقت بداية الإختلاطات السكرية السريرية عند هؤلاء المرضى .
في مرضى السكري المصابين بأمراض النسج الداعمة ، وجد أن المعالجة حول السنية قد تكون لها آثار مفيدة على السيطرة على سكر الدم وقد يكون هذا صحيحاً بشكل خاص للمرضى ذوي السيطرة السيئة نسبيا على سكر الدم واللذين لديهم تخرب حول سني أكثر تقدما قبل المعالجة .
قبل أكثر من 40 عاما وصفت المنافع المحتملة للمعالجة حول السنية أولا في الشباب المصابين بمرض السكّري و بأمراض النسج الداعمة الشديدة . ووجد أن المعالجة بالتقليح وتسوية الجذور ، والجراحة، وقلع الأسنان الانتقائي ، والمضادات الحيوية الجهازية أدت إلى تناقص الحاجة إلى الأنسولين.
في تقييم أكثر حداثة عن التقليح وتسوية الجذور بالمشاركة مع المعالجة الجهازية بالدوكسيسكلين doxycycline لأسبوعين , وجد أن مرضى السكري من النمط 1(المعتمد على الأنسولين) لديهم تحسن في صحة النسج الداعمة ولديهم أيضا تحسن كبير في السيطرة على سكر الدم (الشكل رقم 18-7) و بالمقابل، فإن أولئك الأفراد الذين أظهروا مقدارا قليلا من التأثر السريري المفيد للمعالجة الحول سنية لم يكن عندهم أي تغير في السيطرة على سكر الدم.

p10.JPG
وجد في خمسة مرضى أن تناقص الالتهاب حول السني بعد المعالجة الميكانيكية المشتركة مع المعالجة الجهازية بالدوكسي سكلين doxycycline كان مصحوباً بتحسن السيطرة على سكر الدم (نقصت قيم الهيموغلوبين السكري HbAlc ).
وفي أربعة مرضى وجد أن عدم التحسن في صحة النسج الداعمة ، لم يؤدي إلى حدوث أي تحسن في السيطرة على سكر الدم .
B. O. P : أي النزف على السبر(مقياس لالتهاب حول السني ). (من Miller LS، Manwell MA، Newbold D وزملاؤه )

