تطور الـمـــلاط

إن أول طبقة ملاطية تترسب على سطح الجذر هي ما نسميه الملاط الوسيط الذي يتشكل عن طريق الخلايا البشروية الداخلية المغمدة للجذر والتي تتشكل خلال تشكيل العاج الجذري. ويحدث هذا الترسيب قبل انحلال هذه الخلايا البشروية.
يقع الملاط الوسيط بين طبقة (tomes) الحبيبية العاجية و الملاط الثانوي الذي يتشكل عن طريق الخلايا المصورة للملاط التي تتمايز عن مصورات الليف الموجودة في الرباط حول السني. تبلغ سماكة الطبقة الرقيقة من الملاط الوسيط حوالي 10 ميكرومتر ولكن بعد الترسيب تتمعدن هذه الطبقة إلى درجة أكبر من العاج المجاور ومن الملاط الخلوي- اللاخلوي.
تحت تكبير مناسب نستطيع أن نرى طبقة رقيقة ظليلة على الأشعة تغطي الجذر.
الملاط الخلوي-اللاخلوي هو نسيج صلب متخصص يغطي سطح جذر الأسنان.
الطبقة الأولية الرقيقة من هذا الملاط تكون لاخلوية وهي تترسب على الملاط الوسيط. أما الطبقات التالية فتتراوح بين الملاط الخلوي واللاخلوي، وهكذا يترسب الملاط على فترات.
بشكل إجمالي ونسيجياً هذا الملاط يشبه العظم بأنه نسيج صلب له خلايا محتواة في فجوات وتظهر قنيات (canalculi) .
على أي حال وخلافاً للعظم الملاط لا يملك أوعية دموية أو أعصاب أو قنوات هافرس وقنوات فولكمان والتي هي أقنية مغذية تحوي أوعية دموية وأعصاب وهي موجودة بالعظم.
يحدد الملاط بجذر السن فقط، نلاحظ في 60% من الحالات يتوضع الملاط فوق الميناء في المنطقة العنقية لمسافة قصيرة (تداخل) وفي 30% من الحالات يتوقف في المنطقة العنقية ويشترك مع الميناء بنقطة (تقابل) وفي 10% من الحالات لا يتصل الملاط مع الميناء ويترك فراغ (فجوة)
الملاط الوسيط:

هي طبقة رقيقة لا خلوية عديمة الشكل من الأنسجة الصلبة تبلغ ثخانتها 10 ميكرومتر تقريباً وهي تترسب من الطبقة الداخلية من الخلايا البشروية الخاصة بغمد الجذر. هذا الترسيب يحدث مباشرة قبل انحلال الخلايا البشروية وهجرتها من الجذر إلى النسج الحول سنية.
حديثاً, معظم المؤلفون استخدموا المصطلح الملاط الوسيط على الرغم من أن البعض يفضل استخدام المصطلح الطبقة الشبيهة بالملاطية (cementoid layer) هذا المصطلح غير مفضل لأن الطبقة الأولية من الملاط أيضاً تسمى المادة شبيهة الملاطية (cementoid) كما هو الـ (osteoid) في العظم.
الملاط الوسيط هو أول طبقة من الأنسجة الصلبة التي تترسب وهي تختم أنيبيبات العاج بشكل مباشر.
بسبب منشأه الظهاري يتركب الملاط الوسيط من بروتين الإيناملين عوضاً عن الكولاجين والذي هو البروتين النموذجي للملاط الخلوي أو الثانوي. يتشكل الملاط الوسيط بشكل كامل قبل أن يبدأ ترسيب الملاط الثانوي .
بما أن الملاط الوسيط طبقة لاخلوية عديمة الشكل فهو يشبه الطبقة غير الموشورية للميناء على سطح التاج. هذا الملاط يتكلس بشكل أكبر من الملاط الخلوي المجاور أو العاج نفسه لذلك فهو يملك أقسى تماسك ودرجة كثافة.
الملاط الخلوي- اللاخلوي :