في دراسة موجهة بعلاج مموه (وهمي )على أفراد مصابين بداء السكري من النمط 2 وبالتهاب نسج داعمة شديد وذوي سيطرة سيئة على سكر الدم ، تم فيها المقارنة بين التقليح وتسوية الجذور بالمشاركة مع المعالجة الجهازية بالدوكسي سكلين doxycycline لمدة 14 يوم وبين المعالجة المماثلة المشتركة بالمعالجة الجهازية المموهة . فوجد أن كلا المجموعتين من المرضى كان عندهم تحسن كبير في الحالة حول السنية ، مع نقصان في أعماق السبر والنزف على السبر .
ووجد أن أولئك اللذين عولجوا بالدوكسي سكلين doxycycline كان عندهم انخفاض أكبر في انتشار جراثيم P. gingivalis، التي كانت ثابتة أكثر بمرور الوقت. وأظهر المرضى المعالجون بالدوكسي سكلين تحسن هامّ أيضا في السيطرة على سكر الدم لمدة 3 شهور بعد المعالجة ، والتي عادت بشكل تدريجي إلى المستوى الأساسي في 6 شهور.
أما الأشخاص المعالجون بعلاج مموه (وهمي) لم يكن عندهم أي تحسن هام في السيطرة على سكر الدم . تقترح هذه الدراسات بأن مشاركة التنضير الميكانيكي التحت لثوي والمعالجة الجهازية بالدوكسي سكلين doxycycline قد يؤديان إلى تحسن قصير الأمد في سكر الدم في مرضى السكري المصابين بأمراض نسج داعمة شديدة ولديهم سيطرة استقلابية سيئة .
بالمقابل، فإن الأفراد المصابين بمرض السكري المسيطر عليه بشكل جيد أو المسيطر عليه بشكل متوسط ولديهم التهاب نسج داعمة والذين عولجوا بالمعالجة الميكانيكية لوحدها لم يظهروا أي تغييرات هامّة في السيطرة على سكر الدم، على الرغم من تحسن الحالة حول السنية لديهم .
في دراسات عن الأشخاص المعالجين بالعلاج الميكانيكي بدون الاستعمال الداعم للمضادات الحيوية، وجد أن حدوث تغيرات هامة في السيطرة على سكر الدم هو أمر أقل شيوعاً .العديد من المرضى في هذه الدراسات كان عندهم سيطرة جيدة نسبيا على سكر الدم قبل المعالجة، لذلك يمكن توقع الحصول على فائدة أقل على السيطرة الإستقلابية . بالرغم من أن الاستعمال الروتيني للمضادات الحيوية الجهازية في معالجة التهاب النسج الداعمة المزمن هو غير مبرر، فإن المرضى المصابين بمرض السكري المسيطر عليه بشكل سيء المريض وبالتهاب النسج الداعمة الشديد قد يشكلون مجموعة واحدة من المرضى اللذين يعتبر مثل هذا العلاج ملائم لهم . وتبقى المضادات الحيوية داعمة للإزالة الميكانيكية الضرورية للويحة و القلح .
إن الآليات التي تحرض بها المضادات الحيوية الداعمة على إحداث تغييرات إيجابية في السيطرة على سكر الدم عندما تشارك مع التنضير الميكانيكي هي مجهولة في هذا الوقت. فالمضادات الحيوية الجهازية قد تزيل الجراثيم المتبقية بعد التقليح وتسوية الجذور ، علاوة على ذلك فإنها تنقص الهجوم الجرثومي على المضيف.
إن التتراسكلينات Tetracyclines معروفة أيضاً لإيقاف تسكر البروتين (تحميله بالسكر) ولإنقاص نشاط الإنزيمات الحالة للنسج مثل أنزيم metalloproteinases (MMPs)
هذه التغييرات قد تساهم في تحسين السيطرة الإستقلابية على مرض السكري. وإن جرعة منخفضة من الدوكسي سكلين (doxycycline 20 mg) قدمت بغرض معين لتخفيض إنتاج الأنزيم الحال للكولاجين MMPs(انظر الفصل 52). هذه الجرعة ليس لها تأثيرات المضاد الحيوي ولا تحرض مقاومة مضادة للجراثيم بالاستعمال الطويل المدى. ولأن مرض السكري يرتبط بإنتاج مرتفع جداً لأنزيم الكولاجيناز collagenase، فقد استعملت الجرعة المنخفضة من الدوكسي سكلين doxycycline في معالجة التهاب النسج الداعمة عند مرضى السكري .
يقترح الدليل التمهيدي بأن الجرعة المنخفضة من الدوكسي سكلين doxycycline، بالمشاركة مع التقليح وتسوية الجذور ، قد تحسن المشعرات حول السنية السريرية بالمقارنة مع التقليح وتسوية الجذور لوحدها في مرضى السكري. علاوة على ذلك، فإن التحسينات قصيرة الأمد في السيطرة على سكر الدم قد ظهرت بالمعالجة التشاركية، بينما لم تشاهد أي تغيرات في السيطرة على سكر الدم عندما استخدمت المعالجة الميكانيكية لوحدها .
ويشار إلى القيام بأبحاث أخرى لتحديد الفائدة المساعدة لمثل هذه المعالجات التشاركية في مرضى السكري.
الإصابة حول السنية المتعلقة بالسيطرة على سكر الدم عند مرضى السكري
إن فهم تأثيرات الإصابات الأخرى مفيد في تحديد الآليات التي تؤثر فيها الإصابة حول السنية على السيطرة على سكر الدم .

التعليقات