هذا الملاط يترسب بشكل مباشر على سطح الملاط الوسيط على سماكة 30 – 60 ميكرومتر في المنقطة العنقية للتاج ويزداد تدريجياً ليصل إلى 150- 200 ميكرومتر في ذروة الجذر.
يبدي الملاط زيادة في كونه خلوي كلما ازدادت سماكته غالباً ليحافظ على حيويته.أما الطبقة الرقيقة بالقرب من المنطقة العنقية لا تتطلب وجود خلايا لتحافظ على حيويتها لأنه يوجد سوائل تبلل سطحها الخارجي.
يتشكل الملاط بشكل أبطأ من العاج المجاور. فبعد أن تقوم الخلايا البشروية الباطنية المغمدة للجذر بتحريض تشكيل العاج الجذري تقوم هذه الخلايا البشروية بترسيب الملاط الوسيط على سطح العاج ثم تبدأ هذه الخلايا بالانحلال وتهاجر من سطح الجذر إلى الأربطة الحول سنية. ثم تبدأ الخلايا المصورة للملاط والتي تنشأ عن الأربطة الحول سنية بتشكيل كميات من الملاط على طول سطح الجذر وهو الملاط الخلوي- اللاخلوي.
الملاط دائما أسمك في ذروة الجذر. يتشكل الملاط من خلال ترسيب النسيج الكولاجيني على دفعات والذي يصبح بعد ذلك مزود بمواد معدنية. يدعى هذا النسيج الكولاجيني بالمادة المشبهة بالملاط. وتشكيله يشبه تشكيل العظم من الـ (osteoid) وتشكيل العاج من طليعة العاج.
تقوم بعض الخلايا المصورة للملاط بالاندماج مع الملاط المتشكل على طول الوجه المتطور حيث يكمل الملاط تشكيله حول هذه الخلايا المصورة للملاط. هذه الخلايا تسمى فيما بعد الخلايا الملاطية (cementocytes) لأنها تسكن ضمن الفجوات وتكون أكثر ملاحظة في الملاط السميك الذروي. هذه الخلايا الملاطية توجد في المناطق العميقة من الملاط وتكون ذات شكل مضلع وتملك أقل عضيات من باقي الخلايا.
على الرغم من وجود الكثير من الأوعية الدموية بالقرب من سطح الملاط إلا أنها لا تدخل بشكل فعلي إليه. في الفحص المخبري يلاحظ أن الملاط أكثر نفاذية نسبياً من العظم والعاج للأصبغة المخبرية. ومع ذلك نفوذية الملاط الحيوية لازالت غير معروفة.
يترسب الملاط على دفعات مما يؤدي إلى تشكيل خطوط النمو (incremental lines) تشبه تلك الموجودة في العظم والعاج والميناء. وعلى الرغم من غياب بعض العناصر لدى الملاط فهو يمتلك كثير من صفات وميزات الأنسجة الصلبة لذلك فالملاط لايشبه بشكل دقيق أي نسيج آخر من أنسجة جسم الإنسان.
تغطي النصف العنقي من سطح الجذر طبقة رقيقة من الملاط اللاخلوي لمسافة 20 ميكرومتر تقريباً. ثم يقوم الملاط الخلوي المترسب بتغطية هذه الطبقة اللاخلوية في المنطقة العنقية من الجذر لسماكة 50 ميكرومتر. يترسب بعد ذلك الملاط الخلوي في ذروة العاج الجذري لسماكة 150-200ميكرومتر .
بدون وجود الأعصاب يكون الملاط الخلوي غير حساسا للألم وهي خاصة سريريه هامة. وكما ذكرنا سابقاً الملاط أيضا أكثر مقاومة للامتصاص من العظم وفقر الملاط للتروية الدموية قد يكون أحد الأسباب.
في المناطق العميقة من الملاط كثير من الفجوات تبدو فارغة مما يدل على أن هذه الخلايا بالفعل ميتة. وبعض هذه الخلايا يملك نتوءات طويلة تقع في القنيات (canalculi) وهي على تماس مباشر مع الخلايا الملاطية المجاورة.
بالقرب من سطح الملاط تبدو بعض الخلايا نشطة ببعض العضييات مثل جهاز كولجي والشبكة الهيولية السطحية الحبيبية والمتقدرات أو الجسيمات الكوندرية والتي جميعها مرفقة بافراز البروتين.
يمكن أن تغير طبقات من الملاط الخلوي مكانها مع طبقات لاخلوية أثناء تشكيلها. وعميقاً في الملاط قد تكون الخلايا أقل فعالية.
ألياف الكولاجين التي تتشكل داخل الملاط تكون مرفقة بوظائف الملاط على سطح الجذر. و في المناطق الأكثر سطحياً يملك الملاط حزمات من الألياف غير المتكلسة والتي تكون مرفقة مع وظائف الألياف الرابطة الحول سنية. هذه الألياف المثقبة تدعى حزمات الألياف الخارجية للملاط.